حياة شابور بختيار السياسية

تقرير: محمود فاضلي
ترجمة: حسين طرفي عليوي

2015-11-08


الطيران في العتمة

حميد شوكت

دار نشر: بازتاب الطبعة الأولى، ألمانيا، سنة 2014

السعر: 22 يورو

 

يعتبر كتاب "الطيران في العتمة، حياة شابور بختيار السياسية" (1) هو الأحدث للكاتب حميد شوكت (2) حيث تمّ توزيعه في ألمانيا. الإسم المذكور كان قد نشر سابقاً كتبا حول تاريخ اليسار الإيراني وهذه المرة يتناول حياة شابور بختيار السياسية.

 

يقول الكاتب: "الحياة السياسة لشابور بختيار آخر رئيس وزراء الحكم الملكي البهلوي له صلة وثيقة ومصيرية مع تاريخنا. كانت أيام طفولته بالقرب من عشيرته ومرحلة المراهقة قضاها في بيروت وباريس ونضاله السياسي في إيران والجبهة الوطنية إلى مواجهة محمد رضا شاه وآية الله الخميني؛ وكل واحدة منها هي دلالة من الماضي تنعكس على زمننا و تترك أثرا واضحا. حين نتطرق إلى حياة شابور السياسية نجد بأن قبوله كرئيس وزراء مع بداية الثورة له أهمية بالغة. ويقال بان قبوله هذا المنصب يعود لحبه الشديد للسلطة شخصيته. ويعتبر بختيار السلطة "محرك الرجل السياسي". ولم ير ضرورة في رد هذا الخصوصية و نفيها ولهذا يعتبر اتخاذ قراره في قبول هذا المنصب في تلك الآونة المتأزمة في إيران هو قلقه بالنسبة للمستقبل الذي يهدد أمن إيران. فهو منذ سنين قبل أن يواجه آية الله خميني كان يعتبر الصراحة والشجاعة من اهم عناصر السياسة ويقول: "المشكلة الأساسية عند بعض الأشخاص انهم يطلبون الراحة و الحالة الإجتماعي المرفهة على الدوام، ويحبذون الفردوس في كل مرتحل حياتهم... على كل حال كل بلد بحاجة إلى أشخاص مؤمنين واوفياء بوطنهم. لكن أولئك الوطنيون المتقون لم يوصلوا السفينة إلى برّ الامان ويحتاج إلى أشخاص أقوياء وملتزمين".

يؤكد حميد شوكت في جانب آخر من كتابه قائلا: "لقد حقّق شابور بختيار ما أسماه بالسلطة السياسية مجتازا عقائده، منذ دخوله إلى الساحة السياسة وبسبب قدراته الفردية وكفاءاته العائلية. وكانت قرابته لثريا اسفندياري زوجة الشاه الثانية وقرابته مع تيمور بختيار رئيس منظمة الإطلاعات والجهاز الامني للساواك، تعتبر كل هذه إمتيازا له ساعدته في تسلق قمم الشهرة السلطة ممهدا الطريق. لكنه و من اجل القيم التي يلتزم بها لم يهتم بهذه المراكز. لقد رفض الانضمام لحكومة زاهدي في اوان سقوط مصدق في مرداد 1332 ( يناير 1953 ) وفي بداية الثورة حيث كان يرى القدرة في الجبهة الوطنية ومع كل اختلافاته مع اللهيار صالح اعتبره المرشح لرئاسة الوزراء. وقد ساعد كريم سنجابي ليكون رئيس وزراء وعندما أصبح غلام حسين صديقي حديث الجميع لكسب هذا المنصب نراه يصفه امام الشاه بحفاوة، وفي نهاية المطاف اختار هذا المنصب حين رأى الخطر يهدد الوطن بأسره وقد دخل الساحة بكل قوة وهي موروثة من قومه. وقد تقبّل مواجهة امر لا طائل له. بالرغم من الفوضى العارمة وبما ان المثقفين كانوا يرجحون التحليل السياسي الشفاف والواضح اكثر من التلحيل المعقد كان بختيار يجيب على الجميع بوعي ويتحدّث معهم بعقلانية."

يقارن الكاتب سيرة بختيار في الثورة الإيرانية مع نهايات كرنسكي رئيس الحكومة الموقتة الروسية في ثورة فبرايل  1917 ويقول: " هذا المقارنة بالرغم من الإختلاف بين الإثنين ليست اعتباطية. هرب كرنسكي بعد الثورة البلشفية اكتوبر 1917 إلى فرانسا وكتب مذكراته وقد جرّب حظّه مرة اخرى وشكّل تنظيما سياسياً، وفي نهاية المطاف اكتفى باختيار كرسي الأستاذية في الجامعة. وقد درس بختيار مثل كرنسكي القانون والفلسفة ولجأ للسياسية وواجه نظام المشروطة إي كابوس الثورة مثلما رآه وفرّ إلى فرانسا وشكّل "النهظة المقاومة الوطنية" وقد نشر مذكراته إلى ان ترك السياسة كلياً ليكتفي بتدريسه في الجامعة.

نجد في هذا الكتاب بالإضافة إلى المقالات والكتب الفارسية والاجنبية والمصادر وإرشيف الوزراة الخارجية الإمريكية والبريطانية ، نجد لقاءات مع سكرتير بختيار ووزراءه في فترة حكمه وابنته فرانس وزوجته الثانية شهين تاج بخش و عدد من أصدقاءه المقرّبين. يصدر كتاب "الطيران في العتمة، حياة شابور بختيار السياسية" في  460 صفحة مع ثمانية فصول.

 

1_ يعتبر شابور بختيار آخر رئيس وزراء للحكومة البهلوية، ولد سنة 1293 ( 1914) . كان امينا عاما لحزب إيران، عضو في الشورى المركزية للجبهة الوطنية، مدير عام دائرة العمل في حكومة محمد مصدّق وقد درس في فرانسا. كانت دراسته بداية في إيران من ثم تابع الدراسة في المدارس الفرنسية في بيروت برفقة تيمور بختيار وفي سنة 1937 سلك طرقه نحو فرانسا. حصل على شهادة الدكتوراة في القانون من جامعة باريس. انضمّ الى الحرب العالمية الثانية في الجيش الفرنسي. في سنة 1949 أصبح مدير دائرة العمل في خوزستان. انضم سنة 1339 للشورى المركزية للجبهة الوطنية.  قد تمّ القبض عليه وتوقيفه في استفتاء 28 مرداد لكن بعد التحقيق سمحوا له بالخروج. في سنة 1332-1339 ( 1953- 1960)  تسلم ابن عمه الجنرال تيمور بختيار رئاسة الحكومة العسكرية و رئاسة السوالك ليكون اول رئيسا له وقد نشط بختيار مع بروز الدكتور جمشيد آموزكار برفقة زعماء الجبهة الوطنية، لكن الإختلافات حالت دون بروز التحركات الأصولية منهم.

 

2_ هاجر حميد شوكت إلى امريكا سنة 1967 وانضم إلى التيار السياسي اليساري وصار عضوا في المنظمة الطلابية الإيرانية.

كان شوكت في بدايات الثورة مع الجبهة الديمقراطية الوطنية وكان أحد أعضاء الهيئة التحريرية لصحيفة آزادي. حين جاء إلى أروبا عمل في صحيفة الجمهوريين وأصدر أول كتاب له حول الحزب الاوحد في روسية. وفي دراسته حول اليسار الإيراني التقى مع بعض القياديين. وهذه الطريقة في الحوار والدراسة قد أسس له من خلال اسلوب جديد في الكتابة يطرح لأول مرة في إيران ، و حصيلة هذه الحوارات صدور كتاب تحت عنوان "نظرة من الداخل على التيار اليساري الإيراني".

 

المصدرالفارسي



 
عدد الزوار: 5357



http://oral-history.ir/?page=post&id=5888