رجل من جيل سلمان

تقديم كتاب «آثار الضباب»

فريدون حيدري مُلك ميان
ترجمة: حسين حيدري

2021-5-21


"كنت شديد الإصرار في الذهاب إلى سوريا وحاولت بأي شكل من الأشكال لألتحق بالمقاتلين هناك ... أصبحت أتوق لفترة الدفاع المقدس منذ سنين ... كثير من الناس قالوا إنّ جيل الحرب لن يتكرر، لكن لم يكن الأمر كذلك، هم دائماً أبناء سلمان الفارسي يتواجدون للتألق في صفحات التاريخ والفوز بهذه التجارة وفي هذا العمل، وكنت أحاول على أمل أن أكون في هذا الخط وطلبت من الشهداء أن يمسكوا بيدي وينهوا هذا الانفصال فيما بيننا. (ص12و13)

هذا هو البيان الصريح والصادق لمن يحاول إعطاء لمحة عامة عن النية العاجلة في بداية مذكراته، مما يعطي معنى مقدساً لسبب ودافع انضمامه إلى مجموعة المدافعين عن الحرم، وما زال يكافح مع نفسه في منعطف آخر:

كنت جالسًا أقرأ زيارة عاشوراء، أتساءل إن كنت أعاني من الحياة اليومية؟ هل أستطيع أن أتخلى عن عائلتي ومتعلقاتي الدنيوية بعد الحرب عندما تزوجت؟ في الحرب التي بدأت بداخلي للذهاب إلى سوريا،  هل هي انتصار للانتماءات الدنيوية أم أن تدير ظهرك لها جميعاً وتصل إلى لقاء الله العظيم؟ إذا كان مشهد كربلاء قد بدأ بالفعل، فأين نحن من هذه القصة؟ ألا نصنع أعذاراً دنيوية؟ في مشهد كربلاء هل نصبح "وهب" ام "طرماح عدي"؟(ص31و32)

«آثار الضباب» هي مذكرات علي برشكوهي، جمعها مير عماد الدين فياضي لمكتب الثقافة ودراسات الاستدامة في محافظة كيلان، وفي عام  2021م، نشرت من قبل دار سوره مهر للنشر في 360 صفحة و 1250 نسخة.

يبدأ الكتاب بملاحظة قصيرة من مركز كيلان للفنون ويذكر أولاً بإيجاز سوريا وأهميتها في واحدة من أكثر المناطق الجغرافية حساسية واضطراباً في العالم. لقد كانت سوريا تاريخياً نقطة نزاع تريد أن تهيمن عليها القوى الإقليمية والعالمية. كما ورد ذكر إيران كحليف استراتيجي لسوريا في محاربة داعش وقوات الائتلافات الإقليمية، وأنّ الوجود المباشر للقوات الإيرانية في سوريا كمستشارين (مدافعين عن الحرم) يفتح نوافذ جديدة في استراتيجيات الجمهورية الإسلامية. وأرسل الكثير من الشباب إلى سوريا للدفاع عن دولة إسلامية. لأنّ أحداثها، مثل أحداث فترة الدفاع المقدس، لها سمات خاصة يمكن أن تستمر في المذكرات والتاريخ الشفوي في استمرار للتاريخ الشفهي للدفاع المقدس. (ص9)

وهكذا تنتهي مذكرات، علي برشكوهي، المقاتل خلال سنوات الدفاع المقدس: "في سن التقاعد إلتحق بالمدافعين عن الحرم وذهب إلى سوريا على ثلاث مراحل للوقوف في وجه أعداء لا يرحمون ومتطرفين لارحمة في قلوبهم من أجل تحقيق غاياتهم الدنيئة." (ص9)

بعد ملاحظة مركز كيلان للفنون، نشير إلى القسم الذي كتبه مير عماد الدين فياضي في أكثر من ثماني صفحات ويتناول كيفية تنظيم وتجميع مذكرات علي بارشكوهي وكيف نجح المؤلف في إنجاز العمل.

بعد ذلك، وبشكل متسلسل، يتم تقديم مقدمة الراوي، حيث أصر أولاً على النضال المستمر ضد نظام الهيمنة المستقاة من كلام الإمام الخميني (رحمه الله)، حيث ذهب لتلبية الدعوة للمشاركة في الحرب في سوريا، وذلك في عام 2015م، "توصل الحرس الثوري في كيلان، فرع رشت، لإرسال البعض إلى سوريا. في نفس العام، وبدعوة من قوات الباسيج وقت الحرب وقوات كتيبة الإمام الحسين (عليه السلام) وطاقمها المتخصص، أرسلت كتيبة نشطة مدربة إلى سوريا. تم إعداد مجموعة من أفضل هذه الوحدة في مكان محدد مسبقاً لتدريب المقاتلين وكيفية القتال والعيش في ظروف صعبة وخاصة". (ص22)

يبدأ نص مذكرات علي برشكوهي من الصفحة 25 ويستمر حتى 54 فصلاً، بما في ذلك ثلاثة ملاحق، إلى الصفحة 342. ثم يتم فهرسة الصفحات المتعلقة بالصور. بالطبع، الصور لا تقتصر على هذه الصفحات القليلة، بدلاً من المذكرات وفي نهاية بعض الفصول، تم تضمين صور تتعلق بموضوع الحرب السورية.

علي برشكوهي أرسل إلى سوريا ثلاث مرات خلال الأعوام 2015م إلى 12017م للمشاركة في الحرب ضد العدو التكفيري. هو نفسه كتب جزءاً من مذكراته من ظهوره مرتين في 2015م و 2016م في شكل يوميات وأكمل أجزاء أخرى بعد ذلك. هذا هو النص الأولي الذي تم تسليمه أخيراً إلى مير عماد الدين فياضي في محافظة كيلان لتجميعه وإعداده في شكل كتاب. يكتب فياضي كالتالي: في النص الذي قرأته، صادفت تعميمات وملخصات في التعبير عن بعض الذكريات، والتي تتجاوز أحياناً المذكرات. في بعض المقاطع، احتاجت التعميمات إلى تفصيل أعمق للموضوع . في بعض الحالات الأخري، رأيت الراوي يقدم شرحاً موجزاً ، وبعد ذلك، باستخدام كلمة "ملخص"، تجنب المزيد من الشرح في هذه الحالة وانتقل إلى موضوع آخر". (ص12)

وهكذا يتحدث المؤلف إلى الراوي شخصياً ويطلب منه أن يروي المزيد من ذكريات أحداث سفره إلى سوريا. كما يطلب فياضي من الراوي أن يسرد ذكريات الثورة الإسلامية وسنوات الحرب المفروضة من أجل التعرف عليه بشكل أفضل ومن أجل اتخاذ القرار الصحيح في تجميع نص مذكراته. لذلك ذكر الراوي ذكريات الثورة الإسلامية وسنوات الحرب المفروضة في عدة جلسات. حتى "بعد ذلك، بدأ الراوي الكتابة مرة أخرى وأضاف أشياء أخرى تذكرها إلى النص الأصلي. بعد ذلك، تمت مختلف مراحل تصحيح النص وإعادة قراءته في غضون شهر، وفي منتصف أكتوبر 2018م ، تم الحصول على رواية مأخوذة من مذكرات الراوي المكتوبة المصححة والمكتملة ومذكراته الشفوية. بالإضافة إلى ذلك، تم تقديم النص للراوي ثلاث مرات في مراحل مختلفة. (ص16)

في التجميع النهائي لهذا النص في سياق مركز كيلان للفنون، ينقل المؤلف بالضرورة بعض التفسيرات الإضافية في النص الأصلي إلى الهوامش وفي بعض الأماكن يطلب من الراوي أن يضيف إلى النص في استمرار أو أسفل المذكرات إذا كان يتذكر المزيد من الشرح أو التفاصيل. يكتب فياضي عن هذا: "يمكن النظر إلى هذا من جانبين، أحدهما أنه بناءً على العقلية المنظمة للسرد، تمت إضافة هيكل آخر، والذي يتضمن فهم لحظة الراوي عند كتابة مذكرات الأحداث حول الرحلة إلى سوريا، والآخر هو حاضر الراوي في استحضار أحداث الماضي في سوريا وهو مكتوب بنفس النص. لذلك، فإنّ شكل هذا العمل، مع الأخذ في الاعتبار الآثار البعيدة والقريبة للأحداث في عقل الراوي، مفيد لكل من وقت السرد وضرورة التغييرات التي تم إجراؤها في النص. في هذه المرحلة، إذا أضيفت أفعال سرد الراوي للمذكرات المكتوبة والمذكرات لاحقاً ثم قيلت، فلن تظهر فيها هذه الفترات ومرور الزمن والتأثيرات اللاحقة. كان الجهد المنظم للعمل هو الانتباه إلى ما يرويه الراوي. (ص 17و18)

وهكذا، فإنّ نص المذكرات المعروضة علينا هو تقرير لحظة بلحظة وصادم عن انتشار جزء من قوات فيلق كيلان في سوريا، وهو ما رواه الراوي صراحة (علي برشكوهي).

في الفصل الأول يقول الراوي: "كنت أستعد للذهاب إلى سوريا منذ تشرين الثاني (نوفمبر) 2015 ..."

وفي الفصل الثاني: "كان ذلك في نوفمبر 2015. انتظرت لمدة أسبوعين أو ثلاثة أسابيع حتى يعلنوا. كانت وظيفتي هي التفكير في الذهاب إلى سوريا".  كما ساعدني صوت مديح ميثم مطيعي، إن شاء الله، سنكون في دمشق قريباً وسيحدث ما أراده (الإمام صاحب الزمان عج الله تعالي فرجه الشريف). (ص33) حتى بعد أسبوعين، اتصلوا ومن المقرر أن يذهبوا من  فيلق 16قدس كيلان وذلك بحضور اجتماع يشارك فيه أحد عشر أو اثني عشر شخصاً. كان هناك، العميد محمد علي حق بين، قائد عمليات فيلق القدس في كيلان، وأدلى بتصريحات أولية حول داعش ، قائلاً: "ما هو داعش، وأنت ترى داعش كما هو موضح في الصور، أنه يقطع الرؤوس ولا أحد يستطيع فعل أي شيء ". "بالأحرى، داعش هي بالنسبة لنا مثل القوة التي واجهناها في كردستان عامي  1982 و 1983، لقد قاتلنا حينها الكوملة والديمقراطيين، الذين كانوا أقوى بكثير من داعش". (ص34) ثم قدم العميد حق بين مسؤولي الوحدات وقال إنّ الشباب يجب أن يتعرفوا على بعضهم البعض. ثم قال: "سنختار القوات الموجودة هنا بكل الطرق، وهذا الرقم وهذه القائمة ليستا نهائيين، وسيحدد في اليوم الأخير الذي سيتم إرسالكم فيه، كما تم تحديد موعد اجتماع آخر. (ص34)

في الفصل الثالث، عندما يقتنع الراوي بأنه في مهمة إلى سوريا، يقرر مناقشة الأمر مع عائلته الصغيرة وزوجته وطفله الوحيد. تشير زوجته إلى إعاقة زوجها وتطلب منه عدم الذهاب إلى سوريا. لكنه يرد: أنا أقبل ما تقوله، لكن في الحرب ضد داعش، ما زلنا لا نملك توازناً. إنهم يتحدثون عن الصواريخ. أنا ذاهب للتدريب هناك (ص 37، 38) كما تحدث إلى ابنته لتهيئة الموقف للمغادرة: "أنا ذاهب إلى سوريا، أنا ذاهب وربما لن تكون هناك عودة .." (ص38)

ومع ذلك، فإنّ الفصول التسعة الأولى من مذكرات علي برشكوهي مكرسة لمراحل التحضير والاستعداد للرحيل لجبهة الحرب السورية. وأخيراً، ذات يوم قرب غروب الشمس، استقل مقاتلي كتيبة المعدات المتخصصة حافلة وتوجهوا إلى مطار الإمام في الساعة 4:30 - 5 على متن طائرة. كنا في حيرة من أمرنا بشأن الوجهة التي نتجه إليها. كانت فكرتنا أننا يجب أن نقاتل بمجرد نزولنا". (ص70)

لقد كانوا في سوريا منذ الفصل العاشر. وصلوا إلى دمشق بعد رحلة طيران استغرقت ساعتين. بعد الاستقرار في إحدى المدارس، كان أول ما فعلوه هو الذهاب بالحافلة لزيارة ضريح السيدة زينب (سلام الله عليها) والسيدة رقية (عليها السلام) مساء. بعد الزيارة ، يعودون إلى حيث تمركزوا. كان من المقرر أن يستقلوا غداً طائرة من طراز C-130 ليصلون إلى حلب.

تصف الفصول من 10 إلى 32 الانتشار الأول في سوريا. الانطلاق من دمشق إلى حلب ثم أطراف حلب مدينة بحوص.

في اليوم الأول والثاني في الثكنات ينتظران تحديد مهمتهم. في اليوم الثالث، وبعد تناول الفطور، في تمام الساعة العاشرة صباحاً، يغادرون بالحافلة من ثكنة بحوص إلى المقر الرئيسي في الحاظر. على طول الطريق يرون عمق المأساة في سوريا. المدن والقرى التي دمرت بالكامل، سكانها الذين عاشوا على طول الطرق وليس لديهم مرافق كالماء والكهرباء والوقود والطعام ...

في الوقت الحاضر يوجه العميد حق بين الوضع في المنطقة ويشرح كيفية التعامل مع العدو. الوضع صعب للغاية. من ناحية أخرى، الطقس في قرية الحاظر شديد البرودة. يبدو أنه يتعين عليهم تغيير روتينهم تماماً والتكيف مع عملية النوم والاستيقاظ والأكل بجدية. ربما يجب أن يكون الوضع بحيث ينامون أقل في الليل أو لا ينامون على الإطلاق ويتناولون وجبة واحدة في اليوم. كل هذا جزء من جوهر الحرب. الجميع مستعدون.

من المفترض أن ينتقل عدد قليل من المقاتلين إلى مدينة زيتان. في نهاية المدينة توجد صوامع كبيرة يتمركز فيها العدو ويقصف المدينة. بالطبع، العدو يتحرك أكثر في الليل. أصيب مقاتلان وصلا إلى الخط بجروح نتيجة إطلاق قذائف الهاون. الآن هم عملياً منخرطون في حرب واسعة النطاق مع التكفيريين. الحرب التي استمرت حتى كسر خط "باشكوي" ووصولها إلى "تل الجبين"، أي بداية تحرير مدينتي "نبل" و "الزهراء"، وعندما ينكسر الخط، فإنّ القادة يهنئون العميد حق بين عبر اللاسلكي. كان أهل نبل والزهراء من الشيعة وكانوا محاصرين من قبل التكفيريين لما يقرب أربع سنوات. في كل مرة يتم تنفيذ عملية لكسر خط العدو ومحاصرة هذه المنطقة، تفشل، لكن هذه المرة تمكن مقاتلي فيلق 15 قدس في كيلان من كسر هذا الخط وهذه بداية الانتصارات التالية. ومع ذلك، استمرت الاشتباكات والحروب مع التكفيريين في أماكن أخرى. لكن المهمة التي استغرقت 45 يوماً انتهت، وبعد فترة، يغادرون جميعاً إلى دمشق، وبعد زيارة الحرمين الشريفين، مما يجلب لهم نفس أجواء الوصول، وبعد صلاة المغرب، يصلون إلى المطار و يطيرون علي متن طائرة شحن صوب إيران.

تصف الفصول من 33 إلى 35 الأيام التي لا يزال الراوي يقضي فيها الوقت مع أسرته وأحبائه. إلا أنه يقول في روايته عن الولادة الجديدة: لما جئت كان في ذهني أنني ولدت من جديد، أي حتى اليوم ارتكبت كل خطيئة وخطأ جعلها الله عز وجل في جانب واحد. لقد بدأ فصل جديد بالنسبة لي من اليوم، والآن يجب أن تتغير حياتي كلها، يجب أن تتغير أفكاري ونظراتي وكل ما كان لدي في الماضي. لأنني كان من الممكن أن أستشهد مثل هؤلاء الشباب ولم أكن كذلك، لأنّ ذلك لم يكن بإرادة الله، منحني الله فرصة أخرى للعيش عندما أتيت. هل أشارك في الحياة اليومية وأقوم بنفس الأشياء في حياتي اليومية مرة أخرى؟ من ناحية أخرى، كنت أعرف تقريباً متى كانت عملية الابتعاث التالية إلي سوريا؛ كانت لدينا فترة ارسال معينة، أي أنّ نهاية مهمتنا كانت بداية مهمة الآخرين. كان علي أن أعد نفسي ذهنياً حتى الإرسال التالي". (ص201)

تصف الفصول من 36 إلى 46 المرحلة الثانية من الارسال. عندما يعودون إلى سوريا، يذهبون إلى حلب مرة أخرى من دمشق ومن حلب إلى أكبر حامية في الشرق الأوسط في بحوص. وقال لهم العميد حق بين: هذه المرة أتينا إلى سوريا كقوات جاهزة. القوة الجاهزة تعني كرجال الإطفاء حيث يجب أن يكونوا دائماً على أهبة الإستعداد. لدي العميد خطط تهاجمية ويعمل بتخطيط. في سجله تحرير نبل والزهراء وعدة مدن أخرى، وفي حلمه الأكبر مثل تحرير حلب. العميد يعقد اجتماعاً ويشرح خطة وتصميم عملية تحرير حلب التي كانت مهمة ضخمة. يستعد الجميع للذهاب إلى الجبهة والتوجه نحو حلب، كما أنّ هناك طائرات روسية تقصف المنطقة باستمرار. كما يرد العدو بقذائف الهاون والهجمات الانتحارية خاصة مع كثرة القناصين الذين يستخدمهم لضرب المقاتلين. الراوي لديه أيضاً شريحة بطاقة إتصال سورية ويرى أنّ الإرهابيين يبعثون باستمرار برسالة مفادها أننا نقوم بعملية كبيرة ونطلب من الشعب والقوات السورية مغادرة المكان. هناك الكثير من الدعاية التي تسببت في ذعر الأشخاص العزل حول حلب وهروبهم من منازلهم. ذكرت الرسائل أنّ لدينا 5000 جندي وأن عمليتنا ستبدأ قريباً وأننا سنوجه ضربة كبيرة للإيرانيين حتى نلقنهم درساً يتذكرونه إلي الأبد. من ناحية أخرى، يضغط المقاتلون على العدو، لكنهم يقاومون. قاموا بضرب الشباب من كل حدب وصوب. يتناهى صوت إطلاق النار من جميع الجهات. استمرت الاشتباكات واستشهد بعض المقاتلين ومع ذلك، فإنّ المشاة يظهرون تضحية كبيرة بالنفس. وفي رسالة شكر ارسلها العميد سليماني إلي قوات فيلق قدس كيلان قائلاً: "لولا مقاومة قوات كيلان لكان الوضع في حلب معقداً للغاية". لكن الحرب في حلب مستمرة، وفي هذه الأثناء تعلن زوجة برشكوهي فجأة وفاة والده. وعندما يصله هذا الخبر يقدم له العميد تعازيه ويطلب منه العودة إلى إيران، لكن قلبه  مع الشباب المقاتلين. خلال هذا الوقت اعتاد عليهم ومن غير المريح له أن ينفصل عنهم. ومع ذلك، عليه العودة إلى إيران. وعندما أراد الذهاب، ودّع العميد حق بين وطلب منه أن يرضي عنه كقائد. كما أنه ودع جميع أصدقائه، لكنه يعد بالاتصال به في أقرب فرصة.

تصف الفصول من 45 إلى 49 عودة علي برشكوهي من سوريا إلى إيران واحتضان عائلته للاستعداد مرة أخرى للوقت المناسب لإرساله إلى جبهة الحرب السورية.

تتحدث الفصول من 50 إلى 54 مرة أخرى عن حضور برشكوهي في ساحة المعركة السورية، مرة أخرى، الثكنات في بحوص مزدحمة، لكن لاتوجد مبادرات لتنفيذ العمليات حينها، حتى يقوم العميد حق بين بجمع القوات ويشرح المنطقة للشباب، ويصف حالتهم و تموضع العدو على الخريطة. نظراً لأنّ قوات كيلان جاهزة جداً، يتم ترك معظم المهام الصعبة والعاجلة لهم.

بعد ذلك، كانت وظيفتهم اليومية هي ممارسة وإعداد الأدوات والمشاركة في صفوف التوجيه. يمر بعض الوقت لكن العدو لا يتحرك كثيراً ويبدو الوضع شبه طبيعي. وهكذا تنتهي الأيام الأخيرة من المهمة ويستعد المقاتلون تدريجياً للعودة إلى إيران.

يحتوي كتاب "آثار الضباب" أيضاً على ثلاث ملحقات: في الملحق الأول، يروي الراوي ذكرياته في اللواء 101. في الملحق الثاني، يتم سرد ذكرياته من حامية كهر باران ساري إلي المهدي جالوس، والملحق الثالث يتناول ذكريات عملية كربلاء الخامسة.

النصّ الفارسي



 
عدد الزوار: 2030


التعليقات

 
الاسم:
البريد الإلكتروني:
التعليق:
 

الأكثر قراءة

نبذة من مذكرات ايران ترابي

تجهيز مستشفى سوسنگرد

وصلنا إلى سوسنگرد قُبَيل الظهر. كان اليوم الثالث عشر من تشرين الأول عام 1980. لم يكن أمرها مختلفًا عن أهواز بل كانت أمرّ حالًا منها. كان قد غمرها التراب والدمار. وقد خلت من أهلها إلا ما ندر. كما أعلنت منظمّة الهلال الأحمر في أهواز، كانت لا تزال المدينة في متناول قصف العدو، ولم يأمن جانب منها من وطء القذائف والقنابل. لقد أوصلنا أنفسنا إلى مستشفى المدينة بسرعة. ما زال بابها ولوحتها سالمَين. تتقدّم المستشفى ساحة كبيرة قد حُرِث جانب منها. كأنها قد هُيّئت قبل الحرب لزرع الفسائل والزهور.

التاريخ الشفهي للدفاع المقدس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي

الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان)
لقد صدر عن حرس الثورة الإسلامية ومركز الوثائق والدراسات للدفاع المقدّس في عام 1401 ه.ش. كتابُ التاريخ الشفهي للدفاع المقدّس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي، تحت عنوان الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان) وبجهود يحيى نيازي. تصميم الغلاف يحاكي مجموعة الروايات التاريخية الشفهية للدفاع المقدس الصادرة عن هذا المركز. إذ قد اختار هذا المركز تصميمًا موحّدًا لأغلفة جميع كتب التاريخ الشفهي للدفاع المقدس مع تغيير في اللون، ليعين القارئ على أن يجدها ويختارها.
أربعون ذكرى من ساعة أسر المجاهدين الإيرانيّين

صيفُ عامِ 1990

صدر كتاب صيف عام 1990، بقلم مرتضى سرهنگي من دار سورة للنشر في سنة 1401ش. وبـ 1250 نسخة وبسعر 94 ألف تومان في 324 صفحة. لون غلاف الكتاب يحاكي لون لباس المجاهدين، ولون عنوان الكتاب يوحي إلى صفار الصيف. لُصِقت إلى جانب عنوان الكتاب صورة قديمة مطوية من جانب ومخروقة من جانب آخر وهي صورة مقاتلَين يسيران في طريق، أحدهما مسلّح يمشي خلف الآخر، والآخر يمشي أمامه رافعًا يديه مستسلمًا.
الدكتور أبو الفضل حسن آبادي

أطروحات وبرامج التاريخ الشفوي في "آستان القدس الرضوي"

أشار رئيس مركز الوثائق والمطبوعات لآستان قدس الرضوي، إلى أطروحات "تاريخ الوقف والنذور الشفهي" و"تاريخ القراءات القديمة في الحرم الشفوية" وعلى أنها أحدث المشاريع للمركز وقال: "إنّ تسجيل تاريخ الموقوفات لآستان قدس الرضوي الشفوي في عدّة مدن، هو مشروع طويل المدة. وتأسس مؤخرا قسم الدراسات للقراءت في مركز الوثائق وهو ضمن مجموعة مركز الدراسات". وفي حواره مع موقوع التاريخ الشفوي الإيراني قال الدكتور أبو الفضل حسن آبادي، شارحا برامج المركز:
مكتبة الذكريات

"أدعو لي كي لا أنقص"،"في فخّ الكوملة" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة"

سوف تتعرفون في هذا النص، على ثلاثة كتب صدرت عن محافظتين في إيران: " أدعو لي كي لا أنقص: الشهيد عباس نجفي برواية زوجته وآخرين" من المحافظة المركزية وأيضاً كتابي "في فخّ الكوملة: ذكريات محمد أمين غفار بور الشفهية" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة" وهي ذكريات أمين علي بور الشفهية" من محافظة كيلان. إثنان من المعلّمين ألّفـت السيدة مريم طالبي كتاب "أدعو لي كي لا أنقص". يحتوي الكتاب علي 272 صفحة وثلاثة عشر فصل، حيث تم إنتاجه في مكتب الثقافة