تعريف كتاب

مسجد القائد

التاريخ الشفوي لمسجد الكرامة

مليحة كمال الدين
ترجمة: حسن حيدري

2020-12-13


"مسجد القائد" عنوان كتاب تاريخ شفوي لمسجد الكرامة، والذي تم إعداده في وحدة التاريخ الشفوي للجبهة الثقافية للثورة الإسلامية. قام البحوث والمقابلات أحمد عسكري، وسيد محمد أمير أحمدي طباطبائي وحسين سلطاني، وكتبها مرتضى أنصاري زاده. هذا الكتاب هو أول مجموعة من كتب مساجد الثورة وقد نشرته دار (راه يار) للنشر عام 2020م.

احتلت المساجد في إيران مركزاً للعديد من التطورات الاجتماعية والسياسية، مما جعل العلاقة بين الثورة الإسلامية والمساجد علاقة فريدة ومتبادلة. وفي الوقت نفسه، فإنّ أحد المساجد التي أضاء مسار النمو الثوري من عدة عقود قبل الثورة الإسلامية هو مسجد الكرامة في مشهد. في فترة من الزمن، كان إمام هذا المسجد الواقع بالقرب من ضريح الإمام الرضا (عليه السلام) هو سماحة قائد الثورة الإسلامية،  وهذا يجعله مثالاً مميزاً من نواحٍ عديدة. كما جاء في مقدمة الكتاب: "إنّ آية الله الخامنئي هو نقطة تلاقٍ لجميع التيارات التي تبدو مختلفة والتي حققت الوحدة والازدهار تحت راية الإسلام الثوري وتحت ضغط شديد من المدارس والأساليب المتنافسة".

كتاب مسجد القائد هو تقرير عن تكوين ونشاط مسجد الكرامة، بالإضافة إلى دراسة آلاف الوثائق، فقد أجرىت مقابلات مع أكثر من سبعين شخصاً على صلة بهذا المسجد. بدأت هذه المقابلات في عام 2009 وبدأت كتابتها منذ أوائل عام 2016. يحتوي الكتاب على أربعة فصول عامة تحت عنوان: "من الجمعية والمركز إلى مسجد الكرامة"، و"مسجد الكرامة في مجال النضال العقائدي التربوي"، و"مجموعة الكرامة في مجال النشاط الاجتماعي والسياسي"، و"مسجد الكرامة في ميدان النضال السياسي" كما لديهم عدة مجموعات فرعية. وبما أنّ إنشاء مسجد الكرامة لم يكن حدثاً مفاجئاً، فيمكن القول إنّ هذا المسجد هو نتيجة سلسلة من الأنشطة والتطورات. وفي الفصل الأول من الكتاب، تتم دراسة جوانب مختلفة من هذا التكوين من خلال تحليل أدوار وتجارب مختلف الناس وآرائهم في المجالات الاجتماعية والسياسية. في هذا الفصل، يتم التعبير أولاً عن الظروف الاجتماعية لمدينة مشهد في السنوات التي سبقت عام 1941م وبعدها وفي نظرة سريعة على مركز نشر الحقائق الإسلامية وجمعية أتباع القرآن. استمراراً لهذا الفصل، يتم تقديم الحاج محمود كرامت كمؤسس متواضع، تليها روايات شفهية حول كيفية تغيير منزل كرامة إلى مبنى كرامة ثم مسجد كرامة.

بسبب نوع الأنشطة الشعبية التي أدت إلى انتصار الثورة الإسلامية واختلافها عن الأنماط السياسية التقليدية، أصبحت بعض المساجد قاعدة لاستمرار الحركة. إنّ منهج الثوار، الذي كان يقوم على تثقيف الناس بالتعبير عن التعاليم الدينية والفكر السياسي الإسلامي، جعل أسلوب النضال هذا، إضافة إلى كونه فعالاً، أقل عنفاً وتكاليف بشرية. كما يقدم الفصل الثاني من الكتاب معلومات كاملة عن هذا الصراع الفكري والدور المحوري لآية الله الخامنئي وموقفه من آلية تشكيل التغيرات الاجتماعية في النضالات الثورية. في هذا الباب وبعد الاطلاع على سجلاتهم، وكيف استقروا في مسجد الكرامة، نوقشت صلاة الجماعة والمحاضرات التي أقيمت في هذا المسجد، وجهودهم في دفق الدعايات المنشودة.

الاستقبال الشعبي لبرامج آية الله الخامنئي في مسجد الكرامة ومعارضة أنشطته، وكذلك عدم تسامح السافاك مع الغليان الثوري في المسجد بسبب وجوده وأخيراً منعهم من إمامة الصلاة في ذلك المسجد، هي الحالات التي تستمر في الفصل الثاني. ويستمرارهذا الفصل، بمناقشة ودراسة مقدمة مروي سماورجي كإمام لإقامة الصلاة في المسجد بالإضافة إلى جلسات القرآن والبرامج المتعددة.

وقد شارك بعض الأعضاء البارزين في الجمعية القرآنية، بمن فيهم المرحوم عبد الرضا غنيان، في مجموعة من الأنشطة الاجتماعية والسياسية على أساس أنّ التدين لا يتحقق من خلال العبادة الفردية وحدها. اعتقاداً منهم أنّ التدين يتطلب إحساساً بالمسؤولية تجاه الآخرين والمجتمع، أنشأ نفس الأشخاص مدرسة علوي الثانوية وعيادة آية الله بروجردي وجمعية الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) الخيرية ومراكز مماثلة. كان لهذه الأنشطة أبعاد اجتماعية ومنفعة عامة واعتبرت نوعاً من الدعاية السياسية التي تم تشكيلها بشكل عام من خلال تصميم مسجد الكرامات كقاعدة تنسيق. في الفصل الثالث من الكتاب، تم شرح دور المسجد كمكان لاستمرار التواصل بين المنفصلين عن الجمعية بالتفصيل.

ونظرًا لأنّ مجموعة أنشطة مسجد الكرامات المذكورة في الفصلين الثاني والثالث من الكتاب لم يتم تفسيرها بوضوح في فئة الأنشطة السياسية، فإنّ المؤلف يتناول في الفصل الرابع من الكتاب جوانب وأنشطة المسجد التي لها أهداف سياسية صريحة. من بين الأمور أخرى، فقد واصلوا النضال ضد حكومة البهلوي وساعدوا في انتصار الثورة الإسلامية واستقرارها. ومن الموضوعات التي تناولها الفصل الرابع القضايا التي تمت تغطيتها قبل الاحتجاجات، في خضم الثورة ومنع انحراف النضال، والتركيز على المسيرة، وتوفير وتوزيع الكتب والإعلانيات الممنوعة، وتشكيل اللجنة الثورية في مسجد الكرامة.

ويرد في الأجزاء الأخيرة من الكتاب تسلسل زمني لمسجد الكرامات من عام 1954م، أي بداية جلسات دعاء ندبة التي كان يقيمها عبد الرضا غنيان حتى 12 من فبراير 1979م، عندما تم تشكيل اللجنة الثورية في المسجد. وشمل الكتاب مقدمة موجزة عن الرواة وصور ووثائق وأخيراً قائمة بالأشخاص والأماكن.

النصّ الفارسي



 
عدد الزوار: 2019



http://oral-history.ir/?page=post&id=9624