ليالي الذكريات في نسختها الخامسة بعد الثلاثمئة

ذكريات رئيس بلدية طهران وثلاث رواة آخرين في ذكري عمليات إستطلاع "بمو"

مريم رجبي
ترجمة: حسن حيدري

2019-09-19


وفقاً لموقع تاريخ إيران الشفوي، أقيم برنامج ليالي الذكريات للدفاع المقدس في نسخته الخامسة بعد الثلاثمئة مساء يوم الخميس الموافق 29 أغسطس لعام 2019م في صالة سورة الفنية. تحدّث في هذا الإجتماع كل من السيد محمد عظيمي، وبيروز حناجي، وأحمد أستاد باقر ومسعود شادلو عن شجاعة وبسالة الأفراد الذين قاموا بعملية إستطلاع منطقة بمو الجبلية. حيث أنّ برنامج ليالي الذكريات للدفاع المقدس في نسختها الخامسة بعد الثلاثمئة خصّصت فقرة لتقديم كتاب " بمو: ذكريات عملية إستطلاع منطقة قصر شيرين وذهاب" في اصدار جديد.

بعض النقاط المهمة

كان العميد الحاج محمد عظيمي، قائد معسكر النجف الأشرف، الراوي الأول للبرنامج. حيث قال: "قبل أن نتحدث حول ذكريات بمو، أريد أن أشير إلي بعض النقاط. النقطة الأولى هي أنّ الدفاع المقدس هو كنز ثمين للغاية في بلدنا وللأسف لم نتمكن من استخدامه بشكل جيد حتى يومنا هذا. كما أننا لم نتمكن من شرح عدد قليل على الأقل من حقائق الدفاع المقدس حتى يولي الجيل الحالي والمستقبل المزيد من الاهتمام لما حدث.  قام أصدقاؤنا بالإهتمام وبذل جهود في هذا المجال ونشروا العديد من الصور، في رأيي أنّ كل صورة يمكنها أن تكون درساً وعبرة. هل يمكن للمقاتلين بهذه الفئة العمرية  وقدراتهم العملية أن يفعلوا ما فعلوه في ذلك اليوم؟ واحدة من أهم القضايا التي يجب الانتباه إليها هي أنه يجب تحليل كل عمل وفقاً لظروفه الخاصة. إذا جلسنا اليوم لنحلل الدفاع المقدس الذي حدث في بلدنا في برهة من الزمن، فقد لا نحصل على نتائج جيدة لأسباب عديدة. لأنّ ظروفنا اليوم مختلفة تماماً. في ذلك اليوم، كانت القوى البشرية الأكثر قدرة والتي كان يجب أن تدير هذه المشاهد هي نفس المحاربين الذين نراهم في صورهم هنا. كم كانت خبرتهم؟ ماذا كانت تجاربهم وقدراتهم في موضوع الحرب والعمل العسكري؟ من قادتنا ومدرائنا إلى عامّة قواتنا القتالية، لم تكن لديهم أي خبرة تُذكر. لكن كما ترى، في مشاهد الحرب الصعبة هذه، كانت هناك أشياء لم يتوقعها أحد. هذه حقائق لا يمكن لأحد أن ينكرها.

كانت العملية في منطقة بمو عبارة عن عملية بها الكثير من التفاصيل، وذلك نظرًا للمنطقة غير السهلة والصعبة للعبور، اعتقد الكثير من الأصدقاء أنه لا ينبغي القيام بالعملية في هذه المنطقة. بالبطع إختيار العملية في هذه المنطقة كان لها أسبابها الخاصة. كان يجب إختيارها ولا بديل لذلك علي الإطلاق.

النقطة الثانية التي أود أن أقدمها لكم هي أنه بفضل الله تعالى وتضحية المحاربين والتضحية غير المسبوقة لأمتنا، تمكنا اليوم من الوصول إلى العديد من الأماكن التي حاولوا فيها وفشلوا في الوصول لها. ذهب الأصدقاء إلي أعلي قمة الجبل والتقطوا  الصور. في الوقت الراهن تلك المنطقة في أيدي المحاربين عندما نمضي على الطريق، ندرك عظمة عملهم. أي أنّ هؤلاء المقاتلين الذين كانوا يعملون في الخطوط الدفاعية، تحملوا صعوبات كثيرة لا تعدّ وتحصي بهذه السهولة، كما يجب علينا أن ننظر إلي هذه القضية كنقطة تحول في الدفاع المقدس.

ثالثًا، كانت لدينا ظروف معينة في الغرب ومراكزنا السنية كان جزءاً من أهالي محافظة كرمانشاه والمراكز الحدودية، وهم يتحدثون اللغة الكردية .  إحدى القضايا التي فكر فيها العدو منذ الأيام الأولى للثورة والتي كان يمكن استنتاجها هي استخدام هذا التنوع العرقي والديني. لقد ظنوا أنّ بإمكانهم وضع هذا الجزء من البلاد في وضع يمكنه الوقوف في وجه الثورة بشعارات كردية وحجج دينية. بالمناسبة ، حدث عكس ما كانوا يتمنونه، وقد تم ذلك من قبل أشخاص مثل الشهيد محمد بروجردي. من بين 9800 شهيداً في محافظة كرمانشاه، هناك 1382 شهيداً من الأكراد السنة الذين يتحدثون باللغة الكردية، حيث يشكلون نسبة كبيرة من شهدائنا بما يتناسب مع عدد سكانهم في ذلك الوقت. إنّ 730 من شهدائنا هم من منطقة دالاهو. لقد استشهدوا في إشتبكات مع عناصر مناوئة للثورة الإسلامية.

في اليوم الأول وبجانب مزارع الكروم (العنب)

عندما يتعلق الأمر ببدء العملية في بمو، لم أكن في وحدة قوات عملية الإستخبارات، كنت حينها مسؤول مقر جوانرود، كما كان القائد الحاج أكبر حبيبي قائد تلك الوحدة. كان الحاج رحمن حيدري مسؤولاً عن العملية. جاء الشهيد محمد إبراهيم همت وعقد اجتماعاً. حيث يعتبر الاجتماع الأول لهذه العملية. لأنّ الشهيد همت كان يعمل في منطقة باوه من قبل، كان أنّ بين جوانرود  وباوه أوجه تشابه و مشتركات كثيرة. كما كان يعلم أنّ لدينا قوة محلية في المنطقة وأنّ أشقائنا السنة يعملون على مستويات مختلفة. كانت معظم قواتنا محلية. كان لدينا أيضاً عدد من القوات التي أرسلها القادة الذين كانوا في المنطقة، مثل الشهيد سعيد مهتدي من أهالي بيشوا. جاء بعضهم إلى جوانرود مع الشهيد والبعض مع الحاج رحمن حيدري. كما جاءت قوات من شيراز والمناطق المحاذية لها أيضاً. كانت لدينا قوات أرسلوها إلي تلك المنطقة من جميع أنحاء إيران. لأنّ الحاج همّت لديه المعرفة الكافية للمنطقة، قال للحاج أكبر نريد أن نقوم بالعمليات في هذه المنطقة. بسبب حساسية هذه العملية، لا نريد أن يعلم السكان الأصليون. وأن تقوم  القوات المرسلة بمساعدة مقاتلي فيلق 27 محمداً رسول الله (ص) .كما كان القائد الحاج بابائي إنساناً محبوباً ويحظي باحترام الجميع والذي قبل هذه المهمة. فصل أربعة أو خمسة منّا وقال: "لا علاقة لكم بقضايا الإدارة من الآن فصاعداً. اذهبوا وساعدوا المقاتلين في وحدة استخبارات الفيلق". لم يكن لدينا مقر أو قاعدة في المنطقة. تم تحديد استطلاع الحد الأدنى من المنطقة، ولكن ليس بمهمة محكمة، لا!

في اليوم الأول الذي قررنا فيه الذهاب إلي المنطقة، ذهبنا إلى منطقة (شاخ شميران). لم يكن العراقيون متمركزين هناك، لكن كان مقراً للبارزانيين الحاليين. لم يقيموا بشكل دائم، لكن كانوا يشرفون علي تلك المنطقة. في اليوم الأول، كان على جميع فرق الفيلق ومقاتلي وحدة الإستخبارات الذهاب إلى المنطقة والبقاء هناك من الليل حتى الصباح، وألا يرانا أحد. كنا قلقين بشكل خاص بشأن تواجد البارزانيين في هذه النقطة. إذا شعروا بوجودنا،  فسيتم تدمير كل شيء. في المنطقة الحدودية بيننا وبين شاخ شميران، كانت هناك حديقة ونافورة. لم نقترب من الينابيع حتى لا يرانا أحد. ذهبنا إلي الأعلى. كان الطقس حاراً جداً وكان الطقس صعباً للغاية. لم يكن هناك شجيرة أو شجرة أو ظل نحتمي به. بقي المقاتلون مستيقظين حتى غروب الشمس للتعرف على المناطق ومن ثم تقسيم العمل وقام كل فريق بمهمته وعمل في المنطقة. استمر تواجد القوات حتى غروب الشمس. كان العطش والجوع يضعان الكثير من الضغط علي كاهلنا. كانوا تحت الشمس الحارقة. كان معظم المقاتلين قد شعر بالتعب والإرهاق في ذلك اليوم، مع غروب الشمس، اقتربنا من ينابيع المياه، لأنّ إحتمال توافد البارزانيين إليها ضئيل جداً، حيث رأينا بساتين العنب يانعة. لقد تناول المقاتلون العنب بالمياه الحارة التي كانت تتدفق من ذلك النهر الجاري. تناول المقاتلون الكثير من ذلك العنب، أصبحت الأجواء مظلمة، ورأينا لايمكن لأيّ فريق القيام بمهامه الليلة. في تلك الليلة عدنا إلي المقر وحصلت ظروف أوكلنا العمل إلي وقت لاحق.

فريق أخينا قهرماني وشهداء بمو

 بعد ذلك تم تقسيم القوات إلي فرق متعددة و تم العمل علي مضيق باويسي حتي بحيرة دربندي خان. كانت عملية إستطلاع عملا شاقاً حقاً. لقد عمل المقاتلون بجد. كان معنا شخص يسمّي الشهيد قاسمي و وتتقدم جمله مفردة الأخ. كان آذرياً ويتحدث بشكل جيد. كان يكررها بشكل كبير حيث أطلق عليه (داداش قهرماني) أخي القهرماني. دخل هو وفريقه المكوّن من سبعة أشخاص داخل صخور بمو. للأسف لم نعثر عليهم بالرغم من كل جهودنا المبذولة. أفادت إحدى القوات المناهضة للثورة العائدة بأنهم كانوا عالقين في الصخور في نفس الوقت ولأنهم لا يملكون الخبز والماء،  فقد استشهدوا جميعاً، بعد ذلك سارت قوات البحث بقوة وجلبت بقايا جثثهم. بإستثناء فريق الشهيد قهرماني، لقد فقدنا خمسة من أبناء جوانرود أيضاً. من بينهم الشهيد حسين رشيدي و الذي يعد الإبن الوحيد للأسرة. كان عازماً علي الصعود إلي أعلي نقطة في بمو. ذهب من الطريق الذي كان يمكنه أن يصل إلي مبتغاه. لقد بقي حوالي 20 متراً ليصل، حيث واجه صخرة ووقع داخلها. مهما حاول المقاتلين لم يستطيعوا إنقاذه واخراجه من بين الصخور. صمد ساعتين في تلك الظروف، ومن ثم سقط واستشهد".

تحويل أكبر تهديد إلى أكبر فرصة

كان الراوي الثاني لبرنامج ليالي الذكريات في نسختها الخامسة بعد الثلاثمئة، هو مواليد عام 1964م في مدينة طهران. كما أنه حائز علي شهادة الدكتوراه في الترميم الحضري وإعادة بناء المدن التاريخية. شارك في الحرب المفروضة من قبل العراق علي جمهورية إيران الإسلامية و منذ عام 1981 حتي عام 1988م في عمليات مختلفة ومنها مطلع الفجر، والفجر التمهيدية وخيبر و... إلخ. وقد شارك في بناء جسر خيبر في جزيرة مجنون وعدة عمليات هندسية وفي تصميم وبناء المستشفيات الميدانية وإعادة التأهيل في حالات الطوارئ. كان بيروز حناجي، رئيس بلدية طهران، الراوي الثاني للبرنامج. حيث قال: "في سبتمبر عام 1980م وبعد انتصار الثورة الإسلامية، حدث شيء في البلاد ربما كان أعظم تهديداً للبلاد حينها إذا ما قمنا بتقييمه ودراسته في الوقت الراهن. لقد انهار الجيش والوضع الداخلي غير مستقر. كان لدينا اضطرابات في أنحاء مختلفة من البلاد، مثل كردستان وتركمانستان وغيرها، وكان الغزو العراقي لإيران يشكل تهديداً مكملاً لتلك الأحداث. إنّ تحويل التهديد إلى فرصة هو أحد الأهداف التي تسعى الإدارة الإستراتيجية لتحقيقها، وقد فعل الإمام الخميني (رحمه الله) ذلك. إذا كانت البلاد اليوم تتمتع بالكرامة وتعمل في سياق "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة" في المنطقة، فذلك بسبب كل الجهود التي بذلت في ثماني سنوات من الدفاع المقدس التي أرست الأساس لها. إنّ تحويل التهديد إلى فرصة وتحويل مزايا البلاد إلى قدرة ومنع نقاط الضعف من أن تصبح تهديداً هو ما فعله الإمام رحمه الله. كان لدينا في ذلك الوقت جيلاً شاباً في البلاد وهذا الجيل الشاب و المتحمس، كان يعتبر دعماً قوياً.

 

الصداقة مع إبراهيم هادي

كنت في السابعة عشرة أو الثامنة عشرة من عمري. بسبب الأجواء السائدة في البلاد، ومباشرة بعد حصولنا على الشهادة الإعدادية، ولأنّ الجامعات كانت مغلقة وبدأت الحرب، اخترنا هذا المسار. ذهبنا إلى غيلان غرب مع بعض أصدقائي بذريعة رش الخنادق والقضايا التي تورط فيها المقاتلون. لم نر أنفسنا كمحاربين. وصلنا إلى المحطة، ركبنا الحافلة وتوجهنا إلى إسلام أباد. وصلنا في السادسة أو الثامنة صباحاً، ثم اضطررنا للجلوس في السيارة مرة أخرى والسفر إلى غيلان غرب. كانت السيارات تأخذنا خطوة بخطوة. واجهت ذات مرة مشهداً ما زال عالقاً في ذهني. نزلت عند تقاطع الطريق السريع المؤدي إلى غيلان غرب. رأيت محارباً علي رأسه قبعة وذو لحية طويلة. كان مرتدياً سروالاً كردياً، ورابطا ظهره بوشاح، وكانت بندقية G-3 على رقبته. اعتقدت أنّ جميع المقاتلين كانوا بهذه الزي. لم نشارك كثيراً حتى ذلك الحين. في البداية كنا خائفين بعض الشيء ، لكننا دخلنا في سيارة بيكان وتوجهنا نحو غيلان غرب. هذا الشخص هو الشهيد إبراهيم هادي، وبعد ذلك كوّنت معه صداقة. استشهد في عمليات والفجر التمهدية و فقُد ولم يعد جثمانه إلي يومنا هذا. كان الرجل يقوم بنقل المقاتلين الجدد ليلاً إلي الجبهات الأمامية في منطقة غيلان غرب. ومن أجل أن ينتزع خوف المقاتلين، يقول لهم صفقوا، وهم يفعلون ذلك ويقول لهم تلك هي الدبابة العراقية. كان رجلاً شجاعاً بمعني الكلمة ولايخشي من شيء أبداً.

ثلاثة كُتب

واحدة من الأشياء الجيدة التي قامت بها دائرة الفنون لتسجيل أحداث الحرب والثورة هي نشر الكتب. في هذه الكتب المنشورة، أعتقد أنه أتيحت لي الفرصة لإجراء بحث ما، حيث هناك ثلاثة كتب لها قيمة بحثية غنية، وأحدها "بيمو" ، والآخر "الفئة الأولي" المشار إليه من قبل المرشد الأعلي، و "دا" . كتاب "الفئة الأولي" هو قصة مجموعة من كتيبة واحدة ولواء واحد وقسم واحد في إحدي الليالي حتى الصباح من عملية الفاو (الفجر الثامن)، واستشهد خلالها  الكثير منهم، وبقي عدد قليل منهم كذلك. أود أن أشكر زملائي في المنظمة الإسلامية للدعاية والإعلان الذين تابعوا هذا العمل. رأيت علامات على أنّه أمر ينبغي متابعته بقوة أكبر. لقد رأيت مؤخراً في برنامج لقناة أجنبية، حيث قرأ أحد الفنانين قصيدة شعر عن الباسيج ومحاربينا. هذا العمل له دلالته. أي أنه على الرغم من كل تصرفاتهم، شعروا أنّ الناس يقدرون هذه الذاكرة وهذه التجربة ولا يمكنهم  سلبها وإنتزاعها من الناس. إنهم يسعون لمصادرته، وإلّا فلن يكون من الممكن أن يكون لديهم فيلم عن المحاربين واحترامهم. في رأيي، هذه قضية مهمة وبالتالي فهي تضاعف مسؤولية وأهمية تسجيل هذه الذكريات والأحداث بشكل صحيح. لأنه إذا لم يحدث ذلك، فسيسرده  شخص آخر بطريقة أخرى. كما أنّ الكتابة السلسة إلي جانب الذكريات الجميلة، لهو عمل بحثي كبير. عادةً ما يكون المحاربون ليسوا كتابا، أو إذا كانوا كذلك، فليسوا متحدثين لبقين. عليك أن تستخرج الكلمات منهم وأن تخطّها بشكل رائع ودقيق، حيث عندما يفتح شخص ما هذا الكتاب، لايمكنه إغلاقه علي الإطلاق. كتاب "دا" أعطاني شعوراً آخر. معالم خرمشهر كانت واضحة، جامع، شط ، مقبرة ... تم كتابة هذا الكتاب بطريقة تمكنت من رسم صورة وخريطة لخرمشهر. كان جذاباً للغاية. عندما فتحت الكتاب، لم أرغب في إغلاقه.

والفجر التمهدية

لم أكن محظوظاً لأكون في منطقة بمو العملياتية آنذاك، لكنني قرأت الموضوع من خلال كلمات أحمد أستاد باقر (في الدفاع المقدس المعروف باسم الشيخ أحمد) في الفصل 3 من كتاب "بمو". الرفض في ذلك الوقت لم يكن عملاً سهلاً. كان له العديد من التداعيات وتسبب في مناقشات هامشية أخرى، لكن تم تسجيلها في تاريخ الحرب بأنّ المحاربين صغار السنّ  المتواجدين في وحدة المخابرات العسكرية  والذين كانوا متواجدين في العمليات، ووفقاً للشهيد حجة الله معارف وند وفي اجتماع مكثف، أقنعوا كبار القادة العسكريين أنّ معلوماتكم خاطئة وهذا ليس ما تقولونه وأنه يجب عليكم التعامل معه بطريقة أخرى. تم إقناع القادة بالاستماع والاستئناف في نهاية المطاف.

لقد أتيحت لي الفرصة للمشاركة في عملية والفجر، والتي سميت فيما بعد باسم عملية والفجر التمهيدية، كان من المفترض أن تكون العملية "عملية ،عملية والفجر واحد، ولكن لأنها لم تكن ناجحة، ولأنها تسربت قبل البدء بها، وكان المحاربون يعملون في ظروف تمكنوا من خلالها تعقب الدبابات العراقية في السهل عندما عادوا، تغير إسم العمليات حينها. لم يتبق أي شيء من تلك الفترة ما عدي شجرة السدر ومخفر الرشيدة، ذلك المكان الذي فُقد فيه الشهيد إبراهيم هادي.الطريق الذي كان يعمل كالحصن و التلال التوأم المتبقية التي تذكرنا بالعديد من الشهداء في هذه العمليات المتعلقة بهذه المنطقة. أتذكر جيداً في صبيحة تلك العملية، وعندما كنّا نجرّ أنفسانا الأخيرة من شدة الأرق والتعب وقمنا بالإنسحاب إلي الخلف، كان السيد حجت علي أوسط من أبناء قسم الهندسة، يقوم بنقل المقاتلين عن طريق جرافة إلي الخطوط الخلفية. ركب علي متنها الكثيرون حيث لايمكنك رؤيتها علي الإطلاق.

 

 

جسران غريبان

في الفصل الرابع من كتاب "بمو" يشيرون إلى الشهيد الحاج بهروز بورشريف. أريد أن أذكر الشهيد بأنه لعب دوراً كبيراً في المهام المستحيلة للحرب. لم يقل أبداً يستحيل ويحاول إيجاد حلول لكل مشكلة. أتيحت لنا الفرصة للقاء في غيلان غرب. كان واحداً من أولئك الذين كانوا في ساحة المعركة على طول الطريق، وصمم هو وزملاؤه جسرين وهما خيبر والبعثة . يمكن مشاهدة البراعة والدقّة علي الجسرين. لم تكن مثل هذه الأمور مطروحة في أي مكان وهي نتيجة للثقة بالنفس، واحترام الذات، وإيجاد حلول للمشاكل التي كانت قائمة في ذلك الوقت. كان من المفترض أن نذهب من عمليات خيبر إلى جزر مجنون لتفعيل عملية خيبر على إحدى الجبهات. كانت المسافة حوالي أربعة عشر كيلومتراً. تم تصميم الجسر، وكان من المقرر ألّا يلاحظهما أحد ذلك. وكانت عمليات الدعم لبناء الجسر داخل البلاد. كانت جميع المنشآت الصناعية الكبرى في البلاد في ذلك الوقت، بما في ذلك (واگن سازي پارس و وسوله إيران) والعديد من الشركات الكبرى في ذلك الوقت، مسؤولة عن بناء الهيكل الأساسي أو رغوة قابلة للحقن في الجسر وكيف يشحن الجسر في المنطقة. تم نقل الجسر إلى ثكنات الجيش اللوجستية في جنوب غرب طهران. من هناك نقل بالسكك الحديدية إلى جنوب البلاد ومن منطقة خيبر بالشاحنات. كل مقطورة يمكن أن تحمل ستة أجزاء على الأقل. إذا لم أكن مخطئاً، فقد تم شحن حوالي ستة أو سبعة آلاف قطعة إلى المنطقة وضرب الجسر. كنّا نقوم بالعمليات في الأماكن التي يمكن الوصول إليها عن طريق القوارب فقط. من غير المقبول بشكل أساسي في الحروب العالمية الكلاسيكية إرسال جيش ثم دعمه بالقوارب. تم إنشاء الجسر ثم توصيله بالطريق. ما هو أغرب من ذلك، جسر بعثت الذي تم إنشاءه علي نهر أروند. قمنا بملء جزء من نهر أروند بالأنابيب. كانت فكرة كيفية وصول الأنابيب الثقيلة التي تحمل ثلاثة منها في مقطورة إلى المنطقة ووسط  نهر أروند حيث يجب أن تكون موجودة بوصلاتها هي نفسها عملية، حدثت بعقل إبداعي، حيث استخدمت الأنابيب من خلال الإستفادة من الجزر والمد وتحويل هذه الأنابيب إلي قنينة الهواء.

في كل سنة وتحديداً في شهر أكتوبر، وعندما تفتح الجامعات أبوابها للعام الدراسي الجديد، أظهر هذين الجسرين لطلاب الهندسة المعمارية كتأثير على النقاش الهندسي في الحرب، ثم تغيرت الهياكل التي بنيناها في الحرب، مع ظهور التهديدات والتحديات. في وقت مبكر من حرب العراق، لم يكن القصف قوياً جداً وكان أكبر تهديد لنا هي شظايا الهاون. كنا نستخدم الخنادق الرملية واللوح وما شابه ذلك للدفاع عن أنفسنا مقابل نيران العدو. عندما اشتعلت النيران العراقية وأصبحت الحواجز أكثر إصابة مباشرة، جلس المهندسون وصمموا إطارات شبه منحرفة تغطي مساحة أكبر من التربة لصدّ الشظايا، لكن مرة أخرى لم يكونوا محميين من الضرب المباشر أو القصف. أتذكر أنّ مستشفى خاتم في مفترق فتح كان على هذا النمط. لم تقاوم المستشفيات عندما تتعرض لإطلاق النار. كان لدى المهندسين في الحرب محاولة ملموسة، ولم يعتقد القادة أبداً أنّ الخرسانة شيء فعال، إلى أن يتم بناء العديد من المستشفيات الخرسانية. كما تم بناء مستشفى فاطمة الزهراء (س) في منطقة جويبدة ومستشفى الإمام الرضا (ع) ومستشفى في الفاو أيضاً. أصيبت إحدى المستشفيات بصاروخ واستشهد شخص. لم يتم تدمير هيكل المستشفى بالكامل وسرعان ما تم استبدال الجزء التالف وعاد المستشفى إلى حالته الطبيعية. بعد هذا الاضطراب الهائل في الحرب، وقعت هياكل خرسانية شكلت سلسلة من المستشفيات الميدانية من مدينة جويبدة حتي بيرانشهر. هذه المستشفيات لديها العديد من الميزات، وكان لديها العديد من غرف العمليات. كان في بعضها ثماني غرف عمليات مع معدات الاسترداد الكامل. كان هناك أيضا منصة هليكوبتر وإمكانية حمل المصابين. بعد الحرب، ادعى قادة هندسة الحرب أننا حطمنا سجل اللحظة الأولى للإصابة والتي يُعرف عنها بالوقت الذهبي مقارنة بحرب فيتنام، أمريكا بتلك المعدات والمرافق التي كانت تمتلكها ونحن بالمعدات البسيطة التي كانت بحوزتنا آنذاك. على أي حال، أتذكر المهندس بورشريف، الرجل الذي دعم العمليات في مجال هندسة الحرب. آمل أن ننجح في التعبير عن بعض من هذا الجهد، ليس من أجل جيلنا، ولكن من أجل جيل المستقبل، إذا كان البلد اليوم فخوراً فهو نتيجة المصاعب التي تحملها ذلك الجيل في تلك الدوقات".

الحل المثقوب!

وقال السيد أحمد استاد باقر(المعروف بالدفاع المقدس بالشيخ أحمد) أحد رواة كتاب "بمو" في برنامج ليلة ذكريات الدفاع المقدس في نسختها الخامسة بعد الثلاثمئة ذكري من تلك الفترة قائلاً: "بمو هو ارتفاع في الطرف الشمالي من سهل ذهاب، على بعد حوالي أربعمائة إلى خمسمائة متر من قرية أزكله. يبلغ متوسط ارتفاعه اثني عشر كيلومتراً وعرضه ستة كيلومترات، أي حوالي سبعين كيلومتراً مربعاً. يتراوح ارتفاع الصخور على الجوانب الأربعة بين 300 و 400 متراً. إحدى الصعوبات التي واجهناها هي أنّ أصدقائنا الذين كانوا على وشك تحديد العقبات التي واجهوها. كانت العقبة الأولى هي وجود عناصر مناوئين للثورة الإسلامية حيث كان لهم مقرات وقواعد وكان علينا أن نمر بتلك الكمائن. تم القبض على الشهيد قهرماني من قبل هذه الكمائن واستشهد في نهاية المطاف إثرهجومهم. مشكلتنا الثانية، كنا نواجه عقبات طبيعية، وهي تسلق المنحدرات، بينما كان من المستحيل عادة عبور تلك المسارات بسهولة.

 

فيما يتعلق بالحل المثقوب، من الناحية الجيولوجية، فإنّ هيكل بمو يرفعه من مائة إلى خمسمائة متر من التضاريس المحيطة به، مما يخلق صخراً وأخاديد ينشأ فيها أحد هذه الأخاديد في الأعلي، ويجرف على مساحة ستين متراً مكعباً من الصخور. كان هذا منذ ملايين السنين. تلقينا مساعدة من أصدقائنا عندما أردنا العبور والتسلق إلي مرتفعات بمو. كان الطريق عبر المنحدرات للوصول إلى سطح يتراوح ما بين متر ونصف إلى مترين مربعين، ثم اضطررنا إلى تسلق الجدار، حيث يمكن وضع إصبعاً واحداً عليه فقط ، وفي الليل كنا نمشي علي الجدار. كان بالنسبة لحل الثقب هو المكان الذي سقطت فيه الصخرة على الصخور وكان علينا المرور عبر حفرة، مثل الأنبوب، وتسلقه. داخل الحفرة التي صعدناها، كان ضيقاً لدرجة أنه يستحيل صعوده. حملتُ مطارة ماء وقنبلة يدوية وبندقية في خصري. شخص ما سوف يصعد إلي الأعلي ونحن سوف نقوم بتسليمها له. في الحفرة، اضطررنا إلى الضغط بأجسادنا للإلتصاق بالجدران. نظراً لعدم وجود حواف، اضطررنا إلى دفع أقدامنا إلى الأسفل، وبهذا الضغط ، صعدنا بضعة أمتار للوصول إلى نقطة يمكننا عبورها. كان هناك منحدراً يبلغ ارتفاعها من خمسة إلي ستة أمتار. سيتعين علينا الدخول والخروج من الأماكن التي نعرفها بالفعل. حدث وأن سقط المقاتلون من الأعلى. وإذا لم نتمكن من الإمساك بهم، فسيتعين عليهم العودة مرة أخرى. لقد صعدنا تلك الحفرة عشرات المرات. وإذا كان الجسم سميناً، فسيعلق في الحفرة. رفعنا الشهيد علي أكبر حاجي بور، والذي كان قائد لواء عمار بفيلق الرسول (ص) لأول مرة إلي الأعلي. كانت الصخور صوانا. عندما نستعد للتسلق، تعلّق ملابسنا بها و تتمزق. في ذلك الوقت كانوا يعطوننا ملابساً في كل ستة أشهر. كما أنّ الجيش لديه بصطالين طيلة السنة، كما يعطوننا نحن بصطالاً واحداً طيلة السنة، وإذا كان غير مستهلكا لا يغيرونه بجديد.عندما دخلنا إلي منطقة بمو وقمنا بعملية الإستطلاع، كان البسطال يتمزق خلال ثلاثة شهر. مهما قلنا لوحدة الدعم اللوجستي أننا بحاجة ماسة للبصطال، لا يبالون بنا. كنا نذهب للإجتماعات المهة بتلك الملابس الممزقة وكانوا يضحكون حينما يروننا بهذه الحالة. يسألوننا لماذا ارتديتم ملابسكم المدنية. إذا ارتدينا ملابس كردية، فستكون مشكلة أخرى. شعرنا بمشكلة الطعام. لأننا كنا بحاجة إلى الطعام لمنحنا القوة البدنية لتسلق الصخور. يجب أن تحتوي على البروتينات. كانوا يعاملون الجميع على قدم المساواة.

 

 

قائد اللواء علي قمة مرتفعات بمو

عندما أخذنا معنا الشهيد حاجي بور لأول مرة، علق في الحفرة لأنه كان سميناً. لا يمكن أن يصعد أو ينزل. رفعوه إلي الأعلي. كانت أنفاسه متقطعة وشعر بالإختناق. ثم ذهب إلى مرتفعات بمو وتفقدها عن كثب و قدم التوضيحات اللازمة  الذي أرادوها بالكامل. وحين عاد، كان علينا أن نتوصل إلى نفس الحل و العبور من تلك الصخور. وقف أحد المقاتلين على كتفيه ودفعه حتى يتمكن من القفز للأسفل. كنا قلقين بشأن ما يجب القيام به إذا تسبب الضغط بفتح ثقوب أوسع والسقزط من علو ستة أمتار وكسر ساقه وأصيب بأذى بسبب الضغط الذي سيحدث. سيقال حينها أنكم أخذتم قائد اللواء وحدث له ما حدث! الحمد لله لم يحدث له أي مكروه. عاد إلي الأسفل وقاموا بتقديم العلاج اللازم له. لقد كان رجلاً مدربا. لم يكن هناك من يقاتل ولا يصعد وينزل الجبل. في نهاية الطريق أخذناه في الليلة التالية إلي المكان المناسب بمساعدة زملائنا. لكن عندما وصل ركب علي متن سيارة تويوتا وذهب نحو قلاجة، لم نرهم لفترة أسبوع كامل.

كان أمامنا سهلاً مطلا عليه. طلبنا ألا يأتي أحد وأنلا تكون حركة المرور كبيرة حتى لا يظن العراقيون ومعرفة أين ستكون العملية التالية. فجأة، رأيت سيارة تويوتا قادمة في ذلك اليوم في تلك السهول  وهي تندفع بسرعة فائقة نحونا. إذا أراد أي شخص المجيء إلي هناك، فسيتعين عليه الحضور ليلاً. قلت للقوات: "اذهبوا واعتقلوه". ذهبوا، وعندما عادوا، رأيت الجميع يضحكون. سألت ما هذا؟ قالوا إنه القائد حاجي بور. شعرت بالخجل من الأمر الذي أعطيته. قلت له: "أنت تعرف الظروف، لماذا فعلت ذلك؟" حينها رأيت سيارة تويوتا مليئة بالطعام والملابس والأحذية. قال لي :"خذوا هذا علي الحساب. و سأقوم بتوفير الطعام والعصائر كلما شعرتم بالحاجة."

أصعب منطقة حرب

ثمّ تحدث مسعود شادلو. حيث قال: " لقد كنت في بمو لفترة محدودة للغاية، لكنني كنت على علاقة وثيقة مع مجيد زادبود، لذلك أري من واجبي أن أتذكرهذا الشهييد العظيم. قبل البدء بعمليات بمو، كان حاضراً في عمليات والفجر التمهيدية ووالفجر واحد برفقة مقاتلي وحدة عمليات فيلق 27 محمد رسول الله (ص)، كان دور هذا الشهيد الفقيد بارزاً جداً. في ذلك الوقت، كنت مدرباً لمعسكر الإمام الحسين (ع). التقيت الشهيد مجيد زادبود لأول مرة خلال عملية الفجر التمهيدية.

في أوائل عام 1983 في منطقة بامو، كنت  في وحدة مخابرات العمليات وبعد ذلك أعود إلى معسكر الإمام حسين (ع) وتقديم التدريبات اللازمة على الاستخبارات العملية لمختلف الوحدات. تعود معرفتي بالشهيد إبراهيم هادي أثناء عمليات والفجر. حضر في ظرف صعبة حيث كان عدداً من المقاتلين في مأزق وهم عالقون بالقنوات. كان لديّ التوفيق أن أكون هناك إلي جانب كتيبة كميل و أن أصبح دليلاً ومرشداً لوحدة مالك الأشتر لفيلق 27 محمد رسول الله (ص). لقد تخطينا الخط في عمليات والفجر التمهدية. تقدمنا حوالي خمسة عشر كيلومتراً من المحور الذي كان بيد كتيبة كميل و عبرنا من القنوات المعروفة لمنطقة العمليات. كان إبراهيم هادي علي قيد الحياة في ذلك الوقت. مهمة الليلة الثالثة كانت علي عاتقي وعاتق عباس زندي. لم يتمكن الفيلق الأيسر والأيمن من مرافقة فيلق 27 محمد رسول الله (ص) إلي الأمام. تلقينا أوامراً بالتراجع عن طريق اللاسلكي من قبل سعيد قاسمي، ضابط استخبارات العمليات. استشهد قائد كتيبة مالك الأشتر، وتمكنا من العثور على طريق وإعادة حوالي مائتي شخص بمساعدة الخرائط والبوصلات التي علمت المحاربين كيفية استخدامها. إذا ارتفعت الشمس، فإنّ حياة المحاربين ستكون في خطر.

لقد تسربت عمليات والفجر التمهيدية، لكن عمل شبابنا المقاتلون والذين يقدر عددهم بالآلاف بمهامهم. كما لُصقت مصطلحات أخري بها أيضاً. وكان الفرق في العمليات القتالية الاستخباراتية مع القوات المعادية أنهم يعرفون أنّ العملية ستفشل وتوقفوا. يحتاج بلدنا اليوم إلي أمثال هؤلاء الناس. لقد سجلوا المقاتلون في عمليات والفجر الأولي الإستخباراتية ملحمة بين الحب والعقل. قالوا للشهيد محمد راحت، لديك خمسة أطفال، لماذا تريد الذهاب لتقود فيلق عاشوراء، الفيلق الذي لم تعرفه ونريد الإشراف عليه ليلة العمليات؟ لكنه وقف وقفة رجل. أصيب بطلقة في أول ليلة من العمليات واستشهد وبقيت جنازته هناك.

عند القيام بعمليات إستطلاع منطقة بمو ، كان الأشخاص الذين يعرفون الأرض والعدو والجو، قادرين على إخبار القادة بأنّ خططكم كانت خاطئة وكان مهماً جداً، لذلك كان من المفيد عدم القيام بأي عملية في تلك المنطقة. كانت عملية المخابرات، وحدة في زمن الحرب وإنها بحاجة إلى أن تعرف أكثر من أي شيء آخر، العدو والمنطقة. كان الشهيد مجيد زاد بود علي قيد الحياة بعد عملية والفجر التمهيدية. كنت أتردد علي معسكر الإمام الحسين (ع). لقد حددت لنفسي رسالة وهي قراءة كتب الحرب، وأن أتواجد في مناطق الحرب، وأن أتعلم أشياء من خلال وجودي مع هؤلاء الشرفاء، ولتصبح هذه القضايا بعنوان فترات قادة الوحدات والكتائب وقائد اللواء بشكل دستور عمل وأن يصبح كتاب لتقديمه في المعسكر. كنت مدرباً وهذا هو دوري. تم قبولي عام 1983م في جامعة أمير كبير. قبلها بخمسة وعشرين يوماً ذهبت إلي منطقة سربل ذهاب. كانت لدي مجيد دراجة نارية. قال لي: "إركب معي لنتفقد المنطقة معاً. لأنّ مهمتنا دراسة وبرمجة القضايا المتعلقة بمهامك، سيساعدك هذا الإستطلاع بالتأكيد". في ذلك الوقت كنا نسمع عن قضية الإستطلاع من الشهيد حجت معارف وند وفريق السيد استاد باقر، لكن لم أكن ضمن فريقهم. استغرق استطلاع المنطقة حوالي يومين. لقد تعرّضت للتحديات التي واجهتها هذه المنطقة وأصبحت روح مجيد العظيمة واضحة بالنسبة لي. بحجة تحديد المنطقة وتفقدها، اكتشف لي أنه عمل بجد. كانت عمليات والفجر التمهدية تقابل بين الحب والعقل وإستطلاع بمو تقابل بين العقل والحب مع الطبيعة. مما لاشك فيه أن  أصعب منطقة حرب من كردستان إلى الجنوب ليست في أي مكان آخر غير بمو. في هذا التعريف، كان فهمنا للطبيعة لدرجة أننا تمكنا من التأثير على الخطط التي يقودها قادة الحرب. ولكن في عملية الإستطلاع هذه، لم تتم صياغة مفهوم الحماية، كما ينبغي أن يكون. لقد بنوا الكثبان الرملية في معسكر (دو كوهه) وشرحوا المنطقة للجميع. لقد هرب حينها عدد من قوات المنافقين وقاموا بتسريب المعلومات للعدو".

أقيم برنامج ليالي ذكريات الدفاع المقدس في نسختها الخامسة بعد الثلاثمئة، بجهود مركز الدراسات وبحوث الثقافة الأدبية والإستدامة ومكتب الأدب وفن المقاومة، وذلك في مساء يوم الخميس الموافق 29 من أغسطس لعام 2019م في صالة سورة الفنية. سيقام البرنامج الآتي في يوم 26 من سبتمبر.

النصّ الفارسي



 
عدد الزوار: 3143



http://oral-history.ir/?page=post&id=8796