أسرار الحرب المفروضة حسب رواية الأسري العراقيين ـ 21

مرتضي سرهنكي
ترجمة: حسن حيدري

2022-12-25


في تلك الليلة، أمر قائد الجيش المشاة بعبور حقول الألغام ومهاجمة قواتك.دخلت قواتنا حقل الألغام. سرعان ما فقدنا الاتصال بهم ولا أعرف ماذا حدث لهم. لم يكن عبور حقل الألغام جزءاً من أمر العملية، وقد أمر قائد الفرقة بذلك من تلقاء نفسه.  من المثير للاهتمام معرفة أنه في بداية الهجوم، هرب الجميع دون استثناء. وأصيبت مجموعة أخرى برصاص القوات الإسلامية.

تعرض جيش البعث للهجوم من جميع الجهات وسرعان ما تلاشي. لأنهم لا يؤمنون بهذه الحرب. رأيت محاربيكم وهم يردوون بشعارات الله وأكبر ولا إله إلا الله. كان هذا هو الشعار الذي بث الرعب في جسد الجميع. كان أقوى سلاح رأيته في حياتي. أعانهم الله بإمدادته الغيبية. وفي هذه الحال جاء في القرآن الكريم:« قاتلوهم حتي لاتكون فتنه و يكون‌ الدين كله لله».

كانت وحدتنا تقع خلف الرادار مباشرة.سارت الأيام الأولى من الحرب بشكل جيد ولم يكن هناك نقص أو عيمشاكل تذكر.لا أعرف ما إذا كنت قد رأيت هذه المنطقة أم لا. المنطقة جميلة للغاية وذات مناظر خلابة - مع سهول خضراء وتلال خضراء  وطقس جيد، تعد خوزستان حقاً أرضاً جميلة وخصبة. كنا سعداء جداً في هذه المنطقة وتم تجهيزها بمرافق كافية.لم يكن هناك ما يشير إلى وجود قواتكم وقضينا أياماً سلمية ودون أي قلق واستمتعنا بالطبيعة والمناظر الطبيعية لتلك المنطقة.

كان مقرنا مجاوراً لإحدى القرى في المنطقة.

تم تطهير هذه القرية بالفعل من قبل القوات البعثية ولكن كان لا يزال هناك عدد كبير من السكان، معظمهم من الرجال والنساء والأطفال. لم يزعجوناعلي الإطلاق،وكانوا منشغلون بأعمالهم اليومية فقط. كما أن قوات الدورية نشطة في جميع أنحاء المنطقة، وبالتالي لم يكن من المتوقع وقوع أي حادث.لكن ذات ليلة تعرض مركزنا فجأة  بهجوم عن طريق قذائف الهاون.

لقد مر أفراد وحدتنا بذعر وخوف شديدين ولا يعلمون ماذا يمكنهم فعله. طلب ضباط الاتصالات السلكية واللاسلكية من المراقبين أن يبلغوا في أقرب وقت ممكن عن الاتجاه الذي أتت منه النار حتى يمكن استهداف تلك النقطة، لكن لم يكن هناك أي أخبارتذكر.تكررت هذه الحادثة عدة ليال واستهدفت مواقعنا من جهة مجهولة. كنا نعلم أنه ليس لديكم أي قوة على الإطلاق في هذه المنطقة. لم تكن المنطقة في مرمي مدافعكم البعيدة المدى أيضاً.أصبحت هذه القضية مشكلة وأمر القادة مراراً وتكراراً بزيادة عدد الدوريات وحاولوا بأقصى جهد ممكن الوصول إلى نتيجة تذكر، لكن القضية لم تتضح بعد. كنا جميعاً قلقين ومذعورين.وأننا قلقين من أن نحاصر فجأة  دون أي إيمان بالحرب التي اندلعت في طريق أهداف صدام الكافرة الشائنة.

ونظراً للغرور الذي يضمره الجيش البعثي العراقي في بداية الحرب، زعم أنه سيقضي علي الجمهورية الإسلامية في الأسابيع الأولى. كان من الطبيعي أن تكلف هذه الضربات في التوقيت غير المناسب القادة. وأمروا العديد من مجموعات البحث والتجسس بنصب كمين حول المنطقة وفي زواياها حتى يمكن اكتشاف مكان إستهدافنا وتدميره في أسرع وقت ممكن. حتى أننا خصصنا بعض الكمائن لتسريع هذا العمل. مرت الأيام والليالي ولم يتم العثور على أي أثر يبذكر.كان الجميع يائسين. في الليل، كانت القوات كلها تقريباً في حالة شبه تأهب وكان هناك حركة مرور أقل. وهذه الحوادث المتكررة في الليل قد دمرت أعصاب الجميع. رسم الجنود مخططات وإشارات للجاني الرئيسي وقالوا: "إذا تم القبض عليه، فسوف نمزقه إرباً إرباً.وسننتقم منه بسبب كل هذا الخوف والقلق ".

ذات ليلة كالعادة سقطت علينا قذائف الهاون ونجح الكمين ومجموعات الاستطلاع من كشفها.اتضح أن منفذ إطلاق النار الليلي هو رجل عجوز من القرية المجاورة، يخرج قذيفة هاون 60 من القرية على دراجة نارية ويطلق بضع رصاصات على مواقعنا من مكان يتعرف عليه ويترك المكان. مرة أخرى يأخذها إلى مكان آخر. ويطلق القذائف علينا أيضاً ...

في تلك الليلة حصلت مجموعة التحقيق والتجسس علي قذيفة هاون الرجل العجوز لكنها لم تتمكن من اعتقاله.فور رؤية فريق التجسس هرب على دراجة نارية وذهب نحو مقاتلي الإسلام. طاردته المجموعة لكنها فشلت في القبض عليه. ونجا الرجل العجوز من المعركة، على الرغم من عدم تصديقنا، فقد قام بمفرده بإيذاء العديد من قواتنا لعدة أيام وليال متتالية.

النصّ الفارسي 



 
عدد الزوار: 1104


التعليقات

 
الاسم:
البريد الإلكتروني:
التعليق:
 
نبذة من مذكرات ايران ترابي

تجهيز مستشفى سوسنگرد

وصلنا إلى سوسنگرد قُبَيل الظهر. كان اليوم الثالث عشر من تشرين الأول عام 1980. لم يكن أمرها مختلفًا عن أهواز بل كانت أمرّ حالًا منها. كان قد غمرها التراب والدمار. وقد خلت من أهلها إلا ما ندر. كما أعلنت منظمّة الهلال الأحمر في أهواز، كانت لا تزال المدينة في متناول قصف العدو، ولم يأمن جانب منها من وطء القذائف والقنابل. لقد أوصلنا أنفسنا إلى مستشفى المدينة بسرعة. ما زال بابها ولوحتها سالمَين. تتقدّم المستشفى ساحة كبيرة قد حُرِث جانب منها. كأنها قد هُيّئت قبل الحرب لزرع الفسائل والزهور.

التاريخ الشفهي للدفاع المقدس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي

الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان)
لقد صدر عن حرس الثورة الإسلامية ومركز الوثائق والدراسات للدفاع المقدّس في عام 1401 ه.ش. كتابُ التاريخ الشفهي للدفاع المقدّس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي، تحت عنوان الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان) وبجهود يحيى نيازي. تصميم الغلاف يحاكي مجموعة الروايات التاريخية الشفهية للدفاع المقدس الصادرة عن هذا المركز. إذ قد اختار هذا المركز تصميمًا موحّدًا لأغلفة جميع كتب التاريخ الشفهي للدفاع المقدس مع تغيير في اللون، ليعين القارئ على أن يجدها ويختارها.
أربعون ذكرى من ساعة أسر المجاهدين الإيرانيّين

صيفُ عامِ 1990

صدر كتاب صيف عام 1990، بقلم مرتضى سرهنگي من دار سورة للنشر في سنة 1401ش. وبـ 1250 نسخة وبسعر 94 ألف تومان في 324 صفحة. لون غلاف الكتاب يحاكي لون لباس المجاهدين، ولون عنوان الكتاب يوحي إلى صفار الصيف. لُصِقت إلى جانب عنوان الكتاب صورة قديمة مطوية من جانب ومخروقة من جانب آخر وهي صورة مقاتلَين يسيران في طريق، أحدهما مسلّح يمشي خلف الآخر، والآخر يمشي أمامه رافعًا يديه مستسلمًا.
الدكتور أبو الفضل حسن آبادي

أطروحات وبرامج التاريخ الشفوي في "آستان القدس الرضوي"

أشار رئيس مركز الوثائق والمطبوعات لآستان قدس الرضوي، إلى أطروحات "تاريخ الوقف والنذور الشفهي" و"تاريخ القراءات القديمة في الحرم الشفوية" وعلى أنها أحدث المشاريع للمركز وقال: "إنّ تسجيل تاريخ الموقوفات لآستان قدس الرضوي الشفوي في عدّة مدن، هو مشروع طويل المدة. وتأسس مؤخرا قسم الدراسات للقراءت في مركز الوثائق وهو ضمن مجموعة مركز الدراسات". وفي حواره مع موقوع التاريخ الشفوي الإيراني قال الدكتور أبو الفضل حسن آبادي، شارحا برامج المركز:
مكتبة الذكريات

"أدعو لي كي لا أنقص"،"في فخّ الكوملة" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة"

سوف تتعرفون في هذا النص، على ثلاثة كتب صدرت عن محافظتين في إيران: " أدعو لي كي لا أنقص: الشهيد عباس نجفي برواية زوجته وآخرين" من المحافظة المركزية وأيضاً كتابي "في فخّ الكوملة: ذكريات محمد أمين غفار بور الشفهية" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة" وهي ذكريات أمين علي بور الشفهية" من محافظة كيلان. إثنان من المعلّمين ألّفـت السيدة مريم طالبي كتاب "أدعو لي كي لا أنقص". يحتوي الكتاب علي 272 صفحة وثلاثة عشر فصل، حيث تم إنتاجه في مكتب الثقافة