عرفناه عن " تربة من خبز الساج"

قصة القائد الكرمانشاهي الشاب

إلهام صالحي
ترجمة: أحمد حيدري مجد

2016-12-08


أخذ عنوان الكتاب من أحد فصول الكتاب" تربة من خبز الساج"*. وفي الذكرى يُشار الى هذا الموضوع ففي إحدى المرات ولتعلم الصلاة، وعن طريق خبز الساج وهو خبز محلي، أُستخدم كتربة. هو الشهيد إبراهيم رستمي ( مارس 1995- ابريل 1990) قائد الدعم والهندسة الحربية في جهاد الإعمار لمحافظة كرمانشاه ويتطرق الكتاب الى قصته.

يأتي الكتاب في أربع فصول: الفصل الأول، إبراهيم (مذكرات الكاتب)، الفصل الثاني، إبراهيم في الذاكرة (ذكريات عائلته وجيرانه وأصدقائه ومن رافقه في الحرب)، الفصل الثالث، إبراهيم في المرايا (خصائص فريدة للشهيد إبراهيم رستمي من وجهة نظر الكاتب)، الفصل الختامي، إبراهيم في الوثائق والصور.

مذكرات الكاتب

جاء الفصل الأول "إبراهيم" ويشتمل على مذكرات الكاتب عن الشهيد إبراهيم رستمي. تمت الإشارة في هذا الفصل الى عدة ذكريات. كمثال رؤية الأدوات والمؤن في خنادق العراقيين مثل نوعية الخندق، الطناجر الروسية، الصحف والمجلات وأعواد الثقاب مع صورة حصان عربي على غلافها، الذكرى عن اختلاف الخنادق وخاصة المؤن الإيرانية والعراقية في الحرب المفروضة من قبل صدام على إيران: "يمكن من خلال شكل وحجم الأشياء المتروكة في كل خندق معرفة الرتبة العسكرية لمن سكن فيه. الخندق الذي فيه أقل الأشياء والمؤن هو للجنود بينما الخندق الأكثر رقيا هو للضباط والقادة، الشئ الذي لم يكن متاحاً لنا." (ص 30)

وتأتي إحدى الذكريات عن المستأسدين أوالمتنمرين الذي يفرضون الأعمال الملقاة عليهم للآخرين، ولكن الشهيد إبراهيم رستمي يجبر هذه الفئة على العمل وعبر أسلوبه غيّر من طريقتهم: "منذ البداية أظهر إبراهيم إحترامه لهم. مثلاً ينادي عليهم مع تقديم أيها السادة المحترمين. وتعامل معهم باحترام حتى باتوا يبادلونه الاحترام، حتى أنهم لم يعودوا يدخنون أمامهم أو يتمازحون." ( ص 57)

بعض الذكريات في الفصل الأول عن خصائص إبراهيم الأخلاقية: "أمام كل خندق صندوق لترمى فيه الجوارب و الثياب المتسخة. لو تأخرنا في رميها، نجد الثياب مغسولة ومنشورة على حبل الغسيل أمام الخندق ونخجل مما حدث. لقد تعب شخص أجل الجميع، ليس غير الحاج هاشم أو إبراهيم." (ص 90)

 

الموضوع من رؤية الآخرين

عُنون الفصل الثانيب "إبراهيم في الذاكرة"، وهو قسمان "الأقرباء والجيران" و "الأصدقاء ومن رافقه في الحرب". تقول سوسن كاظمي زوجة أبيه عنه: "تبقى ذكراه خضراء. لم يقل لأحد أني زوجة أبيه. حتى حين شيعنا جنازته كانت تظن بعض الأمهات أني أمه الحقيقية." (197)

وتحدث علي أوسط مويدي عن أسلوبه في إدارة إبراهيم رستمي لقواته: "كان إبراهيم يتعامل في زمن مسؤليته مع طيف كبير من القرويين والأميين والجامعيين والمتنمرين. المهم أنه يدير كل هذا الطيف بصورة يحبونه من صميم قلوبهم ويعملون من أجله. كيف استطاع إبراهيم رغم صغر سنه أن يتعامل مه هذا الحجم من المسؤلية، لهو سؤال مهم يطرحه أحياناً بعض الأصقاء." (ص 229 و230)

ويتحدث محمد نورمحمدي عن الشهيد إبراهيم رستمي: "سمعنا أنّ البعض أراد أن يطلق النار على مجموعة من الأسرى. كان إبراهيم قلقاً. نهض فجأة وقال: "لنذهب!" قلتُ: "الى أين؟ هل حدث شئ؟" قال: "لنرى ما حدص، قد نستطيع الوصول الى الأسرى العراقيين ولا نسمح لهم بقتلهم." (247 و248)

 

خصائص الموضوع من رؤية الراوي

"إبراهيم في المريا" هو الفصل الثالث، نجد فيه خصائص الشهيد إبراهيم رستمي من رؤية الكاتب والقراءة من إحدى هذه الخصائص: "لم يكن قارئاً محترفاً، ولكن كان دائماً ما لديه كتاب ليقرأ. ذهبنا في العام 1980 الى المكتبة العامة وسألنا عن العضوية فيها. في اليوم التالي، بتنا عضوين فيها. أحد الكتب التي لاقت عناية خاصة من إبراهيم، كان كتاب الحياة والحرب ولا شئ تأليف أوريانا فالا اتش." (ص 374)

كان للشهيد إبراهيم رستمي نشاطات عديدة في الجبهة، وهي تشكل قسما من الفصل الثالث للكتاب: "لم يكن يتوانا عن العمل في أي مكان، إن كانت عسكرية أو فنية أو احترافية، من تعبيد الطرق والجسور الى أن يكون سائقاً وعاملاً وأحيانا مقاتلا. وأحيانا من الاستطلاعات والدخول الى عمق أرض العدو، وأحيانا يزيل العبوات الناسفة، و في مرات سائق جرافة..." (ص388)

 

الوثائق والصور والسيرة الذاتية والخرائط

عُنون الفصل الرابع ب"إبراهيم في الوثائق والصور" وفيه نرى مراحل أدوار الشهيد إبراهيم. ومما يميز هذا الفصل أنه لم يكتفِ بتقديم من في الصورة بل كُتب عنها شرح دقيق تدل على ذاكرة الكاتب القوية.

 

*تربة من خبز الساج: قصة ومذكرات الشهيد إبراهيم رستمي قائد الدعم والهندسة الحربية لجهاد محافظة كرمانشاه، تأليف وتدوين: ساسان نورمحمدي، مركز الدراسة والثقافة كرمانشاه ودار سورة مهر، 1395، 480 صفحة.

النص الفارسي

 



 
عدد الزوار: 4130



http://oral-history.ir/?page=post&id=6738