مهران، مدينة المرايا ـ 17

خسرو محسني
ترجمة: حسين حيدري

2022-2-3


في قاعدة الصواريخ، لم يكن هناك مكان لكثرة ضحايا العراقيين. تم جمع حوالي 100 أسير في زاوية الساتر. كان الشباب يمشطون المكان. واشتعلت النيران في عدد من الدبابات والمركبات وحصلنا علي عدة سيارات وثماني دبابات سليمة. كانت القوات العراقية الفارة كلها في المستنقع. أخرجهم الشباب من المستنقع وأخذوهم إلى الأسر. في زاوية من الساتر، اصطفت جثث الشهداء الطاهرة.

عند رؤية جثث الشهداء، تدفقت دموعنا بصمت علي فقدانهم. كما تم الحصول علي أربعة دوشكات من العراقيين وطلبت من مقر وحدة الدوشكا قوة تتمركز في قاعدة الصواريخ وطلبت منهم عدم اصطحاب الدوشكا معهم. لأنّ في القاعدة الكثير منها مع ذخيرتها. كانت الساعة التاسعة صباحاً عندما وصل شباب الوحدة إلى القاعدة الصاروخية. لقد وضعتهم خلف الدوشكا التي حصلنا عليها من ضمن غنائم الحرب.

في تمام الساعة العاشرة صباحاً، تم تطهير القاعدة الصاروخية بالكامل، كما اجتازت الفرق العاملة الأخرى مدينة الفاو، وتقدمت على طريق الفاو- البصرة من جهة وعلى طريق أم القصر من جهة أخرى. في الساعة 11، سرنا بكتيبة من القوات مع جاله وقائد الفرقة الشجاع إلى برج الرادار العراقي المهم ومنشآته. مع دخولنا السد والرادار المهمين للعراق، وصل مقاتلو فيلق علي بن أبي طالب (عليه السلام) إلي هناك أيضاً. كان الساتر خالياً من القوات العراقية. لكن كل الرادارات المتمركزة عليها ظلت سليمة. أعدناها وتمركزت قوة هناك. كل خنادق العراقيين مكهربة ولم تحرم من بركات التليفزيون والثلاجة. داخل الخنادق كانت هناك أرائك وثلاجات مليئة بالكحول. كانت راداراته لا تزال تعمل.

كانت الساعة الثانية بعد الظهر عندما عدت إلى شباب الوحدة. قالوا حتى الآن، كانت الطائرات تقصف حوالي 10 مرات، تحطمت أربع منها في الفاو. كما استهدفوا ساترنا. لكنهم لم يستطيعوا فعل أي شيء. جلست على الساتر. شكرت الله أنّ العملية سارت على ما يرام وتمكنا من تحقيق هدفنا. كانت هذه هي الأشياء التي أفكر فيها عندما نمت من الإرهاق على الساتر. لم أستيقظ إلا بعد بضع دقائق على هدير الطائرات وانفجار القنابل. جلست بسرعة خلف المدفع المضاد للطائرات وأطلقت النار على الطائرات. وقصفت الطائرات المنطقة بشدة. انفجرت بضع قنابل بالقرب من ساترنا. كان شخص ما على الطريق قادماً نحونا. انفجرت قنبلة بالقرب منه. نهض بسرعة. تحطمت طائرة بنيراننا المضادة للطائرات وسقطت في البستان أمامنا، لكن طيارها، الذي وجد الوضع خطيرا للغاية، قفز بمظلة. وهربت الطائرات بنيران دفاعية كثيفة. مَن جاء نحونا أثناء القصف لم ينهض من الأرض. اعتقدت أنه مصاب. لقد أرسلت له مقاتلين. عندما وصل الشباب إليه، نهض وجاء. لقد فوجئت برؤيته.

يتبع...

النصّ الفارسي



 
عدد الزوار: 1610


التعليقات

 
الاسم:
البريد الإلكتروني:
التعليق:
 
نبذة من مذكرات ايران ترابي

تجهيز مستشفى سوسنگرد

وصلنا إلى سوسنگرد قُبَيل الظهر. كان اليوم الثالث عشر من تشرين الأول عام 1980. لم يكن أمرها مختلفًا عن أهواز بل كانت أمرّ حالًا منها. كان قد غمرها التراب والدمار. وقد خلت من أهلها إلا ما ندر. كما أعلنت منظمّة الهلال الأحمر في أهواز، كانت لا تزال المدينة في متناول قصف العدو، ولم يأمن جانب منها من وطء القذائف والقنابل. لقد أوصلنا أنفسنا إلى مستشفى المدينة بسرعة. ما زال بابها ولوحتها سالمَين. تتقدّم المستشفى ساحة كبيرة قد حُرِث جانب منها. كأنها قد هُيّئت قبل الحرب لزرع الفسائل والزهور.

التاريخ الشفهي للدفاع المقدس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي

الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان)
لقد صدر عن حرس الثورة الإسلامية ومركز الوثائق والدراسات للدفاع المقدّس في عام 1401 ه.ش. كتابُ التاريخ الشفهي للدفاع المقدّس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي، تحت عنوان الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان) وبجهود يحيى نيازي. تصميم الغلاف يحاكي مجموعة الروايات التاريخية الشفهية للدفاع المقدس الصادرة عن هذا المركز. إذ قد اختار هذا المركز تصميمًا موحّدًا لأغلفة جميع كتب التاريخ الشفهي للدفاع المقدس مع تغيير في اللون، ليعين القارئ على أن يجدها ويختارها.
أربعون ذكرى من ساعة أسر المجاهدين الإيرانيّين

صيفُ عامِ 1990

صدر كتاب صيف عام 1990، بقلم مرتضى سرهنگي من دار سورة للنشر في سنة 1401ش. وبـ 1250 نسخة وبسعر 94 ألف تومان في 324 صفحة. لون غلاف الكتاب يحاكي لون لباس المجاهدين، ولون عنوان الكتاب يوحي إلى صفار الصيف. لُصِقت إلى جانب عنوان الكتاب صورة قديمة مطوية من جانب ومخروقة من جانب آخر وهي صورة مقاتلَين يسيران في طريق، أحدهما مسلّح يمشي خلف الآخر، والآخر يمشي أمامه رافعًا يديه مستسلمًا.
الدكتور أبو الفضل حسن آبادي

أطروحات وبرامج التاريخ الشفوي في "آستان القدس الرضوي"

أشار رئيس مركز الوثائق والمطبوعات لآستان قدس الرضوي، إلى أطروحات "تاريخ الوقف والنذور الشفهي" و"تاريخ القراءات القديمة في الحرم الشفوية" وعلى أنها أحدث المشاريع للمركز وقال: "إنّ تسجيل تاريخ الموقوفات لآستان قدس الرضوي الشفوي في عدّة مدن، هو مشروع طويل المدة. وتأسس مؤخرا قسم الدراسات للقراءت في مركز الوثائق وهو ضمن مجموعة مركز الدراسات". وفي حواره مع موقوع التاريخ الشفوي الإيراني قال الدكتور أبو الفضل حسن آبادي، شارحا برامج المركز:
مكتبة الذكريات

"أدعو لي كي لا أنقص"،"في فخّ الكوملة" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة"

سوف تتعرفون في هذا النص، على ثلاثة كتب صدرت عن محافظتين في إيران: " أدعو لي كي لا أنقص: الشهيد عباس نجفي برواية زوجته وآخرين" من المحافظة المركزية وأيضاً كتابي "في فخّ الكوملة: ذكريات محمد أمين غفار بور الشفهية" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة" وهي ذكريات أمين علي بور الشفهية" من محافظة كيلان. إثنان من المعلّمين ألّفـت السيدة مريم طالبي كتاب "أدعو لي كي لا أنقص". يحتوي الكتاب علي 272 صفحة وثلاثة عشر فصل، حيث تم إنتاجه في مكتب الثقافة