مهران مدينة المرايا ـ 15

خسرو محسني
ترجمة: حسن حيدري

2022-1-27


ذهبت إلى قمة الساتر. جلسنا سوية وشغلنا الراديو الذي حصل عليه حاتم من ضمن الغنائم. بدأنا نأكل مع الإستماع إلي مسيرة العملية التي كان الراديو يبثها. لم نكمل أكل الطعام بعد عندما لفتت انتباهي دورية بيضاء بخط أخضر. لأنها خرجت من القاعدة الصاروخية وأتت نحونا بسرعة. خمنت أنه يجب أن يكون عراقياً. التقطت الكاميرا وتابعت السيارة بالكاميرا. عندما وصلت إلى 100 متر أدركت أنهم عراقيون. عندما وصلوا إلى مسافة 50 متراً، أدركوا أننا إيرانيون. على الفور استداروا وتحركوا بسرعة نحو قاعدة الصواريخ. أبلغت الشباب أدناه لاسلكياً بإيقاف الدورية. ركض الشباب إلى الدورية. لكن الدورية مرت عليهم من مسافة 100 متر. طلبت منهم عدم إطلاق النار علي مَن في السيارة. أنا نفسي - مع حاتم - ركضنا نحوهم. توقفت الدورية بإطلاق النار من قبل مقاتلينا. نزل أربعة أشخاص وبدأوا في الجري وشقوا طريقهم إلى ساتر الدبابة. قلت لشباب ألا يطلقوا النار. مع حاتم وصلت إلى الدورية. قمت بإيقافها ووضعت المفتاح في جيبي. استسلموا العراقيون. كان داخل السيارة لاسلكي، وبندقيتين ومسدس. كانت الدورية جميلة للغاية ونظيفة. لا أدري لماذا لم يموّه العراقيون السيارة. سلمت السجناء الأربعة إلى حاتم والشباب. فتحت السيارة وأحضرتها إلى الساتر، وأبلغت قائد الفرقة بالحادث. جاء شباب المخابرات وأخذوا الأسرى. ولأنّ لون الدورية كان أبيض، طلبت من حاتم أن يموهها بالطين.

ـ سيكون العدو سبب خير بمشيئة الله تعالي.

قلت: وكأنما العراقيون يعلمون أنّ وحدتنا تفتقر لوجود سيارة.

هذه السيارة الجميلة كانت هدية من إخواننا المرتزقة.

كانت الساعة الثالثة بعد الظهر عندما أعلن الشباب أنّ حالة منغلي الصحية ليست على ما يرام. ذهبت إليه. كان يعاني من الحمى. كان ينزف من الجرح في ساقه الذي أصيب برصاصة. حمله الشباب وأخذوه إلى الإسعاف. أخذته إلى غرفة الطوارئ ومن هناك أحضرت بعض صناديق الذخيرة للمقاتلين. شيئاً فشيئاً، كانت الشمس تعطي نورها لظلام الليل. في قاعدة الصواريخ العراقية شوهد عدد كبير من القوات يتجه نحونا تحت نيران كثيفة من الكاتيوشا صغيرة تابعة للفرقة.

في البداية اعتقدت أنهم من قواتنا. لكن عندما اتصلت بقائد الفرقة، اكتشفت أنهم عراقيون. غادروا قاعدة الصواريخ.  أعددت الوحدة على الفور وقلت:

العراقيون يعتزمون الهجوم. يأتون إلينا من الأسفل. من الساعة الرابعة مساءً لم تأت الطائرات إلينا وكان هذا مريباً. بعيون مفتوحة، تابعت تحرك العراقيين عن كثب قدر الإمكان. مع حلول الظلام، اختبأ العراقيون. لم أكن أعرف ماذا يقصدون. ربما يريدون أن يحاصروننا. لأنهم إذا هاجموا واستولوا على ساترنا، فيمكنهم بسهولة منع قاعدة الصواريخ من السقوط والتواصل مع ما تبقي من قواتهم في الخلف.

في ذلك الساتر، لم يكن هناك سوى 25 فرداً منّا ضد كل تلك القوات العراقية. كنت قلقاً جداً. اتصلت بقائد الفرقة وطلبت المساعدة. قال: لا تقلق! دعونا نرى ماذا يريد العراقيون أن يفعلوا. إنهم محاصرون من جميع الجهات.

يُتبع...

النصّ الفارسي



 
عدد الزوار: 1559


التعليقات

 
الاسم:
البريد الإلكتروني:
التعليق:
 
نبذة من مذكرات ايران ترابي

تجهيز مستشفى سوسنگرد

وصلنا إلى سوسنگرد قُبَيل الظهر. كان اليوم الثالث عشر من تشرين الأول عام 1980. لم يكن أمرها مختلفًا عن أهواز بل كانت أمرّ حالًا منها. كان قد غمرها التراب والدمار. وقد خلت من أهلها إلا ما ندر. كما أعلنت منظمّة الهلال الأحمر في أهواز، كانت لا تزال المدينة في متناول قصف العدو، ولم يأمن جانب منها من وطء القذائف والقنابل. لقد أوصلنا أنفسنا إلى مستشفى المدينة بسرعة. ما زال بابها ولوحتها سالمَين. تتقدّم المستشفى ساحة كبيرة قد حُرِث جانب منها. كأنها قد هُيّئت قبل الحرب لزرع الفسائل والزهور.

التاريخ الشفهي للدفاع المقدس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي

الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان)
لقد صدر عن حرس الثورة الإسلامية ومركز الوثائق والدراسات للدفاع المقدّس في عام 1401 ه.ش. كتابُ التاريخ الشفهي للدفاع المقدّس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي، تحت عنوان الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان) وبجهود يحيى نيازي. تصميم الغلاف يحاكي مجموعة الروايات التاريخية الشفهية للدفاع المقدس الصادرة عن هذا المركز. إذ قد اختار هذا المركز تصميمًا موحّدًا لأغلفة جميع كتب التاريخ الشفهي للدفاع المقدس مع تغيير في اللون، ليعين القارئ على أن يجدها ويختارها.
أربعون ذكرى من ساعة أسر المجاهدين الإيرانيّين

صيفُ عامِ 1990

صدر كتاب صيف عام 1990، بقلم مرتضى سرهنگي من دار سورة للنشر في سنة 1401ش. وبـ 1250 نسخة وبسعر 94 ألف تومان في 324 صفحة. لون غلاف الكتاب يحاكي لون لباس المجاهدين، ولون عنوان الكتاب يوحي إلى صفار الصيف. لُصِقت إلى جانب عنوان الكتاب صورة قديمة مطوية من جانب ومخروقة من جانب آخر وهي صورة مقاتلَين يسيران في طريق، أحدهما مسلّح يمشي خلف الآخر، والآخر يمشي أمامه رافعًا يديه مستسلمًا.
الدكتور أبو الفضل حسن آبادي

أطروحات وبرامج التاريخ الشفوي في "آستان القدس الرضوي"

أشار رئيس مركز الوثائق والمطبوعات لآستان قدس الرضوي، إلى أطروحات "تاريخ الوقف والنذور الشفهي" و"تاريخ القراءات القديمة في الحرم الشفوية" وعلى أنها أحدث المشاريع للمركز وقال: "إنّ تسجيل تاريخ الموقوفات لآستان قدس الرضوي الشفوي في عدّة مدن، هو مشروع طويل المدة. وتأسس مؤخرا قسم الدراسات للقراءت في مركز الوثائق وهو ضمن مجموعة مركز الدراسات". وفي حواره مع موقوع التاريخ الشفوي الإيراني قال الدكتور أبو الفضل حسن آبادي، شارحا برامج المركز:
مكتبة الذكريات

"أدعو لي كي لا أنقص"،"في فخّ الكوملة" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة"

سوف تتعرفون في هذا النص، على ثلاثة كتب صدرت عن محافظتين في إيران: " أدعو لي كي لا أنقص: الشهيد عباس نجفي برواية زوجته وآخرين" من المحافظة المركزية وأيضاً كتابي "في فخّ الكوملة: ذكريات محمد أمين غفار بور الشفهية" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة" وهي ذكريات أمين علي بور الشفهية" من محافظة كيلان. إثنان من المعلّمين ألّفـت السيدة مريم طالبي كتاب "أدعو لي كي لا أنقص". يحتوي الكتاب علي 272 صفحة وثلاثة عشر فصل، حيث تم إنتاجه في مكتب الثقافة