إنتصار الإيمان ـ 13

شهره أبري
محسن مطلق
ترجمة: حسن حيدري

2020-12-13


عدت أنا ومحمد رضا إلى مبنى الكتيبة لتناول العشاء وعدنا إلى الحسينية للدعاء. قراءة دعاء كميل في تلك الليلة كان ممتعاً جداً.عندما أطفأت المصابيح، إشتاق قلبي لتلك الأيام التي كنت فيها مع مهدي، حيث كنت أستمع لصوت مهدي خلال بكاء وتضرع باقي المقاتلين. تذكرت تلك الليلة التي ذهبنا معاً لقراءة دعاء كميل، كانت أجواء ممتعة! انتهي الدعاء وأصبحت حينها حسينية الحاج همت خالية. نحن أيضاً ذهبنا لننام حتي نستيقظ مبكراً لإقامة صلاة الفجر.

في تلك الليلة رأيت مهدي في المنام. لا أتذكر كيف وأين كنّا، لكن أعلم أنني ومهدي كنّا فرحين جداً. في صباح ذلك اليوم استيقظنا للمراسيم الصباحية في تمام الساعة 7 صباحاً، قالوا لنا ستذهبون إلي خط دفاع مهران. ذهبت برفقة محمد رضا إلي حمامات (دوكوهه) حتي نطهر أنفسنا قبل الذهاب.

في العودة رأينا علي عدناني. قال إنني ذاهب إجازة إلي المنزل. قلت له أنا أيضاً: "تعال قبل الذهاب أعطيك رسالة أو رسالتين تأخذها معك إلي طهران".

كتبتُ رسالتين علي عجل من أمري حتي يأخذهما علي عدناني معه إلي طهران، واحدة إلي أسرتي والثانية إلي أمير آبادي، لمهدي.

اليوم هو 22/3/1986م وأنا منشغل بكتابة الذكريات. حيث أنني للآن لم تسنح لي الفرصة لكي أكتب ذكرياتي اليومية في ذلك اليوم نفسه، لهذا قمت بكتابتة ملخص من الذكريات الماضية.

إنه المغرب الآن. كان الشباب جاهزين في الخندق لإقامة صلاة الجماعة ومحمد رضا كان يرفع الأذان. كان للصلاة نكهة مختلفة مع المقاتلين داخل الخندق وفي تلك الظروف الخاصة. ليس من المهم من يكون إمام جماعة، وكأنّ الأخوة كانوا علي قلب رجل واحد، وبعد المجاملات يقوم أحدهم ليكون إماماً للآخرين يقيمون الصلاة معه. الآن أذهب لإقامة الصلاة إلي جانب باقي الشباب.

كنت لا أصدق نفسي حيث أستطيع أن أكون إمام جماعة. نعم،لأنني كنت منهمكاً بالكتابة، لم أنتبه إلى أنّ الشباب عملوا لي مقلبا وجعلوني إمام لهم. خجلت حينها من الله عز وجل ومن رفقائي المقاتلين، لكن ليس لي ما أفعله غير الإستسلام لطلباتهم. تناولنا العشاء وجلسنا في زاوية من الخندق وانهمكنا في احتساء الشاي.

كان رئيس الخفر الليلي منشغلاً بمهامه. كان محمد رضا جاهزاً للذهاب نحو مكان حراسته. لا أدري ماذا أقول عنه، كان التقصير من جانبه فقط. كل ما جري لي من تخطيطاته لأكون إماماً في الصلاة للآخرين.

بعد تناول الشاي، ذهبنا إلي الخندق الإجتماعي. كان لدينا خندقين، كان الخندق العلوي لقضاء فترة الليل والخندق السفلي للنهار. كنا في الليل ضيوف علي الكواكب البراقة وضياء مصابيح مدينة بدرة التي نراها من بعيد، وفي النهار بضيافة شقايق النعمان المنبثقة قبل عدة أيام فقط.

كان لليل في الخندق أجواء رائعة جداً، لاسيما ونحن تحت رحمة ضياء الفانوس وضوءه الروحي، حيث تواجد المقاتلين هناك فيه طمأنينة لا مثيل لها. كانت ساعة مناوبتي تبدأ 10 حتي 1 من منتصف الليل.

الآن تشير الساعة إلي 10 ليلاً وأنا جالس في الخندق. سكوت الليل وهدوء الصحراء، تزامنت مع ضياء صامت  للقمر. وفي هذه الأثناء، يشتاق أنبوب البندقية االبارد إلي جلجلة صوتها. أحياناً صوت قذائف الهاون أو صوت المنور، يكسر هذا الصمت المهيب ويخرجني من وحدتي. كان خندقنا يقع علي نقطة مرتفعة في مرتفعات قلاويزان. وتحت أقدامنا وادٍ عميق جداً يمكن رؤيته عن طريق المنور فقط. كما كانت المسافة التي تفصلنا عن العراقيين كيلومتر فقط، بالطبع، أحياناً هذه المسافة في الخطوط الأخري تصل إلي 200 متر فقط. أرنو إلي مواقع العدو البعيدة. كان الجيش العراقي في حال تغيير مكانه. كما كانت تتحرك بعض سياراتهم بمصابيح مضاءة وراء الساتر. الشخص الذي كان معي في المناوبة، من رفقاي، لكن لعدم التعرف علي المقاتلين، لا أعرف وجوههم ولا أسمائهم، لاسيما في ظلام دامس لايمكن الرؤية فيه علي الإطلاق. بالرغم من وجود ضوء القمر، لكن حافة الخوذة تمنع وصول ضياء القمر. تحدثنا قليلاً حتي جاء رئيس الخفر ومعه إثنان من الجنود، أي أنّ مناوبتنا قد انتهت. عُدنا من القنوات المتآكلة والخنادق ذات الأكياس الفاسدة، حيث تنبؤ بقدمتها، لنستقر داخل الخندق لأخذ قسط من الراحة. فتحت معداتي وبعد قراءة سورة التوحيد لثلاث مرات ذهبت إلي النوم..

النصّ الفارسي



 
عدد الزوار: 2000


التعليقات

 
الاسم:
البريد الإلكتروني:
التعليق:
 
نبذة من مذكرات ايران ترابي

تجهيز مستشفى سوسنگرد

وصلنا إلى سوسنگرد قُبَيل الظهر. كان اليوم الثالث عشر من تشرين الأول عام 1980. لم يكن أمرها مختلفًا عن أهواز بل كانت أمرّ حالًا منها. كان قد غمرها التراب والدمار. وقد خلت من أهلها إلا ما ندر. كما أعلنت منظمّة الهلال الأحمر في أهواز، كانت لا تزال المدينة في متناول قصف العدو، ولم يأمن جانب منها من وطء القذائف والقنابل. لقد أوصلنا أنفسنا إلى مستشفى المدينة بسرعة. ما زال بابها ولوحتها سالمَين. تتقدّم المستشفى ساحة كبيرة قد حُرِث جانب منها. كأنها قد هُيّئت قبل الحرب لزرع الفسائل والزهور.

التاريخ الشفهي للدفاع المقدس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي

الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان)
لقد صدر عن حرس الثورة الإسلامية ومركز الوثائق والدراسات للدفاع المقدّس في عام 1401 ه.ش. كتابُ التاريخ الشفهي للدفاع المقدّس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي، تحت عنوان الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان) وبجهود يحيى نيازي. تصميم الغلاف يحاكي مجموعة الروايات التاريخية الشفهية للدفاع المقدس الصادرة عن هذا المركز. إذ قد اختار هذا المركز تصميمًا موحّدًا لأغلفة جميع كتب التاريخ الشفهي للدفاع المقدس مع تغيير في اللون، ليعين القارئ على أن يجدها ويختارها.
أربعون ذكرى من ساعة أسر المجاهدين الإيرانيّين

صيفُ عامِ 1990

صدر كتاب صيف عام 1990، بقلم مرتضى سرهنگي من دار سورة للنشر في سنة 1401ش. وبـ 1250 نسخة وبسعر 94 ألف تومان في 324 صفحة. لون غلاف الكتاب يحاكي لون لباس المجاهدين، ولون عنوان الكتاب يوحي إلى صفار الصيف. لُصِقت إلى جانب عنوان الكتاب صورة قديمة مطوية من جانب ومخروقة من جانب آخر وهي صورة مقاتلَين يسيران في طريق، أحدهما مسلّح يمشي خلف الآخر، والآخر يمشي أمامه رافعًا يديه مستسلمًا.
الدكتور أبو الفضل حسن آبادي

أطروحات وبرامج التاريخ الشفوي في "آستان القدس الرضوي"

أشار رئيس مركز الوثائق والمطبوعات لآستان قدس الرضوي، إلى أطروحات "تاريخ الوقف والنذور الشفهي" و"تاريخ القراءات القديمة في الحرم الشفوية" وعلى أنها أحدث المشاريع للمركز وقال: "إنّ تسجيل تاريخ الموقوفات لآستان قدس الرضوي الشفوي في عدّة مدن، هو مشروع طويل المدة. وتأسس مؤخرا قسم الدراسات للقراءت في مركز الوثائق وهو ضمن مجموعة مركز الدراسات". وفي حواره مع موقوع التاريخ الشفوي الإيراني قال الدكتور أبو الفضل حسن آبادي، شارحا برامج المركز:
مكتبة الذكريات

"أدعو لي كي لا أنقص"،"في فخّ الكوملة" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة"

سوف تتعرفون في هذا النص، على ثلاثة كتب صدرت عن محافظتين في إيران: " أدعو لي كي لا أنقص: الشهيد عباس نجفي برواية زوجته وآخرين" من المحافظة المركزية وأيضاً كتابي "في فخّ الكوملة: ذكريات محمد أمين غفار بور الشفهية" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة" وهي ذكريات أمين علي بور الشفهية" من محافظة كيلان. إثنان من المعلّمين ألّفـت السيدة مريم طالبي كتاب "أدعو لي كي لا أنقص". يحتوي الكتاب علي 272 صفحة وثلاثة عشر فصل، حيث تم إنتاجه في مكتب الثقافة