كتاب عيون النسر

تزامناً مع يوم القوات الجوية (7 شباط)

رادمهر سهيلي
ترجمة: أحمد حيدري مجد

2022-02-25


ثماني سنوات من الحرب المفروضة والدفاع الشامل ضد عدوان العدو البعثي شكلت بلا شك صفحة مضيئة في تاريخ الشعب الإيراني. خلق الرجال والنساء وكبار السن والشباب من جميع مناحي الحياة جنباً إلى جنب مع القوات المسلحة ملحمة وقاوموا العدو. كان لسلاح الجو مكانة خاصة في هذه المقاومة الباسلة. ضحى الطيارون والطواقم الشجعان بأنفسهم لمحاربة العدو الغازي. لعبت وحدات الدفاع والقاذفات والنقل المختلفة دوراً مهماً بشكل مباشر في تنفيذ العمليات المختلفة في ساحات القتال.

يلقي كتاب "عيون النسر" نظرة على تاريخ القوات الجوية وأحد وحداتها. يتألف الكتاب، الذي يتناول دور كتيبة الاستطلاع التكتيكية الحادية عشرة ودورها في الدفاع المقدس، من أربعة فصول وخمسة ملحقات.

يتناول الفصل الأول موضوع الاستطلاع الجوي وأنواعه وتاريخ التصوير الجوي في الحروب المختلفة، بما في ذلك الحرب العالمية الأولى والثانية والحرب الباردة وما إلى ذلك.

يقدم الفصل الثاني كتيبة الاستطلاع التكتيكية الحادية عشرة التابعة لسلاح الجو. تم وصف هيكل ومعدات هذه الوحدة، بما في ذلك أقسام الرحلات والمختبر وتفسير الصور والكاميرا بالتفصيل.

يتناول الفصل الثالث أهمّ أعمال كتيبة الاستطلاع الحادية عشرة منذ إنشائها عام 1959م حتى 1980م، بما في ذلك النزاعات الحدودية مع العراق قبل الثورة وحرب ظفار.

يعتبر الفصل الرابع هو في الواقع قلب الكتاب، والمخصص لفترة الحرب المفروضة ويصف وظيفة الكتيبة الحادية عشرة في تحديد ودور التصوير الجوي في الدفاع المقدس. خلال هذه الفترة، كانت الطائرة الاستطلاعية فانتوم من طراز آر . اف 4 من أهم وسائل جمع المعلومات من الخطوط الأمامية والنقاط الاستراتيجية في العراق. تنتمي طائرات F-4 إلى كتيبة الاستطلاع التكتيكية الحادية عشرة في قاعدة مهرآباد. من خلال التقاط الصور الجوية، حددت الطائرات بدقة مكان تجمع القوات والأسلحة الثقيلة، ومواقع الدفاع الجوي، ومسارات القوات الإيرانية للتسلل. إنّ الفحص الدقيق والتفسير الدقيق للصور الجوية مكّن قادة القوات البرية من التسلل إلى أراضي العدو في منتصف الليل وتنفيذ عمليات ناجحة. في بعض الأحيان، التقطت صورة واحدة ودمرت آلاف القوات الغازية، وفي أحيان أخرى أنقذت حياة آلاف المقاتلين. قلة عدد الطيارين، ونقص معدات الطيران، بما في ذلك الطائرات والكاميرات وحظر الأسلحة، لم يمنع مطلقاً الرحلات الاستطلاعية. الطيارون الشجعان والبواسل خاطروا بحياتهم عدة مرات لإعادة الطائرة بنجاح وصورها إلى القاعدة أثناء تنفيذ عمليات إطلاق نار ناجحة. استمرت هذه العملية حتى نهاية الحرب وكانت ناجحة. بالطبع استشهد عدد من الطيارين على طول الطريق. يحاول المؤلف في هذا الفصل وصف تضحيات ودور هذه الوحدة في عمليات مختلفة خلال 8 سنوات من الدفاع المقدس، بالاعتماد على الوثائق المكتوبة والمحادثات مع الطيارين والمتخصصين في كتيبة الاستطلاع الحادية عشرة.

هذا الكتاب، وكما ذكرنا سابقاً، يحتوي أيضاً على خمسة ملحقات. في الملحق الأول، تم تحديد أسماء الطيارين والمتخصصين في الكتيبة الحادية عشرة. الملحق الثاني يحتوي على مجموعة مختارة من الصور الجوية، والملحق الثالث يحتوي على صور لكتيبة الاستطلاع الحادية عشرة، بما في ذلك الطيارين والمتخصصين، والملحق الرابع يتناول صورهم في زمننا. يسرد الملحق الخامس أيضاً المصادر المستخدمة في الكتاب.

الكتاب بقلم محسن شير محمد، نشره مركز النشر الاستراتيجي للقوات الجوية عام 2018م، في 400 صفحة. تم اختيار هذا العمل ليكون كتاب العام لعام 2019م واختير مؤلفه ليكون مؤلف العام.

في الصفحتين 205 و 206، والذي يستند إلى محادثة مع العميد الطيار محمود كنغرلو حول رحلة التصوير الخاصة به وطيار آخر من كتيبة الاستطلاع الحادية عشرة بطائرة RF-4  أثناء عملية فتح المبين. حيث نقرأ:

في 15 مارس، ذهبنا في مهمة مع محمد ياوري لتصوير الجزء الغربي من دزفول. بناءً على نصيحة ناصر رضواني، قمنا بتعديل خطة الطيران حتى نتمكن من التواجد في المنطقة عند الساعة 12 بحيث تكون الصور أوضح عند الظهر وجميع مواقع ومعدات العدو في العمليات لتحديد منطقة فتح المبين بوضوح.

غادرنا مهر أباد في حوالي الساعة 11 صباحاً وبعد الاتصال بالطائرة البوينج 747 وصلنا إلى المنطقة الثابتة للناقلة والتزود بالوقود منها. قبل دخول سهل خوزستان، لاحظنا وجود طائرات معادية أثناء الاتصال بالرادار، وقمنا بتغيير مسارنا وانتظرنا بضع دقائق لإعلان الحالة البيضاء. بمجرد الإعلان عن الوضع الطبيعي، انتقلنا بسرعة إلى غرب خوزستان وقللنا ارتفاع الرحلة. قبل دخول المنطقة المستهدفة، وضع المساعد الطائرة في حريق خلفي وارتفع بسرعة إلى ارتفاع 50000 قدم. بانخفاض سريع، تم تقليل الارتفاع إلى 45000 قدم، ولكن تمت زيادة سرعة الطائرة إلى ضعف سرعة الصوت. فتحت الكاميرات وبدأ إطلاق النار. ولم ترد أنباء عن صاروخ سام -2، ولكن تم إطلاق مجموعة متنوعة من الدفاعات الأرضية ولم تصل إلى ارتفاعات عالية. مرت بضع ثوانٍ وعدنا إلى منطقتنا وأطفأت الكاميرات. قللنا ارتفاعنا، ووفقاً للموعد السابق، قمنا بإعادة التزود بالوقود من الناقلة في طريق العودة، ثم هبطنا في مهر آباد.

بعد ساعات من الهبوط، ذهبنا إلى المختبر مع مساعد لمعرفة نتائج الرحلة. نظراً لأننا كنا في مواقع العدو ظهراً، كان هناك القليل من الظل في كل الصور، كانت الصور واضحة جداً. في مساء اليوم نفسه، وبعد تعديل وتفسير مبدئي، تم إرسال هذه الصور إلى دزفول على متن طائرة فالكون لإرسالها ليلاً إلى قاعدة كربلاء. وطالبت قاعدة كربلاء مجدداً، غداً، بتكرار عملية التقاط الصور من المنطقة ذاتها. نظراً لأننا أكملنا المهمة مع السيد ياوري في الأمس، فقد تم تكليفنا أيضاً بتكرار الرحلة. مثل اليوم السابق، ذهبنا إلى المنطقة حوالي الظهر ولحسن الحظ قمنا بالتصوير دون أي مشاكل وعدنا سالمين. وأضاف إنّ نتيجة التقاط البصور أرسلت إلى قاعدة كربلاء مرة أخرى في نفس اليوم.

النصّ الفارسي



 
عدد الزوار: 1988



http://oral-history.ir/?page=post&id=10419