انتصار الإيمان ـ 8

شهره أبري
محسن مطلق
ترجمة: هادي سالمي

2020-11-23


سيد قاسم من لغة الرواة

بسم الله الرحمن الرحيم

أنا والد المفقود "علي حجابي" أو الأفضل القول والد الشهيد سيد قاسم ذبيحي فر لأنّ سيد قاسم وعلي لا يختلفان في رأيي. أحببت سيد قاسم بقدر ما أحببت علي وأنا واثق من أنّ علي أحب سيد قاسم كثيراً، لأنه كان يقول لي: "يا أبي! إذا  كان لدي صديق جيد في العالم فهو السيد قاسم".

ذهب علي والسيد إلى الجبهة معاً عدة مرات، لكن علي استشهد قبل السيد، وكان السيد هو الذي يأتي إلى منزلنا بانتظام. غرفتنا ما زالت تفوح منها رائحة السيد، وكذلك أبواب المنزل وجدرانه، في صمت حزين، تنتظر عودتهما، لكن ما الفائدة أنهما لن يعودا.

بعد استشهاد علي بفترة وجيزة، علمت من أحد الشباب والذي يدعى السيد مقدسي أنّ السيد لم يتناول الماء أو الطعام لمدة 3 أيام وليالي بسبب حزنه الشديد علي استشهاد علي، وكنت قد لاحظت تلك الأيام وتذكرت أنّ السيد كان يمر بلحظات حزينة وعصيبة في نفس الوقت. ليس هناك الكثير مما يمكن قوله عن السيد. ربما كان من أكثر الأشخاص قيمة ومكانة في المنطقة من جميع النواحي، سواء كانت أخلاقية أو عرفانية. كان يقول لي دائماً: "سيدي!" ماذا كان علي يفعل عندما كان في المنزل؟ حسب ظروف ذلك الوقت، على سبيل المثال، إذا كان موجوداً الآن، يصارعني، ثم يقول السيد، يا سيدي، قمْ حتى نتصارع.  وبدا الأمر كما لو كنت أتصارع مع علي علي حلبة المصارعة.

أراد السيد أن يقول لي عبر هذه الإيماءات والسلوكيات لاتحزن، إذا لم يكن علي موجود، فأنا موجود، وفي الحقيقة والواقع ومع وجود السيد معي، لم أشعر بأي حزن.

يتطلب الحديث عن حياة السيد قلباً قوياً وتعبيراً قوياً من أجل إيصال الحقائق.

قبل استشهاد علي، كان يأتي بعدد من قوات التعبئة في كل أسبوع إلي المنزل حيث ما يقيمون الصلاة ويرفعون أيديهم ولديهم لجنة وأتذكر جيداً عندما تنتهي المراسيم وتضاء المصابيح ثانية، كانت عيون السيد قاسم متعبة جداً من شدة البكاء. كنت أخاطب نفسي قائلاً: إلهي ما هي الذنوب التي ارتكبها هذا الشاب الذي يبلغ من العمر 15 أو 16 سنة حيث تقطر عينه بهذا الشكل. ونحن الذين هرمنا بالعمر ماذا علينا أن نفعله في الوقت الآن؟

لا يسمح الإنسان لنفسه بمدح هؤلاء الشباب أو تمجيدهم على الإطلاق. لديهم مكانة أعلى من هذه الكلمات.

لدي الكثير من القوة وبالطبع هذه من نعمة الله التي أعطتني الكثير من الصبر والتحمل. استشهد السيد بإصابة شظايا في رأسه. لقد وضعته في القبر وتحملت كل الآلام بنفس الصبر الذي أعطاني إياه الله. عندما وضعت سيد قاسم داخل القبر برأس ووجه ملطخ بالدماء، رأيت أنه يبتسم ولم أعد أفهم شيئاً وفقدت الوعي حينها.

ذات ليلة حلمت أنّ علي والسيد معاً. في حديقة جميلة، يرتدون بدلات بيضاء ويمشون هناك... كان لديهم صديق آخر كان دائماً معهم، يدعى يوسف، استشهد أيضاً. في نفس عالم الأحلام، قلت لعلي: "يا بُني "إذن أين يوسف؟ " قال: يا أبي، يوسف ليس معنا.

مضى ما يقرب عام أو عامان على ذهابي إلى مقبرة (بهشت ​​زهراء) ليلة الجمعة وتذكرت علي بجوار قبر الشهداء. قلت لنفسي: يا الله أين يقع قبر هذا الفتي؟ كنت مستاء للغاية وعدت إلى المنزل بقلب مليء بالألم.

كان الليل وفي عالم الأحلام عندما رأيت علي يحمل تفاحة ويدخل الغرفة من الباب. قلت: يا علي، أين أنت؟

قال يا أبي: "أقسم بالله إنني دائماً متواجد هنا".

إلا إذا كان الشهداء يراقبون أفعالنا. حلمت ابنتي بنفس الحلم عندما كانت عائلة الشهيد السيد قاسم ذبيحي فر ترمم منزلها، ورأت السيد قاسم كان يساعد عائلته في عملية البناء.

من هؤلاء، لايعلمها إلّا الله عزّ وجل.

كان السيد قاسم يبقي حتي الصباح في هذا البيت. في إحدي الليالي، انتشرت رائحة طيبة داخل البيت بأكمله، حيث أدت إلي أن استيقاظ من نومتي.

عندما دققت أكثر، رأيته وهو ساجداً في زاوية الغرفة. من كان يخاطبه، غير الله عزوجل، حيث كان يدعوه في عتمة ذلك الليل ليكون محرم أسراره.

علي أيّ حال، كان رحيلهما ضربة موجعة لي. هما ذهبا ونحن بقينا... هنيئاً لهما!

كان من المقرر أن نذهب نحو مشهد المقدس برفقة السيد بعد العودة من مهمته الأخيرة.

النصّ الفارسي



 
عدد الزوار: 3074



http://oral-history.ir/?page=post&id=9583