ليالي الذكريات في نسختها الثانية والعشرين بعد الثلاثمئة ـ 3

ميت برائحة لطيفة

موقع تاريخ إيران الشفهي
ترجمة: هادي سالمي

2021-5-9


 

أقيم برنامج ليالي الذكريات في نسختها الثانية والعشرين بعد الثلاثمئة عبر الإنترنت علي الإنستغرام في 25 فبراير 2021. في هذا البرنامج، تحدث حجة الإسلام سيد حسين نقيب بور، وحجة الإسلام حسني، وحجة الإسلام طاهر لويي، والسيدة رحماني نجاد عن ذكرياتهم. وقدّم الفقرات المخصصة للطلاب الجهاديين، داود صالحي.

الضيف الثالث لليالي الذكريات، كان حجة الإسلام طاهر لويي. قال: "أشعر بالحزن عندما يُطلق علينا الجهاديين". لأننا أين نحن وأين الشهداء الكبار الذين صلوا في المعراج! واصل الراوي ذكرياته عن مقبرة الزهراء (عليها السلام) على النحو التالي: اعتقدت دائماً أنّ الطاقم الطبي كان يقوم بعمل صعب للغاية وتحمل الكثير من الضغط، لكن عندما ذهبت إلى قاعة التطهير في مقبرة ​​الزهراء (عليها السلام) في 4 أبريل 2020م ورأيت عمل تطهير الجثامين هناك، أدركت أنّ هناك شيئاً أكثر صعوبة من عمل الطاقم الطبي. الملابس التي كان عليهم ارتداؤها والحاجة إلى استخدام الأقنعة، وما إلى ذلك، إلى جانب رائحة السدر والكافور من جهة، والحرارة التي لا تطاق وتنهدات وآهات الأحباء، من ناحية أخرى، خلقت حالة نفسية مؤلمة لهؤلاء الناس.

وتابع الراوي: ذات يوم في مصلى مقبرة ​​الزهراء (س) رأيت رجلاً عجوزاً يحرك عجلة جثة ولم يكن معه أحد.  قصد المساعدة تقدمت وقلت: هل صليت صلاة الجنازة على هذا الجسد؟ قال الرجل العجوز لا. قلت انتظر حتى يأتي الأقارب ويصلوا. قال الرجل: سماحة الحاج لايوجد أحد سواي. أثناء الصلاة التي أقمناها هناك، ساعدت في نقل الجثة إلى سيارات الإسعاف. سألته: "ما علاقة  هذه الجثة بك؟" إنه جاري. لاحظت ذات يوم أنه كان يسعل بشدة وكان مصاباً بالحمى ولم يأكل لعدة أيام. اتصلت بأبنائه ولم يقبل أي منهم نقله إلى المستشفى. لقد طُلب مني القيام بنقله إلي المستشفى. فعلت هذا ولكن بعد أيام قليلة اتصل بي المستشفى قائلاً إن مريضك قد مات. مرة أخرى، اتصلت بكل أبنائه ليخرجوا جثمانه من المستشفى، لكن كل واحد منهم قدم عذراً وتجنب القيام بذلك. لذلك اضطررت إلى ترخيص الرجل ودفنه بنفسي. الآباء الذين يسهرون طوال الليل مع أطفالهم بسبب الزكام والحمي، أب يرمي نفسه في الماء والنار لفعل أي شيء لأبنائه، لكن الأبناء لا يأتون إلى مقبرة ​​الزهراء (عليها السلام) حتى في رحيله مخافة من الإبتلاء بالمرض.

وعبر طاهر لويي عن ذكرياته التالية على النحو التالي: في يوم عيد ميلاد السيدة رقية (س) انتهى عملنا في قاعة التطهير وجمعنا متعلقاتنا، عندما جاء صديق بجثة رضيع وقال: "أحضرت لكم هذا الجثمان اليوم ". قمنا بعملية غسله أنا وعدد قليل. كانت وظيفتي صب الماء على جسد الطفل. في كل مرة حاولت القيام بذلك، ظل وجه طفلي يظهر أمام عيني وكنت أفكر في نفسي، هل هذا الطفل يحب الماء؟ أليس الماء بارداً بالنسبة له؟ بالتزامن مع صلاة أحد زملائنا ذهبت قلوبنا إلى صحراء كربلاء وتذكرنا رضيع الإمام الحسين (عليه السلام) البالغ من العمر ستة أشهر فقط. عندما ينتهي عمل الغسل والكفن، يرى الصديق الذي أراد تسليم الجثة لوالديه أن كلا من الأم والأب يغمى عليهما. لقد رأينا الكثير من هذه المشاهد هناك كل يوم. لهذا السبب كانت معنويات قوى التطهير ضعيفة للغاية، والعمل المستمر في مقبرة الزهراء (عليها السلام) يؤذي الإنسان روحياً.

شارك ضيف البرنامج ذكرى أخرى لقاعة التطهير، وقال: عادة ما تكون للجثث التي يتم إحضارها من الطب الشرعي للتطهير رائحة كريهة بسبب الغرز المفتوحة وتسرب الدم إلى الغلاف. من حيث العمل، فإنّ غسل هذه الجثث أصعب بعدة مرات من الجثث العادية. ومن بين قوى التطهير، جرت العادة عند إحضار الجثة للغسيل أن يُسكب دلو من ماء السدر على جسد الجثة للقضاء على الرائحة الكريهة. في أحد الأيام عندما غسلنا بعض الجثث العائدة من الطب العدلي وكنا متعبين للغاية، طلب منا رئيس المشرحة أن نغسل ونكفن جثة أخرى كعمل أخير. عندما أحضروا الجثة، كان من الممكن أن تشم رائحة طيبة للغاية. في البداية اعتقدت أنه يمكنني شم رائحته بنفسي فقط، لكنني سرعان ما أدركت أنّ هذا العطر يصل أيضاً إلى زملائي. قلنا لأنفسنا إنّ هذا الشخص ربما يكون معطراً في المستشفى. على أي حال، قمنا بتغسيله. كان الجسد لرجل عجوز وسيم ذي ملامح بيضاء. عندما انتهى التغسيل، كان العطر لا يزال على أنفنا. عندما كنا نحاول تكفينه، لاحظت وجود لاصق تحت ابطه، ولأنّ هناك عائقاً، قمنا بالغسل مرة أخرى. عندما انتهى الغسل الثاني، كان لا يزال هناك نفس رائحة العطر. عندما قمنا بتسليم الجثة، طلبت من أحد أصدقائي الحوزويين ملاحقة الجثة ومعرفة من هم عائلته وما سبب رائحته اللطيفة؟ ولما عاد بكى وقال إنه ليس لديه أحد. هل قمنا بتغسيله مجاناً؟ قال: نعم، أخذ مسؤولو مقبرة ​​الزهراء (عليها السلام) الجثة ودفنوها في القطعة رقم 326.

كما عبّر الراوي عن مذكراته الأخيرة، كانت لدينا في مقبرة  ​​الزهراء (عليها السلام) الكثير من الجنازات العائلية التي اعتدنا أن نغسلها، على سبيل المثال، زوجان أو شقيقان وما إلى ذلك. ذات يوم عند مخرج الرجال، رأيت والداً قلقاً يحمل لافتة كتب عليها: إبراهيم محمد ميرزائي.  سألت عن سبب تسمية هذا الشخص بإبراهيم محمد بدلاً من محمد إبراهيم. بعد فترة، أدركت أنّ هذا ليس اسماً واحداً، بل اسم شقيقين. عندما يكتشف الأخ الأصغر أنّ شقيقه الأكبر يعاني من مرض كورونا، يصطحبه إلى المستشفى ويتابع عمله. بعد أسبوع، تم إبلاغه بوفاة شقيقه، وعند سمع بذلك، أصيب بجلطة في العمل وتوفي علي إثر ذلك.

وفي النهاية دعا الراوي أن نكون جميعاً جهاديين حقيقيين، لأنّ الله يحب الجهاديين الحقيقيين.

النصّ الفارسي



 
عدد الزوار: 2939


التعليقات

 
الاسم:
البريد الإلكتروني:
التعليق:
 
نبذة من مذكرات ايران ترابي

تجهيز مستشفى سوسنگرد

وصلنا إلى سوسنگرد قُبَيل الظهر. كان اليوم الثالث عشر من تشرين الأول عام 1980. لم يكن أمرها مختلفًا عن أهواز بل كانت أمرّ حالًا منها. كان قد غمرها التراب والدمار. وقد خلت من أهلها إلا ما ندر. كما أعلنت منظمّة الهلال الأحمر في أهواز، كانت لا تزال المدينة في متناول قصف العدو، ولم يأمن جانب منها من وطء القذائف والقنابل. لقد أوصلنا أنفسنا إلى مستشفى المدينة بسرعة. ما زال بابها ولوحتها سالمَين. تتقدّم المستشفى ساحة كبيرة قد حُرِث جانب منها. كأنها قد هُيّئت قبل الحرب لزرع الفسائل والزهور.

التاريخ الشفهي للدفاع المقدس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي

الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان)
لقد صدر عن حرس الثورة الإسلامية ومركز الوثائق والدراسات للدفاع المقدّس في عام 1401 ه.ش. كتابُ التاريخ الشفهي للدفاع المقدّس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي، تحت عنوان الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان) وبجهود يحيى نيازي. تصميم الغلاف يحاكي مجموعة الروايات التاريخية الشفهية للدفاع المقدس الصادرة عن هذا المركز. إذ قد اختار هذا المركز تصميمًا موحّدًا لأغلفة جميع كتب التاريخ الشفهي للدفاع المقدس مع تغيير في اللون، ليعين القارئ على أن يجدها ويختارها.
أربعون ذكرى من ساعة أسر المجاهدين الإيرانيّين

صيفُ عامِ 1990

صدر كتاب صيف عام 1990، بقلم مرتضى سرهنگي من دار سورة للنشر في سنة 1401ش. وبـ 1250 نسخة وبسعر 94 ألف تومان في 324 صفحة. لون غلاف الكتاب يحاكي لون لباس المجاهدين، ولون عنوان الكتاب يوحي إلى صفار الصيف. لُصِقت إلى جانب عنوان الكتاب صورة قديمة مطوية من جانب ومخروقة من جانب آخر وهي صورة مقاتلَين يسيران في طريق، أحدهما مسلّح يمشي خلف الآخر، والآخر يمشي أمامه رافعًا يديه مستسلمًا.
الدكتور أبو الفضل حسن آبادي

أطروحات وبرامج التاريخ الشفوي في "آستان القدس الرضوي"

أشار رئيس مركز الوثائق والمطبوعات لآستان قدس الرضوي، إلى أطروحات "تاريخ الوقف والنذور الشفهي" و"تاريخ القراءات القديمة في الحرم الشفوية" وعلى أنها أحدث المشاريع للمركز وقال: "إنّ تسجيل تاريخ الموقوفات لآستان قدس الرضوي الشفوي في عدّة مدن، هو مشروع طويل المدة. وتأسس مؤخرا قسم الدراسات للقراءت في مركز الوثائق وهو ضمن مجموعة مركز الدراسات". وفي حواره مع موقوع التاريخ الشفوي الإيراني قال الدكتور أبو الفضل حسن آبادي، شارحا برامج المركز:
مكتبة الذكريات

"أدعو لي كي لا أنقص"،"في فخّ الكوملة" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة"

سوف تتعرفون في هذا النص، على ثلاثة كتب صدرت عن محافظتين في إيران: " أدعو لي كي لا أنقص: الشهيد عباس نجفي برواية زوجته وآخرين" من المحافظة المركزية وأيضاً كتابي "في فخّ الكوملة: ذكريات محمد أمين غفار بور الشفهية" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة" وهي ذكريات أمين علي بور الشفهية" من محافظة كيلان. إثنان من المعلّمين ألّفـت السيدة مريم طالبي كتاب "أدعو لي كي لا أنقص". يحتوي الكتاب علي 272 صفحة وثلاثة عشر فصل، حيث تم إنتاجه في مكتب الثقافة