إنتصار الإيمان ـ 11

شهره أبري
محسن مطلق
ترجمة: حسين حيدري

2020-11-30


مذكرات الشهيد : مرتضي سنكتراش

بسم الله الرحمن الرحيم

 في هذا الصباح استيقظت من نومي بعد الصلاة وأجبرت على النزول إلى الزقاق والحي. بعد جولة في شوارع الحي  عدت إلى المنزل لأفكر في وجبة الإفطار. كانت الساعة حوالي العاشرة صباحاً. على الرغم من أنّ رائحة الجبهة كانت لا تزال تدغدغ مشاعري، إلا أننا توقفنا عن العمل قبل أيام قليلة. بعد استراحة طويلة حزنت لمثل هذا اليوم بسبب الإصابة والإعاقة وأيضاً إستشهاد مهدي. كنت مستاء من كل شيء. كانت الشوارع والأزقة والجدران مملة. قرع جرس الباب وكنت أنتظر قدوم محمد رضا. نعم علي ما يبدو هو صديقي محمد رضا، هذا هو محمد رضا مصلح. قال لي: "إذا كنت حاضراً، دعنا نذهب الآن. بعد أن ودّعت عائلتي، طرت بفارغ الصبر من العش مثل فراخ الحمام التي تعلمت الطيران للتو.

أمرت الأسرة بعدم إخبار والدة مهدي (الشهيد مهدي) بأنني ذاهب إلي الجبهة، لأنني علمت أنهم سيتألمون من هذا الخبر، حيث ملأت مكان مهدي. بالطبع، لم أعتقد ذلك بنفسي، لكن ظنهم كان بهذه الطريقة.

لكن على أية حال ‌ أُبلغت والدة مهدي قبل مغادرتنا وجاءت إلينا لتودعنا. كنت أيضاً أودع أبناء  حيّنا عندما رأيت شقيق مهدي كان هناك  أيضاً. فقلت لمحمد اخي من ابلغهم برحيلنا؟ قال: "لا أعرف لقد علموا بذلك".

كان توديع والدة مهدي أصعب بكثير من وداع عائلتي. صرخات والدة مهدي الغريبة جعلتني أبكي، واعتقدت أنّ مهدي كان حاضرا. على كل حال ودعتنا بصعوبة وذهبنا إلى قاعدة مالك بسيارة والد محمد رضا مصلح. ووقفنا في صف استلام الملابس، حين كنا في صف الملابس، جاء إثنان أو ثلاثة من أبناء حينا للتوديع، من ضمنهم أحمد توراني والذي حضر لنا كمية من اللوز وقال: "لقد أعطاني هذه الكمية من اللوز شقيق الشهيد بور تقي حتي تنشغلون بها أثناء الطريق".

كان صف الملابس يقل ونحن نتقدم إلي الأمام، لكي نستلم ملابس التعبئة، والتي كانت منسوجة من نسيج الحب والشهادة. على حد قول الإمام علي (عليه السلام) الذي يقول إنّ الملابس العسكرية هي لباس الشرف وحرير الجنة، قمنا نعدّ اللحظات في ارتداء هذه الملابس. وبالفعل، فإنّ الإنسان، من خلال إترداء أي ملابس وأي ألوان أخري، لن يشعر بهذه المشاعر الجياشة عندما يرتدي ملابس التعبئة المتواضعة!

أخذنا حصتنا التي تتكون من كمية من الملابس، وفرشاة أسنان، ومعجون أسنان، ومنشفة وزوج من الأحذية، وذهبنا إلى زاوية لارتداء ملابسنا. كانت الملابس كبيرة جداً بالنسبة لنا، لكننا ارتديناه. كان لدينا نظرة مضحكة. من خلال تكميم البنطال والقميص، قللنا حجمها قليلاً وذهبنا لتناول الطعام. هذه المرة بداية تناولنا الطعام ومن ثم ذهبنا للصلاة. لأننا إذا تأخرنا، فقد لا نحصل على الطعام.

في فترة ما بعد الظهر، تم نقلنا إلى ثكنة ولي عصر. جاء شباب الباسيج من جميع القواعد وكانت حامية ولي عصر (عج) مليئة بأخوتنا الباسيج المهذبين. كما نثر الحاج بخشي بينهم العطور والورود ووزع الشوكولاتة ويصيح بصوت عال: "ما شاء الله" وأجاب الشباب "حزب الله".  وهلم جرا:

ـ ماشاء الله

ـ حزب الله

ـ إلي أين تذهب؟

ـ كربلاء

ـ خذونا معكم

وكان الشباب هنا يمزحون  ويقولون :

ليس لدينا مكان. كان حاجي بخشي، ومن أجل أن يجعل الشباب يبتسمون، يسخر منهم ويضحك الجميع.

لم يمض وقت طويل قبل أن يتم اصطحابنا في حافلات ذات طابقين وتوجهنا إلى محطة سكك الحديد. وبقدر ما تراه العين، كانت حافلة ذات طابقين من جميع نوافذها سار أفراد الباسيج وهم يحملون الأعلام الملونة ويرددون الشعارات: "إستعدوا يا زوار فإن كربلاء تنتظركم".

ونحن نجيب قائلين: "تأتي من الجبهي أخبار سارة والعدو في حال الهروب".

النصّ الفارسي



 
عدد الزوار: 1921



http://oral-history.ir/?page=post&id=9602