إنتصار الإيمان ـ 17

شهره أبري
محسن مطلق
ترجمة: هادي سالمي

2021-01-10


 

27 يوليو 1987م

بسم الله الرحمن الرحيم

لقد تمّ نقلي إلى قاعدة "سوته". تقع قاعدة سوته في بداية محور سنته ـ بسطام. تعدّ هذه القاعدة من أهم قواعد المحاور وأكثرها تجهيزاً وتحتوي على أفضل وأرقى القوى المحورية فيها.

سألت الإخوة عن الأحداث والاشتباكات في القاعدة. قبل أيام قليلة، لقد أحترق اثنان من الإخوة في المخبز وهم أحياء في حريق إندلع. كان أحد الإخوة يقول:

ـ كانت الساعة حوالي الساعة 11 ليلاً عندما رأينا اشتعال النيران في خندق المخبز. كان مدخل الخندق صغيراً وضيقاً للغاية ومغطى بلهيب النيران المشتعلة. بعد مجهود كبير، تمكنا من إطفاء الحريق والدخول إلى الخندق لانتشال جثث الإخوة المحترقة. في تلك الليلة الثلجية شديدة البرودة، طلبنا سيارة إسعاف من الكتيبة وتوجهنا إلى سقز بجثث نصف محترقة. ومع ذلك، كان من الممكن أن نتعرض لكمين في أي لحظة، لكننا توكلنا على الله وأخذنا الإخوة إلى المستشفى. لم تثمر جهودنا، بل احترقوا وهم أحياء في النار والتحقوا بالرفيق الأعلي.

هناك حادث مهم آخر وهو سقوط احدي القواعد. قاعدة "دكاكا" حيث تنقسم هذه القاعدة إلى جزأين: قاعدة دكاكا العليا وقاعدة دكاكا السفلى. تقع هذه القاعدة على قمة جبل يمكن رؤيتها بوضوح من قاعدة سوتي. كان أحد الأخوة يشرح هذا الحدث قائلاً:

ـ تمت الإطاحة بقاعدة دكاكا العليا من قبل أعداء الثورة بسبب خيانة قائدها. قطعت هذه القوات المناوئة للثورة رأس معظم الأشخاص المتواجدين في القاعدة ثم هاجمت قاعدة دكاكا السفلى. لم يكن هناك سوى 7 جنود في القاعدة في تلك الليلة. قاومت هذه القوات السبعة المضحية بالنفس عشرات من أعداء الثورة بصرامة وصمود حتى الصباح، ودافعت عن كل أجزاء القاعدة بكل شجاعة وبسالة.

السلام على شرف وحماسة الرجال الشجعان الذين وقفوا لآخر نفس حفاظاً على علم الإسلام والذود عن حياض الوطن وسقطوا على الأرض ينزفون دماً...

وأنا الآن أكتب هذه السطور والدموع في عيني تحت ضوء الفانوس. يا إلهي، غامرنا وجازفنا بحياتنا وأملنا بك كبيراً. أنت من يجدنا ويساعدنا. يا الهي ماذا يريد من أنت ربه وما هو هاجسه حينها؟ وإذا أهملك، ستشمله نعمك وألطافك اللامتناهية، ماذا يمكن أن أفعله؟ الخطأ. ماذا نريد من الله عزوجل؟ المغفرة.

يا ستارالعيوب، يا غفّار، يا حنّان، يا منان ويا منان ويا ذوالجلال والاكرام.

6 يوليو 1987م

إلهي أنت من يقضي حاجاتنا

أنت القاضي وكافي المهمات

متي سأفصح عن سري لك

لأنك تعلم بخفايا الكون كله

ماذا أقول؟ وأنت عالم بكل شيء؟ حيث تعلم بما لايقال وتقرأ ما لم يكتب. ماذا أقول وأنت تعرف عن حالنا ما لم نعرفه، ماذا أقول؟ حيث أنّ وجهي المهموم يعكس كل الآلام التي أخفيها بداخلي.

ينظرون إلي الخارج ويقولون ماء وطين. لايعرفون أنه في داخلي بركان يشتعل. إلي أين أهرب؟ حيث لا مفر من حكومتك. إلي أين ألجأ؟ حيث لا ملاذ دون ملاذك علي الإطلاق.

هناك هواجس كثيرة تشغل بالي، وذكرك هو الوحيد الذي يطمئن هذا القلب الجريح.

«ألا بذكرالله تطمئن‌القلوب»

قاعدة سوتة للعمليات

8 يوليو 1987م

إنه منتصف الليل. أضاء القمر المكان كله. الليل يوم مجيد. يسمع صوت عبور النهر من الأسفل. جبال وطريق صاف وانعكاس القمر في نهر صاف ....

الآن هو وقت الدعاء..

تلقيت رسالة من المنزل يوم أمس. مكتوب أنّ والدي مرض وطريح الفراش. أخي أيضاً في الجنوب. أعلم أنه لا يمكن لأحد القيام بواجب والدي. لا أستطيع أن أفعل أي شيء. أرفع يدي وأقول: «امّن يجيب المضطر اذا دعا و يكشف‌ السوء»

21 يوليو 1987م

 بسم الله الرحمن الرحيم

إلهي، لاترضاها أن أخجل من ملامة عبادك. إلهي،لاتسلط علينا من لايرحمنا. بالرغم من أنني أعلم لم أطيعك حق إطاعتك. وأعرف كرمك جيداً... كما أعلم أنك لم تعاقب مسكين مستكين..

إلهي، حتي ولو عصيتك، وبالرغم أن أكون تراباً بدلاً من النار، أعرف: أنه لايمكن الفرار من حكومتك.

أحيانًا أحترق في النار التي أشعلها وأسأل نفسي، ألست أنا من يتجنب النار الأبدية؟ هل أضع "نفسي" بدلاً من "الله"؟ وفي هذه الحالة تتنهد الآهات من جسدي وتذرف الدموع. لكني ما زلت لا أتذكر أن أبكي بقدر ما أريد. واحسرتاه، أحياناً أكون مشغولاً لدرجة أنني أدفع ثمن الآخرين. الويل لي لأني في دوامة الجهل، وأنه في كل مرة أمشي فيها، أغوص أعمق. أين حبل الحب؟ أين هي العناية الغيبية؟ من لدي عبدك غيرك حتي يلجأ إليه؟

مناوبة المراقبة، الساعة 5 عصراً قاعدة سوته.

النصّ الفارسي



 
عدد الزوار: 2337



http://oral-history.ir/?page=post&id=9685