مكتبة الذكريات

"التحليق من النافذة الجنوبية"، الرواية الأولي من الدفتر الكرزي و"واقف في الزمن"

محمد علي فاطمي
ترجمة: حسين حيدري

2019-8-2


فيما يلي ستقرأون ثلاثة كتب حول الذكريات. الميزة المشتركة الأولي لهذه الكتب هي أنها تتضمن مذكرات وروايات.  والميزة الأخرى تقربهم من حدود التاريخ الشفوي وهي التعبير عنها في قلب الذكريات والخصائص الزمنية والمكانية والفردية التي تتعلق بتوقيت الأحداث المهمة في تاريخ أرضنا أو منطقتنا.

التعرّف علي "حاج بابا"

التحليق من النافذة الجنوبية: "رواية العميد الشهيد علي رضا حاجي بابايي" وهو إسم كتاب من تأليف وتحرير السيد محمد رضوي، الذي قدمه  مكتب دراسات الثقافة والاستدامة في مكتب الشؤون العامة بالمحافظات ودار الفنون الجميلة ودار سورة للنشر عام 2019م.

يحتوي الكتاب المؤلف من أربعمئة صفحة على ثمانية فصول نصية و 62 صفحة من الوثائق والصور. في قائمة الفصول، هذه الألقاب لها جوانب تاريخية:  إقامة مراسيم أربعينية نجل الإمام الخميني (رحمه الله) ومسيرة 19 من فبراير عام 1979م، وإنشاء أول قاعدة للحرس الثوري في همدان وقصف معسكر نوجه وبداية الحرب المفروضة، وعمليات اللعبة الطويلة وعمليات رمضان و.... إلخ، وأيضاً قسم الوثائق والصور والتي تحتوي معظمها علي الوثائق ونصوص المستندات وكتابتها وفقاً للحروف الأبجدية حتي يستطيع قارئ الكتاب إستخدامها بشكل جيد. آخر صورة في آخر صفحة من الكتاب، تتعلق بصورة تذكارية من لقاء العميد الحاج قاسم سليماني، قائد فيلق القدس مع والد ووالدة الشهيد الذي تم تأليف هذا الكتاب باسمه وتخليداً لذكراه.

أشير في مقدمة هذا الكتاب إلي أنّ هذا العمل هو عبارة عن: رواية حضور معلم مخلص وتعبوي في مجال الدفاع المقدس "حيث  يتطرق فصل من هذا الكتاب إلي " عمليات 2 سبتمبر عام [1981م] عمليات الشهيدين رجائي وباهنر. وقعت هذه العمليات في مناطق من سربل ذهاب وكان الشهيد حاجي بابايي، قائداً لأهم محور في هذه العمليات".

تعتمد طريقة الكتاب علي سيرة حياة الشهيد علي رضا حاجي بابايي، وعلي أساس ترتيب ما تحدثت به عائلته وأصدقائه وزملائه في جبهات الحرب وأيضاً وفقاً للفترات الزمنية المحددة من سيرة حياة الشهيد. هؤلاء الرواة والأسماء الأخري التي ذُكرت في النص، تمت الإشارة إليها في هامش الصفحات. تكمن ميزة النص في أنّ المحرر اختار الكلمات الرئيسية المغامرة والمؤثرة وجمعها. على الرغم من أنّ النص، بالطريقة التقليدية، لا يحتوي على سرد أحادي الاتجاه ومستمر. ولكن هذه الميزة مكّنت القارئ من متابعة النص ومتابعة الأحداث مثل ما وقعت إلي حدّ كبير.

يتعرف القارئ على الشخصية الرئيسية للسرد، والذي كان يعرفه رفاقه باسم "الحاج بابا" و"بالإضافة إلى كونه مسؤولاً عن المجموعة الحدودية في منطقة سربل ذهاب في الأيام الأولى من الحرب والمسؤول عن تزويد الفرقة لوجستياً ... كان يبني الحمامات الصحراوية ونشطاً بشكل كبير". وأيضاً "في الفترة التي تم تعيينه فيها مساعداً لوحدة العمليات في الحرس الثوري بهمدان ولم يتغير أي شيء في سلوكياته. في حي المهدي، كان من المقرر أن نحفر بئراً للمياه، حيث ساهم هو بشكل كبير في هذا العمل و أخيراً نال درجة الشهادة في "عام 1982م، أي كان عمره حوالي 25 عاماً".

عام 1984م

"الرواية الأولي من الدفتر الكرزي" لكاتبها السيد محمود رنجبر، وهو عضو في هيئة التدريس بجامعة غيلان. تولى  مكتب الدراسات الثقافية والفنية لمحافظتي كيلان ومازندران العمل على الكتاب وقامت دار سورة للنشر باصدار الكتاب في عام 2019م. وعن مؤلف الكتاب، هو أيضاً راوي لمذكراته، قال في بداية الكتاب: "لقد ربط  فترة شبابه بالحرب. وضعه مصيره أمام أحداث مروعة للغاية، كتب بعضها في دفتره الكرزي أثناء الحرب، وبعد سنوات من إعادة الكتابة، أعطي إثنين من هذه الدفاتر لدائرة الفنون لكي تقوم بنشرها. "(كتاب "الراوية الثانية من الدفتر الكرزي" قبل ذلك تم تقديمه في موقع تاريخ إيران الشفوي).

يحتوي الكتاب المؤلف من 332 صفحة على 74 قطعة من المذكرات، وقد كتب الراوي ومؤلف القصة سيرة حياته. من هناك ينضم إليه القارئ لاتخاذ قرار بشأن الذهاب إلي جبهات الدفاع المقدس. يصف الراوي كيف دخل ونجح في دورة التدريب العسكري. بعد ذلك يتم ابتعاثه إلي غرب البلاد و لنهاية الكتاب يروي ذكرياته عن كردستان، كان ذلك في عام 1984م و هناك واجهوا مجموعات مناوئة للثورة والذين يحظون بدعم من صدام آنذاك.

ذكريات "الرواية الأولي من الدفتر الكرزي"، وهي تنبع من نفس دفتر حرب العراق المفروضة على إيران. كتب الراوي النص الأصلي على شكل مذكرات في الأيام التي كان يعيش فيها ريعان شبابه، بينما كان يتجه من شمال البلاد إلي غربه. لذكرياته طابع الحياة أكثر مما يدور في جبهات الحرب، العيش مع المحاربين والتواجد معهم لعدة أشهر، والعيش بالقرب من الشعب الكردي في القري والأرياف وكتابة ملاحظاتهم الخاصة بهم، وفي النهاية كتابة ذكرياته وحين كان يحمل اللاسلكي في مهمة استمرت حتي عام 1984م . ينتهي الكتاب بالصور تتعلق بالذكريات.

حتي عام 1982م

كتاب آخر صدر عن مكتب دراسات الثقافة والاستدامة في دائرة الفنون التابعة لمحافظة كيلان حيث قامت دار سورة للنشر بنشره في عام 2019م وهو "واقف في الزمن: ذكريات أبوالقاسم حسينجاني". يحتوي الكتاب علي 287 صفحة، كتبه وحرره السيد مير عماد الدين فياضي."ابوالقاسم حسينجاني وبالرغم من أنه اليوم إسماً مألوفاً ومرموقاً في المجال الأدبي، لكن قبل ذلك كان من الأفراد المؤثرين سياسياً لاسيما في غيلان.... من ثم ذهب إلي تبريز و في بيئة أكبر وأوسع من مدينة أنزلي، زاول نشاطه العقائدي والسياسي، حتي أنه تم القبض عليه وزجوه في السجن لعدة أشهر في اللجنة المناوئة للتخريب. بعد انتصار الثورة الإسلامية، أصبح قائم مقام ميناء أنزلي و ثم مندوب الأهالي في مجلس الشوري الإسلامي وكان فرداً مؤثراً في الكثير من الوقائع الصغيرة منها والكبيرة علي صعيد المحافظة (غيلان) وكان شاهداً علي الكثير من الوقائع المهمة أيضاً". قسم الصور ووثائق الكتاب يدل علي مستندات في هذا الخصوص.

قدم مدون الكتاب الراوي، مضيفًا: "عُقد الاجتماع الأول في طهران، ثم عقدنا أكثر من أربعة اجتماعات في الأشهر الأولى من عام 2013 في أنزالي. بعد ذلك، عقدنا عدة اجتماعات في طهران وفي قاعة اجتماعات الأعمال الأدبية في دائرة الفنون ... تم نشره على أسلوب وفي مجال المذكرات الشفهية عن دائرة الفنون بغيلان، وأُزيلت أسئلة المقابلة من النص المرتب للراوي حيث أصبح أكثر إنسجاماً وفقاً للذكريات المكتوبة للوقائع".

تسير ذكريات الراوي حتي عام 1982م وتنتهي في الصفحة 154. ومن ثم نلاحظ هذه العناوين: "مقدمة من باب التأخير، طرقة عابرة علي مقابلة مطولة...»، الملحق الأول: ترجمة الخطبة 27 من نهج البلاغة...»، الملحق الثاني: ترجمة إسم الإمام علي (عليه السلام) إلي ... والي البصرة"، "الملحق الثالث: شرح لقاء ممثل وزارة الداخلية مع قائم مقام أنزلي وعريضة الصيادين الأحرار ورسالتهم"، "الملحق الرابع: تقرير الدورة العاشرة للفترة الأولي لمجلس الشوري الإسلامي  في 30 يوليو من عام 1980م، تتعلق هذه المرفقات بالمغامرات.

ذكريات الراوي "واقف في الزمن" قابلة للتجزئة في قسمين. قسم يتعلق بالحياة الشخصية والتي تدل علي تخطيه لظروف ومصاعب جمّة حتي وصلت إلي الأيام التي أصبح بها معروفاً في محل ولادته، وجزء من النشاط السياسي والاجتماعي الذي بدأ قبل انتصار الثورة الإسلامية ويستمر إلى حين تتوقف فيه الذكريات. إنّ ذكريات هذا القسم لها طابع جغرافي خاصة تتعلق به، سواء في تبريز أو في ميناء أنزالي، وقد رفعت هذه الميزة الملاحظة التاريخية للراوي. بالطبع، إذا نظرنا إلى عام 2019م كوجهة لمذكرات الراوي في الكتاب، فإنّ ذكرى ما يقرب من 37 عاماً من حياته بقيت فارغة.

يُعرف أبو القاسم حسينجاني الآن بالشاعر والكاتب والمترجم، وأصبحت العديد من قصائده في مجال عاشوراء مشهورة.

النصّ الفارسي 



 
عدد الزوار: 2403


التعليقات

 
الاسم:
البريد الإلكتروني:
التعليق:
 

الأكثر قراءة

نبذة من مذكرات ايران ترابي

تجهيز مستشفى سوسنگرد

وصلنا إلى سوسنگرد قُبَيل الظهر. كان اليوم الثالث عشر من تشرين الأول عام 1980. لم يكن أمرها مختلفًا عن أهواز بل كانت أمرّ حالًا منها. كان قد غمرها التراب والدمار. وقد خلت من أهلها إلا ما ندر. كما أعلنت منظمّة الهلال الأحمر في أهواز، كانت لا تزال المدينة في متناول قصف العدو، ولم يأمن جانب منها من وطء القذائف والقنابل. لقد أوصلنا أنفسنا إلى مستشفى المدينة بسرعة. ما زال بابها ولوحتها سالمَين. تتقدّم المستشفى ساحة كبيرة قد حُرِث جانب منها. كأنها قد هُيّئت قبل الحرب لزرع الفسائل والزهور.

التاريخ الشفهي للدفاع المقدس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي

الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان)
لقد صدر عن حرس الثورة الإسلامية ومركز الوثائق والدراسات للدفاع المقدّس في عام 1401 ه.ش. كتابُ التاريخ الشفهي للدفاع المقدّس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي، تحت عنوان الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان) وبجهود يحيى نيازي. تصميم الغلاف يحاكي مجموعة الروايات التاريخية الشفهية للدفاع المقدس الصادرة عن هذا المركز. إذ قد اختار هذا المركز تصميمًا موحّدًا لأغلفة جميع كتب التاريخ الشفهي للدفاع المقدس مع تغيير في اللون، ليعين القارئ على أن يجدها ويختارها.
أربعون ذكرى من ساعة أسر المجاهدين الإيرانيّين

صيفُ عامِ 1990

صدر كتاب صيف عام 1990، بقلم مرتضى سرهنگي من دار سورة للنشر في سنة 1401ش. وبـ 1250 نسخة وبسعر 94 ألف تومان في 324 صفحة. لون غلاف الكتاب يحاكي لون لباس المجاهدين، ولون عنوان الكتاب يوحي إلى صفار الصيف. لُصِقت إلى جانب عنوان الكتاب صورة قديمة مطوية من جانب ومخروقة من جانب آخر وهي صورة مقاتلَين يسيران في طريق، أحدهما مسلّح يمشي خلف الآخر، والآخر يمشي أمامه رافعًا يديه مستسلمًا.
الدكتور أبو الفضل حسن آبادي

أطروحات وبرامج التاريخ الشفوي في "آستان القدس الرضوي"

أشار رئيس مركز الوثائق والمطبوعات لآستان قدس الرضوي، إلى أطروحات "تاريخ الوقف والنذور الشفهي" و"تاريخ القراءات القديمة في الحرم الشفوية" وعلى أنها أحدث المشاريع للمركز وقال: "إنّ تسجيل تاريخ الموقوفات لآستان قدس الرضوي الشفوي في عدّة مدن، هو مشروع طويل المدة. وتأسس مؤخرا قسم الدراسات للقراءت في مركز الوثائق وهو ضمن مجموعة مركز الدراسات". وفي حواره مع موقوع التاريخ الشفوي الإيراني قال الدكتور أبو الفضل حسن آبادي، شارحا برامج المركز:
مكتبة الذكريات

"أدعو لي كي لا أنقص"،"في فخّ الكوملة" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة"

سوف تتعرفون في هذا النص، على ثلاثة كتب صدرت عن محافظتين في إيران: " أدعو لي كي لا أنقص: الشهيد عباس نجفي برواية زوجته وآخرين" من المحافظة المركزية وأيضاً كتابي "في فخّ الكوملة: ذكريات محمد أمين غفار بور الشفهية" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة" وهي ذكريات أمين علي بور الشفهية" من محافظة كيلان. إثنان من المعلّمين ألّفـت السيدة مريم طالبي كتاب "أدعو لي كي لا أنقص". يحتوي الكتاب علي 272 صفحة وثلاثة عشر فصل، حيث تم إنتاجه في مكتب الثقافة