كلمة من علي رضا كمري

بعض النقاط حول التقاليد الشفهية وعلاقتها بالتاريخ

علي رضا كمري
ترجمة: حسن حيدري

2018-12-14


بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. عقد هذا الإجتماع بمناسبة مراجعة ودراسة ترجمة السيد فرهاد نام برادر شاد لكتاب التقليد الشفهي بمثابة تاريخ للكاتب جان فانسينا[1]. من الواضح أنه من الضروري التحدث عن النص ومحتوى الكتاب، وخاصة ترجمته، كما أنني أريد أن أرسم بعض النقاط حول جوهرالموضوع الأساسي، والتقاليد الشفهية وعلاقتها بالتاريخ . ولعل مناقشة وطرح هذه النقاط يمكن أن يوفر أرضية لفهم أهمية الموضوع ونقد هذا الكتاب.

1ـ «السُّنة» في اللفظ واللغة تعني الطريقة، الوجهة و الأسلوب. كما يطلق عليها في الثقافة الإسلامية بسلوكيات وكلمات النبي الكريم صلوات الله عليه (ومن منظور الشيعة،علاوة علي النبي الكريم، سلوكيات وكلمات السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها والأئمة المعصومين عليهم السلام). السنّة هي واحدة من أربعة مصادر للفقه والاجتهاد في المذهب الشيعي.

السنة مصطلح عربي و في اللغة الفارسية وبناءاً علي مقترح من الراحل أحمد فريد (فرادهش) ومن وجهة نظر الراحل ذبيح الله بهروز، يطلق عليها «تراداد».(رك : «انتقادات في مجال علم الاجتماع»،ملحق كتاب في مجال علم الإجتماع).

يعتبر التقليد تقليداً تقليدياً مشتقاً من مصطلح traditio Latin اللاتيني وهو ما يعني تعاليم الكنيسة الكاثوليكية منذ زمن الحواريون وبعده. من الواضح أن مفهوم الكلمة وتشابه المصطلح في الثقافة الإسلامية والمسيحية يقوم على أمور دينية وإلهية.

مبدأ التقليد من منظور التقليديين والعلماء التقليديين ـ علي سبيل الثمال وعلى وجه الخصوص، الدكتور سيد حسين نصرـ  هي الشؤون الروحية، الوحي والقدسية. في الوقت نفسه، يُشير هو وأتباعه، متأثرين بتقاليد رينيه غوينون[2]، التقليد، في حين أنها متجذرة في الروحانية والألوهية، تدلّ أيضاً علي الشؤون والفئات التي تواجه الحداثة / الغربية.

كما يري الدكتور نصر، شمولية ووسعة التقليد واسعة بشكل كبير حيث يعتبر أكثر شمولية من الدين (رك : في البحث عن أمر مقدس، حوار مع رامين جهانبكلو،ص 295) في الواقع الدافع والحفاظ على الاستقرار في مواجهة الحداثة والعلم الغربي والحفاظ علي الكينونة الثقافية والمعنوية والإشراقية، ساهم باهتمام الدكتور نصر و بشكل صريح يري أنّ التقليد «رادع أمام قضية الحداثة».(رك :آفاق الحكمة في الدفاع عن التقليد،حوار حامد زارع مع سيد حسين نصر) يبدو هذا النوع من التفسير حول التقليد، يقلل من وظيفة وأداء  التقليد ويجعلها حصرية إلي حد كبير.

2ـ في وجهة النظر الموضوعية للشعور الضيق بمفهوم التقاليد، هو ما ينطوي عليه معنى التقاليد في العلوم الاجتماعية ، أي أن التقليد عبارة عن مجموعة من بقايا المعتقدات والممارسات والقواعد التي جاءت من الماضي وانتقلت إلي حاضرنا المعاش.كما أنه ليس من السهل ذكر مصادر ومصاديق التقليد ـ حتي من هذا المنظار ـ وذلك بسبب تعددها وتنوعها أيضاً.علي هذا الأساس، فإن خصائص تترتب علي التقليد ومواصفاته.

2-1-  التقليد ليس بالضرورة «العرف»، لأن العرف عادة ما يكون مجموعة من المعايير المعروفة والحالية في المجتمع، في حين أن التقليد يشير إلى الحياة، والعمل ، والتفكير في الماضي والماضين كذلك. وفقاً لهذا التعريف، يتداخل التقليد مع التراث (الثقافي والفكري والعملي ) أكثر من التقاليد والأعراف ومع ذلك، هذا لا يعني أن التقليد منفصل تماماً عن الوقت الراهن.

2-2- إن التقاليد هي نتيجة للتجربة الحياتية للبشر في أسرهم الجماعية على نطاق أسرهم، وعرقهم، وقوميتهم، ومجتمعهم، حيث يتم إنشاء التقاليد واستدامتها في إطار العلاقات الاجتماعية.

2-3- تنشأ التقاليد في الزمان والمكان (التاريخ والجغرافيا)، وبالتالي، تعتبر واحدة من أهم العناصر في هوية المجتمعات.

2-4- وتنشأ التقاليد وتنمو وتتوسع، وقد تنضم حتى إلى حالات الصعود والهبوط والفناء، وبهذه الطريقة قد تصبح صغيرة وتتحول . يعتمد البقاء والتحوّل وطول العمر وتغيير التقاليد على عوامل مختلفة.

2-5- عادة ما هناك طريقتان للإنتقال والبقاء كمايلي:

أولاً، انتقال السرد / المنطوق / الشفهي في شكل مجموعة متنوعة من الكلمات أو العبارات. (أساسا، السرد الشفهي هو أحد خصائص المجتمع والتاريخ التقليدي/ مجتمع غير مكتوب وغير مقروء. تعتبر حالة الكتلة الحيوية / الجغرافيا والسيادة والقوة في ظهور وانتشار التقاليد الشفهية /اللفظية مهمة وأيضاً مؤثرة في الوقت ذاته).

الآخري، النقل التجريبي، الشخصي، الموضوعي والعملي، مثل تشييد المباني والأدوات والزراعة والثروة الحيوانية، وما إلى ذلك ، والذي تم تمريره عن طريق الوالدين إلى الأطفال والمعلم إلى الطالب و ....

يمكن تتبع طرق الانتقال والبقاء بالإضافة إلي هذين الطريقين، طريقاً ثالثاً ، وقد يحدد هذا الإجراء الثالث  التحديد وتوثيق التقاليد، ولكنه لا يؤدي بالضرورة إلى انتقالات المستخدم / التطبيق، مع الأخذ بعين الاعتبارإهتمامات شخصيات أمثال الراحل جمال زاده، دهخدا، الراحل أنجوي شيرازي، علي بلوكباشي وبناهي سمناني، وعلماء الأنثروبولوجيا الأكاديميين في العقود القليلة الماضية، لا سيما الدراسات الميدانية والدراسات القيمة التي قام بها الدكتور مرتضى فرهادي ـ والتي تعتبرمن بين أنشطة التسجيل الوثائقي للتقاليد. بما في ذلك يمكن الإشارة إلي البحوث المقدَّمة من غير الإيرانيين، قصائد شعبية إيران في عهد القاجاريين فالنتين جوكوفسكي [3].

2-6- فصل التقليد الشفهي عن الآخر، أو تسمية «التقليد الشفهي» يعني أنه لدينا أيضًا تقليداً غير لفظي، والذي، كما ذكر، قد يتضمن تقاليد عملية  /سلوكية مثل العادات والتقاليد ، والتقاليد المكتوبة والكتابة أيضاً. في نفس الوقت، نظير التقليد الشفهي ليس التقليد المكتوب. في التاريخ الشفهي و بزعم العديد من أصحاب وجهات النظر، فإن التاريخ الشفهي للنظير المقابل ـ حتي متباين  مع التاريخ المكتوب، وهذه وجهة نظر تارة خاطئة وتارة أخري صحيحة.

2-7- إن الفصل بين التقاليد الشفهية هو ذات طبيعة غير سلمية وذات مصداقية و تعتبر مجازية إلى حد ما، حيث أن مجموعة التقاليد يتم تجميعها وتكوينها بحيث أن انفصالها المؤكد عن بعضها البعض يؤدي إلى الغموض، وأيضاً يؤدي إلى فصل المعنى أو تشويه المفهوم فيها. على سبيل المثال، تتم قراءة «المفردات»، التي غالباً ما تكون مكتوبة بشكل لغوي، من قبل شخص أثناء عمله، خاصة في أوقات وأماكن معينة. مثل رسم خرائط النساجين للسجاد أثناء نسج السجاد، وخاصة الفتيات والنساء منهن المنهمكات في هذا العمل. أو الأدعية والأهازيج الأولية و الختامية للمرشد في نفق الزورخانه في الرياضة القديمة.

2-8- وقد أشير إلى تنوع وتعدد الأمثلة وحالات التقاليد الشفهية، عادةً ما تتضمن أنواع وأمثال مختلفة، وقصص وحكم (قصص ، حكايات، موتيلات) ، الألغاز ، الأغاني والتصنيفات ، القصائد والشعارات، الأدعية والإهانات، الأهازيج، أشعار وقصائد، كما تم وصف المجاملات الشفوية والمزحة اللفظية ،المصطلحات، والشائعات والتعابير والتفسيرات، بالإضافة إلى الذكريات، بأنها تقاليد شفهية.

2-9- في المجتمعات الشفهية ـ التي لم تكتب أو تكتب قليلاً أو التي لاتقرأ أو تقرأ قليلاً ـ  مَن تكون أساليب التحدث عندهم قوية وغنية، لا يركز التقليد الشفهي فقط على الطبقات الدنيا من المجتمع وجماهير الشعب (الجمهور) وعامة الناس. لذلك، من الممكن التمييز والتحديد بين التقليد الشفهي القائم على الطبقات والفئات المختلفة، على قيمة ومكانة المهنة والوضع ، و .... يُستخدم منظور الفصل هذا لاحقًا في تحليل الأحداث واستشهاد البيانات في الدراسات التاريخية. تختلف أمثال وحكم الفلاحين القرويين عن الحرفيين التقليديين، فالحوار بينهم وبين الأمناء وطلّاب العلوم الدينية يختلف تماماً. في الكتب الأدبية القصصية الخاصة، مثل كليلة ودمنة ـ  ولاسيما في كتب مثل تاريخ الوزراء لأبي الرجاء القمي ـ  وهو عمل قيم وفريد من نوعه في هذا الصدد، يحتوي علي تلميحات وأمثال كثيرة حيث أنها لم تكن شائعة في اللغة الشعبية.

(مشت بر سندان كوفتن ـ تير در تاريكي فكندن ـ آب در هاون ساييدن) كل هذه الأمثال تدل علي عبثية العمل و أنه لاجدوي من القيام به، في الوقت نفسه، هذه الشروط الثلاثة هي تطبيق أمر من ثلاث طبقات اجتماعية مختلفة. النكت اللفظية لطلاب الحوزات العلمية تختص فيهم فقط، وتختلف تماماً عن النكت و المزحة التي يتناولها الأفراد في المقاهي.

2ـ عندما نتعلم أو نتحدث عن التقاليد، فهذا يعني أننا نبتعد عن العالم وعصر التقاليد، مما يعني أنّ الأمور هي محور الاهتمام وموضوع دراستنا، التي ليست (جارية وسارية) في الوقت الراهن بل تعود للماضي وتتعلق بالأسلاف فقط. هذا الفهم والفطنة، حتى لو كان ذلك نتيجة تصور الماضي للحاضر، و هو قائم الآن. إلا إن إدراكنا للفرق بين «ما هو موجود» و «ما هو تقليدي» يأتي من «الحداثة ـ شبه الحداثة» التي نمر بها أو من مواهب وتبعات ـالحداثة» كذلك. حتي إذا ما أدركنا أنها من نصيب المجتمع الذي لايكتب و يستند علي الذاكرة (و إلي حدٍّ ما هي نظرة مستبدة)  كما أنها ستأتي من منظور حداثتنا ( بكل ما تمتلكه من أضرار ومنافع) والوصول إلي الكتابة والقراءة و التعليم الصحيح وسيتم إستيعابها إلي حد كبير. وقبل كل شيء، يمكن القول إن الصراع مع الحداثة (وهجرها الظاهر والشفهي) هو أيضا نتيجة للحداثة. ربما كانت وقفة جنود شاه إسماعيل صفوي، الذين حاربوا بالسيف والدرع ضد الجنود العثمانيين المجهزين بالبنادق والدروع ـ من بين الأحداث التي دفعت بعض قادة الحكومة الصفوية إلى استخدام الحداثة والتواصل مع الغرب آنذاك. كما أن تجربة الحرب التي دامت 11 سنة بين إيران وروسيا، جعلت عباس ميرزا يفكّر مليّاً بالقضايا وتم تأسيس دارالفنون إثر هذه الأحداث والتجارب التاريخية. الحداثة في إيران جاءت منذ البداية عن طريق اهتمام وانفعال كبار المسؤولين في المجتمع و رويداً رويداً سرت إلي كافة فئات المجتمع الأخري وأخذ منحي جديداً. هذه المغامرة الموجودة في مجال الأدب، التي هي مرآة للتطورات التاريخية في إيران، تقسّم كل شيء إلى أجزاء «جديدة» و «قديمة» في فترة ما بعد الحداثة، هذه مغامرة تنعكس في شعر العصرـ  في أعمال ميرزا وبهار و آخرون ـ  والمنشورات اليومية هي أساس هذه المواجهة ، انظر، على سبيل المثال إلي رسالة شيخ وشوخ والمجلد الثاني لكتاب إيران في أربع مجرّات ارتباطية، الفصل العاشر،التقليد والحداثة. في رأيي، استمر هذا النوع من المواجهات والصراعات ويستمر حتى في وقتنا الراهن. سواء كان ما نحن عليه الآن وما سنكون عليه وماذا يمكننا القيام به أمام الحداثة، أو أنّ هويتنا الحالية مختلفة بعض الشيء ولها أجزاء متعددة، فإن سؤالنا حول طبيعة هذه المواجهة، وهذه المعرفة يمكن أن يكون لها أرضية و مسار تاريخي وهوية تاريخية أيضاً.

هناك طريقتان بوجه عام لمواجهة التقليد (الشفهي وغير الشفهي) ، الأولي التعامل معها عاطفياً ومشاعرياً (إيديولوجياً)، ومواجهة أخرى قائمة على أساس منهجي  ونقدي ومعرفة الأساليب و علي قدر الإمكان أن تكون دقيقة وشاملة.

في الشكل الأول، هناك نوعان من وجهات النظر المنشودة: الأولي مواجهة الحنين (المحزن والمؤلم) العاطفي والذوقي والماضي، والذي هو في المقام الأول نتيجة الابتعاد (الإعراض) عن الحاضرأو اللجوء إلى الماضي، الماضي الذي أعيد بناؤه في الأذهان أو التفنن والإختلاف في استعادة الذكريات،والحنين إليها كذلك. نوعية هذا التقرّب والتشبّه بالماضي يعتبر دراماتيكي وتظاهري. كإعداد المقاهي والحانات التقليدية، واجهاتها تقليدية فقط، ويُعد تقليدها الحقيقي فارغاً تماماً.. لأن كل شيء يأتي ويختفي على حساب الزمان والمكان. ولهذا السبب، فإن العديد من السلوكيات التراثية ذات الثقافة والتراث (كمنظمة) قد أزالت أصالة ودعم التقاليد من النظم الإيكولوجية التقليدية، وفي كثير من الحالات، ما لدينا من التقاليد هو عرض المتاحف للتقاليد فقط، وليس التقليد نفسه. في مواجهة الماضي، لربما عند العديد من الأشياء، تكون الإستفادة للذكري أو لإستعادة الذكريات فقط، حيث في هذه الحالة سيكون للشي (مثل الراديو الخشبي القديمي) دلالات ثانوية، وليس استعمالها اليومي في الوقت الراهن.

النهج الثاني، التعامل الغربي مع القضايا (كأمثال جعفرخان) مع التقليد والذي تسبب بمغامرات مريرة ومضحكة في تاريخنا المعاصر. لقد اشتهر آنذاك أن الراحل تقي زاده قال يجب أن نصبح غربيين في كلّ الجوانب،هذا ليس حديث وكلام تقي زاده فقط، بل هناك طيفاً واسعاً من الأفراد الذين يعتقدون به بعد الدستورية، كما لازال هناك الكثير من الأشخاص الذين يؤكدون علي هذه القضية.

الطريقة والنهج الثاني،رهو الصدام السلبي مع كافة المظاهر الجديدة والإنتماء من باب العصبية والمتزمّت بالماضي و نفي كل ما هو جديد وحديث ـ بالطبع في الكلمات والمطالبات ـ و تمجيد كلما مضي من عالم التقاليد والماضي. كما تصل القضية إلي درجة بحيث يرجحون الإستبداد بشكل صريح وعلني علي الدستورية. في الحدث الدستوري والنزاعات اللاحقة وحتي إلي يومنا هذا، هي مكان صراع المواجهة مع الحداثة والتقاليد والمظاهر. كما أنّ طلاب الأستاذ الشهير من الجيل الثالث المتأثرين بالفلسفة غير المكتوبة، أصبحوا دعاة أو متأثرين من هذه الرؤية.

ومن المعروف أنه لسنوات عديدة ، مجموعة من الرجال الطيبين ـ من أتباع ميرزا صادق مجتهد تبريزي ـ يقطنون ـ في منطقة طالقان في قرية ـ حيث اطلق البعض علي تلك القرية «ايستا»-  حيث أنهم بعيدين كل البعد عن جميع مظاهر الحضارة، ليس لديهم شهادات ميلاد ولا ماء ولا كهرباء ولا  غاز ولاهاتف. كما كتب عنهم كتاب يحمل اسم قرية ايستا.

لكن المواجهة مع التقليد يمكن أن تستند إلى المعرفة والنقد، وبالطبع ، تعتمد على الطريقة أيضاً، على سبيل المثال و بشكل مختصر، يمكن الإشارة إلي مسعى عبد الهادي الحائري حيث يعتبر أحد المساعي العلمية التاريخية للاعتراف بالأحداث من وجهة نظر التقليد والحداثة. أهم عمل لهذا الأستاذ في هذا الصدد هو المواجهة الأولى بين مفكري إيران وشكلين من أشكال الحضارة البرجوازية الغربية. ومع ذلك، فإن البحث عن هذا الحدث ينقلنا إلى فئة الاستشراق والعلوم الغربية، مما يجعل الاعتراف التاريخي بالفكر في فئة التقاليد والحداثة.

4ـ والسؤال هو، أنّ الدراسة التاريخية للتقليد من أي فئة  وما هي القضايا التي تتجلي بين التاريخ والتقاليد الشفهية، وما هو موضوع وجهة نظر المؤرخ فيما يتعلق بالتقاليد؟ باختصار، يمكن القول إن «التاريخ» بمعنى النص والاقتراح هو نتيجة استفسار المؤرخ ليعرّف الماضي والأسلاف للحاضر والمستقبل.  يجب أن يضاف هنا أنّ فهم التاريخ وتصوره هو حدث وعملية تاريخية. إن أحد خصائص التحوّل والتطور في الرؤية والنهج تجاه التاريخ وفهمه هو تعريف الماضي في التاريخ . باختصار، يمكن القول أن الماضي في التاريخ ليس بعيداً، بل قبل وقتنا الراهن. في غضون ذلك، يحدد المؤرخ الماضي من وجهة نظرته في الوقت الحالي. باختصار، إن مواجهة المؤرخ مع التقاليد والتقاليد الشفهية ليست نوعاً من مواجهة الحنين والذكريات، وليست لقاءً تقليدياً لمواجهة ومقابلة الحداثة، وليس نوعاً من الإحترام والإشادة بالحداثة للهروب من التقليد ومواجهته. المحبة أوالغيظ  لم تتعلق بعمل المؤرخ و مواجهة التأريخ. ما يهم المؤرخ هو أنه ينظر إلى «التقليد الشفهي بمثابة تاريخ» فقط.

4-1- التاريخ، سواء في معنى حدث أو حادث، وأيضا في معنى تقرير حدث، ينظر بنظرة إستعلائية إلي التقاليد الشفهية بمثابة ساحة موضوعية . وبعبارة أخرى، فإن دراسة التقاليد والتقاليد الشفهية تعتبر جزء كبير أو صغير من دراسة التاريخ والمؤرخ، حيث يمكن أن يكون الأدب موضوع دراسة للمؤرخ. تاريخ كتابة الأغاني تكون ذات موضوعية في منطقة اقليمية و فترة زمنية معينة بالنسبة للمؤرخ.. أكثر من هذا، كما قلت  إن قصة المواجهة بين التقليد والحداثة (كحدث تاريخي) بالذات تعتبر مقولة وموضوع لمعرفة التاريخ، قضية التأريخ ومعرفتها تعتبر فكرية.

2-4- بما أن النظرة التاريخية والتأريخ ما قبل التأريخ الحديث ممزوج مع التقاليد الشفهية الروائية، فإن التقاليد الشفهية ـ  مثل الأساطير والقصص والأساطيرـ  ليست تاريخية فحسب، بل أيضاً كطليعة تاريخية لها منزلة ومكانة في الأحداث التاريخية. في تاريخ الطبري (أطلقوا علي الطبري في عالم التأريخ الإسلامي أو اسلام ابوالمؤرخين). كما هناك انعكاساً في التقاليد الشفهية والروايات المختلفة و حتي الأساطير والإسرائيليات. وهكذا، يمكن القول أن التاريخ بمعنى النص يبدأ في تاريخ الماضي والنصوص القديمة بتقاليد شفهية، بحيث أنّ هناك نوعا من التداخل والإشتراك  بين القصة والتاريخ story و history . تمّ إحياء  السرد الأخير للتاريخ وتحليله على أنه ـ التاريخ بمثابة الرواية ـ  هنا هو نقطة الانضمام والربط بين الأدب والتاريخ.

4-3- وبالنظر إلى وجهة النظر التاريخية في ضوء أمثلة التقاليد الشفهية كدليل، وأدلة على الوثائق التاريخية ـ لا يمكن تحديد تحليل وإحصاء النتائج والبيانات مثل تلك الموجودة في التاريخ الكلاسيكي الرسمي وتاريخ الحكومات والسلطة والتاريخ السياسي ـ كما يمكن تحديد أحداث لايوجد لها أي أثر في النصوص الرسمية للتاريخ، لأنه في النظرة المستقيمة للتواريخ الرسمية،  عامة الشعب ـ بتعتبير البيهقي «خامل الذكر» أي لايوجد أثر للمجهولين وعامة الناس ولم يتم الإعتناء بهم علي الإطلاق. البحث عن مراجع ووثائق أدبية وتاريخية تتجاوز ما يسمى «الإجتماعيات» يمكن أن يقودنا إلى إدراك واسترجاع هذه الأشكال. إلقاء نظرة على قصة حب سعيد بن عثمان لخاتون بخارى، والتي كُتبت في تاريخ بخارى، من قبل نرشخي والأغاني لأبي الفرج الأصبهاني، والأغنية التي كتبت عن هذه القصة بلغات مختلفة،أو أغنية ابن مفزّغ في هجاء ابن زياد«عبيدالله وعبادة بن زياد» والطعن بأم ابن زياد، حيث تسمّي هذه المرأة  في زيارة عاشوراء بإبن مرجانة. جاءت هذه القضية في كتاب تاريخ سيستان وكاتبه مجهول.عندما أعطوا مسهّل لهذا الشاعر بأمر من عبيدالله بن زياد (إبن أبيه!) ربطوا برجله خنزير وكلب وقطة ووضعوه تحت الإقامة الجبرية في أزقة البصرة حيث كان يخرج منه ماء أسوداً،عندما رأي الأطفال هذا المشهد قالو له ما هذا؟ ما هذا؟ كان يجيبهم باللغة الفارسية : إنه ماء ونبيذ/ وعصارات الزبيب و...إلخ.

يعود تاريخ القصة إلى 59 هـ ، وتبين أن اللغة الفارسية في هذا الوقت كانت رائجة ومفهومة لدي أطفال البصرة وحتى الشاعر العربي. يلاحظ أنّ التقليد الشفهي كوثيقة شعبية / أنثروبولوجية / إنسانية لها مراجع تاريخية ووثائق تاريخية.

4-4- ولكن في المفهوم الجديد الذي جاء من تاريخ مدرسة أنالا والتاريخ الاجتماعي تدريجيا، تم إيلاء الاهتمام التدريجي لدور الطبقات وفئات التاريخ من الأسفل. في هذا النهج، ليس فقط الناس والطبقات المهمشة من الحياة والأفكار من الناس يعتبرون موضوع للتاريخ ، بل أيضا جاء نوع من النهج والرؤية إلي التأريخ والتاريخانية ، كما في هذا النهج يعتبر التقليد الشفهي بمثابة التأريخ حيث يتم الإهتمام بالبيانات التاريخية كذلك.. وقد حدث هذا نتيجة لتطور معنى ومفهوم التاريخ من التاريخ السياسي والحاكمية إلى التاريخ الشعبي. هنا، يتداخل مجال الدراسات التاريخية مع الدراسات الثقافية و المباحث المتعلقة بالرواية والقصة. في هذه العملية، يعتبر التقليد الشفهي تاريخاً. والنقطة التي يجب اتخاذها هنا هي الاعتراف بروح السلام والمواجهة / استمرار الناس في الماضي من عدم التسامح  مع المتغيرات في التقاليد الشفهية.

4- 5- على الرغم من أن التقاليد الشفهية ـ  كما يقال  لها إرث من الماضي ـ  ولكن نظراً لسرعة التغييرات والزمان، أصبحت المسافة بين الماضي والآن قريبة جداً من بعضها البعض، والآن الأحاديث والأقوال الشفهية (والتي تنتشر في الماضي كهمس في الأذن وشائعات ونكات وأغاني) أصبحت في الوقت الراهن تؤخذ بنظر الإعتبار بشرعة فائقة في وسائل الإتصال الجديدة و تتناقل بين أفراد المجتمع. قبل عدة سنوات، تم تسليط الضوء على كتاب اللغة المخفية للدكتور مهدي سمايي و حظي بإقبال واسع. لقد قلص الفضاء السيبراني واستخدام الوسائط الإلكترونية من سرعة الإنتاج والتكاثر ونشر «الحكايات غير الرسمية» ـ في دقائق و ـ حتى أقل.

4-6- ما يفسر ضرورة وأهمية دراسة التقاليد الشفهية في التاريخ بطريقتين لنا بشكل مضاعف، حيث أننا ما زلنا منغمسين في خضم أحداث عالم التقليد والحداثة، أي أننا لم ننتقل بالكامل من العالم التقليدي، وبالتالي، لم ندخل إلي عالم الحداثة كما ينبغي ولم توغل فيه كذلك. في هذا الوسط والذهول، وبالنظر إلى تجربة الحياة في سياق الحداثة والتقاليد، فنحن في وضع يمكننا من خلاله أن نفهم الحاضر والمستقبل، من خلال وعي صحيح وشامل بتقاليد الماضي والماضي التقليدي حيث يعتبر هذا الأمر ذا أهمية بالغة. كما هناك كتب قيمة مناسبة تساعدنا علي العبور من هذا المنعطف، ككتاب فان سينا. ومع ذلك، فنحن بحاجة إلى نسخ مكتوبة لتاريخنا ونظامنا الإيكولوجي، حيث هناك جهوداً كبيرة  تُبذل حالياً في هذا المجال. من ضمنها يمكن الإشارة إلي جهود ومساعي الدكتور داريوش رحمانيان وذلك من خلال انتشار مجلة (مردم نامه) في هذا المجال حيث تحظي بالأهمية والإحترام.

لقد مررنا بحدثين كبيرين للثورة والحرب على مدى العقود الأربعة الماضية، فهذه الأحداث مليئة ببيانات متنوعة للاعتراف بعالم التقاليد والحوادث المتنوعة وغير المسجلة. على الرغم من نشر العديد من الكتب والمقالات، لم يتم تقديم مجموعة كاملة نسبياً من شعارات الثورة إلى النطاق الجغرافي للثورة في إيران، في حين أن أنواع الحكم الشفهية واسعة جداً في الثورة والحرب المفروضة.

أحد الأمثلة التي يمكن الإشارة إليها هي انتشار اشاعات  أن «صورة الإمام الخميني في القمر»أو الإطاحة بنظام الشاه كان تنبؤ شاه نعمة الله ولي، من ضمن الحالات البديهية لهذه المواضيع. كانت الحرب والجبهة منصة رائعة لإحياء هذه التقاليد الشفهية وغير الشفهية وإنتاج مجموعة متنوعة من الخطب والأحاديث حيث تم جمع بعض هذه الكلمات الشعبية ونشرها في إطار الشعارات والأرجوزة والمصطلحات والتعبيرات في كتاب ثقافة الجبهة، ولكن حتى في هذه المجموعة، ظلت أجزاء من الثقافة المجازية للجبهة مخفيّة ولم يتم نشرها بعد. ما لم يقال والقضايا المخفية هذه، تبقي كاللكمات التي لم يبح بها أثناء عدم تشغيل مسجل الصوت مع الذين تمت مقابلتهم إبان الثورة والحرب ـ فقط تقال للمحاور ومخاطبه. كما أن جزءاً كبيراً من هذه الممتلكات الموجودة في الذكريات الشفهية والأقاويل وما لم يقال من قبل أهل الحرب والجبهة، قابلة للإهتمام والتحديد والتجميع. ومع ذلك ، فإن الحفاظ على صحة وثائق ومستندات هذه الشهادات والمذكرات يتطلب حساسية دقيقة لهذه الوثائق وتجنب التلاعب البليغ والمرتكز والعاطفي والسياسي لها. آمل أن تساعدنا دراسة الكتب كهذا الكتاب على معرفة وكيفية جمع التقاليد الشفهية بمثابة التاريخ. والسلام [4]

 

التقليد الشفهي بمثابة التاريخ

المصادر:

- (آفاق حكمت وسپهر سنت)،حوار حامد زارع مع السيد حسين نصر (2015م) طهران : ققنوس.

ـ ابوالرجاء القمي،نجم الدين (بي تا) تاريخ الوزراء. بجهود: محمد تقي دانش بجوه (1984م) .طهران مؤسسة الدراسات و الأبحاث الثقافية.

ـ ابوالفرج الإصفهاني [بي تا]. الأغاني .ترجمة :محمد حسين فريدني (1995م).طهران .المنشورات العلمية والثقافية.

ـ تاريخ سيستان.تصحيح: محمد تقي بهار (2002م). طهران .دار معين للنشر.

ـ حائري،عبدالهادي (2015م). المواجهة الأولى بين مفكري إيران وشكلين من أشكال الحضارة البرجوازية الغربية. طهران: أمير كبير.

ـ في البحث عن أمر قدسي،حوار رامين جهانبكلو مع السيد حسين نصر. ترجمة سيد مصطفي شهرآئيني (2006م).طهران : دار ني للنشر.

ـ سمايي،مهدوي (2003م). اللغة المخفية (زبان مخفي). دار مركز للنشر.

ـ عسكري،حسين (2010م) قرية ايستا،دراسة حول أهل التوقف في طالقان.طهران .الشهيد سعيد محبي.

ـ فهيمي،سيد مهدي (2000م).ثقافة الحرب،الأشعار والأرجوزة.طهران: سروش و(فرهنك گستر).

ـ كليلة ودمنة .تصحيح : مجتبي مينوي طهراني (1964م) طهران : أمير كبير.

ـ مجاهد،أحمد(1995م).شيخ وشيوخ، نقاش نقدي بين الشيوخ التقليديين وشيوخ الحداثويين.[بي جا] :[بي نا].

ـ محسنيان راد،مهدي (2013م).(ايران در چهار كهكشان ارتباطي).المجلد 2. طهران : سروش.

ـ نرشخي،أبوبكر محمد بن جعفر (بي تا). تاريخ بخارا.صححه وقدم له: محمد تقي مدرس رضوي [بي تا]. طهران : طوس.

ـ فانسينا ،جان[بي تا]. التقليد الشفهي بمثابة التاريخ. ترجمة: فرهاد نام برادر شاد (2018م) طهران،دار مؤرخان للنشر.

ـ أغبورن وليام،فرانسيس نيم كوف [بي تا] .الخلفية الإجتماعية. اقتباس: امير حسين آريان بور (1978م) طهران.فرانكلين.

ـ جاكوبوفسكي، فالنتين [بي تا]. أشعار إيران الشعبية في زمن القاجاريين. بجهود وتصحيح وشرح: الدكتور حسين نورايي (2003م).طهران :دار اساطير للنشر.

------------------------------

[1]- Jan Vansina

[2]- René Guénon

[3]-Valentin Zhukovski

تم تقديم هذا النص، بلطف من عبّر عنه، الكاتب والباحث في التاريخ والأدب، السيد عليرضا كمري حيث قدّمه إلي موقع تاريخ إيران الشفهي.كما أن خط النص جاء بطلب منه في نشر أعماله. كما ألقي السيد عليرضا كمري خطابه هذا في الإجتماع الذي عقد لتعريف ودراسة «التقليد الشفهي بمثابة التاريخ» في يوم الإثنين الموالق 12 من نوفمبر لعام 2018م والذي عُقد في صالة الدكتور برهام في مركز الوثائق والمحفوظات الوطنية الإيرانية.

النصّ الفارسي



 
عدد الزوار: 3843


التعليقات

 
الاسم:
البريد الإلكتروني:
التعليق:
 

الأكثر قراءة

نبذة من مذكرات ايران ترابي

تجهيز مستشفى سوسنگرد

وصلنا إلى سوسنگرد قُبَيل الظهر. كان اليوم الثالث عشر من تشرين الأول عام 1980. لم يكن أمرها مختلفًا عن أهواز بل كانت أمرّ حالًا منها. كان قد غمرها التراب والدمار. وقد خلت من أهلها إلا ما ندر. كما أعلنت منظمّة الهلال الأحمر في أهواز، كانت لا تزال المدينة في متناول قصف العدو، ولم يأمن جانب منها من وطء القذائف والقنابل. لقد أوصلنا أنفسنا إلى مستشفى المدينة بسرعة. ما زال بابها ولوحتها سالمَين. تتقدّم المستشفى ساحة كبيرة قد حُرِث جانب منها. كأنها قد هُيّئت قبل الحرب لزرع الفسائل والزهور.

التاريخ الشفهي للدفاع المقدس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي

الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان)
لقد صدر عن حرس الثورة الإسلامية ومركز الوثائق والدراسات للدفاع المقدّس في عام 1401 ه.ش. كتابُ التاريخ الشفهي للدفاع المقدّس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي، تحت عنوان الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان) وبجهود يحيى نيازي. تصميم الغلاف يحاكي مجموعة الروايات التاريخية الشفهية للدفاع المقدس الصادرة عن هذا المركز. إذ قد اختار هذا المركز تصميمًا موحّدًا لأغلفة جميع كتب التاريخ الشفهي للدفاع المقدس مع تغيير في اللون، ليعين القارئ على أن يجدها ويختارها.
أربعون ذكرى من ساعة أسر المجاهدين الإيرانيّين

صيفُ عامِ 1990

صدر كتاب صيف عام 1990، بقلم مرتضى سرهنگي من دار سورة للنشر في سنة 1401ش. وبـ 1250 نسخة وبسعر 94 ألف تومان في 324 صفحة. لون غلاف الكتاب يحاكي لون لباس المجاهدين، ولون عنوان الكتاب يوحي إلى صفار الصيف. لُصِقت إلى جانب عنوان الكتاب صورة قديمة مطوية من جانب ومخروقة من جانب آخر وهي صورة مقاتلَين يسيران في طريق، أحدهما مسلّح يمشي خلف الآخر، والآخر يمشي أمامه رافعًا يديه مستسلمًا.
الدكتور أبو الفضل حسن آبادي

أطروحات وبرامج التاريخ الشفوي في "آستان القدس الرضوي"

أشار رئيس مركز الوثائق والمطبوعات لآستان قدس الرضوي، إلى أطروحات "تاريخ الوقف والنذور الشفهي" و"تاريخ القراءات القديمة في الحرم الشفوية" وعلى أنها أحدث المشاريع للمركز وقال: "إنّ تسجيل تاريخ الموقوفات لآستان قدس الرضوي الشفوي في عدّة مدن، هو مشروع طويل المدة. وتأسس مؤخرا قسم الدراسات للقراءت في مركز الوثائق وهو ضمن مجموعة مركز الدراسات". وفي حواره مع موقوع التاريخ الشفوي الإيراني قال الدكتور أبو الفضل حسن آبادي، شارحا برامج المركز:
مكتبة الذكريات

"أدعو لي كي لا أنقص"،"في فخّ الكوملة" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة"

سوف تتعرفون في هذا النص، على ثلاثة كتب صدرت عن محافظتين في إيران: " أدعو لي كي لا أنقص: الشهيد عباس نجفي برواية زوجته وآخرين" من المحافظة المركزية وأيضاً كتابي "في فخّ الكوملة: ذكريات محمد أمين غفار بور الشفهية" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة" وهي ذكريات أمين علي بور الشفهية" من محافظة كيلان. إثنان من المعلّمين ألّفـت السيدة مريم طالبي كتاب "أدعو لي كي لا أنقص". يحتوي الكتاب علي 272 صفحة وثلاثة عشر فصل، حيث تم إنتاجه في مكتب الثقافة