مهران، مدينة المرايا ـ 30

خسرو محسني
ترجمة: حسن حيدري

2022-05-22


نشر العراق قوات الحرس الرئاسي للدفاع عن مرتفعات قلعة ويزان ولمنع القوات الإيرانية من التقدم. جعل الشباب مرتفعات قلعة ويزان مقابراً لقوات الحرس الرئاسي العراقي وقوات المغاوير، وضيقوا الخناق كثيراً علي تلك القوات التي كانت تعتبر اليد اليمنى لصدام لدرجة أنّ بعض كبار ضباطهم تركوا قواتهم وهربوا. وصلنا إلى مرتفعات قلقلعه ويزان الأولى. كان الصراع شديداً للغاية. وسقطت قذائف الهاون مثل المطر على المقاتلين. عندما وصلنا الى قاعدة المدفعية العراقية كنا قريبين جداً. في مكان ما 200 متر وفي مكان آخر100 متر فقط. قاوم العراقيون لأنهم كانوا تحت الحصار. في الجزء العلوي من الارتفاع، وضعنا الدوشكا.. أشعل شباب الدوشكا النار في صفوف العراقيين. كما وصلتنا الراجمة و صواريخ 106.. كانت الدبابات العراقية تفر من الخندق الأمامي. لم نتمكن من اصطيادهم. لأنهم لم يكونوا في الأفق. بدأت الحرب وجهاً لوجه. تراجع العراقيون 100 متر إلى اليسار. على هذا المحور انخفضت نيران العدو بشكل طفيف. لكنه لا يزال غير قادر على الذهاب إلى الخنادق وإيقاف الدبابات. في الوقت نفسه، وصلت سيارة الدعم وجلبت المشروبات والطعام والثلج للشباب. بدافع العطش، سكبت ثلاثة مشروبات في كيس بلاستيكي خاص لرصاصات الآر بي جي، وألقيت مكعب ثلج فيه و ارسلته لهم.

كان الطقس حاراً جداً. غطى الغبار المنطقة بأكملها. رصاص العدو يسقط علينا مثل المطر. وبينما كنا نتناول الطعام، سقطت قذيفة هاون من عيار 60 على مسافة 20 متراً داخل جيب من طراز 106 مدفع ودمرت الجيب. لكن لم يصب أحد. اشتعلت النيران في الجيب.

كان الشباب منشغلين للغاية. العراقيون لم ينفكوا عن مهاجمتنا. وصلتنا كتيبة جديدة ونحن نرزح تحت رصاص العد. وتقدم أيضا قاسم مير حسيني نائب الفرقة. منذ البداية وعندما وصل إلينا بدأ في تقبيل الشباب و تحفيزهم. استقبل الشباب روحاً جديدة مع وصول القوة المساعدة ووجود قاسم مير حسيني. احتاجوا حينها على اليسار إلى دوشكا مع النائب الثاني للوحدة - سلمان بور - أخذنا بعض مقابض الدوشكا ومعنا عدد من القوات وذهبنا إلى ذلك المحور بالسيارة. تركزت كل نيران العدو في تلك المرحلة على هذا الجانب. لأنّ الشباب قد أحرزوا بعض التقدم. عندما وصلت رأيت جثث شهداء عراقيين وإيرانيين ملقاة جنبًا إلى جنب. كانت المسافة بيننا وبين العراقيين 100 متر. صعدت إلى أعلى التل ونشرت الدوشكا وقذائف هاون 60.. بدأ الشباب في إطلاق النار. لقد ذهبت مع سلمان بور إلى الخندق الواقع بين العراقيين وقواتنا. في الأخدود كان هناك طريق يؤدي إلى العراقيين. نزلناعلى هذا الطريق. كان صوت الدبابات عالياً ولم يكن واضحاً أين هم وأين يتحركون. وكان الخندق مليئا بالجرحى والقتلى العراقيين الذين لم يتمكنوا من التحرك. على بعد حوالي 60 مترًاً رأيت سيارة جيب عراقية تتجه نحونا. استلقنا على الفور على جانب الطريق. كان الجيب يتقدم نحونا عندما سقطت قذيفة هاون 60 بالقرب منه. توقف الجيب عن الحركة. اكتشفنا أنّ الأشخاص في الداخل لا بد أنهم أصيبوا أو قتلوا؛ نهضنا ومضينا قدما. وصلنا إلى الجيب. كان هناك شخصان بالداخل، أحدهما قتل والآخر، خلف عجلة القيادة، يحتضر. أنزلناهم. استدارت السيارة وعندما أردت التحرك أصابت قذيفة هاون 60 جانب الجيب وأصابت شظية سلمانبور. لكنها لم تكن خطيرة للغاية. تم ثقب الإطارات الموجودة على الجانب الأيمن من الجيب بنفس مدفع الهاون. لم نستفد منه وعدنا إلي الخلف. جاء العديد من قواتنا إلى الخنادق وساروا نحو العراقيين. ذهبنا معهم إلى أعلى المرتفعات حيث كان العراقيون. لاحظنا العراقيون فقاموا على بعد 50 متراً منا وأعربوا عن اهتمامهم بنا بإطلاق قذائف آر بي جي وقذائف المدفعية. أصيب بعض مقاتلينا واستشهد البعض الآخر، وتمكن البعض الآخر من الوصول إلى قمة الخندق. جاء إلينا عدد كبير من العراقيين، أصيبوا جميعاً وقتلوا برصاص قواتنا. كان حوالي 30 عراقياً على وشك الوصول إلى معاقلنا على التل.

يُتبع...

النصّ الفارسي



 
عدد الزوار: 1398



http://oral-history.ir/?page=post&id=10549