الخطّة التي تمّ تنفيذها

إحياء تاريخ سجّاد فارس اليدوي من خلال التاريخ الشفهي

مريم أسدي جعفري
ترجمة: حسن حيدري

2018-10-19


أجرت جامعة الفنون في شيراز، دراسة تحت عنوان «التاريخ الشفهي للسجاد اليدوي و العشائري لفارس»، تهدف إلى منع نسيان هذا الفن الإيراني الأصيل، بتكليف من المركز الوطني للسجاد في إيران. وفقاً لما قالته السيدة أكرم أوليائي مديرة هذا المشروع، تم إحصاء العديد من الغموض والسرد التاريخي عن السجاد اليدوي في فارس في سياق جمع التاريخ الشفهي من قبل الناشطين في هذا المجال.

وفقا لموقع التاريخ الشفهي، محافظة فارس ومدينة شيراز، لديها تاريخ طويل في مجال حياكة السجاد، من السجاد القشقائي حتي سجاد خمسه و الحياكة اليدوية لقري فارس أيضاً. ترتدي نساء العشائر ملابس محلية وملونة، وتنشغل بحياكة المفروشات اليدوية و صناعة وإنتاج التاريخ والفن لكي يبقي خالداً للإجيال المقبلة.

وتستمر عملية إنتاج السجاد اليدوي بكامله، والتي تبدأ بالفرش والغسل وغزل الخراف، مع الصباغة والرفرفة والملمس، وينطوي على إنتاج سجادة لتزيين منازل الزبائن المحليين والأجانب في نهاية المطاف. تعتبر المصادر المكتوبة على السجاد اليدوي في مناطق مختلفة من إيران ، وخاصة الفارسية، نادرة، وما يتم تسجيله لا يشمل المجموعة الكاملة من المفاهيم والمعلومات المطلوبة. أيضا، باستثناء مجموعة محددة من المنتجين والباحثين، وليس هناك حوار مع طبقة السجاد اليدوي.

صمم المركز الوطني للسجاد في إيران في عام 1396 التاريخ الشفهي للسجاد في مناطق مختلفة من إيران للحفاظ عليها من النسيان و ان يبقى تاريخا، بناء على اقتراح حامد كاركر، الرئيس السابق للمركز في برنامج البحوث والدراسات التابعة لهم. قدمت السيدة أكرم أوليائي طبايي ، عضو هيئة التدريس العلمية ومديرة قسم فن السجاد في جامعة شيراز للفنون، اقتراحا إلى مركز السجاد الوطني في إيران ، وبعد التحكيم والموافقة عليه، أصبحت مديرة تنفيذية لهذه الخطة البحثية في محافظة فارس.

وقد تحدثت حول سير تنفيذ « الخطة الدراسية لتاريخ السجاد اليدوي الشفهي لقري وعشائر فارس» : «تم إبرام عقد هذا المشروع في 14 أبريل 2006 بين جامعة شيراز الفنية ومركز السجاد الوطني في إيران وتم الانتهاء منه في شهر مارس لعام 2017م مارس وأخيراً ، في 16 أبريل لعام 2018م ، تم تسليم الدفاعية وجميع الوثائق إلى مركز السجاد الإيراني الوطني ».

وأضاف المدير الثقافي لجامعة شيراز الفنية قائلاً:«في سياق سجاد فارس اليدوي، قام الدكتور سيروس برهام بتأليف كتابين تحت عنوان «روائع سجاد فارس» و«أنسجة فارس المحلية و القروية». كما أجري باقي الباحثون دراسات أخري أيضاً، لكن التاريخ الشفهي أخذ ما لم يقال عن سجاد فارس بنظر الإعتبار».

كما شددت اوليائي على أهمية التاريخ الشفهي في الحفاظ على فن صناعة السجاد قائلة: «المعلومات التي لم يتم تسجيلها أو لا توجد في الكتب، يتم تسجيلها من خلال التاريخ الشفهي ومنعها من النسيان. في الواقع ، يتناول التاريخ الشفوي تسجيلات الخطوط العريضة لإنتاج السجاد اليدوي ويكمل الموارد المتاحة، بما في ذلك الكتب والأفلام. سيتم استخدام التاريخ الشفهي للسجادة الريفية اليدوية وسجادة فارس االمحلية للباحثين الأكاديميين، وخاصة جامعة الفنون في شيراز».

وقال مدير قسم السجاد في جامعة الفنون في شيراز «إن نطاق السجاد اليدوي في فارس كان شاسعاً لدرجة أننا عملنا بشكل أكبر على القطاع المحلي أو العشائري فقط. لقد صنفنا الأفراد حسب أعمالهم. النساجون والمصافي والمصلحون  والمصنعون والمصدرون حيث يشكلون مجتمعنا الإحصائي. ولكن، بالنظر إلى أن النساجين في محافظة فارس يعملون بشكل عقلي وذهني أكثر، فقد أجرينا مقابلات مع عدد قليل من المصممي».

وقالت مديرة مشروع التاريخ الشفهي للسجاد الريفي والمحلي لفارس :« أجريت الدراسة على أساس مقابلات مع 43 شخصًا . بعد تصنيف الأشخاص، سئل بعض الأشخاص الذين تمت مقابلتهم سلسلة من الأسئلة الشاملة مثل: السيرة الذاتية، وكيفية الدخول إلى تجارة السجاد، والخلفية العائلية، والأسئلة المتعلقة بتأثير القضايا السياسية والاجتماعية الإقليمية على مجال السجاد. ثم طلب أيضا حزمة متخصصة لكل وظيف».

كما شددت السيدة أكرم أوليائي على تأثير التاريخ الشفهي على توضيح بعض الجوانب التاريخية والمفاهيم الخاطئة حول سجادة فارس و أشار قائلة: « محافظة فارس هي إحدى المحافظات التي قبلت الأصباغ الكيميائية في وقت لاحق من المحافظات الأخرى واستخدمت الأصباغ الطبيعية بشكل أكبر. لكن نفس الأصباغ الطبيعية كانت مختلفة في مناطق عديدة من محافظة فارس. على سبيل المثال، أصحاب السجاد في شرق المحافظة كالقشقائيين، يميلون أكثر نحو الألوان الداكنة والقاتمة. في البداية اعتقدنا أن هذا الفرق الكبير يتجلي في اللون، ربما يكون نوع الصبغة في المنطقة، أو ذوق الحائك والمنتج نفسه. خلال المقابلات، أصبح من الواضح أن قبيلة كشكولي تعتقد أن المستوى العالي لإعادة التأهيل المالي لهذه العشيرة مقارنة بقبائل القشقائين الأخرى كان بسبب ألوانها السعيدة . في حين تم الإجابة على نفس السؤال بطريقة مختلفة عن مظهر الصبغة. كانوا يعتقدون أن أعشاب الصباغة التي كانت في طريق ترحالهم، كانت السبب في رغبة عشائر الكشكولية بالألوان البهيجة. نفس الشيء عن الأقمشة المنسوجة الداكنة في الجزء الشرقي من محافظة فارس، والتي تشملها العرب، يثير أسئلة وقضايا تتعلق بالمقاطعات الغربية من المحافظة حيث يكون للأقمشة المنسوجة ألوان مشرقة ولامعة».

وأضافت مديرة قسم السجاد في جامعة شيراز قائلة:« قبل تنفيذ هذا المشروع، كان يعتقد أن ورشة إنتاج السجاد لم ترتكز في المحافظة. لكن من خلال الاستطلاعات التي أجريت، أدركنا أنه في الماضي وما يقرب قبل 90 عاماً، تم استخدام مصنع أردوبادي في شيراز مع عدد حوالي وحدات من 150 إلى 140  لإنتاج سجاد كبير من القماش. يعتقد البعض أيضا أن الحرير لم يكن يستخدم في السجاد الفارسي والعمل كان يتم  في استخدام الصوف فقط. لكننا وجدنا أنه في سجادة  القشقائين الكشكولين القدامي، استخدموا الحرير في صنع السجاد.  حيث جميع هذه الأقول التي لم يفصح عنها تم أحيائها واستخراجها من خلال التاريخ الشفهي».

وقالت السيدة أكرم أوليائي التي ذهبت لزيارة قدامي النساجين في محافظة فارس :« قبل شهرين أو ثلاثة أشهر من وفاة الراحل عباس سياحي وهو أحد الصباغة  المشهورين في  محافظة فارس ذهبنا إليه. بارغم من أنه كان مريضاً، إلا أننا استطعنا تسجيل ذكريات أصدقائه وأقربائه. تعد السيدة «ايران غربي» من ضمن أقدم السيدات اللاتي كانت  تعمل في مجال نسيج السجاد. يبلغ عمرها حوالي 97 عاماً، و أعطتنا معلومات قيمة عن ورشات اردوبادي.حيث إذا لم يتم تسجيل هذه المعلومات، بالتأكيد سيتم نسيانها بشكل نهائي».

 «سيد محمد مهدي ميرزا أميني»،«مجده غلام زاده فرد» و«فاطمة رجبي» هم من زملاء السيدة أكرم اوليائي في « مشروع دراسة التاريخ الشفهي للحرف اليدوية الريفية والمحلية لفارس» سيتم نشر هذا المشروع في شكل كتاب من قبل مركز السجاد الوطني في إيران..

النصّ الفارسي



 
عدد الزوار: 2653


التعليقات

 
الاسم:
البريد الإلكتروني:
التعليق:
 

الأكثر قراءة

نبذة من مذكرات ايران ترابي

تجهيز مستشفى سوسنگرد

وصلنا إلى سوسنگرد قُبَيل الظهر. كان اليوم الثالث عشر من تشرين الأول عام 1980. لم يكن أمرها مختلفًا عن أهواز بل كانت أمرّ حالًا منها. كان قد غمرها التراب والدمار. وقد خلت من أهلها إلا ما ندر. كما أعلنت منظمّة الهلال الأحمر في أهواز، كانت لا تزال المدينة في متناول قصف العدو، ولم يأمن جانب منها من وطء القذائف والقنابل. لقد أوصلنا أنفسنا إلى مستشفى المدينة بسرعة. ما زال بابها ولوحتها سالمَين. تتقدّم المستشفى ساحة كبيرة قد حُرِث جانب منها. كأنها قد هُيّئت قبل الحرب لزرع الفسائل والزهور.

التاريخ الشفهي للدفاع المقدس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي

الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان)
لقد صدر عن حرس الثورة الإسلامية ومركز الوثائق والدراسات للدفاع المقدّس في عام 1401 ه.ش. كتابُ التاريخ الشفهي للدفاع المقدّس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي، تحت عنوان الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان) وبجهود يحيى نيازي. تصميم الغلاف يحاكي مجموعة الروايات التاريخية الشفهية للدفاع المقدس الصادرة عن هذا المركز. إذ قد اختار هذا المركز تصميمًا موحّدًا لأغلفة جميع كتب التاريخ الشفهي للدفاع المقدس مع تغيير في اللون، ليعين القارئ على أن يجدها ويختارها.
أربعون ذكرى من ساعة أسر المجاهدين الإيرانيّين

صيفُ عامِ 1990

صدر كتاب صيف عام 1990، بقلم مرتضى سرهنگي من دار سورة للنشر في سنة 1401ش. وبـ 1250 نسخة وبسعر 94 ألف تومان في 324 صفحة. لون غلاف الكتاب يحاكي لون لباس المجاهدين، ولون عنوان الكتاب يوحي إلى صفار الصيف. لُصِقت إلى جانب عنوان الكتاب صورة قديمة مطوية من جانب ومخروقة من جانب آخر وهي صورة مقاتلَين يسيران في طريق، أحدهما مسلّح يمشي خلف الآخر، والآخر يمشي أمامه رافعًا يديه مستسلمًا.
الدكتور أبو الفضل حسن آبادي

أطروحات وبرامج التاريخ الشفوي في "آستان القدس الرضوي"

أشار رئيس مركز الوثائق والمطبوعات لآستان قدس الرضوي، إلى أطروحات "تاريخ الوقف والنذور الشفهي" و"تاريخ القراءات القديمة في الحرم الشفوية" وعلى أنها أحدث المشاريع للمركز وقال: "إنّ تسجيل تاريخ الموقوفات لآستان قدس الرضوي الشفوي في عدّة مدن، هو مشروع طويل المدة. وتأسس مؤخرا قسم الدراسات للقراءت في مركز الوثائق وهو ضمن مجموعة مركز الدراسات". وفي حواره مع موقوع التاريخ الشفوي الإيراني قال الدكتور أبو الفضل حسن آبادي، شارحا برامج المركز:
مكتبة الذكريات

"أدعو لي كي لا أنقص"،"في فخّ الكوملة" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة"

سوف تتعرفون في هذا النص، على ثلاثة كتب صدرت عن محافظتين في إيران: " أدعو لي كي لا أنقص: الشهيد عباس نجفي برواية زوجته وآخرين" من المحافظة المركزية وأيضاً كتابي "في فخّ الكوملة: ذكريات محمد أمين غفار بور الشفهية" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة" وهي ذكريات أمين علي بور الشفهية" من محافظة كيلان. إثنان من المعلّمين ألّفـت السيدة مريم طالبي كتاب "أدعو لي كي لا أنقص". يحتوي الكتاب علي 272 صفحة وثلاثة عشر فصل، حيث تم إنتاجه في مكتب الثقافة