« لقاء في الفكة» رواية عبقرية قائد شاب

شيما دنيادار رستمي
ترجمة: أحمد حيدري مجد

2018-12-14


مما لا شك فيه أنّ الحروب كانت دائماً المكان الذي ظهرت فيه النخب والعباقرة. كما يعدّ حسن باقري من ضمن هؤلاء العباقرة. عندما ظهر في غرفة حرب الجيش في 16 من نوفمبر لعام 1980م ، حيث أظهر هيمنته على وضع الجبهة الجنوبية بأكملها بحضور كبار المسؤولين وحظي بتجميد وتبجيل كل من كان حاضراً هناك. كان حسن باقري، البالغ من العمر 24 عاماً، وصل إلي درجة من الشهرة بحيث أنّ أعضاء بارزين في المجلس الأعلى للدفاع وكبار المسؤولين العسكريين نظروا إليه بصفته علي دراية بأدق المعلومات ويمكنه التوصل إلى حلول لها.

كتاب «لقاء في الفكّة» من تأليف سعيد علاميان، تناول سيرة حياة الشهيد حسن باقري (غلام حسين افشردي». وقد تناول السيد علاميان مما سبق «رواية حياة الشهيد حسن باقري» بالإستناد علي رواية 6 من الشهداء القادة و 170 راوياً في ثلاثة مجلدات، لكن من خلال كتاب «لقاء في الفكّة»، قام بالمرور على سيرة حياة الشهيد حسن باقري خلال 28 شهر من تاريخ الحرب وذلك عن طريق ادخال ذكريات شفهية لـ 65 راوياً. يمكن الإشارة إلي رواة الذكريات الشفهية أمثال، شهداء كـ الشهيد محمد إبراهيم همّت ومهدي زين الدين ومهدي باكري وحميد معينيان وداود كريمي وعلي صياد شيرازي.

حاول المؤلف توضيح السنوات الأولى من الحرب بما يتماشى مع حسن باقري من خلال تقديم العديد من الروايات ووفقًا للتسلسل الزمني. هناك الكثير من التفاصيل العملية في الكتاب والتي تشير إلى الإحالات العديدة للوثائق والعديد من الرواة. ومع ذلك، يحتوي الكتاب على تجميع جيد. حيث في نهاية «لقاء في الفكّة» جاءت صور ووثائق من الشهيد، جنباً إلى جنب مع شرح مفصل من نص الكتاب، ولكن جلب هذه الصور خلال الفصول يمكن أن تضيف إلى جاذبية الكتاب . في التكملة، سنراجع فصول الكتاب البالغ عددها 22 فصلاً.

«الطفل المشاغب» هو عنوان الفصل الأول من الكتاب. وقد روى المؤلف في هذا الفصل، استناداً إلى ذكريات الأم والأخت والأخ (اللواء محمد باقري) وأحد الجيران، ذكريات عن طفولة غلام حسين باقري. فالطفل الذي لم يكن قوياً جسدياً، لكنه كان مرحاً ومشاغباً. كما سنقرأ في الصفحة 18 من الكتاب أيضاً: «الأم التي كان هاجسها فقدان إبنها النحيف في يوم من الأيام، الآن قلقة من الأحداث التي قد تحدث لها بسبب شغبه و نشاطعه المفرط و أن يعرض حياته للخطر». الأعمال المثيرة في الطفولة، والسنوات الدراسية المبكرة، وكيفية التعامل مع الجيران هي قضايا أخرى سيتم تناولها أيضاً في هذا الفصل.

يتناول الفصل الثاني من الكتاب «نهاية الطفولة» تطور معنويات ونفسيات غلام حسين خلال فترة المراهقة. هوالذي كان في ظاهر الأمر لم يبدِ إهتماماً كبيراً بالدراسة والمدرسة، كان مجتهداً في قراءة الكتب الدينية، وتفاسير القرآن، والبحث عن الإمامة والنبوءة والمهدية. يتم وصف طريقة تشكيل شخصيتة وأنشطته في هذا الفصل. كما نقرأ في الصفحة 29 من الكتاب:« لم يبادر بنصيحة الأفراد بشكل مباشر،كما لم يقل أنني أدّيت فريضة الصلاة في وقتها، عليك أن تؤدّي فريضة الصلاة في وقتها. عندما كنّا نذهب إلي خارج البيت بالسيارة، عندما يسمع صوت الأذان يتوقف ويذهب لأداء واجب الصلاة في ذلك المسجد. حينما كان ينزل من السيارة لأداء الصلاة، لا يطلب من أيّ شخص مرافقته للمسجد. هذه القضية كانت لي أفضل طريقة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر».

في هذا الفصل، وبالإضافة إلى الرواة السابقين، تم أيضاً تناول الذكريات الشفهية لابن عم الشهيد وابناء الحي وبعض أقارب الشهيد باقري أيضا. قام المؤلف بتسمية الرواة في هامش صفحات هذا الكتاب.

يتطرّق الفصل الثالث للكتاب إلي «التعليم غير المكتمل» ويشير إلى قصة طرده من فرع «البيطرية » في جامعة رضائية (أرومية) بسبب الأنشطة السياسية والدينية التي كان يمارسها آنذاك. بالطبع، تم قبوله في مجال «العلوم القضائية»، ولكن النظام القضائي ما قبل الثورة لم يكن مؤهلاً لأنشطته. من ثم وبعد  إنتصارالثورة، تابع على الفور نفس الفرع الذي كان يطمح إليه. طردغلام حسين من الجامعة جعله يذهب في أواخر أبريل من عام 1977 للخدمة العسكرية. في جزء من الصفحة 45 من الكتاب نقرأ: «أنّ الإمام الخميني (رحمه الله) أمر الجنود في 11 من ديسمبر لعام 1977م، الموافق لليوم الأول من محرم، بمغادرة المعسكرات. كان غلام حسين من بين الأفراد الذين لبّوا نداء الإمام الراحل آنذاك. كما أنه قبل ذلك كان كارهاً للبقاء في الخدمة العسكرية. من ناحية أخرى، أراد البقاء والتحدّث مع الجنود لكي لا يقفوا أمام الناس ولا يطلقون النار عليهم». ولقد استخدم السيد علاميان وثائق مثل، الرسائل ومقالات للشهيد باقري في جريدة كيهان عن طريق الذكريات الشفهية. في هذا الفصل وعلاوة علي ادخال ذكريات أسرة وأصدقاء الشهيد، استخدم مصادر أخري مثل «مجموعة ذكريات حسن باقري» و«مذكّرات الشهيد حسن باقري اليومية» أيضاً.

«رواية النصر» و التي تعد الفصل الرابع من هذا الكتاب، تُشير إلي تواجد غلام حسين المختلف في شوارع طهران لنصرة الثورة الإسلامية. كان يتمتع بأسلوب الكتابة إلي حدّ كبير، حيث استخدم فن الكتابة كشاهد عيان لهذه الأحداث وكتب ملاحظات حول هذا الموضوع.  كما نقرأ عن التهاب حرب الشوارع ضد النظام البهلوي في أجزاء من ملاحظات الشهيد أفشردي (في الصفحة 50 من الكتاب):«وكانت طائرات الهليكوبتر تحلق على ارتفاع شاهق. عندما اقتربت، احتمى الناس على طول الجدران. كانت هناك العديد من الطلقات على النوافذ والجدران في الشارع، والتي تحدثت عن اشتباكات عنيفة. بالطبع، تجمع الناس أمام الشارع عند مدخل القوة الجوية بلغ ذروته آنذاك. في ذلك الوقت،  حلّقت مروحية من داخل القوات الجوية الي الأعلي، حيث في هذه الأثناء بدأت بإطلاق النار عن طريق الرشاش. تم استهدافها  بحوالي مئة أو مئتي طلقة لكن كلها باءت بالفشل بسبب تحركها وعدم ثباتها. وفقاً لما قاله الناس بشكل عابر، إنّ هذه المروحية كانت معروفة لديهم و لقد أتت بالذخائر».

في الفصل الخامس، تمت إضافة زملاء الدراسة في الجامعة إلى عدد الرواة. إنّ انتصار الثورة الإسلامية، والالتزام بقانون جامعة طهران، وبداية العام الدراسي الأول، ومحاولات إضفاء الطابع الإسلامي على الجامعات وأنشطة المجموعات ذات الصلة في المساحات التعليمية ومشاركة غلام حسين خلال الدورات القضائية التعليمية، تعتبر من بين الموضوعات الأخرى التي نوقشت في هذا الفصل.

 الآن لم يعد غلام حسين أفشردي مجرد طالب ثوري فقط. بل انضم إلى مكتب تحرير صحيفة «جمهوري إسلامي» بسبب اهتمامه بالصحافة والمقالات قبل إنتصار الثورة. يتناول فصل «الصحفي المغامر» قصص الصحافة والمراسلة الخاصة بهذا الشهيد. كما جاء في الصفحة 59: « كان غلام حسين أحد هؤلاء الأشخاص الذين يتمني  كل محرّر أن يكون لديه مثل هذه الطاقات والقدرات. في أول الشهرين، أظهر قدرته بشكل حيث اختاره مدير التحرير كمراسل إلي الجزائر».

في الفصل التالي، تستند طريقة كتابة التقارير والمراسلة من قبل غلام حسين أفشردي بناءاً علي محفوظات و أرشيف صحيفة (جمهورية اسلامي). كان نشاط هذا الصحفي الشاب كثير لدرجة أن صفحات الجريدة إذ لا تخلو من التقارير والأخبار. على الرغم من أنّ غلام حسين كان أكثر نشاطًا في الجريدة، إلا أنه يشعر بمزيد من الالتزام الثوري، وهذا، ما جعل نفسيته البحثية أكثر ارتباطاً ووئاماً مع وحدة الحرس الثوري للمعلومات. في فصل «ولادة حسن باقري»، ذُكرت روايات شفهية من اللواء محسن رضائي وبعض زملاء غلام حسين في الصحيفة فيما يتعلق بهذه القضية . وقد روى اللواء محسن رضائي في الصفحة 78 قائلاً:«تقدّم نحونا وقال: أنا أفشردي، مراسل صحيفة «جمهوري إسلامي». جئت للمساعدة. أرى أن القوات المناوئة للثورة تغتال وتخلق حالة من عدم الأمن في المجتمع. أريد ان أعمل من اجل أمن البلاد، أدركت في نفس المحادثة الأولية، أننا بحاجة ماسة لهؤلاء الأفراد، شخص موهوب ويحلل ظروف البلاد بشكل جيد. أعطينا أصدقائنا لقب أو رمز خاص. اخترنا له تسمية «حسن باقري».

فيما يلي تم التطرق لطريقة تواجد حسن باقري باقري في الجبهة من لسان رواة أمثال مرتضي سرهنكي وسعيد صادقي والإدميرال علي شمخاني والعميد مهدي صابوني والعميد حسين دقيقي و عدد آخر من المقاتلين و الأصدقاء.

سيدخل المؤلف من الفصل السابع و تحت عنوان «حرب المياه» وبالتزامن مع حسن باقري بجدية أكثر إلي ساحة الحرب حيث يروي ذلك عن لسان الرواة. قضية فيضانات محافظة خوزستان الجارفة في عام 1979م والحدّ من تقدم العدو بواسطة المياه، كلها تعتبر من ضمن الموضوعات الهامة التي يشير إليها الكاتب في هذا الفصل. حسن باقري ونظراً للنبوغ والذكاء الذي يمتلكهما ،أرسل كل قواته لتحديد القنوات، ومن خلال تحديد القنوات الجافة المطلة على العدو، تمكّن من إيقاف تقدم العدو لبعض الوقت.

لقد افترض السيد علاميان جمهور الكتاب واعياً بمناطق الحرب .ومن ثم، فإن تفسير الكتاب يعتمد أكثر على الأفراد والرواة. كما أشير بشكل قليل إلي الأماكن من خلال هوامش الكتاب، ومعظمها تحتوي على معلومات حول الأشخاص والرواة.

«غرفة الخرائط»، والتي قد تم تجهيزها وإعدادها  بمبادرة من الشهيد باقري في كلف (گلف)، هي عنوان الفصل الثامن . تحديد نقاط الضعف في المعلومات، وأيضاً تحديد الأشخاص لتحديد ساحة المعركة، وإنشاء وحدة معلومات العمليات في نهاية المطاف، وكيفية تجهيز هذه الوحدة وكيفية التعرف على العدو، هي محتوى هذا الفصل. كما نقرأ في الصفحة 115:« كتب حسن باقري  بعد 50 يوماً من إندلاع الحرب، في 11 من نوفمبر لعام 1980م ، تقريراً مفصلاً في سبع صفحات و 17 مادة موجهة إلى السلطات. أوجز فيها أسباب الفشل في مواجهة جيش البعث العراقي الغازي، و أيضاً إعطاء دراسة وتحليل حول المشاكل التي مرّوا بها خلال خمسين يوماً من بدء الحرب».

«الركن الثاني وعشرون دقيقة» يعتبر الفصل التاسع للكتاب. في هذا الفصل، الذي بدأ مع قضية إستعادة طريق سوسنجرد ـ الهويزة، تظهر من خلالها قدرات حسن باقري في تحديد ساحات المعارك للجميع.  في رواية منقولة من لسان الشهيد داوود كريمي، فإنّ أسباب عنوان«2 و 20 دقيقة» موجهة إلى الشهيد باقري.

يبدأ الفصل العاشر من الكتاب بشرح مختصر لعملية «نصر» . كما ذكر حسن باقري في تقارير مختلفة  بعد العملية، أسباب فشلها وتوقع حدوث العمليات البعثية اللاحقة. وجاءت في رواية العميد سيروس لطفي في الصفحة 128: " لقد فاجأنا هذا التنبؤ لأنه لم يخبرنا من قبل. وقد استغرق الأمر أسبوعاً حتى قام العدو بتحركاته، وقام بإنشاء العديد من الجسور على طول أنهار الكرخة ونيسان ونهر السابلة. لقد تحققت جميع توقعات الأخ باقري وتحدثوا جميعاً عن براعته وذكائه العسكري».

يبدأ الفصل الحادي عشر «خروج من المأزق» بجملة قصيرة من دفتر الشهيد باقري: «عليك أن تتغلب على نفسك. إن هذا النوع من القتال لايخدمنا كثيراً ولايفي بالغرض، حيث تحتاج استراتيجية الحرب إلى تغيرات جذرية». كانت هذه الجملة ملخصاً للقاء مع القادة الذين وافقوا عليها.

نتيجة لتنفيذ عمليات مبتكرة، تم الحصول على غنائم وأسرى. كما نقرأ في الصفحة 137: «هو، وبطريقته الخاصة، ربما لأنه كان يمتلك سجلاً في مجال المراسلة، دخل في مفاوضات مع الأسري العراقيين وحصل على معلومات استخباراتية مهمة تساعد في فهم طبيعة الجيش العراقي».

عندما قاموا بعزل بني صدرمن قيادة القوات المسلحة في يونيو / حزيران 1981، كان حسن باقري من بين أولئك الذين شاركوا في العملية. تمت إعادة تسمية العملية بإقالة بني صدر بعملية الخميني  روح الله و أنه القائد العام للقوات المسلحة». تم اتباع هذا الموضوع في الفصل الثاني عشر من كتاب «الدخول إلى مرحلة القيادة».  جاء في جزء من الصفحة 143 من الكتاب كلام فتح الله جعفري حيث قال: «إنّ الذكاء وقوة تحليل المسائل وسرعة اتخاذ القرار في اللحظات الحرجة قد حوّل حسن باقري إلى أمير حرب عظيم».

من خلال الوصول إلى منتصف الكتاب، أي في الفصل الثالث عشر، تتم الإشارة إلي قضية عقد قران حسن باقري. هذا الفصل الذي يحمل عنوان «خطوبة الحرب» يركز من خلالها على شخصية وموقف بروين داعي بور زوجة  الشهيد حسن باقري. وسنقرأ في الصفحة 152 من الكتاب روايتها الشفهية:«كان لديه صوتاً ناضجاً. قال: ليس إسمي حسن باقري. أنا غلام حسين أفشردي...»

لايخفي علي أحد دور حسن باقري في عمليات ثامن الأئمة (عليهم السلام). حيث تطرق الكاتب في الفصل الرابع عشر من الكتاب تحت عنوان «التحوّل الكبير في الحرب». وجاء في الصفحة 168 من الكتاب ما يلي:« قام حسن باقري في هذه العملية، بمبادرة مبتكرة وعظيمة. حيث قام بالتنسيق مع قوات شركة النفط قبل العملية، وذلك باستخدام الكثير من أنابيب النفط لضخ الكثير من النفط الأسود على نهر كارون. بدأ هذا الزيت الذي يتراوح عمقه بين سنتيمتر واحد إلى سنتيمترين بالتدفق من النقطة الشمالية لكارون واتجه جنوباً. عندما اندلع هذا الزيت الأسود الكبير على كارون، تسبب الدخان في توقف العدو».

«مفتاح قلعة طريق القدس» هو عنوان الفصل الخامس عشر من الكتاب. لقد أظهر حسن باقري ابتكاراته القيادية و سنقرأ في هذا الفصل أيضاً طموحه في إنشاء لواء وكتيبة للحرس الثوري. مقدمة ساهمت بشكل كبير في تقدم عمليات طريق القدس إلي الأمام. فيما نقرأ في الصفحة 181 نقلاً عن رواية الجنرال محسن رضائي الشفهية:«شعرت أنّ حسن هذا، يختلف عن حسن الذي كان يتحفني بالمعلومات قبل عام ويرسل إليّ تقارير متسلسلة، هذا حسن وعلاوة علي الأبحاث الإستخباراتية، أصبحت لديه قدرة هائلة في مجال العمليات».

عندما تكللت عمليات طريق القدس بالنجاح، كان المقاتلون يفكرون بشن عمليات أكبر، لكن العدو سبقهم و قام بهجوم كبير علي الجذابة. الفصل السادس عشر من الكتاب يتطرّق إلي «معركة الجذابة». وجاءت الأخبار السيئة واحدة تلو الأخرى حتى قرر حسن باقري التعرف على تحديد المنطقة بنفسه. بعد الإستيلاء على مرتفعت نبعة من قبل العدو. يروي اللواء محمد باقري في الصفحة 191 من هذا الكتاب ما يلي:« وما زال أخي مصاباً وكان لديه فجوة في رأسه. منعه الأطباء من النشاط على الجبهة. لم يتحمل ذلك. حاول جميع القادة منعه، لكنه لم يرضخ وذهب. بعد ساعتين عاد ووصف الوضع في تلك المنطقة».

«الفتح العظيم» هو عنوان الفصل السابع عشر من الكتاب. الفصل المتعلق بعمليات «فتح المبين» بالإضافة إلى وصف لحظات القلق من قبل قيادة هذه العملية الكبيرة، يكشف أيضاً عن مدى تعامل باقري مع غنائم الحرب .يقول فتح الله جعفري (في الصفحة 218 من الكتاب) ، الذي كان يرافق شعور باقري في تفقد الغنائم: « كان لحسن باقري هدف من وراء تفقد تلك الغنائم، حيث أراد أن يرى الدول التي تساعد العراق؟ وما مدى فعاليتها؟ واحدة من تلك الأسلحة كانت فرنسية الصنع. فحص ذلك بعناية. رأي لاسلكيه، كان اللاسلكي من نوع تامسون. سأل ماهي النماذج التي تمتلكها هذه الدولة؟ هل لديها قاذفات صواريخ؟ انتبهت أنه مطلع علي النماذج المختلفة».

الفصل الثامن للكتاب يتطرّق ل«اليوم العظيم». بعد عمليات فتح المبين، يجب أن تتحرر مدينة خرمشهر. حسن باقري قام بدراسة وتحليل هجوم القوات العراقية قبل بدء العمليات. حيث قام بجمع الضباط العراقيين و تحدث إليهم. نقرأ في الصفحة 237 من الكتاب الرواية الشفهية للعميد أصغر كاظمي:«كان حسن باقري يقوم بدراسة القضايا من رؤية العراقيين. عندما كنا نريد خوض عمليات ما، يقول للضابط العراقي أنّ العراق يريد مهاجمتنا ونحن نريد الدفاع عن أنفسنا. لم يكن الضابط العراقي على علم بالأجواء العامة... كان يعتقد أنه يريد أن يأخذ حسن إلى حافة الهاوية، وأن يخفي الأمور عنه، وأن الأشياء التي أخفيت ولايريد قولها، كانت بالضبط ما كنا نريده».

الفصل التاسع من الكتاب «طعم الهزيمة». وهو مخصص للهجوم الإسرائيلي على لبنان، إرسال قوة من القوات المسلحة الإيرانية إلى سوريا والمراحل الخمسة لعملية رمضان. القضايا التي تركت تأثيراً عميقاً على حسن باقري . في الصفحة 269 من الكتاب و نقلاً عن الجنرال غلام علي رشيد نقرأ:«نري حسن لم يعد ذلك الرجل الذي كنا نعرفه من قبل وتغير بشكل كبير،عندما كان يعود من العمل نحو القاعدة، أو عندما كنا نلتقيه علي طريق، نشعر بأننا سنتفقد قريباً هذا العميد حيث يريد الله أن يأخذه من بيننا».

«عودة النصر» هو الفصل العشرون، حيث يشير إلي كيفية تشكيل عمليات محرم في نوفمبر لعام 1982م. يقول العميد أحمد غلام بور (في الصفحة 281): «لقد تمت عمليات محرم تحت إشراف قاعدة كربلاء و بقيادة حسن باقري ومساعده مجيد بقائي حيث أُسر العديد من القوات العراقية وحصلنا علي أهداف مهمة. جعلت عملية محرم تغيير استراتيجيتنا بالكامل فيما يتعلق بالحرب».

تم تسجيل الفصل الواحد والعشرين للكتاب تحت عنوان «قلق حول مستقبل الحرب».على الرغم من أنّ الانتصار في عمليات محرم أسعدت الشعب وكان له تأثير إيجابي على الروح المعنوية للقادة،  إلا أن حسن باقري رأى بوادر معركة أكثر صرامة. ونتيجة لذلك، عقدت عدة اجتماعات مع قادة الحرب لتحديد الأهداف الخارجية للمعركة. نقرأ في الصفحة 293:« كما كان لدى حسن باقري بناء الوحدة الخارجية. كان أعضائها هم منظمة المجاهدين ومقاتلين عراقيين الذين قاموا لاحقاً بإنشاء لواء بدر».

الفصل الأخير للكتاب «لقاء في الفكّة». نقرأ في هذا الفصل، التخطيط لعملية والفجر استمراراً لعملية محرم، وعلاوة على ذلك، قضية استشهاد حسن باقري التي يرويها الأصدقاء والعائلة و المقاتلون. وقد استشهد حسن باقري، الذي انتقل مع شقيقه وبعض رفاقه إلى منطقة الفكّة، أثناء إطلاق قذائف الهاون من قبل البعثيين. في الجزء 304 ، نقرأ للجنرال محسن رضائي:« بداية لم يقولوا لي أن حسن قد استشهد. بل قالوا إنه أصيب بجروح. كأنما حدث انفجار في رأسي. للحظات فقدت الشعور، كالشخص الضائع،الإنسان الذي تلقي ضربة نفسية موجعة. كنت قلقاً من استشهاده ولاأريد سماع ذلك علي الإطلاق. حتي عرفت من خلال سلوكيات وحركات المقاتلين، إنه استشهد. كان هناك شعور بالفراغ في داخلي . شعرت أنّ الحرب قد وصلت إلى لحظة حاسمة وفقدت أحد أذرعي».

«لقاء في الفكّة»: سيرة حياة الشهيد حسن باقري (غلام حسين أفشردي)، يعتبر عنوان الكتاب الستمئة و الواحد والستين الذي يتم انتاجه في مكتب الأدب وفن المقاومة والمفكرة الثانية والعشرين في مجموعة هذه الكتب الصادرة عن طريق دار سورة للنشر و الذي طُبع مجلده الأول في عام 2017م، كما تم تجديد طباعته للمرة الرابعة في العام الحالي (2018م).

النصّ الفارسي



 
عدد الزوار: 3780


التعليقات

 
الاسم:
البريد الإلكتروني:
التعليق:
 
نبذة من مذكرات ايران ترابي

تجهيز مستشفى سوسنگرد

وصلنا إلى سوسنگرد قُبَيل الظهر. كان اليوم الثالث عشر من تشرين الأول عام 1980. لم يكن أمرها مختلفًا عن أهواز بل كانت أمرّ حالًا منها. كان قد غمرها التراب والدمار. وقد خلت من أهلها إلا ما ندر. كما أعلنت منظمّة الهلال الأحمر في أهواز، كانت لا تزال المدينة في متناول قصف العدو، ولم يأمن جانب منها من وطء القذائف والقنابل. لقد أوصلنا أنفسنا إلى مستشفى المدينة بسرعة. ما زال بابها ولوحتها سالمَين. تتقدّم المستشفى ساحة كبيرة قد حُرِث جانب منها. كأنها قد هُيّئت قبل الحرب لزرع الفسائل والزهور.

التاريخ الشفهي للدفاع المقدس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي

الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان)
لقد صدر عن حرس الثورة الإسلامية ومركز الوثائق والدراسات للدفاع المقدّس في عام 1401 ه.ش. كتابُ التاريخ الشفهي للدفاع المقدّس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي، تحت عنوان الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان) وبجهود يحيى نيازي. تصميم الغلاف يحاكي مجموعة الروايات التاريخية الشفهية للدفاع المقدس الصادرة عن هذا المركز. إذ قد اختار هذا المركز تصميمًا موحّدًا لأغلفة جميع كتب التاريخ الشفهي للدفاع المقدس مع تغيير في اللون، ليعين القارئ على أن يجدها ويختارها.
أربعون ذكرى من ساعة أسر المجاهدين الإيرانيّين

صيفُ عامِ 1990

صدر كتاب صيف عام 1990، بقلم مرتضى سرهنگي من دار سورة للنشر في سنة 1401ش. وبـ 1250 نسخة وبسعر 94 ألف تومان في 324 صفحة. لون غلاف الكتاب يحاكي لون لباس المجاهدين، ولون عنوان الكتاب يوحي إلى صفار الصيف. لُصِقت إلى جانب عنوان الكتاب صورة قديمة مطوية من جانب ومخروقة من جانب آخر وهي صورة مقاتلَين يسيران في طريق، أحدهما مسلّح يمشي خلف الآخر، والآخر يمشي أمامه رافعًا يديه مستسلمًا.
الدكتور أبو الفضل حسن آبادي

أطروحات وبرامج التاريخ الشفوي في "آستان القدس الرضوي"

أشار رئيس مركز الوثائق والمطبوعات لآستان قدس الرضوي، إلى أطروحات "تاريخ الوقف والنذور الشفهي" و"تاريخ القراءات القديمة في الحرم الشفوية" وعلى أنها أحدث المشاريع للمركز وقال: "إنّ تسجيل تاريخ الموقوفات لآستان قدس الرضوي الشفوي في عدّة مدن، هو مشروع طويل المدة. وتأسس مؤخرا قسم الدراسات للقراءت في مركز الوثائق وهو ضمن مجموعة مركز الدراسات". وفي حواره مع موقوع التاريخ الشفوي الإيراني قال الدكتور أبو الفضل حسن آبادي، شارحا برامج المركز:
مكتبة الذكريات

"أدعو لي كي لا أنقص"،"في فخّ الكوملة" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة"

سوف تتعرفون في هذا النص، على ثلاثة كتب صدرت عن محافظتين في إيران: " أدعو لي كي لا أنقص: الشهيد عباس نجفي برواية زوجته وآخرين" من المحافظة المركزية وأيضاً كتابي "في فخّ الكوملة: ذكريات محمد أمين غفار بور الشفهية" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة" وهي ذكريات أمين علي بور الشفهية" من محافظة كيلان. إثنان من المعلّمين ألّفـت السيدة مريم طالبي كتاب "أدعو لي كي لا أنقص". يحتوي الكتاب علي 272 صفحة وثلاثة عشر فصل، حيث تم إنتاجه في مكتب الثقافة