الازدواجية اللغوية والعلاقة بين الشفوية والكتابة التاريخية عند العرب/2

فادي شاهين*

2017-2-6


رابعاً: ما هي اللغة التي كان يسمعها المؤرخون وما هي اللغة التي كانوا يكتبون بها؟

ومضة على الوضع اللغوي عند العرب قديماً

 

يؤكد الباحثون أنّ العربية كانت مختلفة من مكان الى آخر في الجزيرة العربية، وهذا أمر طبيعي يُمليه اتساع الرقعة الجغرافية التي وجدت فيها القبائل، حتى في وقتنا الحالي، ومع وجود وسائل التواصل والاتصال، نستطيع أن نلاحظ بسرعة الفروقات اللغوية بين قريتين متجاورتين، فكيف إذا كانت الفواصل الجغرافية مئات الكيلومترات، تتخللها صحارى قاحلة في بعض الأحيان.

يورد لنا باحثون أجلاء الكثير من الفروقات اللغوية بين القبائل العربية، على سبيل المثال كيس فيرستغ في كتابه اللغة العربية تاريخا ومستوياتها وتأثيرها. وعلى الرغم من إقراره بصعوبة وضع خريطة لغوية للوضع اللغوي القائم قبل الإسلام، فإنه يسرد عدداً من النقاط توضح الفروق بين اللهجات العربية ويصل الى نتيجة مفادها أن "لغة القرآن في معظم الأحيان تعكس تشابهاً مع اللهجات الشرقية من الجزيرة العربية بينما توجد خلافات كثيرة بين اللهجات الشرقية والغربية" 1. ويضرب مثالاً عن اللفظ في منطقة الحجاز حيث تلفظ الهمزة في وسط الكلمة في كلمات مثل: "قائم، بئر، لؤلؤ"، حيث تغيب الهمزة هنا ويشبع حرف المد الطويل لتصبح الكلمات السابقة على الشكل الآتي" "قايم، بير، لولو"، وهذا اللفظ ما زال الأكثر شيوعاً في العالم العربي حتى الآن. أما على مستوى المفردات فكتب التاريخ تروي قصة رجل من الشمال جاء الى الملك في جنوب اليمن، وقال له: "ثب" فقفز الرجل، في حين أن الملك أراد: "اجلس"، والكلمتان عربيتان، لكن يختلف معناهما بين مكان وآخر كما نرى الآن بين اللهجات العربية، فما بالك قبل مرحلة الكتابة؟

يكفي أن ننظر الى كتب اللغة لنجدها مليئة بالأمثلة على الاختلافات بين اللهجات.

إذاً، الاختلاف في اللهجات يطرح إشكالية في التواصل والفهم، فكيف بمجتمع كانت تجري به تحولات عميقة مثل مجتمع الجزيرة العربية أو لغة تخضع لضغط عالٍ كاللغة العربية. كان الضغط الأول على هذه اللغة في نقلها من الشفوية المتلائمة مع الحياة البدوية أو شبه البدوية الى الكتابية المتلائمة مع الحياة الحضرية، وبالتالي وجب على العرب أن يجدوا لا الأبجدية فحسب، بل التوافق، يعني في أي عربية يجب أن نكتب؟ وعندما وصلوا الى شبه الاستقرار لم ينتهِ الجدل والآراء والمماحكات في شأن هذه اللغة، ويكفي أن نقرأ "فصل في تداخل اللغات" من كتاب المزهر في علوم اللغة للسيوطي لنعرف كم أرّقت قضية اللغات (اللهجات) علماء العربية، لكن لم يسموا ظاهرة الازدواجية أو يقوموا بالتقسيم الى مستويات كما فعل ابن خلدون.

ليس هذا فحسب، بل حتى في عهد تدوين قواعد العربية نفسها كان الاعتماد بشكل كبير على النقل الشفوي، وفي قصة سيبويه مع الكسائي التي يسميها التقليد النحوي ب"المسألة الزنبورية" خير مثال على ذلك، إذ كان الاعتماد بشكل مطلق على الرواية والسند الشفوي للبدو الذي كان له بالغ الأثر في التقليد النحوي العربي، ويقال إن الاعتماد على النقل الشفوي أودى بحاية سيبويه نفسه الذي خطّأه رواة "العربية" البدو فمات كمداً كما يُقال.

إذاً ما هي اللغة المروي بها؟

إنّ العربية المروي بها هي لغة ازدواجية بامتياز ليس في وقتنا الراهن فحسب، بل في العصور القديمة أيضا، وليس لدينا معلومات دقيقة جدا عن تاريخ الازدواجية في اللغة العربية، لكن يشك الكثير من الباحثين في أن تكون الفصحى لغة المجتمع في الحواضر العربية الإسلامية في القرنين الثامن والتاسع الميلاديين العصر الذهبي للحضارة العربية الإسلامية، بل ثمة من يذهب أبعد من ذلك من الباحثين في هذا المجال ليقول إن لغة الشعر الجاهلي كانت من طبقة لغوية عالية مشتركة ومفهومة لا يتقنها الناس العاديون ولم تكن قط لغة إحدى القبائل العربية، خذا من جهة. ومن جهة أخرى فإن العربية المروي بها هي من طبقة لغوية مخالفة للطبقة التي يكتب بها في عالمنا العربي على الأقل في أيامنا هذه. وفي أغلب الأحيان يجري فهم الرواية الشفوية حتى المسجّلة منها بطريقة مختلفة عما هي عليه، هذا بغض النظر عن تعدد المستويات الجيو- لغوية في العالم العربي، وأعطي مثالاً توضيحياً هنا، كأن يقول تونسي للبناني: رحت في البستان (ذهبت الى الحديقة)، فيجيب اللبناني متسائلا: جبت بندورة (الطماطم)؟ أو يقول التونسي: نحب السورية الكحْلة (أحب القميص الأسود)، فيرد اللبناني" مي هيي؟ (من هي؟). من الواضح من هذين المثالين المبسطين أن سوء الفهم كبير الى درجة عالية لخبراء الطبقات اللغوية واللهجات العربية.

لم يعِ العرب الازدواجية اللغوية، ولم يعطوا قيمة كبيرة للعاميات، بل اعتبروها لحنا، ولعل من أوائل من أماطوا اللثام عن هذه المستويات اللغوية بشكل صريح هو ابن خلدون في مقدمته المعروفة، وبقي الأمر كذلك الى مقالة فيركسون المعروفة في عام 1959 التي عنونها ب "الازدواجية اللغوية"، وكانت اللغة العربية مثاله الذي أعطاه حصة الأسد. فما هو أثر الازدواجية في الثقافة الشفوية، خصوصا أن العرب مولعون بالشفوية، وهم من الأمم القليلة الباقية التي تطرب للشعر وتؤخذ بالكلام؟

إنّ طرح الازدواجية اللغوية لطبقة لغوية دنيا L وطبقة لغوية عليا H يجعل لمن يقيّد بالطبقة العليا اليد العليا في هذا النوع من الترجمة، باعتبار أن الطبقة اللغوية العليا لا تسمح بالعديد من أشكال أختها الدنيا، أو قد تعطي معانيَ أبعد أو تضيق في بعض الأحيان، وهذه إشكالية لم يسلط عليها الضوء بما يكفي حتى الآن.

 

خامساً: أثر الثقافة الشفوية والازدواجية على الكتابة التاريخية العربية

ساهم النقل الشفوي عن البدو في صنع قواعد العربية وتأريخها، واعتبر قسما كبيرا من البدو حجّة، لكن كما نعلم لم يكن للبدو أيُّ كتاب أو حتى نص مكتوب، وكان للنقل الشفوي عنهم مرتبة يقرّبها علماء الحواضر آنذاك الى القدسية، فها هو سيبويه يؤلف كتابه مستنداً الى النصوص الشفوية من الشعر ومن "كلام العرب"، ويعتبر ذلك أساً للقاعدة، وينكر لغة (لهجة) "أكلوني البراغيث" على الرغم من وجودها في القرآن مرتين، وأشياء أخرى كثيرة غير ذلك. في الحقيقة ليس لدينا معلومات دقيقة عما إذا كان تقعيد العربية مستنداً الى بعض العرب دون سواهم، لكن وصل إلينا عن السيوطي أنه جاء عن عمرو بن أبي العلاء أنه قيل له: "أخبرني عما وضعت مما سميته عربية أيدخل فيه كلام العرب كله؟ فقال: لا، فقلت: كيف تصنع في ما خالفتك فيه العرب وهم حُجّة؟ فقال أحمل على الأكثر وأسمي ما خالفني لغات"2. وهو يريد بكلمة لغات "لهجات" في عربيتنا المعاصرة. إذاً لم تكن العربية واحدة كما يتراءى لأكثرنا، بل كان هناك لهجات متعددة وكان العرب كثيرا ما يختلفون في ما بينهم في هذا الموضوع.

في الحقيقة كان للنقل الشفوي أثر كبير في تقعيد العربية وبالتالي تأريخها، لكن هذا النقل اصطدم كما رأينا مع مشكلة الازدواجية اللغوية، فإذا كان للنقل الشفوي إشكالية تحويل الشكل الشفوي الذي يعتبر على درجة مرموقة أقل الى شكل مكتوب يحوي مرموقة أعلى، من وجهة نظر المجتمع، فإن الحالة العربية لها وضع خاص باعتبار أن الشفوي كان مرموقاً الى حد بعيد. وفي الوقت نفسه كان في بعض الأحيان في طبقة مرموقة، لكن غير مقعّدة، هذا من جهة ومن جهة أخرى كانت العربية في مرحلة قوننة نفسها، ووصلها ذلك الكم الهائل من الثقافة الشفوية وأصبح لزاماً عليها أن توفق بين أشياء عدة التقت كلها لا لتكون عوامل ضغط فحسب، بل عوامل تحيد عن الصدقية في بعض الأحيان، إذ وصلنا الى مرحلة أصبحنا نرى الحكايات الشعبية وقد أصبحت مكتوبة لا بل تعدّينا الى أبعد من ذلك، إذ نجد ثمة تدوين لأشعار تُنسب الى آدم وأشعار الى الجن وغير ذلك، وربما كان هذا سبب رأي ابن سلام الجُمَحي الذي أوردناه سابقا في ابن إسحاق صاحبالسيرة النبوية الذي هجّن الشعر وحمل كل غثاء منه.

أما العوامل الإجابية، فإن هذا الضغط الكبير ولّد، من وجهة أخرى إحساسا لدى العاملين على اللغة وعلمائها بضرورة الحفاظ على حد أدنى من الصدقية، وهذا ما جعلهم ربما ينتبهون في فترة مبكرة الى النقد.

من جهة أخرى، يقول فيرستيغ إنّ "فكرة وجود فرق كبير بين لغة الشعر والأدب والكتابة واللهجة الدارجة في حد ذاتها فكرة ليست غريبة، فإن الموقف نفسه موجود في ثقافات شفاهية أخرى كثيرة" 3. إذاً، ليس غريباً هذا الوضع الازدواجي، فهو موجود في ثقافات مشابهة، لكن للازدواجية أثرا واضحا في عملية التدوين، إذ إن هامش المناورة يصبح كبيرا للذي يحول الأصوات الى حروف كما قلنا سابقا، إضافة الى ذلك فهناك أيضا نوع من الشرح بوضخ كلمات من قبيل "أي" أو "أراد أن يقول" أو "يعني"، وهو شائع جدا في الكتابة العربية القديمة والحديثة عندما نستعين بلهجة عليا أو أخرى دنيا. لنأخذ مثالاً من تاريخ الطبري حين يتكلم على دخول جيش الحبشة بقيادة أرياط الى اليمن، فيقول" "ووطئ أرياط اليمن بالحبشة، فقتل ثلث رجالها، وأخرب ثلث بلادها، وبعث الى النجاشي بثلث سباياها ثم أقام بها، قد ضبطها وأذلها، فقال قائل من أهل اليمن وهو يذكر ما ساق إليهم دوس ذو ثعلبان من أمر الحبشة، فقال: لا كدوس ولا كأعلاق رَحْحله. يعني ما ساق إليهم من الحبشة، فهي مثل باليمن الى اليوم" 4

بغض النظر عن طبيعة النص المكتوب بلغة قديمة بالنسبة إلينا نحن الآن كاستخدام اسم المكان أو الدولة على اسم الأشخاص "الحبشة" و "وطئ أرياط اليمن بالحبشة" وأشياء أخرى واضحى لأي قارئ معاصر كاستخدام الأدوات، خصوصا حروف الجر، نلاحظ أن الطبري ينقل عبارة ربما هي عربية لكن لا نستطيع أن نفهم منها شيئا أو ربما هي من طبقة لغوية أخرى لم تكن مفهومة في عهده، وبالتالي يستخدم كلمة "يعني" ليشرح، وتجدر الاشارة هنا الى أن الشرح يحتاج الى شرح بدوره بالنسبة إلينا، وكذلك القصة باعتبارها من طبقة أخرى مخالفة للعربية المعاصرة.

لماذا يستخدم مؤرخ عربي في قصة نُقلت بشكل شفوي عبارة من طبقة لغوية أخرى، هل ليكون من الموضوع أو ليقول لنا أنه وباعتباره ينقل من الشفوي فهو فعلاً واقعي وإنّ ما يقوله هو ما ورد بالضبط؟ أو ربما هي عقدة نقص الشفوي باعتباره يفتقد الى قهوة السند فيستنجد ب "بالازدواجية" ليقوي موقفه. اعتبارا مما ورد تستطيع القول إن هذه الازدواجية تطرح شرحين:

أولاً: إذا كانت الرواية الشفوية متضمنة على الشعر فهذا يؤكد الرواية ويقويها، لا بل يعلب على الذهنية العربية التي تقدس الشعر وتطرب له وتعتبره الدليل الدامغ، ولهذا السبب ربما كثر الانتحال، وبعض الدراسات على شعر حسان بن ثابت خير دليل على ذلك. فالشعر من طبقة مرموقة في العربية وهو طبقة H، وهذه الطبقة لديها احترام وهيبة قد تساعد في تأكيد الحدث. ولهذا السبب لم يتوانَ بعض من كتب التاريخ من العرب عن وضع أشعار عربية لأناس لم يكونوا من العرب أو لعاد أو ثمود أو لناس من حمْيَر 5، في وقت ليس لدينا دليل على أن العربية التي كانت مستخدمة في حمير هي نفسها العربية، خصوصا أن أبا عمرو بن علاء يقول: "ما لسان حمير وأقاصي اليمن بلساننا، ولا عربيتهم بعربيتنا، فكيف بما عهد عادٍ وثمود مع تداعيه ووهبه." 6

ثانياً: إذا كانت الرواية الشفوية متضمنة الطبقة الدنيا L، فذلك يضفي على الحدث بعدا واقعيا وصادقا، لذلك نجد في كتب الأدب التي تعتمد على الرواية الكثير من الطبقة الدنيا. لنأخذ على سبيل المثال كتاب الأصفهاني وألف ليلة وليلة الأكثر شهرة في ما يخص تعدد المستويات في اللغة العربية، أو ما يسمى العربية الوسطى –وهي خصيصة مازلت باقية في لغتنا الى الآن- جيث نجد في هذا الأخير كلمات مثل "أيش، جيب، شوف، هات، روح، حط..."، ونجد في نسخة أخرى مقابلاتها بالعربية المعاصرة أو الفصحى الحديثة وهي على التوالي: "ماذا، أحضر، انظر، أعطني، اذهب، ضع...". إنّ المجموعة كلها عربية، ونكاد نجزم بأنها فصحى حتى ولو أنها من طبقة لغوية لم يكن لها شرف الكتابة في أمهات الكتب، وبالتالي فإن كاتب النص الشفوي- سواء كتب أول مرة ب H أم ب L، وهذا ليس حديثنا الآن- يكون قد مارس سلطتها كلها في تغير الكلمات ووضع مقابلها ما يعتبره أنه أفصح، ومن الصعب جدا معرفة المعايير التي دفعته الى هذا الحكم. وربما يقول قائل: إن للكلمات السابقة معنى مقابلاتها نفسه من الطبقة المكتوبة أو العيا أو المرموقة. في الواقع من العصب القبول بتشابه معاني الألفاظ، فإذا اختلف زمان اللفظ اختلف معناه، فكيف إذا اختلف اللفظ نفسه.

قصارى القول ليس التاريخ الشفوي العربي في معزل عن قضية الازدواجية اللغوية في العربية، ولا يمكن له أن يتجاوزها، فالناقل الذي يبشرنا بأنه سيكتب لنا ما يتداوله الناس على ألسنتهم لن تكون صدقيته إلا نسبية من وجهة نظر اللسانيات الاجتماعية لأنه، من وجهة النظر هذه، ما هو- كما قلنا سابقا- إلا مترجم له اليد العليا في هذا النوع من الترجمة، فما بالك إذا كانت الطبقة اللغوية العليا لا تسمح بعدد من أشكال أختها الدنيا، أو ربما تعطي معاني أبعد أو تضيق في بعض الأحيان، هذا ولم نتكلم على اختلاف معاني الأدوات واستعمالها في الأزمان المختلفة وفي مناطق جغرافية مختلفة.

إنّ للعلاقة بين الشفوية والكتابية أبعادا متعددة وهي تقنية الى حد ما، ففي ما يخص البدايات عند العرب المسلمين على سبيل المثال يجب أن نفرق بين كتاب معد للنشر وآخر خاص بدعم الذاكرة من أجل الإملاء بطريقة شفوية لاحقا هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى يجب علينا أن نسأل انفسنا ماذا نكتب وماذا نؤرخ وبأي لغة سنكتب، لا بل بأي مستوى من هذه اللغة، أفلا تقتضي الأمانة أن نكتب الشفوي باللغة نفسها التي قيل بها، وإذا كتبناه بها ألا نكون من الزاعمين بأن لدينا لغة واحدة، لكننا نكتب بغيرها؟

 

 

 

 

 

 

  1. كيس فرستيغ، اللغة العربية: تاريخها ومستوياتها وتأثيرها، ترجمة محمد الشرقاوي، المشروع القومي للترجمة، القاهرة 2003، ص 63.
  2. السيوطي، المزهر في علوم اللغة وأنواعها، مكتبة التراث، ج1، ص 184- 185.
  3. فرستيغ، ص 59.
  4. تاريخ الطبري: القاهرة: دار المعارف، ج 2، ص 125.
  5. الطبري، ص 125.
  6. الجمحي، ص11.

* فادي شاهين ، باحث في جامعة السوربون – باريس

 - عن كتاب "التاريخ الشفوي" المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات الطبعة الأولى، 2015.


القسم الأول.



 
عدد الزوار: 5380


التعليقات

 
الاسم:
البريد الإلكتروني:
التعليق:
 
نبذة من مذكرات ايران ترابي

تجهيز مستشفى سوسنگرد

وصلنا إلى سوسنگرد قُبَيل الظهر. كان اليوم الثالث عشر من تشرين الأول عام 1980. لم يكن أمرها مختلفًا عن أهواز بل كانت أمرّ حالًا منها. كان قد غمرها التراب والدمار. وقد خلت من أهلها إلا ما ندر. كما أعلنت منظمّة الهلال الأحمر في أهواز، كانت لا تزال المدينة في متناول قصف العدو، ولم يأمن جانب منها من وطء القذائف والقنابل. لقد أوصلنا أنفسنا إلى مستشفى المدينة بسرعة. ما زال بابها ولوحتها سالمَين. تتقدّم المستشفى ساحة كبيرة قد حُرِث جانب منها. كأنها قد هُيّئت قبل الحرب لزرع الفسائل والزهور.

التاريخ الشفهي للدفاع المقدس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي

الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان)
لقد صدر عن حرس الثورة الإسلامية ومركز الوثائق والدراسات للدفاع المقدّس في عام 1401 ه.ش. كتابُ التاريخ الشفهي للدفاع المقدّس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي، تحت عنوان الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان) وبجهود يحيى نيازي. تصميم الغلاف يحاكي مجموعة الروايات التاريخية الشفهية للدفاع المقدس الصادرة عن هذا المركز. إذ قد اختار هذا المركز تصميمًا موحّدًا لأغلفة جميع كتب التاريخ الشفهي للدفاع المقدس مع تغيير في اللون، ليعين القارئ على أن يجدها ويختارها.
أربعون ذكرى من ساعة أسر المجاهدين الإيرانيّين

صيفُ عامِ 1990

صدر كتاب صيف عام 1990، بقلم مرتضى سرهنگي من دار سورة للنشر في سنة 1401ش. وبـ 1250 نسخة وبسعر 94 ألف تومان في 324 صفحة. لون غلاف الكتاب يحاكي لون لباس المجاهدين، ولون عنوان الكتاب يوحي إلى صفار الصيف. لُصِقت إلى جانب عنوان الكتاب صورة قديمة مطوية من جانب ومخروقة من جانب آخر وهي صورة مقاتلَين يسيران في طريق، أحدهما مسلّح يمشي خلف الآخر، والآخر يمشي أمامه رافعًا يديه مستسلمًا.
الدكتور أبو الفضل حسن آبادي

أطروحات وبرامج التاريخ الشفوي في "آستان القدس الرضوي"

أشار رئيس مركز الوثائق والمطبوعات لآستان قدس الرضوي، إلى أطروحات "تاريخ الوقف والنذور الشفهي" و"تاريخ القراءات القديمة في الحرم الشفوية" وعلى أنها أحدث المشاريع للمركز وقال: "إنّ تسجيل تاريخ الموقوفات لآستان قدس الرضوي الشفوي في عدّة مدن، هو مشروع طويل المدة. وتأسس مؤخرا قسم الدراسات للقراءت في مركز الوثائق وهو ضمن مجموعة مركز الدراسات". وفي حواره مع موقوع التاريخ الشفوي الإيراني قال الدكتور أبو الفضل حسن آبادي، شارحا برامج المركز:
مكتبة الذكريات

"أدعو لي كي لا أنقص"،"في فخّ الكوملة" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة"

سوف تتعرفون في هذا النص، على ثلاثة كتب صدرت عن محافظتين في إيران: " أدعو لي كي لا أنقص: الشهيد عباس نجفي برواية زوجته وآخرين" من المحافظة المركزية وأيضاً كتابي "في فخّ الكوملة: ذكريات محمد أمين غفار بور الشفهية" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة" وهي ذكريات أمين علي بور الشفهية" من محافظة كيلان. إثنان من المعلّمين ألّفـت السيدة مريم طالبي كتاب "أدعو لي كي لا أنقص". يحتوي الكتاب علي 272 صفحة وثلاثة عشر فصل، حيث تم إنتاجه في مكتب الثقافة