التاريخ الشفوي للإغتيال في إيران

الدكتور أبو الفضل حسن آبادي
ترجمة: أحمد حيدري مجد

2015-11-21


من القضايا المهمة بعد انتصار الثورة الإسلامية التي انشغلت بها الجمهورية الإسلامية ، من الناحية السياسية و الإجتماعية و الثقافية داخليا و خارجيا، هي عمليات الاغتيال. خلفت أعمال الاغتيالات 17 ألف شهيدا و جريحا و استمراره بأبعاد مختلفة يدل على أهمية التطرق لهذا الموضوع. يولد الإغتيال مشاكل لدولة في الطبقات الاجتماعية منها عوائل الضحايا و الشعب و المؤسسات المدنية و الحكومية و ميزان الخسارة في كل واحدة منها يحتاج الى توثيق صحيح و أرشفة المعلومات. توثيق حركات الإغتيال في الماضي، فضح وجوه الجماعات الإرهابية و نتائج أعمالهم، كانت من ضمن اهتمامات بعض المراكز في إيران في العقود الثلاث الأخيرة.

بحث دراسات الاغتيال في العالم تدل على اهتمام الدول عبر استخدام التاريخ الشفوي في التوثيق و الأرشفة و تقديمها للرأي العام و الخاص.  مثالا على ذلك في أوكرانيا إهتموا بقضة الاغتيال بأبعاده المختلفة و أدخل التاريخ الشفهوي ضمنها. في موقع عنون بأرض الإغتيال، ضمّ عمليات الاغتيال في الفترة الراهنة و حوارات تتعلق بها. في كوبا نوقشت آثار العقوبات طويلة الأمد على بعض الأقسام الحساسة في المجتمع عن طريق التاريخ الشفوي و يحسب الموضوع ضمن الارهاب العالمي ضد المجتمع الكوبي. إضافة الى المراكز، دخلت المتاحف ضمن حقل التاريخ الشفوي بالتسعينات. يمكن للمتاحف أن تكون مكانا جيدا لاظهار الاحاسيس و الهواجس و تقديمها عبر تركيبة التاريخ الشفوي.

تعد ذكريات الاغتيال من ضمن الذكريات الصعبة في التاريخ الشفوي إذ هو مركب من الخوف و القلق و التألم أو حتى الإحباط و توثيقه عبر التاريخ الشفوي يمكنه أن يكون أرضية لفهم القراءات التاريخية. السعي لربط الذاكرة مع الجروح و الألم يتيح للناس الحديث عما يعلموه أو يعتقدوه أو التجارب المؤلمة التي نسوها أو لم يكن هناك مجال لقولها. و نظرا الى أهمية تصاعد التواصل الدولي و أهمية ( اللغة الموحدة)  في داخل البلاد و خارجها يمكن للتاريخ الشفوي أن يحدث تغييرا كبيرا في هذا الحقل. و ليكون مؤثرا للعمل في اطروحات التاريخ الشفوي للإغتيال يجب الاهتمام بماهية الأرشيف و مستخدمه،الاستخدام القصير و البعيد، و تحديد الأهداف الأولية و النهائية. و كذلك يجب مراعاة المعايير الدولية لاتاحة التبادل الثقافي و انتقال المعلومة للمتلقلي خارج البلاد. إضافة الى ذلك يحتاج أرشيف مصادر التاريخ الشفوي للاغتيال و الوصول له بسهولة الى تنظيم يمكنه التأثير على مستويات عدة.

قراءة تاريخ الثورة الإسلامية يدل أن إغتيال الشخصيات بل و المجموعات في الأبعاد العسكرية و السياسية و الثقافية قد رافقه. رافق اغتيال الشخصيات و الناس البسطاء أضرارا لا يمكن تلافيها و آثارا سلبية طويلة المدى و مثالها البارز يمكننا تقصيه في حدث شهادة بهشتي و رجائي و باهنر . في العقد الأخير رأينا عمليات اغتيال علماء الطاقة النووية و تحركات المجموعات المعارضة في الحدود و الأهم من ذلك العقوبات و يمكننا أن نطلق عليها محاولة اغتيال شخصية الشعب الايراني، و هي كلها يمكن أن تكون مادة للبحث.

البحث في مركزين أساسين يعنيان بدراسات الاغتيال تدل على أن أكثر ما جاء جزئي أو اعلامي. كلا المركزان غير حكوميين، و من الناحية اخياراتهما و اتخاذ القرارات ماليا و اقتصاديا و فنيا لا يمكنهما الاعتناء بكل الجوانب. و يدل الاعتناء بالاعلان في اطار اقامة المؤتمرات مثل " ضحايا الاغتيال من النساء في مدينة مشهد" ، طباعة الكتب و تقديم شهادات تقدير و التحليلات كلها تدل على توثيق و اعلان كلا المؤسستين. العمل الأعظم يأتي تحت قسم ماضي بحثي حيث حوارات متاحة مع عوائل الضحايا حسب معرفتهم و قدرة الوصول اليهم و سياسة المركزين و يغلب عليها كلها طابع التاريخ الشفوي.

من أهم استخدامات التاريخ الشفوي هو علاجي و نقل ألم و وجع ضحايا الاغتيال و هو أمر قلما اهتم به في إيران. و الآن باتت المواد لها دور دولي. قضية تحويل قراءة الاغتيال الى تاريخ و عبر مؤسسة غير حكومية، يمكنه أخذ رؤية المجتمع الدولي بعيدا عن تسييس القضية، الى جوانب اجتماعية و في النهاية و عبر مساعدة توثيق أبعاد الاغتيال، يرتفع سطح فهم الأمر داخليا و خارجيا. الكثير من أحداث الاغتيال و الارهاب بعد الثورة و حتى الآن لم تتضح بصورة جيدة أو لم تتاح وثائق كافية عنها. يجب أن تكون الرؤية للاغتيال و تأثيره قصير المدى و بعيده كقضية وطنية، و عبر المجال الذي تتيحه مراكز التاريخ الشفوي في البلاد، و طرحه في المستويات العلمية عليه أن يشكل أرضية لفهمه بصورة أكثر مما هي عليه الآن.

المصدر الفارسي



 
عدد الزوار: 4347


التعليقات

 
الاسم:
البريد الإلكتروني:
التعليق:
 
نبذة من مذكرات ايران ترابي

تجهيز مستشفى سوسنگرد

وصلنا إلى سوسنگرد قُبَيل الظهر. كان اليوم الثالث عشر من تشرين الأول عام 1980. لم يكن أمرها مختلفًا عن أهواز بل كانت أمرّ حالًا منها. كان قد غمرها التراب والدمار. وقد خلت من أهلها إلا ما ندر. كما أعلنت منظمّة الهلال الأحمر في أهواز، كانت لا تزال المدينة في متناول قصف العدو، ولم يأمن جانب منها من وطء القذائف والقنابل. لقد أوصلنا أنفسنا إلى مستشفى المدينة بسرعة. ما زال بابها ولوحتها سالمَين. تتقدّم المستشفى ساحة كبيرة قد حُرِث جانب منها. كأنها قد هُيّئت قبل الحرب لزرع الفسائل والزهور.

التاريخ الشفهي للدفاع المقدس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي

الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان)
لقد صدر عن حرس الثورة الإسلامية ومركز الوثائق والدراسات للدفاع المقدّس في عام 1401 ه.ش. كتابُ التاريخ الشفهي للدفاع المقدّس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي، تحت عنوان الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان) وبجهود يحيى نيازي. تصميم الغلاف يحاكي مجموعة الروايات التاريخية الشفهية للدفاع المقدس الصادرة عن هذا المركز. إذ قد اختار هذا المركز تصميمًا موحّدًا لأغلفة جميع كتب التاريخ الشفهي للدفاع المقدس مع تغيير في اللون، ليعين القارئ على أن يجدها ويختارها.
أربعون ذكرى من ساعة أسر المجاهدين الإيرانيّين

صيفُ عامِ 1990

صدر كتاب صيف عام 1990، بقلم مرتضى سرهنگي من دار سورة للنشر في سنة 1401ش. وبـ 1250 نسخة وبسعر 94 ألف تومان في 324 صفحة. لون غلاف الكتاب يحاكي لون لباس المجاهدين، ولون عنوان الكتاب يوحي إلى صفار الصيف. لُصِقت إلى جانب عنوان الكتاب صورة قديمة مطوية من جانب ومخروقة من جانب آخر وهي صورة مقاتلَين يسيران في طريق، أحدهما مسلّح يمشي خلف الآخر، والآخر يمشي أمامه رافعًا يديه مستسلمًا.
الدكتور أبو الفضل حسن آبادي

أطروحات وبرامج التاريخ الشفوي في "آستان القدس الرضوي"

أشار رئيس مركز الوثائق والمطبوعات لآستان قدس الرضوي، إلى أطروحات "تاريخ الوقف والنذور الشفهي" و"تاريخ القراءات القديمة في الحرم الشفوية" وعلى أنها أحدث المشاريع للمركز وقال: "إنّ تسجيل تاريخ الموقوفات لآستان قدس الرضوي الشفوي في عدّة مدن، هو مشروع طويل المدة. وتأسس مؤخرا قسم الدراسات للقراءت في مركز الوثائق وهو ضمن مجموعة مركز الدراسات". وفي حواره مع موقوع التاريخ الشفوي الإيراني قال الدكتور أبو الفضل حسن آبادي، شارحا برامج المركز:
مكتبة الذكريات

"أدعو لي كي لا أنقص"،"في فخّ الكوملة" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة"

سوف تتعرفون في هذا النص، على ثلاثة كتب صدرت عن محافظتين في إيران: " أدعو لي كي لا أنقص: الشهيد عباس نجفي برواية زوجته وآخرين" من المحافظة المركزية وأيضاً كتابي "في فخّ الكوملة: ذكريات محمد أمين غفار بور الشفهية" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة" وهي ذكريات أمين علي بور الشفهية" من محافظة كيلان. إثنان من المعلّمين ألّفـت السيدة مريم طالبي كتاب "أدعو لي كي لا أنقص". يحتوي الكتاب علي 272 صفحة وثلاثة عشر فصل، حيث تم إنتاجه في مكتب الثقافة