ليالي الذاكرة (الحلقة 270 )

أحداث كردستان والعمليات في نهر أروند على لسان مقاتلي فيلقين

تقرير: سارة رشادي زاده
ترجمة: أحمد حيدري مجد

2016-8-2


خاص موقع التاريخ الشفوي إيران، أقيمت مراسم ليلة الذاكرة المئتان والسبيعن عصر يوم الخميس 28 يوليو 2016 في صالة المركز الفني. وقد تحدث فيها كل من محمد رضا جعفري، من فيلق سيد الشهدائ (ع)، وعبد الرضا طرازي، وهو ما حاملي اللاسلكي فيلق 27 محمد رسول الله (ص)، موضحين ذكرياتهما عن فترة الحرب المفروضة على إيران.

بدأ الكلمة جعفري الذي شارك في عمليتي والفجر 8 وكربلاء 5، وقال: "يمر عام على مراسم دفن الغواصيين الشهداء وما زالت ذكراهم عالقة في القلوب. وكا تعرض الأفلام والصور الباقية عن الحرب كان الجميع في أعمار صغيرة، ولكن نفسهم رغم صغر حجمهم استطاعوا عبور نهر أروند والدخول في خط العدو."

وأشار الى القيود في تلك الفترة قائلاً: "من المشاكل التي واجهناها وواجهها البقية لم نكن نستطيع إيضاح كل ما نعرفه، لأن هناك طابورا خامسا في صفوفنا، لم نعتمد على الآخرين ومن جانب آخر نخاف على المعلومات الإستخباراتية."

وأشار في حديثه الى أعمار المنخرطين معهم في الدفاع وقال: "كان العمر المتوسط في عمليات الأعوام من 1984 وحتى  1986 تتراوح بين 19 و20 سنة ويمكن التأكد من ذلك عبر زيارة قبورهم. كان العام 1986 من أصعب الأعوام في الحرب وأكبر عدد للشهداء كان في هذا العام، لأنه حدثت عمليات صعبة في فترات زمنية قليلة، وكان بصورة أن فيلقنا في العام  1986 شارك في خمس عمليات وفي عمليات كربلاء 5 شاركنا في خمس معارك. بعبارة أخرى، بما أني عنصر من الفيلق شاركت طوال عام في عشر عمليات. وذُكر ذلك في الكتب والوثائق الحربية وأذكر كُتب في مكان: "من لم يشارك في جبهات العام 1986، كأنه لم يكن في الدفاع المقدس." حدثت الكثير من العمليات في هذه الفترة."

ومن ضمن ذكرياته قال: "قمنا بعمليات كبيرة في نهاية العام 1984 أيضا ويمكن الإشارة هنا الى عمليات والفجر 8. تمت هذه العمليات على محورين مائي وترابي وعُرف المحور بمنطقة أم الرصاص.  والجانب الأرضي كان على أرض الفاو العراقية ويجب أن أشير هنا الى كنا حتى بداية العام 1986 نواجه العدو في عمليات والفجر 8."

 

عبرنا المياه برفقة قوات تعرف المنطقة

 وأشار جعفري الى مراحل إعداد القوات قبل كل عملية وقال: "طوال هذه العمليات لم تنحصر فعاليات  القوات الإيرانية في العبور من نهر أروند، بل ومن أجل اعدادهم، كانوا يعبرون ويغوصون مرات ومرات من نهر أروند ودز وبحيرة آزادي وميناء أنزلي وبوشهر. وعلى كل فرد أن يتحمل أجواء تلك الأماكن ومواجهة العدو البعثي ويعرف حجم تحمله مع عدته. كنتُ في تلك الفترة في قسم التدمير وكنا دائما مع القوات الاستخباراتية نعبر باستمرار من الماء ونعود لنتعرف على الوضع. وفقدنا عمليات والفجر 8 في أم الرصاص شخصين من مجموعتنا."

وأشار الى عملية مدّ وجزر نهر أروند قائلا: "ولأن النهر ينتهي في الخليج الفارسي، يرتفع المدّ في النهر الى ثلاث أمتار ويتسارع الماء في النهر. وفي مثل هذه الظروف كنا نعبر النهر لنصل أبعد 300 مترا من النقطة المحددة."

وأشار جعفري الى مسؤليات التدمير: "في الجانب الآخر في أرض العدو كانت هناك أنابيب شمسية الشكل حادة جدا، وعلينا ازاحتها لنعبر. وفي إحدى العمليات تقرر أن نبعد 16 صفاً من الاسلاك الشائكة وصفاً من الأنابيب الشمسية الشكل لكي يعبر غواصينا."

التدريب على الغوص في الشتاء

"كان علينا تدريب القوات الجديدة، واعدادهم للتعامل مع كل نوع من الحواجز والألغام المائية. وفي مثل هذه الأجواء الشتائية المكان الوحيد الذي يمكن التدريب فيها هو الجنوب، ورغم ذلك كان الماء بارد جدا. بالطبع كان يرسل الأفراد الى أماكن أخرى من البلاد لأخذ دورة تدريبية."

وأشار جعفري الى المشاكل التي لم تكن متوقعة قائلا: "رغم أن قواتنا مرت بدورات تدريبية مختلفة لكن نهر أروند كان له ظروفه الخاصة إذ تصل سرعة الماء فيه الى 60 كيلو مترا. وأذكر هنا أنه في مرات عدة تمطر السماء ونحن نعبر مما يؤدي الى ارتفاع الأمواج في النهر الى متر، وأدى هذا الى غرق البعض في منطقة الفاو."

وأضاف "في تلك الليلة ولأن حجم صغير تمكنت من تلافي الغرق، ولكن بعكسي كان شخص يتقدمني كبير الجثة، أجبرت على أن أرفعه من ذراعه بين دقيقة وأخرى الى أن وصل به الأمر الى أن يصرخ بي: " إتركني لأغرق."

وقال: "وصلنا الى الجهة الاخرى وكنا من شدة الخوف من الغرق نصرخ. وكان الحظ حليفنا إذ كان نقيق الضفادع عاليا ولا تنفصلنا عن العدو إلا ثلاثين مترا وضاعت أصواتنا مع نقيق الضفادع.

إرسال الإشارات الى تلك الجهة من الساحل

وأضاف جعفري: "صدر أمر بدا الهجوم بثلاث تكبيرات، وما أن سمعنا صوت التكبير بدأنا عملية التفجير. كل انفجار عبارة عن انفجارين لإطمئنان من فاعليتها. وكان ذهني يتخيل دخول الأسلاك الشائكة والأنابيب الحداة في جسدي مع الانفجار لأننا لا نبعد عنها سوى 10 أقدام.

وقال عن عملية الهجوم: إرتفعت أصوات الموسيقى على النهر، والهدف منه التغطية على حركة القوارب في النهر، كنا نرسل اشارات ضوئية لهم ليصلوا الى المكان المحدد ولكن واجهنا خطر آخر فارتفاع المد سبب في ابتلال الجنود مما يخفف من تحملهم الجسدي ومواجهة العدو، وأجبرنا على أن ينزلوا على اكتافنا ليعبروا الى الساحل.

 

الظروف الصعبة في كردستان

 

وتحدث عبدالرضا طرازي، وهو من فيلق محمد رسول الله (ص) 27، عن ذكرياته قائلا: "الليلة الأولى لي في الحرب كانت في خندق وكان بجانبي شخص باسم عباس نوري قال لي: "نظّف هذا الفانوس لنشعله مساء." وبينما كنتُ منشغلا بتنظيفه قال لي: "أعطينا إياه، أنتم أبناء المدن لا تجيدون مثل هذه الأمور. كبرنا نحن أبناء القرى معها." وبعد أن تبادلنا الحديث اتضح أن كلانا من مدينة خمين ويعرف هو والدي."

وأشار الى تواجده في كردستان قائلا: "في العام 1982 أرسلونا الى كردستان وكانت الأوضاع سيئة بصورة أن رؤوس شبابنا تقطع على يد الكوملة. ذهبنا بداية الى كرمانشاه  ثم استقرينا في سقز. سلمونا هناك بنادق ج3 وقالوا لنا أن قوات الكوملة والحزب الديمقراطي يملكون فقط رشاشات كلاشنكوف وعلينا تحديد صوت اطلاق النار دائما. تحركت مجموعتنا ضمن رتل معد ومسلح جيدا.وقالوا لنا حين تترجلون أمام باب الحرس الثوري، سوف يحضر الناس لمشاهدتكم وسيكون بينهم اعضاء من الحزبين المذكورين.  وعلينا التزام الصمت وعدم تبادل المزاح بأي شكل كان للظهور كقوات على استعداد تام. وفي كل اجازة لدخول المدينة كان علينا أخذ التدابيرة الامنية والنزول بكامل الأسلحة لنكون في أمان من الكوملة والحزب الديمقراطي."

و قال: "في إحدى المرات عدت من خفري، وكان موقع استقرارنا في مسجد يقع في قرية. وكان فيه حوض ماء، نزعتُ ثيابي ودخلت الحوض. وقام من كان في المسجد بالحديث معي بلغتهم. خرجت دون كلمة واحدة وارتديت ثيابي. فيما بعد وحين جمعنا قائدنا عرفت أن الحوض مخصص للوضوء."

النص الفارسي



 
عدد الزوار: 4228


التعليقات

 
الاسم:
البريد الإلكتروني:
التعليق:
 
نبذة من مذكرات ايران ترابي

تجهيز مستشفى سوسنگرد

وصلنا إلى سوسنگرد قُبَيل الظهر. كان اليوم الثالث عشر من تشرين الأول عام 1980. لم يكن أمرها مختلفًا عن أهواز بل كانت أمرّ حالًا منها. كان قد غمرها التراب والدمار. وقد خلت من أهلها إلا ما ندر. كما أعلنت منظمّة الهلال الأحمر في أهواز، كانت لا تزال المدينة في متناول قصف العدو، ولم يأمن جانب منها من وطء القذائف والقنابل. لقد أوصلنا أنفسنا إلى مستشفى المدينة بسرعة. ما زال بابها ولوحتها سالمَين. تتقدّم المستشفى ساحة كبيرة قد حُرِث جانب منها. كأنها قد هُيّئت قبل الحرب لزرع الفسائل والزهور.

التاريخ الشفهي للدفاع المقدس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي

الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان)
لقد صدر عن حرس الثورة الإسلامية ومركز الوثائق والدراسات للدفاع المقدّس في عام 1401 ه.ش. كتابُ التاريخ الشفهي للدفاع المقدّس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي، تحت عنوان الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان) وبجهود يحيى نيازي. تصميم الغلاف يحاكي مجموعة الروايات التاريخية الشفهية للدفاع المقدس الصادرة عن هذا المركز. إذ قد اختار هذا المركز تصميمًا موحّدًا لأغلفة جميع كتب التاريخ الشفهي للدفاع المقدس مع تغيير في اللون، ليعين القارئ على أن يجدها ويختارها.
أربعون ذكرى من ساعة أسر المجاهدين الإيرانيّين

صيفُ عامِ 1990

صدر كتاب صيف عام 1990، بقلم مرتضى سرهنگي من دار سورة للنشر في سنة 1401ش. وبـ 1250 نسخة وبسعر 94 ألف تومان في 324 صفحة. لون غلاف الكتاب يحاكي لون لباس المجاهدين، ولون عنوان الكتاب يوحي إلى صفار الصيف. لُصِقت إلى جانب عنوان الكتاب صورة قديمة مطوية من جانب ومخروقة من جانب آخر وهي صورة مقاتلَين يسيران في طريق، أحدهما مسلّح يمشي خلف الآخر، والآخر يمشي أمامه رافعًا يديه مستسلمًا.
الدكتور أبو الفضل حسن آبادي

أطروحات وبرامج التاريخ الشفوي في "آستان القدس الرضوي"

أشار رئيس مركز الوثائق والمطبوعات لآستان قدس الرضوي، إلى أطروحات "تاريخ الوقف والنذور الشفهي" و"تاريخ القراءات القديمة في الحرم الشفوية" وعلى أنها أحدث المشاريع للمركز وقال: "إنّ تسجيل تاريخ الموقوفات لآستان قدس الرضوي الشفوي في عدّة مدن، هو مشروع طويل المدة. وتأسس مؤخرا قسم الدراسات للقراءت في مركز الوثائق وهو ضمن مجموعة مركز الدراسات". وفي حواره مع موقوع التاريخ الشفوي الإيراني قال الدكتور أبو الفضل حسن آبادي، شارحا برامج المركز:
مكتبة الذكريات

"أدعو لي كي لا أنقص"،"في فخّ الكوملة" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة"

سوف تتعرفون في هذا النص، على ثلاثة كتب صدرت عن محافظتين في إيران: " أدعو لي كي لا أنقص: الشهيد عباس نجفي برواية زوجته وآخرين" من المحافظة المركزية وأيضاً كتابي "في فخّ الكوملة: ذكريات محمد أمين غفار بور الشفهية" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة" وهي ذكريات أمين علي بور الشفهية" من محافظة كيلان. إثنان من المعلّمين ألّفـت السيدة مريم طالبي كتاب "أدعو لي كي لا أنقص". يحتوي الكتاب علي 272 صفحة وثلاثة عشر فصل، حيث تم إنتاجه في مكتب الثقافة