إلقاء نظرة علي كتاب (يادستان دوران)

مذكرات حجة الإسلام والمسلمين سيد هادي خامنئي

فريدون حيدري مُلك ميان
ترجمة: حسن حيدري

2021-6-14


كتاب (يادستان دوران) (مذكرات حجة الإسلام والمسلمين سيد هادي خامنئي)، الذي حققه ودوّنه محمد قبادي لمكتب أدب الثورة الإسلامية، نُشر في ربيع عام 2021م عن منشورات سورة مهر في 680 صفحة و 1250 نسخة.

حول الكتاب

يحتوي كتاب (يادستان دوران) علي تصميم غلاف جميل وتصميم الصفحات بشكل لائق، بالإضافة إلى المقدمة الموجزة للمؤلف، حيث يتم سرد مذكراته في ستة فصول حول سبب وكيفية كتابة الكتاب وسيرة حياة السيد هادي خامنئي كما جاء علي الغلاف الخلفي للكتاب: " يتم تفصيل هذه الذكريات، خاصة من فترة وجوده في سجن القصر. روايته في التعبير عن حالات وقصص الناس المراد قراءتها، وروايته للتفاعل مع الجماعات والأحزاب والفصائل داخل القصر، بين الأعوام 1974 إلى 1976م، حيث تعتبرمهمة ولا يمكن تجاهلها بسهولة. لا يمكن تجاهل روايته المباشرة لاعتصام رجال الدين في جامعة طهران وخطاب الإمام في (بهشت ​​زهراء)، وكل هذا يدل على أهمية المذكرات التي كان يجب تسجيلها وجمعها ونشرها".

بالإضافة إلى ذلك، تم تخصيص صفحات مهمة (35 صفحة) للوثائق والصور التي تعزز نص المذكرات بطريقة وثائقية ومصورة. قائمة الإعلانات هي أيضاً الجزء الأخير من الكتاب.

في بداية الكتاب، يشير النص، الذي يبدأ بزخرفة مكتوبة بخط اليد للصفحات، إلي السيد هادي خامنئي نفسه إلى أنه طُلب منه من قبل وحدة التاريخ الشفوي بمكتب الأدب للثورة الإسلامية أن يروي جزء من مذكراته، التي تركز بشكل أساسي على النضالات السياسية، للثورة الإسلامية وكان حاضراً وناشطاً بشكل مباشر أو جزئياً لتقديمها للقراء والمهتمين بالثورة والتاريخ المعاصر.

ويؤكد في هذه المذكرة: "إذا افترضنا أنّ تاريخ الثورة لغز، فإنّ ذكريات المقاتلين والشهود على الأحداث، بشرط أن تكون حقيقية وبعيدة عن المبالغة أو ربما تكون وهمية وأن تكون بعيداً عن المبالغة أو ربما تكون خيالية (لسوء الحظ، فإنّ البعض في التعبير عن الذكريات، بدلاً من البعض الآخر، يسقطون أنفسهم في مركز الأحداث ويلعبون دوراً فيها)، حيث يمكن أن تكون الأجزاء التكميلية لهذا اللغز، مما يجعل مهمة التحليل واستخلاص النتائج التاريخية أسهل". (ص 5 و 6)

ومع ذلك، فإنه يمضي في طرح نقطة أخرى: "بدون شك ، تقع مسؤولية على الذين تحملوا مسؤولية تجميع تاريخ الثورة الإسلامية في تلخيص أجزاء هذا اللغز". ومع ذلك، من الواضح أنّ التاريخ لم يُكتب أبداً دون تدخل نظرة المؤرخ ووجهة نظره للعالم، وأولئك الذين يدعون أنهم مؤرخون محايدون لم يتمكنوا من إثبات هذا الادعاء"! (ص6)

محمد قبادي - الذي يشير إليه حجة الإسلام والمسلمون سيد هادي خامنئي في نهاية مذكرته إلى حرصه وصبره في ترتيب نص وكتابة هذا الكتاب - يكتب في مقدمته: "في بعض الأحيان تكون المقترحات ممتعة وجذابة للغاية بحيث لا يمكنك تجاهلها وتقرر تنفيذها. "اقتراح تجميع مذكرات السيد هادي خامنئي هو بلا شك أحدها". (ص11)

يقر المؤلف أيضاً: "لقد كان عملاً شاقاً وجاداً وحساساً، واضطررت إلى وضع كل التزامي وخبرتي في البحث والكتابة. حاولت تجاهل بعض التحليلات بل وحتى العديد منها بالتنسيق مع سماحة السيد، لكنني أحضرت المذكرات المروية دون أي تركيز ولفهم أفضل وعلاقة أكبر للقارئ بالنص، كما أضفت ملاحظات وأشرت أيضاً إلى المصادر المستخدمة. في كتابة السير الذاتية، استخدمت ملفات أرشيفية الوكلاء المعاصرين في مكتب أدب الثورة الإسلامية، لذلك سنمتنع عن الرجوع إلى مصادر مختلفة". (ص 13و14)

ويضيف قائلاً: "بعد الانتهاء من التحرير ودراسة النص ثم التنقيح الأولي والتصحيح، قام السيد هادي أيضاً بقراءة النص المحرر مرتين وعرض آرائه، وأخيراً تم إرسال العمل لقسم إعداد الكتاب و" من هناك، تم تسليمه إلى دار سورة للنشر". (ص14)

لمحة موجزة عن نصّ المذكرات

 يروي السيد هادي خامنئي نص كتاب (يادستان دوران) بضمير المتكلم بصيغة المفرد، الذي يروي بصراحة وبشكل لا لبس فيه جزءاً من مذكراته حتى الثورة الإسلامية.

في الفصل الأول، يتحدث عن "خلفيته، ولادته، وتعليمه" ويتحدث بالتفصيل بقدر ما تساعد الذاكرة، عن والده و وأجداد أبيه وأيضاً والدته وجدها، ثم يشير إلى تعليمه ومسار دخوله كطالب حوزوي وأجواء مشهد التقليدية وأخيراً معرفته بالشهيد بهشتي.

ويتبع الفصل الثاني مناقشة "بداية الحركة في مشهد" وفيه قضايا مثل وفاة آية الله بروجردي، ودور رجال الدين في مشهد، ووصول الشاه إلى مشهد، والبرلمان والمنبر في مشهد. الصراع في مسجد كوهرشاد، وتهديدات وأعمال النظام، وقد تم ذكر واقعة مسجد الفيل والخدمة العسكرية للطلاب والإقامة الجبرية للإمام الخميني الراحل وما إلى ذلك في تشكيل الحركة الإسلامية في مشهد على وجه التحديد: "بدأت الحركة الإسلامية عام 1962م بصياغة وإقرار مشروع قانون جمعيات الدولة والمحافظات في الحكومة والإعلانات الأولى، وعندما صدر وقع عليه روح الله الموسوي الخميني. نشأت معارفي ودخولي إلى النهج، الذي بدأه الإمام، من هذه الإعلانات، على الرغم من أنني كنت أعرف اسم الإمام أو الحاج روح الله، خلال المحادثات التي دارت في المنزل وسمعت اسمه، وعندما ذهبنا إلى قم عام 1959م ورأينا الإمام في مسجد سلماسي حيث كان يدرّس. لذلك عندما أثير موضوع جمعيات الدولة والمحافظات وظهرت أخباره وردود أفعاله في مشهد، كان لدي خلفية وتعرفت على الإمام. (ص 85). والجدير بالذكر أنّ الأقسام الأخيرة من هذا الباب تناولت أيضاً موضوع الاستسلام والإشاعة عن محاولة اغتيال الإمام الراحل في المنفى.

الفصل الثالث يسمى "دعاء التوسل، الاعتقال الأول"، الذي يصف هذه القصة لأول مرة في صيف عام 1965م في مسجد كوهرشاد: ​على ما يبدو لم يكن هناك من يتقدم لإقامة الصلاة... لم يكن هناك مجال للتفكير. في تلك اللحظة، قررت أن أقيم الصلاة الأخيرة بنفسي وبدأتها آنذاك. قلت من هناك بصوت عالٍ: بسم الله الرحمن الرحيم، وقلت العبارات التمهيدية، كما ذكرت أصل الدعاء والغرض منها، وهو الإمام، وكان هذا هو بالطبع ولو بشكل غير كامل! كانت هذه بداية المغامرة. في تلك الضجة من الدعاء والإجابة بآمين من قبل الحضور، أمسك شخصان بمعصمي من الخلف وأدركتُ أنه كان عليّ أن أمشي بهدوء ودون القيام بأي شيء يذكر ..." (ص 185-186)

الفصل الرابع يتناول "الاعتقال الثالث، سجن مشهد". في أواخر سبتمبر أو أوائل أكتوبر 1976م، في نفس الوقت الذي اضطررت فيه إلى الذهاب إلى الجامعة للتسجيل واختيار فرعي الدراسي، كنت مشغولاً بنسخ المنشورات وتوزيعها. لم أقم بتوسيع نطاق نشاطي ليشمل الجامعة والكلية، باستثناء نفس فصول التفسير القرآني والصفوف الخاصة والسرية التي كانت لدي في أحد بيوت الطلاب لشرح كتيب الحكومة الإسلامية أو ولاية الفقيه. لكن السافاك لم يكن مهماً له. كانت هذه المنظمة حساسة تجاهي ومع صفوفي، ربما بسبب بعض الاعتقالات والأحداث التي كانت تجري في الجو السياسي في مشهد والبلد في تلك الأيام، وكانت تراقب كل شيء ... " (ص 257).

الفصل الخامس "الاعتقال الثالث، اللجنة المشتركة لمكافحة التخريب، سجن القصر" مخصص بشكل أساسي لوجود السيد هادي خامنئي في اللجنة المشتركة وسجن القصر، وأخيراً في اوين ووصف الأوضاع والقضايا المختلفة داخل السجون.

الفصل السادس بعنوان "انتصار الثورة" يبدأ بالخروج من السجن، وبعد قصة الزواج هناك قضايا سرعان ما تتحول إلى مظاهرات عامة وأيام دامية ورحيل الشاه والإعتصامات. في جامعة طهران، وصلت لجنة الترحيب بالإمام ومراسيم (بهشت زهراء) ولحظة خطاب الإمام هناك: "... مشى نحو المكان المخصص له وسرت خلفه. عندما اقتربنا من المنصة، قلت لنفسي: الآن إذا أراد الإمام أن يكون في المنصة، فكيف يصعد؟ لذلك قفزت بسرعة فوق المنصة وأنزلت نفس الكرسي الذي كان من المفترض أن يجلس عليه الإمام ووضعته تحت قدميه. اتكأ عليّ، وأعدت الكرسي إلى مكانه ليعبر عن مشاعره تجاه الذين حضروا. أردت حقاً تقبيل يديه، لكنني شعرت بالتعب، لقد قبلت أكتافه باحترام. كان المكان مزدحماً للغاية، ولم يكن بالإمكان النظر إلى وجه الإمام بقلب ممتلئ. لذلك جلسنا على الأرض مع صديق على بعد أمتار قليلة من المنصة، أمام الإمام مباشرة. صرخت من الفرح حتى أراد الإمام أن يلقي كلمة" (ص 578 – 579).

النقطة الأخيرة

لا شك في أنّ كتاب "يادستان دوران" عمل مهم وجدير بالملاحظة وله هوية منفصلة ومستقلة في حد ذاته، ولكن كما ورد في الجملة الأخيرة من الكتاب: "آمل أن أعيد سرد بقية القضايا والموضوعات المهمة جداً، في وقت آخر ... (ص 601)، هناك توقع جديد آخر يغذيها القارئ المثابر والمتحمس، والذي يمكن بالطبع أن يكون هذا تبريراً ومقدمة للسرد الفوري عن الذكريات، ورؤية للتماسك العام الذي يمكن تحقيقه في كتاب آخر في المستقبل.

النصّ الفارسي



 
عدد الزوار: 2366


التعليقات

 
الاسم:
البريد الإلكتروني:
التعليق:
 

الأكثر قراءة

نبذة من مذكرات ايران ترابي

تجهيز مستشفى سوسنگرد

وصلنا إلى سوسنگرد قُبَيل الظهر. كان اليوم الثالث عشر من تشرين الأول عام 1980. لم يكن أمرها مختلفًا عن أهواز بل كانت أمرّ حالًا منها. كان قد غمرها التراب والدمار. وقد خلت من أهلها إلا ما ندر. كما أعلنت منظمّة الهلال الأحمر في أهواز، كانت لا تزال المدينة في متناول قصف العدو، ولم يأمن جانب منها من وطء القذائف والقنابل. لقد أوصلنا أنفسنا إلى مستشفى المدينة بسرعة. ما زال بابها ولوحتها سالمَين. تتقدّم المستشفى ساحة كبيرة قد حُرِث جانب منها. كأنها قد هُيّئت قبل الحرب لزرع الفسائل والزهور.

التاريخ الشفهي للدفاع المقدس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي

الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان)
لقد صدر عن حرس الثورة الإسلامية ومركز الوثائق والدراسات للدفاع المقدّس في عام 1401 ه.ش. كتابُ التاريخ الشفهي للدفاع المقدّس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي، تحت عنوان الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان) وبجهود يحيى نيازي. تصميم الغلاف يحاكي مجموعة الروايات التاريخية الشفهية للدفاع المقدس الصادرة عن هذا المركز. إذ قد اختار هذا المركز تصميمًا موحّدًا لأغلفة جميع كتب التاريخ الشفهي للدفاع المقدس مع تغيير في اللون، ليعين القارئ على أن يجدها ويختارها.
أربعون ذكرى من ساعة أسر المجاهدين الإيرانيّين

صيفُ عامِ 1990

صدر كتاب صيف عام 1990، بقلم مرتضى سرهنگي من دار سورة للنشر في سنة 1401ش. وبـ 1250 نسخة وبسعر 94 ألف تومان في 324 صفحة. لون غلاف الكتاب يحاكي لون لباس المجاهدين، ولون عنوان الكتاب يوحي إلى صفار الصيف. لُصِقت إلى جانب عنوان الكتاب صورة قديمة مطوية من جانب ومخروقة من جانب آخر وهي صورة مقاتلَين يسيران في طريق، أحدهما مسلّح يمشي خلف الآخر، والآخر يمشي أمامه رافعًا يديه مستسلمًا.
الدكتور أبو الفضل حسن آبادي

أطروحات وبرامج التاريخ الشفوي في "آستان القدس الرضوي"

أشار رئيس مركز الوثائق والمطبوعات لآستان قدس الرضوي، إلى أطروحات "تاريخ الوقف والنذور الشفهي" و"تاريخ القراءات القديمة في الحرم الشفوية" وعلى أنها أحدث المشاريع للمركز وقال: "إنّ تسجيل تاريخ الموقوفات لآستان قدس الرضوي الشفوي في عدّة مدن، هو مشروع طويل المدة. وتأسس مؤخرا قسم الدراسات للقراءت في مركز الوثائق وهو ضمن مجموعة مركز الدراسات". وفي حواره مع موقوع التاريخ الشفوي الإيراني قال الدكتور أبو الفضل حسن آبادي، شارحا برامج المركز:
مكتبة الذكريات

"أدعو لي كي لا أنقص"،"في فخّ الكوملة" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة"

سوف تتعرفون في هذا النص، على ثلاثة كتب صدرت عن محافظتين في إيران: " أدعو لي كي لا أنقص: الشهيد عباس نجفي برواية زوجته وآخرين" من المحافظة المركزية وأيضاً كتابي "في فخّ الكوملة: ذكريات محمد أمين غفار بور الشفهية" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة" وهي ذكريات أمين علي بور الشفهية" من محافظة كيلان. إثنان من المعلّمين ألّفـت السيدة مريم طالبي كتاب "أدعو لي كي لا أنقص". يحتوي الكتاب علي 272 صفحة وثلاثة عشر فصل، حيث تم إنتاجه في مكتب الثقافة