ليالي الذكريات في نسختها السابعة بعد الثلاثمئة ـ 1

الدورية البحرية

مريم رجبي
ترجمة: أحمد حيدري مجد

2019-12-3


وفقاً لموقع تاريخ إيران الشفهي، أقيمت مراسم ليالي ذكريات الدفاع المقدس في نسختها السابعة بعد الثلاثمئة، في مساء يوم الخميس الموافق 24 من أكتوبر لعام 2019م في صالة سورة للفنون. قام كلّ من الطيارين: أمير حبيبي ومحمد غلام حسيني وعطاء الله محبي بالتحدث عن ذكرياتهم في فترة الحرب المفروضة من قبل العراق علي جمهورية إيران الإسلامية.

قال السيد داود صالحي، مقدم برنامج ليالي ذكريات الدفاع المقدس في نسختها السابعة بعد الثلاثمئة: "الراوي الأول لهذا البرنامج، من مواليد عام 1953م في مدينة طهران. نشأ وت في عائلة بسيطة في جنوب المدينة. بعد حصوله على شهادة المرحلة الثانوية، دخل سلاح الجو في الجيش. ذهب من عام 1974 إلى عام 1976م ، إلى الولايات المتحدة الأمريكية لانهاء دورة أكاديمية في مجال الطيران ثم عاد إلى إيران. كان له حضوراً في جبهات الجنوب ودهلران. سلسلة من الأنشطة التي قدمها هي عبارة عن نقل الأشخاص المشردين، إيصال أصحاب المظلات أو حمل البضائع إلى منطقة الحرب، ونقل المقاتلين إلى مناطق الحرب وإجراء رحلات الدوريات البحرية. إنه متحمس جداً للقوات الجوية لجمهورية إيران الإسلامية لدرجة أنه أصر على وصفه بأنه "محارب قديم في جيش جمهورية إيران الإسلامية".

وقال العميد الطيار أمير حبيبي: " كانت إحدى المهام التي أُبلغت بها القوات الجوية دورية بحرية. في هذه الدورية، كُلفت طائرات P3F و هركولس و C130 بمواصلة الرحلات الجوية عبر الخليج الفارسي وبحر عمان وأحياناً إلى المياه الساحلية بحثاً عن أهداف قدمت مساعدات عسكرية لجيش البعث العراقي. تم التخطيط للرحلات من القاعدة الأم إلى مطار شهيد دوران في شيراز. كانوا يهبطون في بندر عباس، وبعد استلامهم لخطة الرحلة والمواصفات المستهدفة، واصلوا مرة أخرى من الكتيبة التاسعة، وصولهم إلى الخليج الفارسي ومضيق هرمز وبحر عمان إلى ساحل المحيط الهندي للعثور على الهدف وبعد التأكد من ذلك الهدف المنشود. كان الهدف هو الهدف النهائي، حيث غادروا المنطقة، وتم إرسال طيارين من طراز F14 إلى المنطقة، مما يؤدي إلى تدمير السفينة التي كانت تحمل أسلحة العدو والمعدات العسكرية الحديثة. ستلتقط الطائرات مرة أخرى صوراً لتدمير السفينة ثم تعود إلى قاعدتها. تتطلب هذه الرحلات تغطية الرادار. بسبب انخفاض الطيران واستنفاد أجهزة الراديو، لم تكن التغطية اللاسلكية ممكنة بعد مغادرة الطائرة من 100 إلى 150 كيلومتر من إيران. إن تغطية الرادار، وبسبب عدم كفاءة وفاعلية الرادارات في المنطقة التي تطلبت الإمدادات وجميع أنواع العقوبات المفروضة خاصة على البعد العسكري، لم تكن فعالة ولم يكن من الممكن وجود طائرات دورية في الأفق ما لم تكن طائرات العدو و الإقتراب منها لعملية إبلاغها. ولم تكن التغطية الجوية ممكنة لتغطية الطائرات المرسلة إلى القواعد القريبة من الحدود ومناطق الحرب، وبطبيعة الحال، نُفذت رحلات الدوريات البحرية، حيث تعتبر مغامرة على ارتفاعات تتراوح بين 300 و 30 متراً على الأقل فوق مستوى سطح البحر. في ظل الظروف العادية، كان الارتفاع حوالي 300 متراً، أي حوالي ألف قدم، وبمجرد العثور على الهدف، ولتحسين تحديد وتسجيل خصائص السفينة الحاملة للأسلحة والمعدات الحربية، والاتجاه والسرعة والعلم المثبت على سطح السفينة، والارتفاع المنخفض، وبعد ذلك يتم تفريغها في المنطقة. كان من المستحيل الاقلاع دون مواجهة طائرات أمريكية تحلّق من على حاملات الطائرات. في إحدى هذه الرحلات، رأيت أربع طائرات من طراز F18، كانت واحدة على يساري، وواحدة على يميني، وعلى ارتفاع من عشرة إلى خمسة عشر متراً أمامي، ولكن  تحلق بإرتفاع أعلي مما كنت عليه، أي تبعدني بحوالي خمسمئة إلي ألف متر فقط كما أن الطائرة كانت خلفي ولا يمكنني رؤيتها. لكن بعد الدقائق القليلة التي أخذونا فيها في رحلة جماعية تقريباً بالتزامن مع رحلتنا إلى المنطقة، رأيت أيضاً الطائرة  الرابعة وهي متجهة نحو الأسطول. كنا نواجه بعض الأخطارفي هذه الرحلات، لكن الحمد لله لم يحدث لنا أي مكروه. في إحدى رحلاتي، رأيت فجأة الطائرة F15 على يساري. هزت جناحها لكي تثير انتباهي، كالعادة، قدمت له الاحترام العسكري وأجاب على احترامي العسكري. جميع الطائرات العسكرية والسفن والأساطيل التي تطفو في البحر تكون على تردد طارئ معين، إذا تحدث أحد على هذا التردد، فسوف تسمع بقية السفن والطائرات. قررت التحدث معه على تردد معين. مع وجود الإيماء والإشارة التي تعلمناها بالفعل من قبل الطيارين العسكريين، قلت إنني سأقدم لك تردداً محدداً وضبط هذا التردد على الراديو. إنها أيضاً علامة القبضة التي تراها على قبعة الطيران عندما تتطلع إلى الأمام. لقد وثبت يدي ووضعتها على وجهي وعدت بعد قليل وأظهر لي علامة تعني الموافقة والقبول. أعطيته تردداً معيناً للتواصل معي حتى لا تسمعنا بقية الطائرات والأساطيل التي جاءت بالقرب منا. وأعطيته التردد وأغلق التردد وتحدثت معه. حصلت على بعض المعلومات الشائعة عنه واسمه وطاقم الرحلة الذي كان على متنه والسفينة التي كان على متنها. كان لديه أيضاً سلسلة من الأسئلة التي أجبت عليها كالمعتاد.

ثم أخبرته هل يود الطيران بشكل جماعي؟ رحلة الطيران الجماعي تعني أن الطائرة تسير على جناح طائرة أخرى وتستمر الرحلة دون زيادة المسافة. عادةً ما تقود الطائرة الرائدة، التي تسمى "القائد"، الطائرة الثانية على الجناح الأيسر أو الطائرة الثالثة على الجناح الأيمن لتوجيها لنقطة معينة. كان على جانبي الأيسر ووافق على الانضمام إليّ في الرحلة. كان لدي سرعة 180 عقدة تبلغ 350 كيلومتراً، وكان ارتفاعها 1000 قدم، أي حوالي 300 متر فوق مستوى سطح البحر. انضم إليّ، كان يحلق جيداً. وأنا معجب به. خلال الرحلة، كنت أدور اليسار واليمين وكان يتابعني. لم تكن مناوراتي منتظمة حيث كان يجب عليّ القيام بها برحلات جوية عامة. كانت دائرتي أكثر انحداراً بعض الشيء وكان مرتاحاً جداً معي. كان علي ارتفاع خمسمائة قدم، اقترحت ارتفاع حوالي 150 متراً فوق مستوى سطح البحر وقبل بذلك. عندما تضاءل الإرتفاع، واصلت الالتفاف على اليسار واليمين وهو يتبعني. اقترحت ارتفاع 300 م، أي حوالي 100 متر فوق مستوى سطح البحر، ووافق علي ذلك وتبعني. لقد خفضت الارتفاع إلى حوالي 150 قدماً، حوالي خمسين متراً فوق مستوى سطح البحر، وعدت للوصول إلى خمسين قدماً، أي حوالي 15 متراً. لقد اتخذت قراراً في ذهني من قبل وأختتمته بحركة سريعة حتى أتمكن من غمره في مياه بحر عمان، لكن فهم ذلك وقرأ ما كان يدور في ذهني. بمجرد أن استدار، أضاف ارتفاعاً ونجا من االمهلكة وزاد ارتفاعه إلى خمسمائة قدم. كما خرجت من تلك المنطقة وزاد ارتفاعي إلى 500 قدم. غادر المنطقة وذهب، و نحن واصلنا الطيران إلى وطننا وهبطنا بسلام.

وتحدث السيد حبيبي عن إحدي ذكرياته بعد الحرب قائلاً: "في أحد الأيام، تلقيت رحلة لأخذ بعض أسر الطيارين إلى كيش في الصباح الباكر والعودة ليلاً. وصلنا على متن الطائرة في الصباح الباكر. جميع الركاب كن من النساء. لم يكن هناك رجل بينهم. حيث 160 شخصاً رحلوا علي متن طائرة ايليوشين نحو كيش. بحلول الوقت الذي وصلنا فيه، كانت هناك حافلة جاهزة لأخذ العائلات لمشاهدة المعالم السياحية أو شراء ما يحتاجونه، وقد ركبنا الحافلة مع عائلات الطيارين. كنت في مقدمة الحافلة عندما نادتني سيدة  قائلة لي: "كان هبوطاً جيداً؛ هذا يعني أنك كنت جالساً جيداً وميسوراً ولم نشعر بك تهبط. هذه المجاملات عادة ما تكون بين الطيارين وعائلاتهم. الليلة الماضية قمنا بالطيران من كيش إلى شيراز. بعد أن هبطنا، أوقفنا الطائرة في موقف السيارات، وأطفأنا المحركات ونزلت العائلات، هاجمنا حوالي 25 من رفاقنا! كانوا يحتجون ويقولون ، "ألا تفهمون؟" ليس لديك  شعور؟ وبدأوا في قول ذلك. واحد أو اثنين منهم كانوا يضربون علي صدري. كنت أتساءل ما هو الخطأ الذي بدر مني حتي أراهم غاضبين إلي هذا الحد؟ قال أحدهم أنك كنت علي متن الطائرة، فبدلاً من إلقاء الطائرة في الماء وإنقاذنا من زوجاتنا، هل قمت بإعادتهن ثانية؟! لقد اكتشفت أنهم يمزحون معنا. ثم شكرونا على عملنا الشاق وأخذ أحباءهم إلى كيش وإعادتهم ثانية".

 

يُتبع...

النصّ الفارسي



 
عدد الزوار: 2505


التعليقات

 
الاسم:
البريد الإلكتروني:
التعليق:
 
نبذة من مذكرات ايران ترابي

تجهيز مستشفى سوسنگرد

وصلنا إلى سوسنگرد قُبَيل الظهر. كان اليوم الثالث عشر من تشرين الأول عام 1980. لم يكن أمرها مختلفًا عن أهواز بل كانت أمرّ حالًا منها. كان قد غمرها التراب والدمار. وقد خلت من أهلها إلا ما ندر. كما أعلنت منظمّة الهلال الأحمر في أهواز، كانت لا تزال المدينة في متناول قصف العدو، ولم يأمن جانب منها من وطء القذائف والقنابل. لقد أوصلنا أنفسنا إلى مستشفى المدينة بسرعة. ما زال بابها ولوحتها سالمَين. تتقدّم المستشفى ساحة كبيرة قد حُرِث جانب منها. كأنها قد هُيّئت قبل الحرب لزرع الفسائل والزهور.

التاريخ الشفهي للدفاع المقدس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي

الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان)
لقد صدر عن حرس الثورة الإسلامية ومركز الوثائق والدراسات للدفاع المقدّس في عام 1401 ه.ش. كتابُ التاريخ الشفهي للدفاع المقدّس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي، تحت عنوان الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان) وبجهود يحيى نيازي. تصميم الغلاف يحاكي مجموعة الروايات التاريخية الشفهية للدفاع المقدس الصادرة عن هذا المركز. إذ قد اختار هذا المركز تصميمًا موحّدًا لأغلفة جميع كتب التاريخ الشفهي للدفاع المقدس مع تغيير في اللون، ليعين القارئ على أن يجدها ويختارها.
أربعون ذكرى من ساعة أسر المجاهدين الإيرانيّين

صيفُ عامِ 1990

صدر كتاب صيف عام 1990، بقلم مرتضى سرهنگي من دار سورة للنشر في سنة 1401ش. وبـ 1250 نسخة وبسعر 94 ألف تومان في 324 صفحة. لون غلاف الكتاب يحاكي لون لباس المجاهدين، ولون عنوان الكتاب يوحي إلى صفار الصيف. لُصِقت إلى جانب عنوان الكتاب صورة قديمة مطوية من جانب ومخروقة من جانب آخر وهي صورة مقاتلَين يسيران في طريق، أحدهما مسلّح يمشي خلف الآخر، والآخر يمشي أمامه رافعًا يديه مستسلمًا.
الدكتور أبو الفضل حسن آبادي

أطروحات وبرامج التاريخ الشفوي في "آستان القدس الرضوي"

أشار رئيس مركز الوثائق والمطبوعات لآستان قدس الرضوي، إلى أطروحات "تاريخ الوقف والنذور الشفهي" و"تاريخ القراءات القديمة في الحرم الشفوية" وعلى أنها أحدث المشاريع للمركز وقال: "إنّ تسجيل تاريخ الموقوفات لآستان قدس الرضوي الشفوي في عدّة مدن، هو مشروع طويل المدة. وتأسس مؤخرا قسم الدراسات للقراءت في مركز الوثائق وهو ضمن مجموعة مركز الدراسات". وفي حواره مع موقوع التاريخ الشفوي الإيراني قال الدكتور أبو الفضل حسن آبادي، شارحا برامج المركز:
مكتبة الذكريات

"أدعو لي كي لا أنقص"،"في فخّ الكوملة" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة"

سوف تتعرفون في هذا النص، على ثلاثة كتب صدرت عن محافظتين في إيران: " أدعو لي كي لا أنقص: الشهيد عباس نجفي برواية زوجته وآخرين" من المحافظة المركزية وأيضاً كتابي "في فخّ الكوملة: ذكريات محمد أمين غفار بور الشفهية" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة" وهي ذكريات أمين علي بور الشفهية" من محافظة كيلان. إثنان من المعلّمين ألّفـت السيدة مريم طالبي كتاب "أدعو لي كي لا أنقص". يحتوي الكتاب علي 272 صفحة وثلاثة عشر فصل، حيث تم إنتاجه في مكتب الثقافة