مهران، مدينة المرايا ـ 7

خسرو محسني
ترجمة: حسين حيدري

2021-12-12


كل ما فعلناه بالبندقية لم يكن له أي تأثير. أن يطلق النار باستمرار. صرخ أحد الغواصين قائلاً:

-من في حوزته سلاح آر بي جي؟

كان صوته مألوفاً، "حسن زارع بيشه"، من أبناء الباسيج في مدينتنا، عرفني بعد ما ناديته باسمه. جلس إلي جانبي وقال:

-يا سيد محسني! هل يوجد آر بي جي لاستهداف الدوشكا. ماذا نفعل؟

لم تسمح الدوشكا لأي شخص بالتحرك. تم إطلاق النار على العديد من الأشخاص الذين أرادوا الذهاب إلى خندق الدوشكا وإيقافها. ألقينا بعض القنابل اليدوية على الخندق، لأنه كان بعيداً جداً، لم تصل إلي هناك وتنفجر. في غمضة عين، نهض حسن وركض نحوها تحت وابل من الرصاص. بعد لحظات توقف إطلاق النار من قبل الدوشكا. ركض الجميع إلى جانب واحد. وصلت إلى خندق الدوشكا ورأيت شخصاً يسقط أمام الخندق. بحذر شديد، قمت بتشغيل المصباح.

ـ يا حسين!

كان ذلك الشخص حسن. وكان يتدحرج في دمه ببدلة الغوص. ناديته بصوت عالٍ. لكني لم أسمع جواباً. رفعت رأسه. كان الدم يغطي جسده. وفوقنا كان هناك مدفع مضاد للطائرات رباعي البراميل يطلق النار باستمرار. لم يكن لدي خيار سوى ترك حسن. أطلقت وابلًا من الرصاص علي خندق الدوشكا. نظرت داخل الخندق على ضوء مصباح يدوي. رأيت جثتي عراقيين قتلا بقنابل حسن اليدوية. بنظرة حزينة ابتعدت عن عزيزي حسن. جعلت النيران العراقية المضادة للطائرات النهر غير آمن لعبور الزوارق. وصلت الخندق. أطلق عدد من الشباب النار على مدافع مضادة للطائرات العراقية. أطلقت عدة رصاصات آر بي جي على الخندق المضاد للطائرات. أصاب الرصاص الخندق. لكن الخندق لم يتعرض لأي إصابات تُذكر. كانت الخنادق الخرسانية قد عملت علي إراحة بال أهلها. لا يمكنك فعل أي شيء من الأمام. لأنه كان يطلق النار على الجميع بلا توقف. على الجانب الآخر من النهر، كانوا يعلنون باستمرار عن طريق اللاسلكي عن ضرورة تدمير المضاد للطائرات.

 

أمسك أحد الشباب من الغواصين قذيفة آر بي جي وألقى بنفسه في الماء. وصل بسرعة إلى مقدمة الخندق وأطلق رصاصة آر بي جي على الخندق المضاد للطائرات. أراحنا لفترة من الزمن، ذهبنا لإستهداف خندق آخر كان يطلق النار على الشباب. حصلت على آر بي جي من أحد الشباب. قلت لهم أن يشكلوا خط نار حتى أتمكن من الاقتراب من الخندق. بدأ الشباب الستة بإطلاق النار علي معاقل العدو. وضعت اللاسلكي بجانب الأولاد وركضت نحو الخندق. أطلقت نحوي وابل من رصاصات البنادق. لكن لم يزورني سهم. من خلف شجرة نخيل أطلقت النار على الخندق. تصويري هو نفسه وإطلاق النار على الدوشكا هو نفسه. ركض الأولاد نحوي. كنا مبتسمين وسعيدين وشاكرين لما حصل. ذهبنا إلى الخندق معاً. كانت الدوشكا في حالة جيدة. لم تصب رصاصة الآر بي جي الخندق، لكن العراقيين تخلوا عن الدوشكا خوفاً وهربوا داخل القصب! ملأت رائحة البارود المشتعلة الهواء. اشتعلت النيران في المدفع المضاد للطائرات ذو الأربع براميل، الذي كان يطلق النار قبل لحظات، مما أشم رائحة جثث العراقيين في المخبأ المضاد للطائرات.

 

يُتبع...

النصّ الفارسي

 



 
عدد الزوار: 1761



http://oral-history.ir/?page=post&id=10265