نظرة عامة على كتاب "من المرجوحة إلى الخندق"

مذكرات عباسعلي دركاهي

فريدون حيدري مُلك ميان
ترجمة: أحمد حيدري مجد

2022-1-14


على غلاف كتاب "من المرجوحة إلى الخندق" صورة تأملية لمحارب منقوش علي جلد الكتاب يسجد خارج الخندق تحت حماية إله، ويوجد على الغلاف الخلفي للكتاب تعريف لنصر عظيم: اندفعوا المقاتلون نحو القوات العراقية بعد مشاهدتهم تدمير دبابات العدو وهم يهتفون الله اكبر الله اكبر، حيث أبلغونا في تمام الساعة الرابعة صباحاً عن طريق اللاسلكي أنّ  كتيبة علي الأكبر وكتيبة ميثم وكتائب أخرى محاصرة من قبل القوات العراقية قد تم تحريرها ونيران مدفعية ودبابات العدو وانخفض صوت إطلاق الرصاص إلي حد كبير".

بعد صفحة مقدمة الكتاب، زُينت صفحة بخط يد عباس علي دركاهي، يصف بنبرة رومانسية لحظة خاصة لتقدم كتيبتهم، والجزء الأخير ذُكرعلى الغلاف الخلفي. ثم تأتي قائمة ومقدمة منظمة توثيق ومستندات الدفاع المقدس. يتألف الكتاب من ثلاثة عشر فصلاً تتضمن ذكريات عباس علي دركاهي على شكل جواري. بالطبع، نتيجة للإغفال المحتمل، يعتبر فصلان منفصلان ومتعاقبان "الفصل 10" وبطريقة غير عادية في سلسلة كتب التاريخ الشفوية لمؤسسة الحفاظ على الآثار ونشر قيم الدفاع المقدس، كما أنّ الفصل الأخير مخصص للمستندات (10 صفحات) والصور (صفحتان). الصفحة الأخيرة من الكتاب تحتوي بالطبع على مصادر ومراجع.

الفصل الأول عبارة عن سيرة ذاتية مختصرة يشير فيها دركاهي، وهو يقدم نفسه وأسرته، يحيث ينحدر من قبيلة مغانلو البدوية ومن عشيرة خرده باي. بعد وفاة والديهما، أُجبر هو وشقيقه على مغادرة منطقة سبلان الصيفية والانتقال إلى أردبيل في عام 1973 لبيع أغنامهم وجمالهم ومراعيهم. في حي خاتم النبيين - حيث كان الناس طيبون ومعظمهم يذهب إلي المسجد والمنبر - اشتروا منزلاً صغيراً واستقروا فيه. منذ ذلك الحين، لم يذهبوا إليهم إلا في الصيف الذي كان يعيش فيه البدو في الصيف لاستئجار أراضيهم. كان عباس علي يعمل في ورشة لنسج السجاد لمساعدة نفسه مادياً في أردبيل. يعمل نهاراً ويدرس ليلاً، ولكن بسبب مشاكل مالية يتابع تعليمه فقط حتى الصف الخامس الإبتدائي.

الفصل الثاني يشير إلى الثورة الإسلامية. بعد الهمسات الأولى الخاصة بين معلمي المدرسة الابتدائية، يروي الراوي أول لقاء له مع المشاهد الثورية: "في سبتمبر 1977 ... ذهبت إلى طهران مع خالي وأحد أصدقائي الذي كان هناك وكان من قبيلتنا، ذهبنا إلى ساحة المدفعية لاستكشاف مدينة طهران وبعد تناول الغداء، ذهبنا من نفق يقع في شارع أمير كبير يوصلنا إلي ميدان المدفعية وقد لاحظنا عدد كبير من الثوار. كانوا يرتدون الأكفان، واستخدمت شرطة الشاه الغاز المسيل للدموع لتفريقهم وألقوا به على الثوار. واضاف "لكن الناس كانوا يهتفون بصوت عال" يا حسين "ويسيرون باتجاه شارع لاله زار. خلال هذه الفترة، مكث في طهران لمدة ثلاثة أشهر، وعمل في مطعم، وشاهد مشاهد أخرى للتظاهرات ووجود مرتدي الأكفان الثوريين. واستكمالا لهذا الفصل يتحدث عن انتصار الثورة وانضمامه في الحرس الثوري.

أما الفصل الثالث فيتناول عضويته في الحرس الثوري واجتيازه التدريبات العسكرية وإرساله إلى قرى المناطق الشمالية من البلاد ومواجهة العصابات. تستغرق هذه المهمة حوالي ثلاثة أشهر. بعد عودته إلى أردبيل، أمره الحرس الثوري بالانضمام إلى الحرس الثوري في خلخال. هناك، ولمدة أربعة أشهر، كان أحد قوات الأمن في محكمة الثورة، المسؤول عن القضايا الأمنية للمحكمة، حتى تم تكليفه بجمع المساعدات العشائرية لساحات القتال في مقر دعم الحرس الثوري.

يبدأ الفصل الرابع بالبحث عن أخوة في الحرس الثوري من أبناء العشائر يثق بهم من قبل العشائر. أي أنه تم تقديمه ليكون مسؤولاً عن جمع الأغنام. لأنّ البعض ذهب نحو العشائر وكذبوا وقالوا أنهم جاءوا من قبل مسؤولين حكوميين لجمع الأغنام وإرسالها إلى المحاربين والجبهات. لقد جمعوا حوالي 150 رأساً من الأغنام. وحاولوا تشويه سمعة المسؤولين في أعين الناس وبث الريبة بين القبائل والمسؤولين.

ولأول مرة يذهب ليجمع الغنم من عشيرته (مغانلو).جلس مع شيوخ وكبار العشيرة وشرح لهم أنه مسؤول عن جمع الأغنام للجبهات نيابة عن الحرس الثوري. حتى أنّ أحد ممثلي الدعاية الإسلامية رافقه وتحدث عن أهمية ومكافأة الإحسان، الأمر الذي كان له أثر كبير في كسب ثقة العشائر وعدد الأغنام التي تبرعوا بها للجبهة. عندما تم جمع الأغنام، تم نقلها بالشاحنات إلى مقر الدعم في باختران.

تتناول الفصول 5 و 6 و 7 و 8 و 9 و 10 قبائل كيكلو وأجيرلو ودميرجي لو وقورتلار وقاراجلو وحسين حاجي لو على التوالي، وتناقش تفاصيل وعلاقات جمع الأغنام المتبرع بها ونقلها إلى الجبهات.

الفصل 11، الذي أطلق عليه خطأً الفصل 10، يشير إلى كيفية تشكيل باسيج العشائر. بعد إنشاء قاعدة العشائر في منطقة جلّو الشتوية، كان من المفترض أن يتلقى المسجلون في باسيج العشائر تدريبات عسكرية لمدة 15 يوماً. أولئك الذين ليس لديهم أسلحة تم إعطاؤهم أسلحة، ومن كان معهم بنادق أحضروا أسلحتهم الخاصة. بالإضافة إلى ذلك، حصلوا على ترخيص لأسلحتهم حتى يتمكنوا، بالإضافة إلى كونهم أعضاء في باسيج العشائر، من استخدام أسلحتهم لحماية ممتلكاتهم وحياتهم ضد الحيوانات البرية في المناطق العشائرية.

في الفصل الثاني عشر (أساساً: الفصل الحادي عشر) والفصل الثالث عشر (اساساً: الفصل الثاني عشر) خصصوا أيضاً لوجود عباس علي دركاهي في عملية خيبر وعملية والفجر 8 على التوالي.

يشير دركاهي إلى نفسه على أنه قوة مساعدة تم إرسالها إلى جزر مجنون منذ بداية عملية خيبر. كانت هذه هي المرة الأولى التي يُرسل فيها إلى الجبهة، وكانت عملية خيبر أول من شارك فيها. كان لديه شعور خاص: "لوقت طويل تمنيت أن أُرسل إلى الجبهة وأن أدافع مع إخواني المقاتلين عن الأرض والشرف والوطن والمثل المقدسة للنظام والثورة الإسلامية ضد العدوان. وفي هذا "سوف أستشهد في هذا  الطريق المقدس".

لقد أصيب بالأسلحة الكيمياوية خلال عملية والفجر 8 وأدخل في مستشفى الإمام الحسين (عليه السلام) في دزفول لمدة شهرين تقريباً. بعد تحسن جزئي عاد إلى منطقة الفاو ليشهد انتصار رفاقه: "في هذه العملية الكبيرة، تمكن مقاتلونا من تحرير ميناء الفاو ورصيف الفاو والمنشآت النفطية شمال وغرب الفاو، ومصنع الملح ومناطق أخرى. ..»

من "المرجوحة حتي الخندق "هو عمل آخر للتاريخ الشفوي أعده جواد موثق وأجرى مقابلة معه مير صالح حسيني ونشرت الطبعة الأولى منه عام 2019م من قبل ساوالان ايگيد لري للمديرية العامة للحفاظ على الآثار ونشر قيم الدفاع المقدس في محافظة أردبيل وبـ 179 الصفحة في 1000 نسخة وبقطع رقعية.

النصّ الفارسي 



 
عدد الزوار: 1616


التعليقات

 
الاسم:
البريد الإلكتروني:
التعليق:
 

الأكثر قراءة

نبذة من مذكرات ايران ترابي

تجهيز مستشفى سوسنگرد

وصلنا إلى سوسنگرد قُبَيل الظهر. كان اليوم الثالث عشر من تشرين الأول عام 1980. لم يكن أمرها مختلفًا عن أهواز بل كانت أمرّ حالًا منها. كان قد غمرها التراب والدمار. وقد خلت من أهلها إلا ما ندر. كما أعلنت منظمّة الهلال الأحمر في أهواز، كانت لا تزال المدينة في متناول قصف العدو، ولم يأمن جانب منها من وطء القذائف والقنابل. لقد أوصلنا أنفسنا إلى مستشفى المدينة بسرعة. ما زال بابها ولوحتها سالمَين. تتقدّم المستشفى ساحة كبيرة قد حُرِث جانب منها. كأنها قد هُيّئت قبل الحرب لزرع الفسائل والزهور.

التاريخ الشفهي للدفاع المقدس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي

الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان)
لقد صدر عن حرس الثورة الإسلامية ومركز الوثائق والدراسات للدفاع المقدّس في عام 1401 ه.ش. كتابُ التاريخ الشفهي للدفاع المقدّس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي، تحت عنوان الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان) وبجهود يحيى نيازي. تصميم الغلاف يحاكي مجموعة الروايات التاريخية الشفهية للدفاع المقدس الصادرة عن هذا المركز. إذ قد اختار هذا المركز تصميمًا موحّدًا لأغلفة جميع كتب التاريخ الشفهي للدفاع المقدس مع تغيير في اللون، ليعين القارئ على أن يجدها ويختارها.
أربعون ذكرى من ساعة أسر المجاهدين الإيرانيّين

صيفُ عامِ 1990

صدر كتاب صيف عام 1990، بقلم مرتضى سرهنگي من دار سورة للنشر في سنة 1401ش. وبـ 1250 نسخة وبسعر 94 ألف تومان في 324 صفحة. لون غلاف الكتاب يحاكي لون لباس المجاهدين، ولون عنوان الكتاب يوحي إلى صفار الصيف. لُصِقت إلى جانب عنوان الكتاب صورة قديمة مطوية من جانب ومخروقة من جانب آخر وهي صورة مقاتلَين يسيران في طريق، أحدهما مسلّح يمشي خلف الآخر، والآخر يمشي أمامه رافعًا يديه مستسلمًا.
الدكتور أبو الفضل حسن آبادي

أطروحات وبرامج التاريخ الشفوي في "آستان القدس الرضوي"

أشار رئيس مركز الوثائق والمطبوعات لآستان قدس الرضوي، إلى أطروحات "تاريخ الوقف والنذور الشفهي" و"تاريخ القراءات القديمة في الحرم الشفوية" وعلى أنها أحدث المشاريع للمركز وقال: "إنّ تسجيل تاريخ الموقوفات لآستان قدس الرضوي الشفوي في عدّة مدن، هو مشروع طويل المدة. وتأسس مؤخرا قسم الدراسات للقراءت في مركز الوثائق وهو ضمن مجموعة مركز الدراسات". وفي حواره مع موقوع التاريخ الشفوي الإيراني قال الدكتور أبو الفضل حسن آبادي، شارحا برامج المركز:
مكتبة الذكريات

"أدعو لي كي لا أنقص"،"في فخّ الكوملة" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة"

سوف تتعرفون في هذا النص، على ثلاثة كتب صدرت عن محافظتين في إيران: " أدعو لي كي لا أنقص: الشهيد عباس نجفي برواية زوجته وآخرين" من المحافظة المركزية وأيضاً كتابي "في فخّ الكوملة: ذكريات محمد أمين غفار بور الشفهية" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة" وهي ذكريات أمين علي بور الشفهية" من محافظة كيلان. إثنان من المعلّمين ألّفـت السيدة مريم طالبي كتاب "أدعو لي كي لا أنقص". يحتوي الكتاب علي 272 صفحة وثلاثة عشر فصل، حيث تم إنتاجه في مكتب الثقافة