برنامج ليالي الذكريات في نسختها العشرين بعد الثلاثمئة ـ 1

دمار وانفجارات في سوريا والعراق

ترجمة: حسن حيدري

2021-01-10


أقيم برنامج ليالي الذكرىات في نسختها العشرين بعد الثلاثمئة عبر الإنترنت على موقع أبارات يوم 24 ديسمبر 2020م. تحدث "مهدي زمرديان" و"الدكتور فني" ذكرياتهما عن الصراع إلي جانب الشهيد الحاج قاسم سليماني. وقدّم الفقرات داود صالحي حاضراً.

كان الراوي الأول مهدي زمرديان، أحد قادة إزالة الألغام في سوريا والعراق، وفي نفس الوقت صديق ورفيق الحاج قاسم سليماني. قدم نفسه لأول مرة على أنه جندي لهذا الجنرال العظيم يبلغ من العمر ثلاثين عاماً وقال: لقد كان الحاج سليماني قائداً شجاعاً أطاعنا جميعاً بسبب بصيرته وشجاعته ورجولته وحكمته وذكائه. كان الشهيد سليماني شخصاً قام حرفياً بتصدير ثورتنا إلى العالم أجمع. كان من أخلاقه أنه لا يمكن لأحد أن يكذب عليه.

واصل زمرديان حديثه منذ بداية تعاونه مع الشهيد سليماني في معسكر خاتم الأنبياء (ص)، وقال: إنّ أفضل خيار للقيادة كان الجنرال سليماني، والذي حدث بأمر من المرشد الأعلى للثورة وتسبب في تغيير إيجابي في هذا المعسكر. وقال: حسب التحقيقات وجدنا أنّ 95 بالمئة من استشهاد القوات كانت بسبب الأفخاخ المتفجرة، وبحسب خبرتي البالغة 35 عاماً، بعد نحو عام من الصراع السوري، ذهبت إلي هناك.  بالإضافة إلى إبطال مفعول العبوات الناسفة، قمت بتدريب القوات. وأشار زمرديان كذلك إلى شجاعة الجنرال سليماني، وقال إنه في بعض الأحيان كان يذهب إلى العدو بشجاعة دون أي حماية، حتى يتمكن من دراسة الوضع واتخاذ القرارات الصحيحة.

وتابع راوي ليالي الذكريات حديثه بالإشارة إلى كيفية إرساله إلى العراق وقال: "ذات مرة عندما كنت ذاهباً للعودة من الإجازة والذهاب إلى سوريا، تم إرسالي إلى العراق بدلاً من سوريا بأمر من الحاج قاسم ومساعديه. وفي الجلسة التوجيهية الأولى في بغداد، والتي حضرها أيضاً الشهيد سليماني والشهيد أبو مهدي المهندس، ورد أنّ داعش وصل إلى مسافة عشرة كيلومترات من بغداد على طريق سامراء، وعلينا التحرك بأسرع ما يمكن لمنع سقوط بغداد. لم تكن هناك قوات أو منشآت، باستثناء عدد من القوات من مجموعات المقاومة المدربة مسبقاً. في ذلك الاجتماع، أُمرت بصد العدو بأي شكل من الأشكال حتى لا يتقدموا نحو بغداد.

وقال السيد زمرديان أيضاً: بعد ذلك تحدثت إلى قائد في الجيش العراقي في اجتماع وطلبت منه أن يعطينا بعض الألغام حتى نتمكن من إيقاف العدو. وقال: وفقاً لميثاق الأمم المتحدة، لا يمكننا استخدام الألغام. أخبرته أنّ بغداد آخذة في السقوط وإنه إذا لم نتحرك بشكل أسرع ستحدث أشياء سيئة. وعد بالتعاون معنا وفي اليوم التالي أعطانا عدداً صغيرً جداً من الألغام المضادة للأفراد التي لم تستجب لعملنا بأي شكل من الأشكال، لذلك قررت إنتاج هذه الألغام بنفسي بالأموال التي تلقيتها من الجنرال سليماني، واستخدمناها لوقف العدو.

وتابع راوي البرنامج ذكرياته في العراق قائلاً: أبلغنا الجنرال سليماني أنّ عدداً من القوات محاصرة في مرقد الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) وطريق بغداد- سامراء أيضاً بيد تنظيم الدولة الإسلامية. ضريح محمد محاصر أيضاً في بلد ويجب فتح هذا الطريق في أسرع وقت ممكن. عندما أصر الحاج قاسم على فتح هذا الطريق، لم يستطع أحد أن يقول "لا". وتابع: بمجرد أن رأينا الحاج سليماني يدخل الطريق شخصياً بسيارة همر، الطرق التي هاجمها تنظيم داعش من جميع الجهات، بما في ذلك البساتين والأراضي الزراعية المحيطة بها. شعرنا جميعاً بالرعب، وقد دفعتنا شجاعة الحاج قاسم إلى فتح حوالي ثلاثين إلى أربعين كيلومتراً من هذا الطريق. كان القتال شديداً لدرجة أنّ الطريق ظل تحت تصرف قواتنا لمدة ساعتين وتحت سيطرة قوات العدو لمدة ساعتين. هناك كانت لدينا سلسلة من العمليات كل يوم من الصباح إلى المساء حتى وصلنا أخيراً إلى سامراء وتم تسليم الطريق بالكامل لقواتنا.

ثم أشار السيد زمرديان إلى عملية عزيز بلد، وهي منطقة وهابية في ضواحي بلد. وقال إنه في عملية عزيز بلد استشهد حوالي سبعمائة شيعي من بلد وكانوا يعتزمون تدمير ضريح  محمد الذي تم تطهيره بالكامل حول سامراء بأمر من الحاج قاسم وعملية عزيز بلد. كما تحدث عن أوامر الجنرال سليماني بتحرير "تكريت" و"ممكيشفة" وكيفية تحرير المنطقتين. وأشار راوي البرنامج كذلك إلى قاعدة سبايكر الجوية [1] والمذبحة التي وقعت في القاعدة من قبل قوات تنظيم داعش، وقال: في ذلك الحادث، تم ذبح 1700 طالب شيعي غير مسلح وإلقائهم في النهر. وقال: هذا جزء من جرائم داعش التي أذلها الشهيد سليماني.

وتابع زمرديان حديثه قائلاً: كان من أحلامي توجيه ضربة قاتلة للمنافقين. ثم ذكر ملاحظاته عن معسكر أشرف [2] ووصف الثكنات وقال: كان معسكر أشرف ثكنة تبلغ مساحتها نحو 20 كيلومتراً في 20 كيلومتراً حاولت منظمة المجاهدين تسمية أماكنها وساحاتها وشوارعها بناءً على التسميات الموجودة في طهران. ثم أبدى ملاحظاته عن قصر رجوي والمجمع المضاد للتفجيرات تحت الأرض الذي تم بناؤه وقال: في ذلك المجمع، كان من الممكن لآلاف القوات العيش مع جميع المرافق والإمكانيات اللازمة. وشكر الله  قائلاً: أنه بفضل دماء الشهداء الذين دافعوا عن الحرم ، ازدادت قوة الشيعة لدرجة أنّ المنافقين لم يتمكنوا من فعل أي شيء بالرغم من إمتلاكهم كل هذه الإمكانيات الهائلة. وروى الراوي ذكرى انفجار جسر في العراق خلال شهر رمضان، حيث كان قرابة 350 جندياً يقاتلون تنظيم داعش. قال زمرديان إنه في بداية عملي ذهبت إلى المكان لأتفقد الوضع والتقطت بعض الصور، وعندما عدت، عاتبني الحاج قاسم، الذي أخبرني أنه لا توجد فرصة للتحقق وأنه يجب تدمير الجسر. ثم وصف كيف انفجر الجسر في اليوم التالي وقال: "بعد هذه العملية، كنت قد عدت لتوي إلى مكان إسراحتي عندما استدعاني الحاج قاسم وبعد أن عانقني أخبرني عن الهدوء والطمأنينة التي وجدها بذلك.

وفي ختام كلمته شكر زمرديان كل من يحفظ ذكرى شهداء الدفاع المقدس والشهداء الذين دافعوا عن الحرم ومدافعو الصحة وكذلك ذكرى الشهيد الحاج قاسم سليماني.

-----------------------------------

[1] تم تغيير اسم قاعدة مجد التميمي الجوية، التي كانت تعرف سابقاً باسم مطار الصحراء بعد التواجد العسكري الأمريكي، إلى قاعدة سبايكر الجوية، وهو أحد المطارات العسكرية العراقية ويقع بالقرب من مدينة تكريت شمال العراق.

[2] معسكر أشرف، أو قاعدة أشرف، كان معسكراً أقامته منظمة مجاهدي خلق الإيرانية  على بعد 80 كيلومتراً من الحدود الإيرانية في محافظة ديالة العراقية.

النصّ الفارسي



 
عدد الزوار: 2296



http://oral-history.ir/?page=post&id=9684