ليالي الذكريات في نسختها العشرين بعد الثلاثمئة ـ 2

إقتدار الجنرال سليماني بالرغم من شعبيته الكبيرة

إعداد: موقع تاريخ إيران الشفوي
ترجمة: حسن حيدري

2021-01-16


 

أقيم برنامج ليالي الذكريات في نسختها العشرين بعد الثلاثمئة عبر الإنترنت على موقع أبارات يوم 24 ديسمبر 2020م.  يروي "مهدي زمرديان" و"دكتور محمد فني" ذكرياتهما عن النضال إلي جانب الشهيد الجنرال الحاج قاسم سليماني.  وقدّم الفعالية داود صالحي.

الضيف الثاني في برنامج  ليالي الذكرىات كان الدكتور محمد فني، وهو صديق وقريب ورفيق الشهيد الحاج قاسم سليماني. بدأ الدكتور فني حديثه بكيفية التعرف على مقاتلي فيلق القدس ومنهم الجنرال سليماني عام 2008. قال: في ذلك العام ، قام الدكتور رمضان عبد الله [1] برحلة إلى إيران وطلب مني فيلق القدس زيارته بسبب آلام في قدميه. عندما ذهبت لزيارته، رأيت الحاج قاسم موجود وعرّفني أصدقائي عليه. عندما علم الجنرال سليماني أنني ابن عم الشهيد صدر الله فني أحد مؤسسي فيلق القدس ومعسكر رمضان، عانقني مرة أخرى وسألني عن عائلة هذا الشهيد العظيم. عندما رأيت الحاج قاسم أدركت أنّ لديه الكثير من التشابه من حيث الشخصية والعظمة مع الشهيد فني.

وتابع حديثه بالتذكير بذكرياته مع الشهيد سليماني أثناء فحصه وقال: خلال عملية تحرير مدينة البوكمال [2] في سوريا، طُلب مني أن أتواجد إلى جانب الجنرال سليماني. كان هناك غبار كثيف في تلك المنطقة وأصيب بضيق في التنفس بسبب الإصابة الكيماوية للجنرال سليماني التي يعاني منها. وصلت أخيراً أنا وعدد قليل، إلى جانب سيارة إسعاف كانت مجهزة للحالات الحرجة والخاصة للشهيد سليماني، إلى ذلك المكان على عدة مراحل بسبب الضياع في المنطقة والذي استغرق حوالي 8 ساعات. قال الدكتور فني: كان سكن الحاج قاسم في بوكمال هو نفس المنزل الذي كتب فيه خطاباً إلى مالك ذلك المنزل وطلب منه الإذن، وبإعطاء رقم منزله في إيران، طلب منه أن يكون راضياً عنه وفي نفس الوقت إذا تضرر المنزل، فاليتصل به للتعويض.

وتابع الدكتورفني: عندما دخلت المنزل رأيت قائد فيلق حزب الله وأحد قواتهم، الذين كنت أعرفهم من قبل، جالسين على سرير الحاج قاسم. كان الحاج قاسم ممدداً أيضاً على الأرض واضعا رأسه بين يديه، كان هناك ثلاثة لاسلكيات على صدره. بعد أن أخذت نبض القائد قلت له: الحمد لله أنت بخير الآن، ولكن بما أنك عانيت من ضيق في التنفس مرتين اليوم وهذا أمر خطير، يرجى الرجوع إلي الخلف. لم يقبل الجنرال سليماني نصيحتي وقال لي إنّ هذا غير ممكن وأنه ينبغي عليّ أن أتابع شخصياً الأمور المتعلقة بالعملية.

وأشار راوي البرنامج كذلك إلى الشعبية التي حظي بها الشهيد سليماني، وقال: كان من دواعي فخر وسرور القوات الإيرانية والعراقية والباكستانية والفاطميون التقاط صورة تذكارية مع الحاج قاسم، كما أعرب عن قلقه على حياة السردار سليماني. وقال: إنّ العدو قد تسلل إلى داخل قوات الحاج قاسم، ولكن بشجاعة الشهيد سليماني لم يجرؤ على التسرع في التحرك. ثم أشار الدكتور فني إلى علاج جلال طالباني بعد إصابته بسكتة دماغية وقال: كان الحاج قاسم قادراً جداً لدرجة أنه شكل في أقل من ساعة أو ساعتين فريقاً من النخب الطبية الإيرانية لرعاية حالة طالباني الجسدية.

وتابع الدكتور فني حديثه مشيراً إلى مفاخر سردار سليماني قائلاً: الحاج قاسم لم يكن يرتدي الزي العسكري في الساحة قبل عملية حلب. لأنه لم يعتبر حتى قوات داعش جديرة بهذه القضية على الإطلاق. وأضاف: عدد شهداء قائدنا في سوريا بلغ عدة أضعاف عدد شهداء قائدنا في حرب الثماني سنوات المفروضة علينا من قبل العراق. ذات يوم في حلب، أخبرتُ الجنرال سليماني: هؤلاء القادة الذين بجانبك  ليعودوا إلى خلف الجبهة، لأنهم جميعاً قدامى الحرب ومعوقين. فأجابني: إذا كان عليهم العودة، فلا بد أن أفعل الشيء نفسه، وبالتالي لا يمكن القيام بذلك.

وتابع الراوي قائلاً: أعلن الجنرال سليماني بعد استشهاد الشهيد حججي أنّ أمر داعش سينتهى في ثلاثة أشهر وتقدمت القوات أربعمائة كيلومتر في تلك العملية بعون الله. ثم أشار إلى مدار الأمريكيين بزاوية 50 درجة في سوريا وقال: عندما أرادت قواتنا التجول في المنطقة التي أعلنت الولايات المتحدة أنها ستهاجم أي كائن حي يدخل فيها، قاموا بتغيير إطارات سياراتهم مرتين أو ثلاث مرات. لأنها كانت مليئة بالحجارة الحادة. كما نفذت قواتنا عمليات في المنطقة ودمرت آخر قاعدة داعش في البوكمال.

وتابع الدكتور فني حديثه: بعد وفاة والدة الجنرال سليماني، أصبح أكثر تعلقاً بوالده. عندما كان في عملية البوكمال، تم إبلاغه بوفاة والده، وجاء الحاج قاسم إلى إيران ليوم واحد فقط لحضور جنازة والده وعاد إلى المنطقة بسرعة. عندما طُلب منه أن يستريح في إيران ليوم آخر وتأجيل العملية، رفض وأصرّ على ضرورة تنفيذ العملية في الوقت المحدد. من ناحية أخرى ، كان الشرط الأول لسردار سليماني لتنفيذ عمليات في سوريا هو عدم قتل المدنيين. حتى عندما كانوا خلف أبواب مدينة البوكمال، أمر بوقف العملية وأعلن في عبر منشورات أنّ أي شخص ليس من داعش سيضع علماً أبيض على باب منزله الأمامي إذ لو دخلت قواتنا المدينة لا تشتبك معهم. كان الجميع يعلم أنّ البوكمال هي المكان الذي أرسل فيه قادة داعش عائلاتهم إلى بر الأمان، لكن هذا الرجل العظيم رفض قتل الناس العاديين.

وأشار الراوي في نهاية حديثه إلى أنّ الجنرال سليماني لم يقبل مناصب عسكرية وقال: لم يسعَ قط إلى منصب واكتفى بالقول إنه جندياً و سيبقى جنديً. قال الدكتور فني: لطالما قلت لقوات الحاج قاسم إنكم سعداء لأنكم تعملون تحت إمرته، وتقضون وقتكم وشبابكم في سبيل الله، وتأكدوا من أعان الله، أعانه الله.

--------------------------------------

[1] رمضان عبد الله شلح هو أحد مؤسسي حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، وكان أمينها العام من 1995 إلى 2018.  وفي في 7 يونيو 2020 في دمشق بعد معاناته من مرض شديد.

[2] أبو كمال أو البوكمال هي مدينة في محافظة دير الزور على طول نهر الفرات في سوريا، على الحدود مع العراق.

النصّ الفارسي



 
عدد الزوار: 2504



http://oral-history.ir/?page=post&id=9707