برنامج ليالي الذكريات المئتين والخامسة والتسعون

ذكريات معركة فيلق الإمام الحسين (عليه السلام) في عمليات كربلاء 3

مريم رجبي
ترجمة: حسين حيدري

2018-10-12


خاص موقع التاريخ الشفوي الإيراني، أقيم برنامج ليالي الذكريات للدفاع المقدس في نسختها المئتين والخامسة والتسعين في مساء يوم الخميس الموافق الـ 27 من سبتمبر لعام 2018م في صالة سورة الفنية. حيث تحدث في هذا البرنامج كل من السيد حسين رضايي، أحمد موسوي، غدير علي سرامي، علي شاه نظري ومحمود نجيمي عن ذكرياتهم في عمليات كربلاء 3.

استكملت عمليات والفجر 8 مع كربلاء 3

كان الحاج حسن رضايي الراوي الأول للبرنامج، مسؤول محور العمليات في عمليات كربلاء 3. وقال: « كان السبب في تسليم العملية إلى فيلق الإمام الحسين (عليه السلام) أن الجيش كان له مقراً بالقرب من كارون وقام بتدريب مقاتلين غواصين في كارون لعمليات والفجر 8.عندما بدأت عمليات والفجر 8، دخلت كتيبة واحدة فقط من المقاتلين إلى خوض غمار العمليات، وكانت اثنتان أو ثلاث كتائب أخرى مستعدة للقيام للعمليات بأماكن أخرى. والسبب الآخر هو تفويض هذه المهمة من قبل القاعدة العامة للفيلق. كان الحاج حسين خرزاي قائد فيلق الإمام الحسين (عليه السلام) آنذاك، في الوقت الذي تم تفويض هذه المهمة للفيلق، ملأ زورقين مع جميع الكوادر اللازمة لدعم العملية، و شرح لهم الحاج حسين جميع المهمات المتعلقة بالأماكن التي يجب استهدافها وعاد ثانية.

كان الحاج حسين خرازي أثناء عمليات كربلاء في مكة المكرمة لأداء واجب زيارة بيت الله و كان خلفه السيد محمد ابوشهاب مسك زمام الأمور بيده و القيام بالمهام التي كانت علي عاتقه. أي قيادة فيلق الإمام الحسين (عليه السلام) في عمليات كربلاء 3 في غياب الحاج حسين خرازي كانت علي عاتق ابوشهاب.حين أشرفت العمليات علي بدايتها، كان المقاتلون علي أهبت الإستعداد التام، لكنهم ينوون القيام بالعمليات ليلاً. جاءت أوامر من القاعدة العامة و طلبوا منّا الذهاب نحو جزيرة خارك و القيام بالتدريبات اللازمة لـ 10 أو 15 يوماً. ثم عادوا واستعدوا للعمليات. ذهبنا حينها إلي جزيرة خارك و تدربنا هناك بشكل جيد. كان هناك مرفئ يسمي مرفئ آذرباد حيث كانت مماثلة لمرفئ الأميّة (إحدي أهدافنا) و قمنا بإجراء التدريبات علي ذلك المرفئ.  بعد التدريب على نفس المرفئ في جزيرة خارك، كان لدينا مناورة قمنا بها. وبعد التدريب، قبل 10 إلى 12 يوماً من العملية،  قاموا بنشر المقاتلين على حدود خسرو آباد لممارسة الغوص ثم تدريبهم على العمليات. خرجنا ليلة واحدة قبل العملية، لكن العمليات لم تبصر النور حينها. لقد عدنا و ذهبنا ثانية في الليلة التالية وخضنا العمليات. ذهبت فرقة الغوص و قامت بتطويق وتضييق الخناق علي مرفئ الأمية و سيطروا عليها أيضاً. كان العميد موسوي، مسؤول قسم مخابرات الفيلق و قائد كتيبة الغواصين. وكانت المنطقة التي يمكن الغوص فيها حوالي ثلاثة كيلومترات. من أجل القيام بهذه العمليات قمنا بتجهيز كتيبة مشاة، حيث بعد الإنتهاء من عمليات الغوص، ستستقر كتيبة الإمام الرضا (عليه السلام) هناك لتقوم بالدفاع عن المرفئ. كان الغواصون قريبون من السيطرة علي المرفئ و ذهبت برفقة السيد محمد علي شفيعي و سائق للقارب نحو ذلك المرفئ. أقمنا فريضة صلاة الفجر علي متن ذلك القارب. كان القارب بالقرب المرفئ. كنّا نكبّر و نقول حينها لقائد القارب أن يذهب بسرعة نحو اليمين. كنا نردد الله أكبر و نقول لقائد القارب أن يذهب نحو اليسار و صعدنا إلي الأعلي، رأينا السيد أحمد شاطر بور وكان غواصاً والذي اسشتهد بعد ذلك في عمليات كربلاء 4،منشغلاً بأداء واجب الصلاة. أقمنا صلاة الفجر بإمامة السيد شاطربور.عندما أنهي الغواصون عملهم و سيطروا علي المرفئ، طلبنا من فيلق الإمام الرضا (عليه السلام) أن يمسك زمام الأمور وأن يقوم بمهامه، أخذنا قارباً و ركبت علي متنه كتيبة الغواصين وعدنا إلي الخلف. كما قمنا من قبل بتجهيز كتيبتي مشاة وهما الإمام محمد الباقر (عليه السلام) و الإمام موسي بن جعفر (عليه السلام)،حتي إذ لم نتمكن من السيطرة علي المرفئ، سيرافقون كتيبتي الإمام الرضا (عليه السلام) و كتيبة الغواصين، لله الحمد لم نحتج لمساندتهم في تلك العملية.

عندما وصلنا إلي ذلك المرفئ، قُصفنا بشكل لايوصف، حيث الفرقاطات تطلق النار بشكل مستمر ونجركت حينها من بداية المرفئ حتي نهايته و من ثم أعود من هناك إلي الخلف. كانت في حوالي الساعة 10 ليلاً، قام أبو شهاب بصفته قائد للفيلق، بإرسال السيد محمود اسدي لمساعدتنا و الذي استشهد فيما بعد في عمليات إستعادة مدينة الفاو. كنّا نقول له أن يتوخّي الحيطة حتي لاتصاب هذه الجبهة لاسامح الله بالأذي. في تمام الساعة 10 ليلاً تم إطلاق صاروخاً بشكل مباشر من أم القصر واستهدف المرفئ. حافظنا علي هذا المرفئ لحوالي 24 ساعة. لم يكن هدفنا هو الحفاظ علي هذا المرفئ، يجب علينا تدميره و من ثم العودة للخلف..في اليوم الثاني عندما أردنا العودة للخلف، أرسلوا لكل قارب منّا طيارة وقد قاموا بقصفنا. لله الحمد كانت قواربنا صغيرة ولم تتأثر بقصف تلك الطائرات. كان لدينا قارباً وضعنا عليه دبابة لحماية ودعم المرفئ. حيث لم تستطع تلك الدبابة أن تسير كما تسير القوارب بسرعة و يتحرك ببطء، لكن ولله الحمد لم يتعرض للقصف و تمت السيطرة علي مرفئ الأمية ومن ثم تدميره بالكامل. بعد مضيّ عدة ساعات قمنا باستهداف مرفئ البكر. استكمالاً لعملية والفجر 8، احتلال و تفجير هذين المرفئين، أي في عمليات كربلاء 3».

 

من فيلق يونس حتي مرفئ العدو

كان الراوي الثاني للبرنامج، سيد أحمد موسوي. حيث قال: «كانت كتيبة غواصو فيلق الإمام الحسين (عليه السلام) تسمّي كتيبة يونس و أنا كنت مسؤول قسم مخابرات عمليات الفيلق آنذاك. بالنظر إلي أنّ عمليات بدر كانت أولي تجاربنا في الغوص في مجال تحديد المواقع والنقاط اللازمة و من ثم مقاتلي المخابرات تدربوا علي قضايا الغوص لأول مرة، لقد إتخذ الشهيد خرازي الإجراءات اللازمة و استدعي قوات قواطع خط المشاة التابعين لفيلق الإمام الحسين (عليه السلام) قبل عمليات والفجر 8، أي طلب إرسال 20 مقاتلاً من كل كتيبة وهم علي أهبة الإستعداد للقيام بذلك أكثر من باقي المقاتلين. بداية جاءوا لكي يتدربوا و من ثم  يعودوا إلي كتيبتهم، لكن في نهاية الأمر و عندما قام المقاتلون في قسم مخابرات العمليات بإعطائهم التدريبات اللازمة، تقبلوا مهمة هذه الكتيبة و حينها اخترت السيد حسن قرباني كنائب لي. بعدها جاء حوالي 20 مقاتلاً من طاقم المخابرات و الذين يتمتعون بإستعداد وتجهيز جيّد و دخلوا هذه الكتيبة و تم تقديم كتيبة يونس كإحدي الكتائب المستعدة لخوض غمار هذه العمليات».

وأضاف العميد موسوي قائلاً:«لقد قام الشهيد خرازي، بإستدعائي وواحد من قادة الكتائب يسمي الحاج ناصر علي بابايي والذي كان قائداً لكتيبة موسي بن جعفر (عليه السلام)، كأول أفراد تمّ تخويلهم بمهام عمليات كربلاء 3، إلي غرفة القيادة. كان الحاج حسين خرازي قائداً شارك في عمليات مختلفة حيث كنّا معه في العديد من العمليات. كانت نفسياته عجيبة وغريبة و يتمتع بتجارب قيمة، لكنه في مجال عمليات المياه لم تكن لديه وجهة نظر خاصة و يتمني أن تقام العمليات براً فقط. كان يقول أن لدينا عدواً آخراً في المياه أيضاً.قال حينها أنه تم تكليفنا بالقيام بمهمة ما وهي السيطرة علي مرفئ الأمية والذي تقع علي بُعد عشرين كيلومتر من مصبّ الخليج الفارسي بمساعدة فيلق الإمام الحسين (عليه السلام). التفت نحوي الشهيد خرازي بصفتي كمسؤول لقسم مخابرات العمليات و قائد كتيبة يونس و من ثم التفت نحو الحاج علي بابايي بصفته قائد لكتيبة الإسناد وقال: هل لديكم ما تضيفونه؟ سألته هل سنقوم نحن بالعمليات؟ نعم كما يبدو واضحاً يجب علينا القيام بها و أنا قلت سنخوض غمارها، كما قمنا سابقاً بالقيام بمهام عديدة. في هذه العمليات سيساعدنا الله و سنقوم  نحن بها أيضاً. في ذلك اليوم رأيت ابتسامة الحاج حسن. لقد فرح لقبول قادة الفيلق بما قاله واطاعتهم لتلك الأوامر.

تم ترتيب العمل. عندما بدأنا بتعليم مقاتلي كتيبة يونس، كان عدد من المقاتلين جاهزين منذ عملية والفاجر 8، وأضيف إلينا عدد من القوات الجديدة، لأننا أردنا المزيد من الغواصين. يجب أن يتم إعداد الذين أضيفوا لتحقيق قضية كسر الخط بشكل جيد وأن يتمتعوا بنفسيات مرتفعة، من ناحية أخرى، ينبغي أن تكون لياقتهم الجسمانية في أفضل حالتها. بعض من الأفراد الذين جاءوا ولم يكن لديهم جسد كبير وقوي، أخبرناهم في البداية أنه لا يمكنهم الدخول في الكتيبة.  في بعض الأحيان، قد يقول بعضهم وهو يبكي، أن أي اختبار تريده منا فنحن جاهزون له .أخبرنا ثلاثة غواصين شباب أن يذهبوا من هذا الجانب من النهر إلي ذلك الجانب سباحة و ارتداء ملابس الغوص بحيث لا تنجرفوا مع تيار المياه. كان أمراً صعباً للغاية و هم يحاولون تطبيق ذلك. إجمالاً، كان الداخلون في كتيبة يونس قبل عملية كربلاء 3 لا يتجاوز أعمارهم 17 سنة، لكنهم جاهزين تماماً. قمنا بتدريب المقاتلين لحوالي شهر من الزمن في مياه نهر كارون. و من ثم يجب علينا أن نذهب لمنطقة قريبة لمياه الخليج الفارسي. كان في مصب الخليج الفارسي نهر يسمي نهر القاسميّة. ذهبنا واستقرينا في النخيل المحاذية لمياه الخليج الفارسي. بدأنا التدريب هناك في أواسط شهر ژانويه لعام 1986م واستمر لغاية 11 من شهر آگوست. كان الطقس حاراً جداً و درجة الحرارة تصل لحوالي 60 درجة سانتيغراد. كانت نسبة رطوبة الجو كبيرة جدا. أي أن الجو كان شرجياً. لكن المقاتلين تحملوا حتي الجو الحار. في ذلك الوقت، اعتبرت واحدة من مهماتي تشجيع وتحفيز المقاتلين، وأود أن أقول إن الله كان معنا. في تلك الحالة كنا نسعي لإضفاء التبريد علي المقاتلين بأي شكل من الأشكال، لأنهم ذابوا من شدة الحر.عندما كانوا يدخلون المياه المالحة يشعرون بالأذي. أحياناً عندما يريدون الإسترخاء والنوم ويضعون أجسادهم علي الأرض، نسمع صراخهم من شدّة الألم ولايمكنهم النوم علي الإطلاق. كما كان البعوض مزعجاً، وحاولنا إحضار محرك كهربائي وتجهيز مروحة في كل خندق، ولكن عندما أحضرنا المحرك الكهربائي، لم يعمل لأكثر من نصف ساعة وتعطل. أمضينا أسبوعاً في جزيرة خارك و اكتملت تدريباتنا. كما أجرينا مناورات علي مرفئ آذرباد حتي نتمرّن علي خطة عملياتنا في تلك النقطة. عندما دخلنا جزيرة خارك في ذلك الطقس الحار، أخبرونا أن هناك سينما وحسينة في هذه الجزيرة أكثر برودة من أي مكان آخر، ويعمل العديد من المبردات. ذهب أبناء الغطس نحو الحسينة و أبناء كتيبة الإمام الرضا (عليه السلام) نحو السينما. عندما وصلنا و أقمنا فريضة صلاة الظهر، انقطع التيار الكهربائي في شدة الحر. قال مسؤوا جزيرة خارك أن كل شيء تحت اشرافنا وهذا الأمر لاسابقة له. في اليوم الأول الذي وصلنا فيه، وكان المقاتلون متعبين ويجب أن يستريحوا، بقوا في الحر ثانية. قلت لمقاتلي كتيبيتي أن الله يريد مساعدتكم . يقول الله عزوجل أنني أساعد من يساعدني. لقد حدث و نام المقاتلون لأكثر من ساعتين من شدّة الإهارق و يصب العرق منهم بحيث تصورت أن هناك أنبوب من المياه انفتح من حولهم. لقد بكيت عندما شاهدت هذا المشهد المؤلم. قلت لهم كلما نتحمل الصعوبات سنكون للنصر أقرب. لقد تحمل المقاتلون هذه المحن والصعوبات بصبر كبير.عندما أرادوا الدخول إلي العمليات، حصلت ظروف وتأخرنا بالوصول. كانت تفصلنا حوالي 20 كيلومتر عن المرفئ حيث قمنا بإنزال الغواصين ثلاثة كيلومترات بعيداًعن مرفئ الإمية. عندما نزلوا و أرادوا الذهاب إلي العمليات، كان حديثهم يا حاج موسوي! أو لاترانا للأبد أو ستجدنا علي المرفئ!ه ذه الكلمات تدل علي مدي استعداد القوات لخوض هذه العمليات.

ذهب الغطاسون نحو المرفئ، وكان تقديرنا أنه ينبغي أن يصلوا إلى المرفئ بعد ساعتين أو ثلاث ساعات، ولكن بعد ساعة، توقف اتصالنا بالغواص بسبب المشاكل التي حدثت على الهواتف اللاسلكية. بات الجو يتضح. قائد الحرس الثوري الذي كان يتواجد هناك، قرر عودة القوات التي تتواجد في الخلف، فإذا أشرقت الشمس، لن تكن القوارب والقوات المتواجدة هناك في مأمن من قوات العدو. كانت تلك اللحظة صعبة عليّ للغاية. قلت لأبي شهاب أنني عملت علي تدريب هؤلاء الغواصين لشهرين و الآن يعودون للخلف؟! دعوني أذهب علي متن قارب إلي الأمام لأري الأوضاع عن كثب. ذهبنا بقارب نحو الأمام. لربما ذهبنا ليكلوترين نحو الأمام. كنا نري المرفئ بأعيننا لكن لم نر وجود الغواصين علي متنها. كانت لدينا وحدة قائدها عربي.. كانت مهام تلك الوحدة الإستماع إلي مكالمات العراقيين و قال أنهم يقولون لبعضهم البعض أننا تعرضنا لهجوم. نحن أيضاً إنتبهنا علي عملية إطلاق نار علي المرفئ. وصل الخبر إلي القوات التي كانت تتراجع للخلف، ذهبنا بسرعة نحو المرفئ. عندما ذهب الغواصون نحو المرفئ و انقطع ارتباطنا بهم، كانوا يعملون علي الوصول إلي هناك. نظراً للفرصة التي فقدت، كان تدفق المياه يعود إلي الوراء. توقعنا أنه حتى ينتهي الجزر، سيصل الغواصون إلى المرفئ، ولكن عندما وصلوا ، تغير تدفق المياه وبدأ المد. تدفق المياه يضغط علي صدور الغواصين، ومع ذلك حاولوا الوصول إلى المرفئ بأي شكل من الأشكال. قمنا بتقسيم كتيبتنا إلي ثلاثة مجموعات وخططنا أن ندخل علي المرفئ من ثلاث جهات. خرج إثنان من المجموعات بسبب ضغوط المياه من المرفئ ولم يتمكنا من الوصول. لكن المجموعة الأخري من الكتيبة بقيادة السيد مهدي مظاهري، كانت علي أتم الإستعداد و تتمتع بجهوزية كبيرة حيث أوصلوا أنفسهم من خلال جهود كبيرة إلي المرفئ. عندما رأي السيد مظاهري أن ضغط المياه يخرج المقاتلين من مسارهم، ذهب برفقة إثنين من المقاتلين نحو المرفئ. كما قاد السيد شاطربور االمقاتلين نحو المرفئ، وعندما وصلوا ، كاد الصبح يدخل.عندما وصل المقاتلون الثلاث إلي المرفئ، كان حراس العدو بين نائم ومستيقظ. لقد هاجموا حينها الأفراد الذين كانوا علي متن المرفئ و انتبه العدو لهذه الهجمة، بعدها جاء باقي أفراد الكتيبة و سيطروا علي نصف المرفئ.عندما وصلنا إلي هناك، هاجمنا في النهار ما تبقي من المرفئ. قمنا بأسر حوالي 150 شخص حيث قتل حوالي 30 إلي 40 منهم بواسطة صواريخ قواتهم في ذلك اليوم و في النهاية استخدمنا معداتهم التي تركوها هناك، و من ثم قمنا بتدميرها بشكل كامل».

كنّا ثلاثة أشخاص ...

كان الراوي الثالث للبرنامج هو غدير علي سرامي. حيث قال :« كنت في وحدة الاستخبارات التابعة لفيلق الإمام الحسين (عليه السلام) الرابع عشر، هذه الوحدة هي وحدة تحدد عادة منطقة العمليات قبل البدء بالعمليات .كان التحديد يتم عن طريق فرد موثوق عندما يري المنطقة بعينه. لذلك ومن أجل القيام بعملية مرفئ الأمية، يجب أن يذهب شخص نحوها و يعود ثانية للتأكد. وكان أيضا في البرّ علي هذا المنوال، وكل من المحاور المخصصة لقسم  وحدة المخابرات التابعة لفيلق الإمام الحسين (عليه السلام)، كان مطلوبا من قوات المخابرات أن تمر وتتعرف على تلك المنطقة لكي يأكد القائد علي ذلك. كان الأمر فيما يتعلق بعمليات كربلاء 3 بهذا الشكل أيضاً.كانت هناك صور من مرفئ الأمية وصور موجودة في وحدة العمليات لكن القادة لم يقبلوا. يجب أن يقرر القائد كيفية تنفيذ العملية بناءً على المعلومات التي تحددها الوحدة، وهذه هي قاعدة كل وحدة، مع هذه التفسيرات، أعطيت لنا مهمة مرفئ الأمية.

كنّا ثلاثة أشخاص، السيد مهدي طاهري والسيد أحمد شاطربور و أنا. كنا أكثر فاعلية من الغواصين الآخرين، وليس لدينا أي سمات أخرى. لقد تمرنا حوالي 10 أو 15 يوماً في مصب نهر أروند ليل نهار. يجب أن نتدرب لأننا سنضطر إلى الغوص حوالي خمسة كيلومترات. في الأيام القليلة الأولى، عندما كان الشهيد خرازي في إيران لم يسافر بعد إلي المكة المكرمة، جاء و شاهد مناورتنا عن كثب. يجب أن نذهب ونحدد تلك المواقع. كانوا يشرفون علي تدريباتنا من قريب كما جاء مسؤول وحدة مخابرات العمليات وقائد الفيلق ليراقبوا تدريباتنا من قريب. لقد انتهت تدريباتنا، لكن كانت لدينا قسم يسمي الجزر والمد والذي كان يرأسها السيد عبدالرسول شمندي. يحدد الجزر والمد الليلي متى سنذهب للعمليات. لم يكن الوضع يشير أنه سنقوم باختيار ليلة لأنفسنا من أجل القيام بالعملية. لأن عملياتنا كانت في الماء، يجب تحديد وقت المد، ووقت ركود المياه ووقت المد كذلك. كان هؤلاء الأفراد يحددون توقيت انطلاقتنا لعمليات استطلاع المنطقة. ذهبنا في يوم 12 من آگوست لعام 1986م لعمليات الإستطلاع. ركبنا علي متن القارب في تمام الساعة الثامنة والنصف ليلاً و قطعنا مسافة تبلغ حوالي 20 كيلومتراً. كان مرفئ الأمية يبعد عن البرّ حوالي 25 كيلومتراً، أي أنّ المرفئ كان يقع وسط الخليج الفارسي. خمسة كيلومترات تفصلنا عن المرفئ، توقفنا و ذهبنا نحو الثلاثة مشياً علي الأقدام. كان العميد حسين رضايي مسؤولاً للمحور والعميد موسوي كان يرافقنا. نزلنا من القارب و نحن علي صلة ببعضنا البعض. يتم توصيل الغواصين بواسطة حبل في كل عملية، وإذا أراد أي غواص الانفصال، سينحرف مسار حركته، حيث تصطدم الموجة صدره  وتتسبب بانحرافه.

عندما نزلنا من القارب، كانت الساعة تشير إلي التاسعة ليلاً و قد ذهبنا كيلومترين. الشخص الأول وهو السيد شاطربور،  قضّي فترة الغوص بجدارة. يجب أن يأتي معنا لأن البوصلة يصعب قراءتها في مياه الخليج الفارسي، ويجب على الشخص الذي يريد قراءة البوصلة استخدام اشنوكل أو تلك الأنابيب الضيقة التي تسحب الأوكسيجين من الأعلي. يجب علي السيد شاطربور أن يخفض رأسه لأن بوصلة الغوص مثل ساعة اليد و يجب أن يكون رأسه داخل المياه حتي يمكنه قرائتها.كنا نذهب وراء أحمد. كنا نزحف ورائه حيث انتهي شحن البوصلة بعد كيلومترين. لشحن البوصلة تحتاج إلى المجيء نحو أعلى الماء وشحنها باستخدام مصباح يدوي. جئنا إلي سطح الماء و ارتبطنا ببعضنا البعض و سلطنا ثلاثتنا ضوء مصابيحنا علي البوصلة حتي تم شحنها ثانية. عندما وصلنا إلى قمة الماء لشحن البوصلة، قال أحمد شاطربور إن جسدي يرتجف بشكل غريب، لكن مسؤول الإستطلاع السيد مهدي مظاهري لم يلفت لما قاله شاطربور واستمرينا في طريقنا. بعد كيلومتر آخر من الغوص شاهدنا شبح المرفئ حيث لانحتاج للبوصلة ثانية. بدأت أجسادنا ترتجف، تتكرر الحالة بعد خمسة أو ستة دقائق مرة واحدة، وكلما اقتربنا من المرفئ، يزداد الإرتجاف أكثر فأكثر. كانت المياه في حالة كيميائية و في تلك اللحظة الأولي التي بدأنا الغطس فيها، أصبح الماء ذات حالة فسفورية، كنا نخشي من هذه القضية ونعتقد أننا سنقع تحت المرفئ، من هذه الحالة الفسوفورية التي خلفتها المياه، العدو الذي كان علي سطح المرفئ، سينتبه لوجودنا. كنا قلقين بشأن هذا الأمر، لكن كان علينا أن نتحرك. لحظة ذهابنا نحو المرفئ، كانت المياه في حالة جزر، أي كانت المياه تتدفق بسهولة فوق المرفئ وهذه القضية تخدمنا كثيراً. في بعض الأحيان عندما تصطدم بنا أمواج المياه، تأتي بنا إلي سطح المياه وعندما نعود ثانية إلي الأسفل، يتغير مسارنا حوالي 10 أمتار و عليه أن نحدد مسيرنا ثانية. هذه الحالة تحدث للغواصين أثناء العمليات.

عندما رأينا الشبح، ذهبنا نحو المرفئ بهدوء. ذهبنا قليلاً إلي الأمام، ولاحظنا أن العراقيين أعدوا لنا متفجرات. هذه المواد تدخل حوالي 5 إلي ستة أمتار دخل الماء وتنفجر و تلك الهزات التي كنا نشعر بها كانت علي إثر هذه المتفجرات. لم يفكروا حتى أن الغواص سيأتي من علي سطح الماء. اعتقدوا بأنّ الغواص إذا أراد المجيء إلي المرفئ ، فإنه سيأتي من أعماق المياه . إذا كان غواصنا يريد الذهاب من عمق الماء، ستنفجر هذه المواد و ستأتي بالغواص إلي سطح المياه دون حركة. تحركنا بهدوء و وصلنا إلي خمسمئة متر من المرفئ. كانت الساعة تشير إلي الـ 11 ليلاً و النجوم تتألق في السماء. تلك الخمسمئة متر التي قطعناها نحو المرفئ كنا نردد الأذكار. كان طول المرفئ يبلغ حوالي كيلومتر وعرضه متر ونصف المتر حتي مئة متر. كانت المناطق التي تقيم فيها خنادقهم يبلغ عرضها100 متر، وكانت الأماكن التي فيها الممر، أو متصلة من الشمال إلى الجانب الجنوبي، حوالي متراً واحداً.عندما وصلنا تحت المرفئ، فتحنا أيدينا نحن الثلاثة حتي نستطيع الوصول إلي إحدي أعمدة المرفئ. عندما لمسنا عمود المرفئ بأيدينا، انجرحت أيدينا، ولأن مياه البحر مالحة، حينها اصطدمت أيدينا بالمعدن انجرحت. حساسية المنطقة و عملنا جعلنا ننسي ماحدث لنا. لقد وضعوا علي السلم الذي يطل علي المرفئ  حلقة أسلاك شائكة ولايمكن لأحد العبور. السلالم التي كانت وراء المرفئ يستخدمها العراقيون للوصول إلي مياه البحر. ذهب السيد مهدي نحو تلك السلالم  و أنا برفقة السيد شاطربور وقفنا إلي جانب عمود المرفئ. عندما ذهب السيد مهدي نحو السلالم، شك العراقيون بذلك و نادوا حراسهم و همسوا مع بعضهم البعض، كان أحمد شاطر بور في تلك الأثناء يقول لي أن أكرر الأذكار، كنات أرددها و قلق من العثور علينا و أن لا تفلح عملياتنا. قلت له شيئاً لازلت خجل منه. لم يكن كافة مقاتلي الدفاع المقدس عليهم السلام، ولم يكن جميعهم دائمي الذكر. كان لدينا عدد من القوات يطلق عليهم «غلومي». أنا كنت جزء من هؤلاء الغلوميين. كانوا الغلوميين يؤدون أعمالهم الواجبة، لكنهم ليسوا أهلا للمستحبات. يشاركون في صلاة الجماعة، لكنهم في كثير من الأحيان لا ينتظرون لأداء مستحبات وتعقيبات الصلاة...عدد هؤلاء الغلوميين كان قليلاً جداً، لكن عدد شهدائهم كثير، كأمثال الشهيد جعفر عابديني والشهيد رحيم افتخاري. لقد أمرنا السيد مهدي بمتابعة قضية الإستطلاع، علي طول المرفئ قمنا بالإستطلاع وحددنا اماكن القاذفات والرشاشات و كافة معداتهم. قالوا لنا إذا أمكن ابقوا هناك إلي يوم غد وارجعوا في اليوم الآخر ونظراً لموقع المرفئ، لايمكن هذا و لم تكون صلاحية لفريق الإستطلاع. لقد بدأ المد و عندما انتهينا من الإستطلاع، عدنا بهدوء إلي الخلف. كان من المقرر أن يأتي العميد رضايي علي متن قارب بالقرب من المرفئ بكيلومترين.كلما استخدمنا المصابيح ليشاهدوننا ويستدلون بنا، لكن لم يحدث ذلك و اضطرينا أن نرجع بهدوء للخلف لحوالي 5 كيلومترات. سألناهم لماذا لم تتبعونا؟ أردنا أن نعرف هل لديكم إمكانية للذهاب والإياب أم لا؟عندما ركبنا علي متن القارب، شرب كل شخص منّا حوالي 4 لترات من الماء. عندما عدنا من هناك، كان موعد أذان الفجر قريباً و أدينا فريضة صلاة الصبح. ذهبنا لمقر القيادة و أعطيناهم تقريراً مفصلاً».

إجتهدنا خطوة تلو الأخري

كان الراوي الرابع ، علي شاه نظري، قائد كتيبة الإمام الرضا (عليه السلام) من فيلق الإمام الحسين (عليه السلام) أثناء عملية كربلاء 3. حيث قال: «كانت الساعة تشير إلي الخامسة صباحاً من يوم 2 من سبتمبر لعام 1986م، لقد مضت حوالي 4 ساعات من ذهاب الغواصين وخمسة كيلومترات تفصلهم عن مرفئ الأمية وكان القلق ينتابنا حينها. لم يتمكن الغواصون من السيطرة علي المرفئ ولايمكنهم العودة أيضاً. لقد ذهب حوالي 140 شاباً باسلاً ولانعرف عنهم شيئاً. في هذه الأثناء استطلعنا أن جزء منهم استطاعوا السيطرة علي المرفئ الذي يبلغ طوله حوالي كيلومتراً واحداً. كنا في ساحل الخليج الفارسي قوات اسناد للغواصين حتي بعد وصولهم للمرفئ، سنذهب لتقديم المساعدات لهم. كان من المفترض أن أذهب علي متن قارب نحوهم. عندما وصلنا الخبر،كان موعد أذان الفجر قريباً. قلت للمقاتلين أن يقيموا الصلاة علي متن القارب. كل المقاتلين أصبحوا علي متن القارب . كما أن القارب الذي كنت علي متنه يحمل محركين وذات سرعة فائقة. أتذكر أن المياه كانت في حالة مد و تدفق المياه تسير علي عكس المرفئ. كنا نتحرك بسرعة كبيرة علي أمواج تلك المياه حيث أحياناً تخرج محركات القوارب من المياه تماماً. تشبثنا بجانبي القارب  و أقمنا صلاة الفجر في تلك الحالة . تصاعد الدخان و النار من المرفئ شاهدناها حين حركتنا. كما هاجمتنا طائرات العدو البعثي حين ذهابنا إلي هناك. لقد أصابوا المقاتلين طائرة ميغ كانت تلحقنا. سقطت تلك الطائرة داخل المياه و فرحنا كثيراً من سقوطها. كان أحد قوات التعبئة ومن أجل أن يدخل الطمأنينة علي قلوب المقاتلين، يقول لهم: لاتخافوا، هذه طيور البحر!

استغرق الأمر نصف ساعة للوصول إلى رصيف المرفئ. وصلنا ورأينا أن العميد محسن رضايي كان هناك. قال عليكم أن تنتشلوا المقاتلين للأعلي. قاموا بنزع الأسلاك الشائكة من السلالم و قلت للمقاتلين أن يصعدوا للأعلي. كانت أولي خطواتنا بعد الرصيف، هو العبور من الممر الذي يقع في بداية المرفئ و يقصفونه البعثيون بشدة. بعد استشهاد إثنين من مقاتلين الأكثر شباباً، استطاع باقي المقاتلين العبور من تلك الزاوية الخطيرة. عندما تقدمنا إلي الأمام، كانت هناك فجوة في الممر جعلت مسافة بين هذا الجانب من المرفئ و الجانب الآخر. الجزء الأساسي من المرفئ كان ذلك الجانب الخشبي منها. ابتكر البعثيون هذا الجزء من المرفئ الذي يبلغ طوله نحو 50 متراً، مع جسر خشبي وأشرطة معدنية تدور حولها، وكان علينا المرور عبر هذا الجسر الخشبي. كان الأمر حقاً مثيراً للقلق وخطيرا للغاية. ولقد رأي العراقيون طريق نجاتهم في تدمير ذلك الجسر، لذلك عندما ركضت على الجسر، أطلقوا النار على فخذي، وهو أمر مؤلم للغاية. وضعت يدي على الجرح وركضت إلى الجانب الآخر من المرفئ. في نهاية المطاف تمكن المقاتلون من العبور عبر ذلك الجسر. خلافاً للبر عندما تأتي الطلقات وتغوص في التراب، هنا إذا اطلقوا الرصاص من بعيد، يرتطم بالمنشآت ويعود ثانية، حتي إذا سلمنا من إطلاق الرصاص المباشر، لسنا بمأمن من عودة هذا الرصاص حينما يرتطم بالمنشآت. كانوا يطلقون الرصاص من خلال الرشاش و إذا لم نكن نحن ضحيتها تصطدم بالمعادن و كان من المحتمل أن تصيبنا. كان الأمر صعباً للغاية. كان إطلاق النار في النهار والعدو يرانا بشكل كامل ولم نمتلك أي مأوي. لقد اجتهد المقاتلون وضحوا بالغالي والنفيس.

أتذكر جيداً أنّ الشهيد محمود أسدي بور والذي كانت مهمته أن يأتي من قسم القيادة إلي المحور، كان صديقي المقرب. قلت له تعال لكي نذهب مع المقاتلين إلي الأمام. قال لا أعرف مقاتليكم حيث أجبته تعال لنكون معاً علي أقل التقديرات. ذهبت برفقته و معنا رجل دين اسمه السيد توسلي والشهيد حاج رجب علي شاه رجبيان. بذلت جهود كبيرة للسيطرة علي المرفئ. في نهاية المطاف وصلنا إلي مئتي متر الأخيرة من المرفئ حيث يوجد هناك مبني  معدني من ثلاثة طوابق. كان المقاتلون يطلقون علي ذلك المبني. حول تلك المنشآت كانت توجد أربعة مدفعيات مضادة للطائرات.  كما وجدنا كثير من العتاد والذخيرة التي استخدموها. فجأة ،لاحظت أن أحد العراقيين كان يختبئ تحت هذه القذائف وصناديق الذخيرة. كان مختبئاً و هو يرتدي فانيلة داخلية . كانت الأجواء حارة جداً و نشعر بالتعرق الشديد حيث عندما وضع يده بيدي لايمكنني سحبه بسبب التعرق الشديد. لا أعرف التحدث بالعربية وهو لايمكنه أن يتحدث الفارسية. كان في جعبتي مسدس . أخرجته و من خلال الإيماء والإشارة أفهمته أن يجلس خلف مضاد الطائرات و أن يطلق النار نحوهم . لم تكن لدينا ذخائر و معدات كافية و أردنا أن ندخل الرعب والخوف عليهم من خلال استخدام هذه المدفعية . في النهاية ذهب بي إلي تحت تلك المدفعية و وجدت أنبوبها حاراً جداً لكثرة إطلاق النار . بعدها قال لي أن المدفعية عاطلة ولا تعمل ولايمكن إطلاق النار منها. قلت له أن يذهب و يطلق النار من مدفعية أخري، لكن تلك المدفعية كانت في متناول يد العدو و يطلقون النار بها لقد خاف أن يجلس خلفها ويطلق النار . في النهاية ذهب واطلق النار حيث كان صوتها مرعباً ومخيفاً و جعل كافة البعثيين المتواجدين داخل المبني يفرون من هناك. لكن هذا لم يكف ولايزالون يطلقون النار. وصل إلينا أحد المترجمين من الخلف و قلنا له أن يكلم هذا العراقي ويقول له أن يذهب ويكلم رفاقه حتي يستسلموا و يصبحوا أسري و لن نقتلهم أذا ما فعلوا ذلك. قبل العراقي هذا المقترح و ذهب نحوهم. قبلوا الإستسلام و جاؤوا نحونا. في نهاية المعركة هناك قائداً واحداً منهم هرب علي متن قارب مع إمرأة وكلما اطلقنا النار نحوهما لم نتمكن من قتلهما. من أجل تحديد الأسري عن المقاتلين، طلبنا منهم أن ينزعوا قمصانهم. بعد العودة قلت : «الموت لصدام» و كرر جميع البعثيين ذلك. وضعناهم تحت الرصيف حتي نعود بهم إلي الخلف لكن رأينا شيئاً أحمراً يأتي من صوب أم القصر. لقد استهدفوا الرصيف الأولي للمرفئ. لقد أصاب هذا الصاروخ الرصيف وقتل حوالي 30 إلي 40 أسيراً منهم كما تسبب بإستشهاد عدد من مقاتلينا أيضاً.»

تباعاً للغواصين

كان الراوي الخامس للبرنامج، السيد محمود نجيمي. حيث قال استمراراً لما نقله الرواة مسبقاً حول عمليات كربلاء 3:« تلقينا أوامر من قيادة الحرس الثوري بإلغاء العمليات. قال السيد أبوشهاب للزوارق أن تتحرك ببطء للخلف. في اللحظة الأخيرة ذهبت عند أبوشهاب و قلت له أريد أن أذهب و أرفق السيد مظاهري معي و أعود ثانية. بداية مكث قليلاً و في الصباح عندما أراد الجميع العودة، قال : إذهب. جلسنا أربعة أشخاص داخل قارب ذي محركين.  وصلنا و رأينا أربعة قوارب هناك و العدو كان يقصفها، قارب السيد موسوي والسيد فدوي و قارب السيد  أكبر رضايي حيث كانوا جميعهم من الوحدة البحرية و الآن أضيف إليهم قاربنا. كل واحد منا استقر في زاوية من القارب لكي ننقل الغواصين ونعود للخلف. أنا كنت أبحث عن السيد مهدي مظاهري فقط. ذهبنا نحو السمتية و رأينا أنه تم العثور علي عدد من الغواصين.  قلت إنّ العراقيين سيقتلوننا، تعالوا لنقل عدد من الأشخاص ونعود . قال أحدهم أن هناك معركة علي المرفئ، قلت له أنه يتخيل. ذهبنا بسرعة نحو المرفئ و أمرت بصاحب البيكيسي أن يطلق النار. كنت أطلق النار. عندما وصلنا و أخبرناهم بذلك، كان أبوشهاب وراء اللاسلكي يقرأ زيارة عاشوراء. بعد العمليات قال السيد شاطربور في مقابلة له أن هناك زورق كان يأتي نحونا بسرعة، كنا نشير له بمصباح وهو يطلق النار نحونا. عندما سمعت هذا الكلام، ارتعشت عظامي.  ركبت القارب وذهبت بسرعة نحو السيد مظاهري. قلت له عندما كنت علي المرفئ و جاء قارب و فتح النار عليكم، هل أصيب أحد منكم؟ قال كيف ذلك؟ قلت نحن كنا علي متن ذلك القارب. قال لله الحمد لم يصاب أحد منا حيث تنفست الصعداء بعد سماعي لذلك».

في نهاية البرنامج،تم إزاحة الستار عن ثلاثة كتب من ذكريات الدفاع المقدس تحت عناوين « ثلاثة عشر في سبعة» «هل أنت لست إيرانياً» و« نصيبي من الحب».

عقد برنامج ليالي ذكريات الدفاع المقدس في نسختها المئتين والخامسة والتسعين،بجهود مركز الدراسات و الأبحاث الثقافية و أدب المقاومة ومكتب الأدب وفن المقاومة، مساء الخميس الموافق الـ 27 من سبتمر لعام 2018م في صالة سورة للفن. سيقام البرنامج المقبل في الـ 25 من أكتوبر.

النصّ الفارسي



 
عدد الزوار: 2828


التعليقات

 
الاسم:
البريد الإلكتروني:
التعليق:
 
نبذة من مذكرات ايران ترابي

تجهيز مستشفى سوسنگرد

وصلنا إلى سوسنگرد قُبَيل الظهر. كان اليوم الثالث عشر من تشرين الأول عام 1980. لم يكن أمرها مختلفًا عن أهواز بل كانت أمرّ حالًا منها. كان قد غمرها التراب والدمار. وقد خلت من أهلها إلا ما ندر. كما أعلنت منظمّة الهلال الأحمر في أهواز، كانت لا تزال المدينة في متناول قصف العدو، ولم يأمن جانب منها من وطء القذائف والقنابل. لقد أوصلنا أنفسنا إلى مستشفى المدينة بسرعة. ما زال بابها ولوحتها سالمَين. تتقدّم المستشفى ساحة كبيرة قد حُرِث جانب منها. كأنها قد هُيّئت قبل الحرب لزرع الفسائل والزهور.

التاريخ الشفهي للدفاع المقدس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي

الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان)
لقد صدر عن حرس الثورة الإسلامية ومركز الوثائق والدراسات للدفاع المقدّس في عام 1401 ه.ش. كتابُ التاريخ الشفهي للدفاع المقدّس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي، تحت عنوان الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان) وبجهود يحيى نيازي. تصميم الغلاف يحاكي مجموعة الروايات التاريخية الشفهية للدفاع المقدس الصادرة عن هذا المركز. إذ قد اختار هذا المركز تصميمًا موحّدًا لأغلفة جميع كتب التاريخ الشفهي للدفاع المقدس مع تغيير في اللون، ليعين القارئ على أن يجدها ويختارها.
أربعون ذكرى من ساعة أسر المجاهدين الإيرانيّين

صيفُ عامِ 1990

صدر كتاب صيف عام 1990، بقلم مرتضى سرهنگي من دار سورة للنشر في سنة 1401ش. وبـ 1250 نسخة وبسعر 94 ألف تومان في 324 صفحة. لون غلاف الكتاب يحاكي لون لباس المجاهدين، ولون عنوان الكتاب يوحي إلى صفار الصيف. لُصِقت إلى جانب عنوان الكتاب صورة قديمة مطوية من جانب ومخروقة من جانب آخر وهي صورة مقاتلَين يسيران في طريق، أحدهما مسلّح يمشي خلف الآخر، والآخر يمشي أمامه رافعًا يديه مستسلمًا.
الدكتور أبو الفضل حسن آبادي

أطروحات وبرامج التاريخ الشفوي في "آستان القدس الرضوي"

أشار رئيس مركز الوثائق والمطبوعات لآستان قدس الرضوي، إلى أطروحات "تاريخ الوقف والنذور الشفهي" و"تاريخ القراءات القديمة في الحرم الشفوية" وعلى أنها أحدث المشاريع للمركز وقال: "إنّ تسجيل تاريخ الموقوفات لآستان قدس الرضوي الشفوي في عدّة مدن، هو مشروع طويل المدة. وتأسس مؤخرا قسم الدراسات للقراءت في مركز الوثائق وهو ضمن مجموعة مركز الدراسات". وفي حواره مع موقوع التاريخ الشفوي الإيراني قال الدكتور أبو الفضل حسن آبادي، شارحا برامج المركز:
مكتبة الذكريات

"أدعو لي كي لا أنقص"،"في فخّ الكوملة" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة"

سوف تتعرفون في هذا النص، على ثلاثة كتب صدرت عن محافظتين في إيران: " أدعو لي كي لا أنقص: الشهيد عباس نجفي برواية زوجته وآخرين" من المحافظة المركزية وأيضاً كتابي "في فخّ الكوملة: ذكريات محمد أمين غفار بور الشفهية" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة" وهي ذكريات أمين علي بور الشفهية" من محافظة كيلان. إثنان من المعلّمين ألّفـت السيدة مريم طالبي كتاب "أدعو لي كي لا أنقص". يحتوي الكتاب علي 272 صفحة وثلاثة عشر فصل، حيث تم إنتاجه في مكتب الثقافة