نظرة على كتاب "خريف الخمسين"

التحق بحافلة شهادة "سوريا"!

سبيدة رضا زادة
ترجمة: أحمد حيدري مجد

2020-2-20


 

"خريف الخمسين" كتاب عن ذكريات مريم جلالي، زوجة شهيد الحرم القائد محمد جمالي وقد صدر خريف هذا العام (2020) في 168 صفحة عن دار خط مقدم. كتبت المؤلف فاطمة بهبودي وتحرير محمد مهدي عقابي بالتعاون مع مؤتمر شهداء محافظة كرمان.

يمكن لهذا الكتاب أن يكون صورة واضحة عن حياة الشهيد جمالي على لسان زوجته في اطار التاريخ الشفوي والموثق. كتبت الكاتبة ما لم يقل عن حرب سوريا بلغة بسيطة. ونقرأ عن الحروب التي خاضها بطل الكتاب. التقت الكاتبة مع مريم جمالي العام 2019 وتقول في مقدمة الكتاب كان يوم لقائي مع زوجة الشهيد مصادفا مع ميلاد السيدة زينب (س) وفي وفاة عقيلة بني هاشم وهو حصيلة حوار طال 14 ساعة.

نتعرف في الفصل الأول على ذكريات زواج الشهيد. تروي مريم جمالي كيف تعرفت على ابن عمتها. ونقرأ في الصفحة 24 كيف ذهب الشهيد جمالي لأول مرة للجبهة على لسان أمه. تقول أنّ الحرب بدأت حين كان في الصف الحادي عشر. عاد زميله في الدراسة من رفسنجان وقال أنّ محمد يتدرب ويريد الالتحاق بالجبهة.

وتتحدث مريم جمالي في الفصل الثاني عن خوفها وشوقها مع ذهاب الشهيد جمالي للجبهة؛ حين كان في عمليات خيبر، تلقى رصاصة في كتفه وأصيب بافنجار في عملية أخرى. وتتحدث عن ليالي كان يعاني منها جمالي ويتكلم بجمل لا أفهمها. ولكن حين يعود إلى رشده يكتب مذكراته بكل دقة.

تغامر زوجة الشهيد محمد جمالي في إحدى المرات وتفتح مذكراته. تقول: "وجدت أنه كتب أثناء عمليات كربلاء خمسة، بقوا 15 يوما في قناة. وقد اشتدت علينا النيران وكأنّ الأرض تتحرك تحتنا مثل مهد طفل". كان عمر زوجته حينها تسعة عشر عاما؛ ومازالت تذهب للمدرسة.

في الفصل الثالث وبسبب مشاركة الشهيد جمالي في عمليات فيلق 41 ثار الله، يرحل إلى الأهواز العام 1989. هو فصل عن وحدة الزوجة مع أطفالها في مدينة غريبة عنها. ونهاية الفصل عن انتصار الدفاع المقدس والعودة إلى كرمان.

في الفصل الرابع تتطرق إلى أمر الحاج قاسم سليماني لجمالي. يذهب محمد جمالي مع القائد محمودي إلى سيرجان لمواجهة الاعداء. ولطول هذه العمليات يضطر إلى أخذ زوجته وأطفاله معه إلى سيرجان. ويشرح الشهيد جمالي أسباب ذهابه في هذه الرحلة في صفحة 66 قائلا: "لم يحظ سكان سيرجان بالأمن جراء نشاط مهربين ونذهب لمواجهتهم، لتصبح آمنة للعوائل. ليحرم الناس من الخبز، ولكن ليكونوا في آمان!".

في الفصل الخامس نقرأ استعداده للسفر. نجد وصفا في صفحة 71 يتحدث فيها عن عمليات سيرجان: "مواجهة المهربين، أصعب من الحرب مع العراق. هؤلاء أبناء وطننا؛ يرتدون ثيابا مثلنا؛ نتحدث بلغة واحدة؛ لذلك ضربتهم غير متوقعة". تقول مريم جمالي في نفس الفصل: "عرفت أن المواجهة في سيرجان هي الحرب ذاتها. ولكن لواء صاحب الزمان (ع) يواجه المهربين دون وقوع اصابات بينهم".

وبعد ثلاث سنوات من نشاط جمالي وزملائه، تتحول المنطقة إلى منطقة آمنة. وكانت مهمة الاستطلاع على المهربين على عاتق القائد جمالي. وفي الفصل السادس نتعرف على أنه كان من أول المساعدين لزلزال بم. في الفصل السابع يتقاعد الشهيد جمالي برتبة عقيد خريف 2008. ويتطرق الكتاب في صفحة 108 إلى ذهابه إلى سوريا.يهذب الشهيد محمد جمالي طبق العادة في الأيام الفاطمية إلى بيت القائد سليماني. ومن عادة الحاج سليماني الوقوف بالباب لاستقبال الضيوف. وحين يعود محمد مساء إلى البيت يخبر زوجته أنّ الحاج سليماني طلب منه الذهاب إلى سوريا. وتقول حين كان ينقل لي الخبر كان فرحا جدا وقد قبل مقترح الحاج سليماني. لقد سافر العام 2014 إلى سوريا.

في الفصل الثامن كتبت: "عاد الحاج ببسطال وثياب كاكية. فجأة حدق بخزانة ثياب بنتي. قلت له ماذا يحدث يا حاج؟ قال: تذكرت ألعاب البنات السوريات وهي تحت أقدام الدواعش!"

في الفصل العاشر نقرأ قصة وداع الشهيد ووداع عائلته له. وفي الصفحة 147 يتطرق الكتاب إلى كلمة الحاج قاسم سليماني في مراسم دفن الشهيد جمالي: "كان الشهيد جمالي من قوات التعبة طوال سنوات الدفاع المقدس لثمان أعوام. وعاش بعد الحرب مثل فرد تعبوي. وإذا كان قد تأخر عن حافلة حرب السنوات الثمان، فقد التحق بحافلة شهداء سوريا".

 

النصّ الفارسي



 
عدد الزوار: 2100


التعليقات

 
الاسم:
البريد الإلكتروني:
التعليق:
 

الأكثر قراءة

نبذة من مذكرات ايران ترابي

تجهيز مستشفى سوسنگرد

وصلنا إلى سوسنگرد قُبَيل الظهر. كان اليوم الثالث عشر من تشرين الأول عام 1980. لم يكن أمرها مختلفًا عن أهواز بل كانت أمرّ حالًا منها. كان قد غمرها التراب والدمار. وقد خلت من أهلها إلا ما ندر. كما أعلنت منظمّة الهلال الأحمر في أهواز، كانت لا تزال المدينة في متناول قصف العدو، ولم يأمن جانب منها من وطء القذائف والقنابل. لقد أوصلنا أنفسنا إلى مستشفى المدينة بسرعة. ما زال بابها ولوحتها سالمَين. تتقدّم المستشفى ساحة كبيرة قد حُرِث جانب منها. كأنها قد هُيّئت قبل الحرب لزرع الفسائل والزهور.

التاريخ الشفهي للدفاع المقدس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي

الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان)
لقد صدر عن حرس الثورة الإسلامية ومركز الوثائق والدراسات للدفاع المقدّس في عام 1401 ه.ش. كتابُ التاريخ الشفهي للدفاع المقدّس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي، تحت عنوان الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان) وبجهود يحيى نيازي. تصميم الغلاف يحاكي مجموعة الروايات التاريخية الشفهية للدفاع المقدس الصادرة عن هذا المركز. إذ قد اختار هذا المركز تصميمًا موحّدًا لأغلفة جميع كتب التاريخ الشفهي للدفاع المقدس مع تغيير في اللون، ليعين القارئ على أن يجدها ويختارها.
أربعون ذكرى من ساعة أسر المجاهدين الإيرانيّين

صيفُ عامِ 1990

صدر كتاب صيف عام 1990، بقلم مرتضى سرهنگي من دار سورة للنشر في سنة 1401ش. وبـ 1250 نسخة وبسعر 94 ألف تومان في 324 صفحة. لون غلاف الكتاب يحاكي لون لباس المجاهدين، ولون عنوان الكتاب يوحي إلى صفار الصيف. لُصِقت إلى جانب عنوان الكتاب صورة قديمة مطوية من جانب ومخروقة من جانب آخر وهي صورة مقاتلَين يسيران في طريق، أحدهما مسلّح يمشي خلف الآخر، والآخر يمشي أمامه رافعًا يديه مستسلمًا.
الدكتور أبو الفضل حسن آبادي

أطروحات وبرامج التاريخ الشفوي في "آستان القدس الرضوي"

أشار رئيس مركز الوثائق والمطبوعات لآستان قدس الرضوي، إلى أطروحات "تاريخ الوقف والنذور الشفهي" و"تاريخ القراءات القديمة في الحرم الشفوية" وعلى أنها أحدث المشاريع للمركز وقال: "إنّ تسجيل تاريخ الموقوفات لآستان قدس الرضوي الشفوي في عدّة مدن، هو مشروع طويل المدة. وتأسس مؤخرا قسم الدراسات للقراءت في مركز الوثائق وهو ضمن مجموعة مركز الدراسات". وفي حواره مع موقوع التاريخ الشفوي الإيراني قال الدكتور أبو الفضل حسن آبادي، شارحا برامج المركز:
مكتبة الذكريات

"أدعو لي كي لا أنقص"،"في فخّ الكوملة" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة"

سوف تتعرفون في هذا النص، على ثلاثة كتب صدرت عن محافظتين في إيران: " أدعو لي كي لا أنقص: الشهيد عباس نجفي برواية زوجته وآخرين" من المحافظة المركزية وأيضاً كتابي "في فخّ الكوملة: ذكريات محمد أمين غفار بور الشفهية" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة" وهي ذكريات أمين علي بور الشفهية" من محافظة كيلان. إثنان من المعلّمين ألّفـت السيدة مريم طالبي كتاب "أدعو لي كي لا أنقص". يحتوي الكتاب علي 272 صفحة وثلاثة عشر فصل، حيث تم إنتاجه في مكتب الثقافة