مقتطفات من مذكرات السيد قلبي حسين رضوي كشميري

رحلة سماحة آية الله خامنئي إلى كشمير

إعداد: فائزة ساساني خواه
ترجمة: أحمد حيدري مجد

2021-5-2


لدي ذكري نقية أخرى عن الثورة وحركة الإمام (قبل مجيئي إلى إيران) هي زيارة المرشد الأعلى المباركة إلى كشمير، والتي، إذا لم أكن مخطئاً، كانت في أواخر عام 1980 أو أوائل عام 1981.

قبل أسبوع من مجيء آية الله خامنئي، وصل إلى كشمير شخص يُدعى المهندس جواد سرفراز، والذي استشهد فيما بعد مع الشهيد بهشتي. كانت له علاقات وثيقة مع الرابطة الإسلامية للطلاب الإيرانيين. في ذلك الوقت، أبلغ كل من جاء إلى كشمير جمعيتنا الإسلامية، المهندس غلام علي كلزار والسيد محمد رضوي. خلال رحلة المهندس "جواد سرفراز" إلى كشمير التقينا به. اجتمعنا معه في مكتب الرابطة الإسلامية للطلاب الإيرانيين في كشمير، وتحدث عن زيارة آية الله خامنئي لكشمير. في تلك الأيام، كان آية الله خامنئي إمام صلاة الجمعة في طهران وممثل الإمام في مجلس الدفاع الأعلى، وكانا منصبين خاصين حينها. وقد أثنى السيد سرفراز على السيد خامنئي كثيراً، ونحن الذين كنا نستمع إلى خطبه يوم الجمعة كنا مهتمين جداً به. بعد ذلك الحفل، خططت للترحيب به لمدة أسبوع.

كانت رحلته في الأصل إلى الهند وخلال الرحلة زار كشمير لمدة يوم واحد ومكث في هذه المنطقة لمدة 24 ساعة. كشمير منطقة جبلية شاسعة ولها اجزاء مختلفة أهمها وادي كشمير (المعروف بوادي كشمير) وهي منطقة ذات طبيعة جميلة جداً. حتى أنّ هناك شاعراً قال في قصيدته عن هذه المنطقة:

(اگر فردوس بر روي زمين است            همين است و همين است و همين است)

إذا كانت هناك جنة علي الأرض              فهذه هي الجنة بعينها

كانت طائرة السيد خامنئي ستحلق في الساعة 4 مساء يوم الخميس، وعرفنا بتوقيتها قبل أسبوع. قبل أسبوع، لم أستطع احتواء حماسي. كنت أنا والسيد سرفراز مشغولين جداً في تحضير الأرضية لاستقبال السيد خامنئي لدرجة أنني، على الرغم من كوني موظفاً، نسيت أنه كان علي أخذ إجازة وكنت غائباً بدون إجازة.

عندما وصل المرشد، كان الاستقبال جاهزاً بكل الطرق، لأننا خططنا لأسبوع لهذا الغرض. في الليلة التالية التي كان من المقرر أن يأتي فيها اليوم التالي، استقلنا سيارة أجرة بعد صلاة المغرب والعشاء وقمنا بتركيب مكبرات الصوت عليها. ركبت سيارة أجرة بنفسي وأعلنت وصول السيد المرشد إلى مدينة "سرينجر" بأكملها. أبلغنا المدينة بأكملها بحلول منتصف الليل تقريباً. كانت خطتنا هي نشر المزيد من الدعاية في المناطق الشيعية. لأننا لم نتوقع أن يحضر السنة - باستثناء شخصياتهم الشهيرة - مراسم الترحيب بالسيد الخامنئي. في يوم وصوله جاء الجميع لاستقباله، وكان يوماً فريداً في تاريخ كشمير. لم يبق رجل دين شيعي واحد في البيت. حتى الراحل حجة الإسلام والمسلمين الحاج سيدي يوسف الموسوي الصفوي،  والذي يبلغ عمره 85 عاماً، وصل إلى المطار. عندما وصل المرشد للمطار، هرع الناس إلى المطار. وصل الشيعة عبر الحافلات وسيارات الأجرة والشاحنات وأي مركبة متاحة، وتم الترحيب بهم في مطار سرينجر. في ذلك اليوم ألقى كلمة وأجرى مقابلة في المؤتمر الصحفي في حسينية بدغام. في اليوم التالي، ألقوا كلمة في حسينية "زدي بل"، المركز الشيعي في سرينجر. في نفس اليوم (الجمعة)، حضر أهل السنة أيضاً صلاة الجمعة في مسجد سرينجر الكبير، والتي نسقناها بالفعل من قبل. في البداية، صلى "مير واعظ مولوي فاروق" - إمام جماعة أهل السنة - صلاة الجمعة، كما صلى السيد الخامنئي خلفه. بعد صلاة الجمعة ، تحدث المرشد الأعلى لمدة خمس عشرة دقيقة. كان سبب إلقاء خطاب قصير هو أنه كان عليهم الوصول إلى المطار بحلول الساعة الرابعة بعد الصلاة. وأشار في كلمته بإيجاز إلى الآية الشريفة "واعتصموا بحول الله جميعاً ولاتفرقوا" وتحدث عن وحدة المسلمين وأهمية وحدة الشيعة والسنة. كانت آثار هذه المحاضرة التي استمرت 15 دقيقة عن تاريخ كشمير أكثر من مجرد كتابة عشرات الكتب وشهور من المحاضرات. لقد رأينا هذه الآثار بأعيننا. كانت هذه هي المرة الأولى في تاريخ كشمير التي يأتي فيها رجل دين شيعي مشهور عالمياً إلى البلاد وتحدث في مسجد أهل السنة الكبير.

قبل ذلك اليوم، كان الشيعة والسنة في صراع عميق. ولو ذهب شيعي إلى مسجد سني يطهرون المسجد ويقولون: دخل رافضي المسجد ونجس المسجد.

ولكن بعد الخطاب، أصبح من الشائع أن يدخل الشيعة بسهولة إلى المساجد السنية ويؤدون الصلاة خلف إمام جماعة أهل السنة دون أي خوف. في المقابل، جاء السنة إلى مساجد الشيعة. كانت هذه الوحدة نتاج خطاب السيد خامنئي لمدة 15 دقيقة ومؤتمره الصحفي.

وكتبت الصحف أيضاً الكثير عن هذه الحادثة.

منذ اللحظة التي وصل فيها السيد الخامنئي إلى كشمير حتى آخر لحظة من مغادرته، سجلت جميع خطاباته بجهاز تسجيل شخصي. كما سجلت محاضراته في "حسينية بدغام" (مقر إقامة المرحوم السيد يوسف)، وحسينية "زدي بل" الشهيرة، ومسجد أهل السنة الكبيرة. كما سجلت مقابلته الصحفية من البداية إلى النهاية على شريط كاسيت.

بعد رحلة المرشد الأعلى التي استغرقت 24 ساعة، ودعناه ورافقناه حتي المطار. الجمعة المقبل، خلال صلاة الجمعة في طهران، تحدث عن رحلته إلى الهند، وخاصة كشمير، وسجلت نص خطابه على الراديو.

بعد عشرة أو اثني عشر يوماً، قمت بنسخ وترجمة جميع الأشرطة. قام السيد كلزار بتدقيقها وأصبح السيد محمد رضوي داعماً مالياً لها ونشرنا نتيجة العمل في كتاب. نشرنا صورتين للسيد خامنئي على الغلاف. أحدها يتعلق بخندق صلاة الجمعة، حيث يصلون برداء ديني وبندقية في يده خلال صلاة الجمعة، والآخر في الخندق الأمامي وفي زي الباسيج. تمت طباعة هاتين الصورتين على غلاف الكتيب بناءً على اقتراحي.

------------------------------------------

[1] شيخ محمدي، رضا، مذكرات السيد قلبي حسين رضوي كشميري، مركز توثيق الثورة الإسلامية، المجلد الأول، صيف 2009 م، ص 58.

النصّ الفارسي

 



 
عدد الزوار: 2338


التعليقات

 
الاسم:
البريد الإلكتروني:
التعليق:
 

الأكثر قراءة

نبذة من مذكرات ايران ترابي

تجهيز مستشفى سوسنگرد

وصلنا إلى سوسنگرد قُبَيل الظهر. كان اليوم الثالث عشر من تشرين الأول عام 1980. لم يكن أمرها مختلفًا عن أهواز بل كانت أمرّ حالًا منها. كان قد غمرها التراب والدمار. وقد خلت من أهلها إلا ما ندر. كما أعلنت منظمّة الهلال الأحمر في أهواز، كانت لا تزال المدينة في متناول قصف العدو، ولم يأمن جانب منها من وطء القذائف والقنابل. لقد أوصلنا أنفسنا إلى مستشفى المدينة بسرعة. ما زال بابها ولوحتها سالمَين. تتقدّم المستشفى ساحة كبيرة قد حُرِث جانب منها. كأنها قد هُيّئت قبل الحرب لزرع الفسائل والزهور.

التاريخ الشفهي للدفاع المقدس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي

الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان)
لقد صدر عن حرس الثورة الإسلامية ومركز الوثائق والدراسات للدفاع المقدّس في عام 1401 ه.ش. كتابُ التاريخ الشفهي للدفاع المقدّس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي، تحت عنوان الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان) وبجهود يحيى نيازي. تصميم الغلاف يحاكي مجموعة الروايات التاريخية الشفهية للدفاع المقدس الصادرة عن هذا المركز. إذ قد اختار هذا المركز تصميمًا موحّدًا لأغلفة جميع كتب التاريخ الشفهي للدفاع المقدس مع تغيير في اللون، ليعين القارئ على أن يجدها ويختارها.
أربعون ذكرى من ساعة أسر المجاهدين الإيرانيّين

صيفُ عامِ 1990

صدر كتاب صيف عام 1990، بقلم مرتضى سرهنگي من دار سورة للنشر في سنة 1401ش. وبـ 1250 نسخة وبسعر 94 ألف تومان في 324 صفحة. لون غلاف الكتاب يحاكي لون لباس المجاهدين، ولون عنوان الكتاب يوحي إلى صفار الصيف. لُصِقت إلى جانب عنوان الكتاب صورة قديمة مطوية من جانب ومخروقة من جانب آخر وهي صورة مقاتلَين يسيران في طريق، أحدهما مسلّح يمشي خلف الآخر، والآخر يمشي أمامه رافعًا يديه مستسلمًا.
الدكتور أبو الفضل حسن آبادي

أطروحات وبرامج التاريخ الشفوي في "آستان القدس الرضوي"

أشار رئيس مركز الوثائق والمطبوعات لآستان قدس الرضوي، إلى أطروحات "تاريخ الوقف والنذور الشفهي" و"تاريخ القراءات القديمة في الحرم الشفوية" وعلى أنها أحدث المشاريع للمركز وقال: "إنّ تسجيل تاريخ الموقوفات لآستان قدس الرضوي الشفوي في عدّة مدن، هو مشروع طويل المدة. وتأسس مؤخرا قسم الدراسات للقراءت في مركز الوثائق وهو ضمن مجموعة مركز الدراسات". وفي حواره مع موقوع التاريخ الشفوي الإيراني قال الدكتور أبو الفضل حسن آبادي، شارحا برامج المركز:
مكتبة الذكريات

"أدعو لي كي لا أنقص"،"في فخّ الكوملة" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة"

سوف تتعرفون في هذا النص، على ثلاثة كتب صدرت عن محافظتين في إيران: " أدعو لي كي لا أنقص: الشهيد عباس نجفي برواية زوجته وآخرين" من المحافظة المركزية وأيضاً كتابي "في فخّ الكوملة: ذكريات محمد أمين غفار بور الشفهية" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة" وهي ذكريات أمين علي بور الشفهية" من محافظة كيلان. إثنان من المعلّمين ألّفـت السيدة مريم طالبي كتاب "أدعو لي كي لا أنقص". يحتوي الكتاب علي 272 صفحة وثلاثة عشر فصل، حيث تم إنتاجه في مكتب الثقافة