ذكريات من حياة باقر كاظمي

محمود فاضلي
ترجمة: هادي سالمي

2015-11-08


مذكرات من حياة باقر كاظمي

بجهود : داؤود كاظمي و الدكتورة منصورة اتحادية (ناظم مافي)

دار النشر : تاريخ ايران

الطبعة الأولي : المجلد الثالث 1391

السعر : 15 الف تومان

 

يعتبر سيد باقر كاظمي أحد  مشاهير ؛يران من اواخر عصر أحمد شاه حتى زمن رئاسة وزراء دكتور مصدق ، كان وزير الخارجية في الدولة البهلوية الأولى و كان يكتب مذكراته بصورة سنوية . كاظمي المشهور ب مهذب الدولة ، بن سيد محمود معتصم الدولة ولد في مدينة تفرش ، سنة ١٢٧١ه. ش . بعد إكمال دراسته الثانوية ، تخّرج من مدرسة العلوم السياسية و انشغل بالتدريس. إنتُخب عضواً للهيئة العلمية  في مدرسة العلوم الساسية سنة ١٣٠٦ و درّس الجغرافيا فيها .

 دخل مهذب الدولة وزارة الخارجية بعد إتمام دراسته وبعد مضي زمنٍ وجيز عُيّن سكرتير اول و مسؤل المفاوضات في السفارة الإيرانية بواشنطن .

حصل علي الماجستير في فترة اقامته في اميركا و بعد اتمام مهمته هناك عُيّن مستشار ايران في كابل سنة 1306 هـ ش، رجع الي طهران بعد سنتين و استلم وزارة الطرق اولاً كـ مساعد (1308) و من ثم وزيراً ، و في الحقبة الثانية لرئاسة فروغي، انتُخب وزيراً للداخلية بعدها محافظاً لآذربايجان و من أهم إنجازاته إنّه قام بترميم شاه گُلي تبريز بصورة اساسية.

إنتُخب كاظمي في حكومة جم وزيراً للخارجية و من أعماله في وزارة الخارجية، سفره إلي كابل و توقيعه معاهدة تقسيم مياه هيرمند (1)

بعد شهريور سنة 1320(1941) إنتُخب مجدداً في حكومة فروغي وزيراً للصحة و الداخلية و مع تغيير حقيبة الدولة سنة 1321 (1942 ) عُيّن في حكومة احمد دارائي وزيراً للداخلية و بعد تعديل حكومة دارائي اصبح وزيراً للمالية. استلم كاظمي وزارة الثقافة في حكومة ساعد و بعد سقوط حكومته كان وزيراً مختاراً في دول الإسكندينافية. و كان مهذّب الدولة مندوب ايران في مؤتمر سان فرانسيسكو.

التحق كاظمي في النهضة الوطنية منذ بدايتها، عُيّن في حكومة مصدّق الأولي وزيراً للخارجية و نائب رئيس الوزراء و في الثانية حتي نهاية مرداد 1332 (1942) وزيراً للمالية و سعي لتطبيق برنامج اقتصاد بلا نفط و بعدها عيّن سفيراً كبيراً لإيران في فرنسا و بقي في هذا المنصب حتي أواخر شهريور 1332. إستقال من منصبه في السفارة بعد انقلاب 28 مرداد 1332 . عاد كاظمي الي ايران بعد سنة من إقامته في اوروبا و عمل في حركة المقاومة الوطنية. اعتقل في فروردين 1334 ( 1955) و تم تبعيده. كان عضو الهيئة التأسيسية للجبهة الوطنية الثانية، و نائباً لنواب المجمع في الشوري المركزية للجبهة و تولّي رئاسة الشوري المركزية (2) .توفي سيد باقر كاظمي في ارديبهشت 1355( 1976).

كتب السياسي و الدبلوماسي القديم، ذكريات عن فترة نشاطه السياسي و دوّنت في كتاب تحت عنوان (مذكّرات من حياة باقر كاظمي) يتبيّن من خلال قراءة هذه المذكرات إن كاظمي كانت له رؤيا  عميقة في قضايا و مشاكل البلد. تعتبر هذه المجموعة من الذكريات الي جانب ذكريات أخرى التي كتبها موظفو وزارة الخارجية، من أهم المصادر في تاريخ ايران خاصة في العلاقات الخارجية، و ما يرتبط بالحرب العالمية، مواقف ايران و قضايا اخري التي من شأنها أن تسلّط الضوء علي نقاط مظلمة في التاريخ.

كان كاظمي رجلاً متديناً بحيث لم تلصق به تهمة و يعد هذا الأمر في تاريخنا المعاصر من النقاط الإيجابية. أشار في هذه المذكرات الي إلتزامه الديني، مثالا علي ذلك لم يفطر يوماً واحداً و لم يترك قراءة القرآن و الأدعية في شهر رمضان تلك السنة. هذه المذكرات في مجلدها الأول والتي كتبت سنوياً بدأت  من العام 1334 ( 1955) الي 1338 ( 1959)  و من الطبيعي السنة الأولي تحمل أبعاد حياته الخاصة و أيام دراسته ثم تبدأ مرحلة دراسته في المدرسة السياسية سنة 1344 (1965)  و بعدها يكتب ذكريات من تاريخ المشروطة. في المجلد الثاني من مذكراته يشير الكاتب الي حضوره في حقيبة دولة سيد ضياء الدين طباطبائي الوزارية (الحقيبة السوداء) و دور الدولتين البريطانية و الروسية الإستعمارية. و يشير ايضاً الي جزئيات سفر كاظمي عبر مروره من بغداد و بيروت و سوريا و اخيراً أميركا.

يحتوي المجلد الثالث علي الأحداث التي وقعت في أواخر سنة 1307 (1928) الي 1314 (1935)  . الحقبة التي سعي بها رضا شاه بكل قوته الي تغيير ايران نحو التجدد. في هذه الفترة ذُكرت الإختلافات الإيرانية مع الدولة العراقية الجديدة. جاء في هذا الكتاب تنازل رضا شاه أمام العراق عن  شط العرب، قضايا البحرين و الإختلافات التي نشأت مع الإنجليز.

سُلط الضوء في الكتاب علي الأخبار الثقافية العامة و الكبيرة و التي احياناً لها ارتباط بالأجانب. إقامة مؤتمر فردوسي سنة 1313 ( 1943)أحدهما. و لعل أهمها المعلومات التي ذكرها عن الأشخاص الذين كانوا نوعاً ما علي ارتباط به حين كان  وزيراً للخارجية. منها مقتل اسدي الذي ذكره الكاتب علي النحو التالي : " أراه كثيراً ما محتاط و متعقل و محباً للشاه و لم أتصور صحة الإتهام الذي وجه له  و من االمؤسف جداً أن نري في مملكتنا أن اشخاصاً يتعرضون الي هذه التصرفات غير العادلة و سوء الظن من قبل شخصية مثل تيمور )) يذكر الألواح التي كشفت في تخت جمشيد سنة  1312 ( 1933) و يشير الي النوبة القلبية لمشير الدولة بيرنيا في 19 آبان 1314 و إنه كان في نظري أفضل و أكثر حكمة كوزير و رئيس للوزراء الإيرانيين في عصره بحيث ترك نتاجات مهمة في فترته. المغفور له بعد اتصاله الفكري و العملي مع الشاه الحالي و تنحّيه عن السياسة، سخر  ثمان سنوات من عمره لكتابة و تأليف كتب قيمة عن تاريخ ايران. من الأحداث الجدلية التي تكشفها المذكرات، موضوع استخدام كلمة ايران بدل برشيا و إصرار الإنجليز علي استخدامها و مقاومة الإيرانيين للتسمية. جاء خلاصة موضوع المدارس الإيرانية في العراق و ايضاً المبالغ التي تدفع من قبل ايران لصيانة قبور الملوك و الأمراء الإيرانيين في العتبات.

جاء المجلد الرابع من اللمذكرات، و بما إن للمؤلف حضوراً في الدولة ، لبيان نقاط من اوضاع ايران في شهريور 1320( أغسطس 1941) . عيّن كاظمي في دولة محمد علي فروغي بعد استقالة رضا شاه وزيراً للصحة و الداخلية إذن المعلومات التي ذكرت في هذه الحقبة الحساسة ثمينة جداً. المجلد الخامس من هذه الذكريات و هو قيد الطبعاعة يحتوي علي أحداث سنة 1321 الي 1343 ( 1941-1964 ).

 

 

  1. سيرة رجال ايران السياسيين و العسكريين المعاصرين (المجلد الثالث) الدكتور باقر عاقلي، الطبعة الأولي سنة 1380، المجلد الثالث ص 1280، دار النشر گفتار بالتعاون مع دار العلم للنشر.
  2. مسودة مؤتمر الجبهة الوطنية الإيرانية، بجهود امير طيراني، دار نشر گام نو 1385.

 

المصدرالفارسي



 
عدد الزوار: 3827



http://oral-history.ir/?page=post&id=5891