حوار مع إبراهيم أفشار:

فيما يتعلق بالتاريخ الشفوي لمطبوعات إيران الرياضية

مريم أسدي جعفري
ترجمة: حسين حيدري

2019-07-21


 

موقع تاريخ إيران الشفهي – تعتبر الصحف الرياضية المتخصصة وصفحات أخبار المواقع الرياضية، واحدة من أكثر وسائل الإعلام شعبية، خاصة عندما يتعلق الأمر بكرة القدم! إنّ مهنة الصحافة والمراسلة مليئة بالمنعطفات والخبرات الثمينة للمراسلين المستقبليين وهي في نفس الوقت ذريعة لإحياء ذكرى الأسلاف بسبب الديناميكية والإثارة التي لا تنتهي. في هذا الصدد، وافقت المكتبة ومركز الوثائق والتاريخ الشفوي للأكاديمية الأولمبية الوطنية، على إنشاء "قسم التاريخ الشفهي"، معتمدة أربعة مشاريع للتاريخ الشفهي تحت عنوان "تاريخ صحافة الرياضية الإيرانية الشفوي "، "التاريخ رياضة المرأة الإيرانية الشفهي"، "تاريخ كرة القدم الشفوي"  و" التاريخ المصارعة الروامنية الشفوي في إيران "، حيث أنّ أول مشروع بدأه إبراهيم أفشار، وذلك برئاسة" التاريخ الشفوي للصحافة الرياضية الإيرانية " .

نشط إبراهيم أفشار، كصحفي رياضي، قبل 40 عاماً وكان نشطاً في وسائل الإعلام مثل (كيهان ورزشي)و (نگاه ورزشي)و (أسبوعبة تماشاكر). ووصل شغفه بالصحافة الرياضية إلى كتابة العديد من العناوين في التاريخ والتاريخ الشفوي للرياضة، بما في ذلك "موسوعة التاريخ الشفوي والرياضة في طهران"، "آسيد حسن دست بالا: استناداً إلى حياة البطل سيد حسن رزاز" و "تاريخ رياضة إيران" . وأشار السيد إبراهيم أفشارإلى إهمال مذكرات الصحفيين الرياضيين الذين عاشوا في الفترة الماضية وأكد: "بالنسبة لي، على مدى السنوات الأربع والثلاثين الماضية، لا يزال حوالي ثلاثين سنة قادمة يمكن العمل عليها. ولكن للأجيال الأولى من وسائل الإعلام الرياضية التي أصبحت مذكراتهم في مهب الريح! الآن نحن نواجه تنأسف ونتأفف علي ما ضاع من  مصادرشفوية قد اختفت وتركنا من خلالها بعض الهواجس والفراغات التاريخية الهامة. لقد أوضحت المقابلة التالية، بعض قضايا، مشروع تاريخ الصحافة الرياضية الإيرانية الشفوي عن طريق إبراهيم أفشار.

* هناك معلومات مثيرة للجدل حول المجلات الرياضية الإيرانية الأولى. في بعض المقالات العلمية، لم يذكر أسماء بعض المجلات. ما هي المصادر التي تستخدمها للتطرق إلى المجلات الرياضية الإيرانية للحصول على معلومات دقيقة؟ وأخبرنا قليلاً عن تشكيل الصحافة الرياضية في إيران.

إذا كانت صحيفة ميرزا صالح شيرازي (كاغذ أخبار) تعتبرأول منتج للإعلام المكتوب في إيران، فإنّ محرم 1253عام  الموافق  مايو 1838م، والتي طُبعت أولي نسخها، تعتبر مصدرنا، الذي مضى أكثر من 180 عاماً عليه. مع الاستدلال نفسه، إذا كان تاريخ الأخبار الرياضية الأولى المبينة في وسائل الإعلام الإيرانية في وسائل الإعلام بعد (كاغذ اخبار) والتطور المتزامن للرياضة الحديثة في إيران، فهناك حوالي 150 عاماً انقضت من تاريخ الصحافة الرياضية في إيران. بالطبع، في الجيل الأول من الصحف الإيرانية، التي كانت تنتمي إلى الأخبار الحكومية والسياسية والاجتماعية، كان الحديث أقل عن الرياضة. لأنّ الرياضة في إيران لا تزال في الهامش وتنتمي إلى أجانب يعملون في البلاد. مهما كانت النوادي والرياضيين وعشاق الرياضة، الذين يطلبون من الصحف أن تعمل في مجال الرياضة والتربية البدنية والأندية، فلن يجدوا آذانا صاغية تلبّي لهم ما يطمحون إليه آنذاك. أذكر أنّ السيد صدري ميرعمادي، والذي يعتبر من الجيل الصحفي الأول، الذي قال لي إنه يتعين علينا أن نلتمس مسؤولي الصحف من أجل تشكيل طاقم رياضي لتغطية ما يحدث من نشاطات رياضية.  بالطبع، بعد تشكيل الألعاب الرياضية الحديثة في إيران وإنشاء الأندية الرياضية، فإنّ الصحف قامت بتغطية الأخبار الرياضية. لأنهم يواجهون تنمية متجددة لما تصنعه الرياضة الحديثة، وخاصة كرة القدم، المتوهجة في قلوب الشباب في إيران بشكل كبير. من خلال إرسال أول فريق وطني إيراني إلى الخارج (بادكوبه)، والذي بدأ حوالي عام 1925م ، استمرت رياضة إيران في الدخول في مسار عالمي وممارسة الصحافة الرياضية نفسها. كانت مجلة رياضية خاصة في عام 1928م، تحت إشراف الرابطة الوطنية للتربية البدنية.  وكان سيد محمد شعاع، مدير ومؤسس نادي (شعاع)، نشر أيضاً مجلة أكثر احترافًا تسمى (آيين ورزش) في يوليو عام 1935م. منذ أوائل العشرينيات من القرن الماضي، عندما تم نشر مجلة (نيرو وراستي) باعتبارها المجلة الرياضية الإيرانية الأكثر تأثيراً من قبل مهران، فجأة تسقط الصحافة الرياضية الإيرانية وتؤثر تأثيراً غير عادي على التطور الروحي والفكري والتكنولوجي للأبطال الرياضيين. بعد ذلك، وفي ثلاثينيات القرن الماضي، أبصرت جريدة  (كيهان ورزشي) النور وأعقبتها (دنياي ورزش)، والتي كانت تعتبر مصدراً لنشاطيهما. لقد درست كل هذا التاريخ من خلال الأفلام الوثائقية أو الأرشيف أو التحدث مع الناشطين والشهود عايشوا تلك الفترة.

 

من بين أولي الناشطين في مجال الصحافة الإيرانية (أول المحررين والمراسلين) هل هناك شخص على قيد الحياة تنوي إجراء مقابلة معه؟

رحل الجيل الأول من نشطاء الساحة الصحفية الإيرانية، منذ زمن ليس بقريب، كما أنّ الجيل الثاني من كتّاب ومحرري هذا المجال في وطننا، بقي القليل منهم جداً، حيث أبتلي البعض بمرض الزهايمر أو اتخذوا العزلة أو يعيش عدد منهم في نقاط متفرقة في سائر أنحاء العالم. للأسف الشديد، حتي أننا لا نمتلك بضعة دقائق مصورة أو مسجلة لأحمد اسبهاني، أو مير مهدي ورزنده، وصدري ميرعمادي ومنوجهر مهران وأبوالفضل صدري.

ما هو الإطار الزمني لتسجيل التاريخ الشفوي للصحافة الرياضية؟ هل تبدأ مع المجلات الأولى - بناءً على السؤال الثاني - أو مجرد الاطلاع على المجلات ما بعد الثورة؟ ماهو العدد المستهدف من المجلات؟

سأراجع فترة 150 عاماً في كتابة الرياضة الإيرانية، سأعير إهتماماً لكل الجهود الأولية لتكريس أول أعمدة رياضية للطباعة في صحف الجيل الأول ثم نشريات الجيل الأول من المنشورات الرياضية الاحترافية. ثم سأصل إلى الأربعينيات من القرن الماضي، ذروة كتابة الأحداث الرياضية بشكل كلاسيكي. الفترة التالية هي فترة الثورة، ثم حقبة الازدهار في السبعينيات، عندما أصبحت المجلات الرياضية فجأة تباع وتقرأ علي الأكشاك، والجزء الأخير من هذا التأريخ هو عصر المجد والعظمة الرياضية التي لم تكتب بعد. بالنسبة لي، على مدى السنوات الأربع والثلاثين الماضية، لا يزال حوالي ثلاثين سنة قادمة يمكن العمل عليها. ولكن الأجيال الأولى من وسائل الإعلام الرياضية التي أصبحت مذكراتهم في مهب الريح! نواجه الآن نأسف ونتأفف علي ما ضاع من  مصادرشفوية التي قد اختفت وتركنا من خلالها بعض الهواجس والفراغات التاريخية الهامة.

قام أشخاص مثل سيد فريد قاسمي بإجراء أبحاث حول تاريخ الصحافة الرياضية. هل ستطلب مساعدته؟ بشكل عام، اشرح لنا تصميم فريق البحث.

سأدعو الجميع للجلوس أمام الكاميرا. من الباحثين والمحررين والكتاب والمصورين ورسامي الكاريكاتير والمصممين وحتى الخدم وأصحاب المطبعات.

 

إنّ تعليقك على اختيار الأشخاص الذين تمت مقابلتهم رائع جداً. بما أنك نشطت في مجلة (كيهان ورزشي)، وكانت هذه الجريدة من أكثر الصحف الرياضية نجاحاً، هل تعد مقابلة رواد هذه الجرائد بالأولوية بالنسبة لك؟

بطبيعة الحال، يتم تغطية جزء من التاريخ الشفوي للصحافة الرياضية الإيرانية من خلال جريدة (كيهان ورزشي). ولكن ليس كل العمل.

ما هي أساسيات مقابلات التاريخ الشفوي للصحافة الرياضية؟ هل تنوي أن تدرس وتبحث الخبرات التي عايشها وجربها المراسلون أو تستهدف ذكرياتهم؟

التاريخ الشفوي يختلف اختلافاً جذرياً عن الذاكرة، رغم أنها لاتخلو من الذكريات أيضاً. محور مقابلاتي يتمحور على مجالات ظهور المنشورات الرياضية في إيران، وتأثير التطورات الرياضية في إيران على المنشورات الرياضية، وتأثير الحداثة عليها، وقضايا ومشاكل نشر المجلات الرياضية، والأزمات وطرق الخروج منها، وكيفية تشكيل فرق التحرير الرئيسية في وسائل الإعلام، وميزات الطباعة والنشر، والتعليقات الاجتماعية السياسية، والتداول الذي كانت تمر به، وموجزات الأخبار، وإمكانية الحركة الموازية أو غير الحدودية مع تنظيم الرياضات في البلاد والصراعات والنزاعات، وشبكات المبيعات، والأدب الرياضي، واستخدام الإعلانات المباشرة وغير المباشرة، وأيضاً معالجة ودراسة مكانة الصورة وما يدخل ضمنها.

إلى أي مرحلة وصل مشروع تاريخ الصحافة الرياضة الشفهي، مَن تحاول في الوقت الراهن ؟

لدي الآن قائمة  تتكون من ثلاثين إلي أربعين شخصاً، تضم جميع الشهود والناشطين في مجال الصحافة الرياضية في مجموعة متنوعة من الساحات والتواريخ. كأول شخص ذهبت إلى السيد منوجهر زندي. والثاني هو أحمد عبد اللهي ورويداً رويداً سألتقي بشخصيات أخري.

برأيك كم ييستغرق هذا المشروع من الوقت لينتهي؟

لقد درست فترة تتراوح بين ثمانية عشر شهراً. لكن قريباً جداً سأذهب إلى تاريخ (آقا مدد) الشفوي،  السيد رسول مدد نوعي والذي يعتبر أكبر مكتشف للمواهب الرياضية في البلاد، كنت أتمناه منذ سنوات عديدة.

 

ما رأيك في أهمية وضرورة تسجيل تاريخ الصحافة الرياضية الإيرانية الشفوي ؟ هل تعتبر هذا الإجراء ضرورياً للحفاظ على اسم الرواد الصحفيين البارزين، أو هل يمكنك النظر إلى هذا المشروع كوسيلة حل للصحفيين الرياضيين في المستقبل؟

لسوء الحظ، وبسبب إهمال المديرين الثقافيين للرياضة الإيرانية، فُقد التاريخ المكتوب والشفوي للصحافة الرياضية في البلاد. من الأجيال الأولى والثانية من الصحفيين والكتّاب الرياضيين الإيرانيين، مثل أحمد اسبهاني وصدري ميرعمادي وأسد اللهي ودري وبهمنش وزرافشان وزاهدي وغيرهم، ماتوا جميعًا وأخذوا معهم ذكرياتهم حول الدوافع الأولى ونهج وسائل الإعلام في الرياضة الإيرانية إلي القبر ودفنت معهم، ربما بقي القليل جداً من الجيل الثاني من الصحفيين الرياضيين الإيرانيين علي قيد الحياة، وهم، إذا لم يشمر عن ساعد الجد، سينتهي بهم الأمر قريباً ويواجهون آلام مثل مرض الزهايمر والعزلة التامة. الآن، وربما من خلال الاعتماد على استثناءات هذا الجيل، وكذلك شيوخ الجيل الثالث من الكتّاب الرياضيين، يمكن حفظ مشروع التاريخ الشفوي للصحافة الرياضية، وذلك بمساعدة ذاكرتهم على فقدان الضائع، أو بناءً على مذكرات ووثائق مكتوبة من النصف الأول من القرن المنصرم  للكتاب الرياضيين في إيران، يمكن تجميع وثائق مهمة يستخدمها الأجيال في المستقبل. من هذا المنطلق، وكلما مر الزمان، سيكون بقاء الجيل الثالث من الكتاّاب الرياضيين معرض للتهديد بسبب فقدان الذاكرة ومن البديهي جداً، أنه وبعد رحيلهم، ستكون الكثير من الذكريات والأسرار ومجزءاً كبيراً من تاريخ الصحافة الإيرانية عرضة للإندثار والنسيان. أتمني أن يعلم من يقرأ ويشاهد تاريخي الشفوي، أننا نواجه تحديات ومنعطفات كثيرة، بالرغم من أنه لا يعتبر أحد من هذه القضايا شيئاً!

النصّ الفارسي



 
عدد الزوار: 3236



http://oral-history.ir/?page=post&id=8678