أربعين شهرا في الأرض الذهبية

محمود فاضلي
ترجمة: أحمد حيدري مجد

2016-01-20


أربعين شهرا في الأرض الذهبية:

مذكرات سفير إيران السابق في تايلند

محسن باك آئين

دار فرهنك سبز

الطبعة الأولى: 1988

يأتي كتاب " أربعين شهرا في الأرض الذهبية" في 626، و هي مذكرات محسن باك آئين (1) سفير إيران السابق في تايلند، يحمل الكتاب تجارب دبلوماسية و مشاهدات للمدون من مهمته في الجزء الجنوبي الشرقي الآسيوي من العام 2004 و حتى 2007. و قبل أن يسافر الى تلك البلاد تبادرت الى ذهنه تدوين ما يراه و تجربته عبر مذكرات.

و يرى الكاتب أن الإيرانيين سوف يجدون الكثير من المشاهدات و المذكرات و يستمتعون بها. و قد تكون هذه المتعة أن المستمع أو القارئ للمذكرات، يشعر أنه في تلك الجغرافية دون واسطة. و قد كان تدوين المذكرات منذ القدم متداولا في إيران و لكن بعد انتصار الثورة الاسلامية، قليلا ما دخل السفراء و الدبلوماسيين في حقل تدويت الذكرى و لهذا قد يكون الكتاب له بعده الجذاب للقارئ. و حاول الكاتب الى جانب ذكر نشاطاته كسفير أن يطرح عادات و آداب الشعب التايلندي و خصائصه مع ذكر الاحداث المهمة في الفترة التي تواجد فيها هناك، منها وقوع اعصار تسونامي و الانقلاب في تايلند و سقوط الطائرة في جزيرة بوكت و مشاكل المسلمين في الجنوب.

و جاء في الكتاب أيضا الشخصيات التي كان لها أثر، إيرانية و تايلندية، في تاريخ كلا البلدين أو في المجال السياسي و الثقافي و يكشف الستار عن التحولات لهذه البلاد. و هي عبارة عن وثيقة تنقل العديد من التجارب الدبلوماسية.

تايلند بلد آسيوي و له ثقافة شرقية و مهد تعاليم البوذية. تقع تايلند في جنوب شرق آسيا و يصل عدد سكانها الى 65 مليون نسمة، و لغتها التايي. ليس لتايلند دين رسمي و لكن تنتشر تعاليم بوذا بين أكثر الناس. و يشكل المسلمون ثمانية بالمائة من السكان ويسكنون في المحافظات الجنوبية. دخل التشيع في العام 1601 ميلادي على يد تاجر إيراني اسمه الشيخ أحمد قمي. و من ضمن نشاطاته كان مستشارا للملك و تدرج في الوزارات، حيث ترأس وزارة التجارة و الجمرك و في النهاية أصبح وزيرا للخارجية.

و يوضح الكاتب بنية العائلة الملكية في تايلند: " نظام هذه البلاد، الملكية المشروطة و للملك في تايلند ملامح مقدس. الملك في تايلند نموذج الوحدة الوطنية و ظل بوذا و رغم حصول سبعة عشر انقلابا، لم يتعرضوا للملك و عائلته و أسقطوا رئيس الوزراء و دولته. تتخذ دولة تايلند السياسة المعتدلة دوليا و تنسق سياستها مع الأمم المتحدة و المراكز الدولية. الشعب متأثرا كثيرا بتعاليم بوذا. قلما تجد الكذب الاجتماعي، قانعون و يعملون بكد، و يحترمون الآخر، و لا تجد الغلاء و يتحرمون العائلة و الوالدين".

 

تنشط في البلاد 300 محظة إذاعية، فالإذاعة تعتبر من أهم أجهزة التواصل. و لديها 12 قناة تلفزيونية حكومية و خاصة. و لا تعرض في هذه القنوات المشاهد الاباحية و الكحول و التدخين و المخدرات و توجيه الاسلحة الى البشر. و يمنع نقد الملك و عائلته. و على كل المنتجين ارسال الأفلام الأجنبية للجنة الرقابة.

و يذكر الكاتب أن إحدى الذكريات الحزينة هي وقوع اعصار تسونامي جنوب البلاد و يكتب: " وقعت هذه الحادثة في 28 ديسامبر 2004 . حيث وقعت هزة أرضية بحجم 9/8 على مقياس ريخترو مركزها، السواحل الاندنوسية. و سببت هذه الهزة أمواجا على السواحل و عرفت بالتسونامي و سببت الكثير من الخسائر و القتلى و الجرحى".

و من الاحداث المهمة في فترة مهمة الكاتب كانت محاولة السفارة الأمريكية المستعرة في بانكوك للقبض على أحد الأشخاص حين شراء أجهزة دفاعية. قبض على هذا الشخص في المطار عبر عملية مشتركة بين الشرطة التايلندية و عدة أفراد من الشرطة الفيدرالية الأمريكية و أصرت السفارة الأمريكية على تسليمه الى أميريكا. و عقدت محاكمة أمريكية في أكتوبر 2006 متهمة إياه بشراء 12 جهاز موجه متطور للصواريخ. و أعدت أمريكا مذكرة رسيمة مطالبة الحكومة التايلندية بسجن الرجل الإيراني و تسليمه لأمريكا. إلتقى الكاتب و زملائه بالسجين الإيراني و سعوا لكي يقضي فترة سجنه في تايلند، محاولات السفير و سفر عدة هيئات إيرانية للمفاوضات مع المقامات التايلندية و في النهاية اطلاق سراحه نجد تفاصيلها في عدة فصول.

و يؤكد الكاتب في نهاية الكتاب: " قبل سفري الى تايلند كانت لدي تجربة لا بأس بها حول هذه المنطقة. و رغم اختلاف ثقافة المجتمع و شخصياته في تايلند و لكن ما ميز مهمتي عن المهام الأخرى، كات التواجد في بلد بوذي و أعتبرها تجربة جديدة و مغايرة. في البداية لم أرغب في الذهاب الى دولة اشتهرت بين الإيرانيين بأنها غير مرغوب بها و لكن في نفس الوقت كنت على معرفة بأهميتها الاستراتيجية في شرق آسيا. أدركت أن الخصائص الثقافية و الاخلاقية للشعب التايلندي ممتازة الى حدّ أن كل أجنبي يزورها يتركها حاملا ذكريات حسنة عنها."

كتب المدون لمذكراته يومياته عن زياراته لمراكز عديدة و لقائه مع شخصيات إيرانية و مسلمة، و لقائه مع السفراء، و اختار لكل واحد منها عنوانا و بعضها لم يكن في حاجة له. يمكن للكتاب أن يلخص و يحذف الكاتب بعض ذكرياته التي لا حاجة لها فالبعض منها خاص و عائلي. و جاء في أقسام من الكتاب ذكر المنصب لمن التقاهم دون ذكر الاسماء. و يضم الكتاب 22 صورة تشرح اللقاءات مع شخصيات إيرانية و تايلندية. و قلما يستند الكاتب بمصادر تلك البلاد أو يشير اليها. و من ناحية أخرى سيشعر القارئ بصعوبة إيجاد الموضوعات التي يبحث عنها.

 

  1. محسن باك آئين في الوقت الحالي سفير إيران في آذربايجان. 

المصدر الفارسي



 
عدد الزوار: 3868



http://oral-history.ir/?page=post&id=6118