مهران، مدينة المرايا ـ 8

خسرو محسني
ترجمة: حسين حيدري

2021-12-12


عثر الشباب على جثة حسن. ثُقب جسده بوابل من الرصاص. الآن توقف المطر، وكانت السماء تمطر بهدوء. لعل القطرات تذرف في حزن علي الشهداء بهذا الشكل! وكان عدد من الفصائل قد سيطرت على جزء من الخط العراقي وكانت تتقدم. خطوط العدو من اليمين لم يتم الاستيلاء عليها بالكامل بعد. دخلت الكتيبة 417 الصف بالقارب وبدأت في التقدم. وتركوا تنظيف الخط لكتيبة الغواصين واحداً تلو الآخر، واستولى المقاتلون على المعاقل العراقية وأسروا قواتهم. لقد أعلنت لاسلكياً نبأ سقوط خط العدو لقواتي. سمعت صوت "الله أكبر" من الشباب- الذي كان يخرج من حناجرهم بفرح وإثارة شديدين - من خلف  اللاسلكي. طلب الشباب الإذن لدخول العملية. لأنه لم تكن هناك حاجة لهم، بقول "لا" أعلم أنني أزعجتهم، لكن ماذا أفعل؟ أثناء التنظيف، لفت انتباهي صوت وابلمن الدوشكا. وصلت القناة من خلف الساتر. رأيت شخصين يطلقان النار بشدة. ذهبت إليهما. كان الحاج علي جاله وكمال مرادي. حيث لديهما أجهزة لاسلكي على ظهورهما وكانا يطلقون النار على القصب. قلت لهما مازحاً:

ـ ارفعا إيديكما ولا تتحركا من مكانكما.

أداروا أيديهم بسرعة. تبادلنا الأحضان والقبلات. قلت بابتسامة:

ـ من فضلكم أعطوني جوازات سفركم!

بعد إزالة الخنادق المتبقية، كان من المفترض أن نمضي قدماً. تحركنا في قنوات مليئة بالطين والماء. عندما وصلنا إلى مسافة أمتار قليلة من الخنادق جاء نحونا وابل من الرصاص. ألقينا بأنفسنا في قناة مليئة بالمياه. أصاب الرصاص طرف القناة التي تبعد عنا مسافة نصف متر. رفع جالة رأسه وحدد مكان إطلاق النار. تم إطلاق النار علينا من فوق عدة أشجار نخيل. أطلقنا نحن الثلاثة النار على النخيل. توقف اطلاق النار من قبل العراقيين. نهضنا وذهبنا إلى خندق. دخلنا بحذر داخل الخندق، وأضئنا المصباح، وفي زاوية الخندق رأيت أربعة عراقيين يرتجفون مثل الصفصاف. اتصلت بجالة وقلت له أن يتعامل بحذر. فقلت "تعال، تعال" و دعوتهم للقيام ومن ثم قمنا بأسرهم وأرسالهم. لم أكن قد غادرت الخندق بعد عندما أصاب وابل من الرصاص الخندق. رفع جاله صوته وقال:

ـ محسني! لا تخرج من الخندق!

ناديت جاله حينها. أجابني مرلدي! قلت له:

ـ ماذا حدث؟

قال؟

-لقد أطلق العراقيون النار من فوق أشجار النخيل وقتلوا الأسري.

سألته؟

ـ أين جالة؟

ـ ذهب نحو أشجار النخيل.

خرجت على الفور من الخندق. وكانت جثتا سجينين عراقيين ملقاة أمام الخندق بينما كان الاثنان الآخران في أمان. كان جالة يطلق النار على النخيل على بُعد  مسافة 10 أمتار منّا. تم إطلاق النار علينا من فوق عدة أشجار نخيل. قلت لمرادي:

ـ أحرس علي الأسيرين حتي أذهب لمساعدة جاله.

وصلت إلى جاله عابراً الماء والوحل. بدأنا إطلاق النار معاً. توقف اطلاق النار من قبل العراقيين. كنا لا نزال نطلق النار عندما سمعت صوت كسر سعف النخيل. بعد ذلك، سُمع صوت شيء يسقط في الماء من الأعلي.

ـ ماذا يحدث؟!

توقفنا عن إطلاق النار وذهبا بحذر نحو أشجار النخيل. رأيت في الماء تحت النخلة جثة ضابط عراقي تطفو على الماء. جاء إلينا عدد من الجنود وبدأوا في إزالة النخيل. عدنا إلى مرادي والسجينين. وكان مرادي قد سلم السجينين إلى "وحدة إجلاء الأسرى".

يُتبع...

النصّ الفارسي



 
عدد الزوار: 1828



http://oral-history.ir/?page=post&id=10266