القائد السماوي

البطل والمناوئ للبطل

محسن كاظمي
ترجمة: حسن حيدري

2020-01-23


لقد شهد التاريخ دائماً أمرين: الخير والشر، النور والظلام، القبيح والجميل، الحب والكراهية، وقد كتب المؤرخون صفحات التاريخ تحت كل من هذه القوي الإيجابية والسلبية. يتم رسم الطيف بواسطة قوى الشر والآخر من قبل قوات الأهوريين. كان موضوع الخير والشر دائماً موضوع نقاش بين العلماء في مختلف الأزمنة. الراحل العلامة طباطبائي، مفسر القرآن الكريم، يعرّف الخير بأنه مرغوب فيه بطبيعته والشر باعتباره غير مرغوب فيه بطبيعته. في المواجهة الطويلة الأمد بين هاتين القوتين، يولد البطل والمناوئ للبطل. البطل هو حامي المجتمع كما يعمل مناوئه لتدمير ذلك المجتمع. يعتمد هدوء البطل على هدوء المجتمع، ولكن يسعى المناوئ للبطل لإحداث فوضى للآخر لتعم الفوضي المجتمع،  لكنه لا يستطيع أبداً.

مما لاشك فيه أنّ البطل يعيش بذكر الله لكن مناوئه يسعي لتحقيق غايات الشيطان. يأخذ البطل أوامره من الله عزوجل ويذوق الأمرين والهجرة والعذاب من أجله، كما أنّ مناوئ البطل يأخذ أوامره من الشيطان  ويحاول أن يؤذي الناس بشتّي الطرق. إنّ البطل يسعي لبناء المجتمعات وازدهارها، بينما مناوئه يقوم بقتل الأجيال وارتكاب المجازر. إنّ البطل يهاجم خصمه ببسالة وشجاعة، لكن مناوئ البطل جبان وغدّار.

يتم إنشاء الصفحات التاريخية الدموية من قبل مناوئي الأبطال بوحشية وبلارحمة، والصفحات التي صنعها الإنسان من التاريخ هي دماء الأبطال الأبرار. انظر إلى بعض هذه الصفحات: تاريخ  صدر الإسلام، ملحمة عاشوراء، صفحة هجمات الغوزيين والمغول، الحربين العالميتين الأولى والثانية، الحرب التي استمرت ثماني سنوات بين العراق وإيران. وتذكروا أيضاً في الجهة الأخري، الأتيليين والنرويين، الأسكندرينن، ابوسفيان، ابومعاوية، اليزيديين ومعاوية وهيلتر... وفي جهة أخري يوجد الأريوبرزن والسورنا وأمثال علي (عليه السلام)، وابوذر وسلمان ومقداد وعمار، ومالك، العباس، والحسين (ع)،الشهيد همت وباكري وخرازي وصياد وحججي والشهيد سليماني و...

 ماذا يحدث لهذا الطابور والتكتل؟ مناوئ البطل، في السعي وراء النفوس ومن أجل الشهوة، يسمح لنفسه بالقدرة على فعل كل شيء وارتكاب الفساد والجريمة لتحقيق نواياه الشريرة. لا يتسامح مع خلفية بطل الرواية السلس الداخلية من قبل الإكراه المناهض للأبطال، كما أنه يكسر الحرية لتخليص المجتمع من التشهير والدونية. يقوم المناوئ للبطل بامتصاص دم الناس، وكالضحاك، يضحى بالبشر من أجل ثعابين نفسه الأمارة بالسوء، بدلاً من ذلك، فإنّ دماء البطل هي الفدية من أجل السلام وحياة المجتمع.

يتمتع البطل بسمات إلهية وإنسانية، إنه بطل وشريك الشعب في الحزن والمعاناة، مما يجعله في الصعوبات حتى لا يشعر مجتمعه بالحزن. إنه يفعل كل شيء من أجل السلام والهدوء في مكافحة الجريمة والإرهاب والجريمة. إنه يناضل من أجل السلام، إنه غاضب من العنف وستكون نهايته الشهادة. لكن المناوئ للبطل يطارد أفواه الناس ويقوم بالاغتيالات وارتكاب الجرائم، وينهي حياة البطل بالانتحار وإطلاق النار والإعدام والمقصلة.

فيما ذكرناه في السطور أعلاه في وصف سمات الأبطال، نجد إسماً ما، وهو الحاج قاسم سليماني. بطل فذ، حيث ضحي بالغالي والنفيس وبما يملكه من أجل اعتلاء الدين وحفظ الوطن. ناضل وكافح من أجل رفع الضعف والهوان للمنطقة، لردع عنف داعش (اأكثر الناس ظلماً)، لم يهدأ للشهيد قاسم سليماني بالاً إلّا بإرساء الصلح والسلم والهدوء في المنطقة، وكل ذلك مرضاة لله عز وجل وأن يعم الخير والسلام في وطنه إيران الإسلامية. وأن ينقذ عباد الله من العبودية والخنوع التي تمارس بحقهم. أناس يستحقون العيش الكريم الذي منحه الله عز وجل لهم.

4يونيو 2020

النصّ الفارسي



 
عدد الزوار: 2764



http://oral-history.ir/?page=post&id=9028