ورشة طريقة البحث في الترايخ الشفوي-2

التاريخ الشفوي؛ تبديل التجربة الفردية إلى جَماعية

السيدة بكاه رضا زاده
ترجمة: أحمد حيدري مجد

2020-03-06


قرأنا في الجزأ الأول تقريرا عن " التاريخ الشفوي؛ مصدر جمع المعلومات التاريخية عن طريق الحوار". ونقرأ القسم الثاني منه.

وقد تحدثت في الورشة السيد سهيلا صفري. وقالت: الموضوع الآخر هو الفرضية. من يريد التقليل من جانب الاثبات المووعي يمكن القول إنّ العلوم الانسانية تعنونه بالمدعي. على أية حال الفرضية أو المدعي هي اجابة لمقدمة سؤال أساس يجيب عنها الباحث مدعومة بقراءة دقيقة ومشاهدات. وتطبيق الفرضية يأتي في تحقيق التحليل. وعن طريق الفرضية يدخل البعض دائرة التنظير. لدينا ثلاث مقولات العمل والهدف والأهمية وهي في الحقيقة نتجية البحث. وأهمية البحث تأتي من قيمة النظرية البحثية. بمعنى عبر انجاز البحث، ما هي النقاط العلمية المبهمة والأبعاد التاريخية سوف نكشفها. لذلك حين نتحدث عن القيمة العلمية للبحث، فنحن نتحدث عن أهميته. بيد أنّ أهمية البحث، فهي في القيمة العملية وبشكلها البحثي واستخدامها العملي وفي أيّ قسم من المجتمع تقع. بعض البحوث، هي بحوث تطبيقية وأكثرها في حقل العلوم الطبيعية. ولكن العلوم الانسانية أوسع مما تطرحه العلوم التطبيقية. هدف البحث ليس فقط اثبات فردي أو مدعي. يريد الباحث اثبات فرضيته عبر امتحان.

الباحث في التاريخ الشفوي ليس صحفيا

في هذا القسم وعبر تقديم ونقد البحوث السابقة يثبت أنه أمام مووع جديد. تنظم قضية البحث في قسمين. الأول قسم تقديم البحوث التي تمت في نفس الموضوع والقسم الثاني الاختلاف بينهما. القسم التالي طرح أسئلة الحوار. لأننا نتطرق في التاريخ الشفوي للحوار. والقسم الأساس، طرح أسئلة الحوار. أسئلة الحوار هو القسم الديناميكي للتاريخ الشفوي. لأنّ وبعيدا عن الأسئلة الكلية والعامة، يسأل المحاور عن التفاصيل  وتختلف الأسئلة مع كل شخص. يمكننا تدوينها وتساعد في تأطير الحوار. ولكنها تختلف حسب تخصص المحاور والاشراف على الموضوع. ويمكن استخراج أسئلة جديدة من خلال حديث الضيف. هناك الكثير من التقسيمات حول الحوار. كمثال يمكن الاشارة إلى الحوار المنظم والحوار الجَماعي. ويمكن القول إنّ تميز كل الحوارات في المحتوى، وهي منظمة مسبقا وبأسئلة محددة ومجموعة أخرى تحمل أسئلة محددة وغير محددة. ويمكن عبر المحاور استخدام الطريقتين للوصول إلى أفضل النتائج. وتدل الأطروحة الجيدة للباحث عن أيّ طريقة أفضل. وهناك تقسيم مختلف، يطرح عبر اسئلة خمسية مَن، أين، لماذا، كيف، ما. ومن الأفضل أن يحتفظ المحاور بالاسئلة للمكان المناسب. مثلا قد يخرج الضيف من الزمان أو المكان، ويأتي دور المحاور في طرح أسئلته الخمسة. ليس الباحث في التاريخ الشفوي صحفيا يبحث عن التسريبات. هو يبحث عن مؤشرات ستستخدم وهي معروفة للجميع. وتميز عمل البحث في التاريخ الشفوي، في تركيب الموضوعات وفهمها. وليست فهم الأمور الاجتماعية والوقائع الجديد، هي مبسطة، بل تتأتى من علاقات جديدة. في الواقع دور الباحث في التاريخ الشفوي منح معنى جديدا وواضحا للواقعة المعروفة. لا ننسى أننا نستبعد منذ البداية عبر الحوارات، الآراء المسبقة. في حال الأسلوب الصحفي يستخدم السطحية تقوي الآراء المسبقة. وعلى هذا للبحث أهمية قصوى نعلي فيها الحوارات عبر القراءة المستمرة والبحث الميداني. وإن كان حوار التاريخ الشفوي قبل كل شيء أسلوب في جمع المعلومات بالمعنى الكامل للكملة ولكن يجب أن يكون ذهن الباحث دائما مستعدا، لارساء الحوار إلى عناصر تحليلية. التاريخ الشفوي توضيح تجربة فردية يجب عبورها وتحويلها إلى تجربة جَماعية.

مصادر أولية: تقرير شهود العيان

المووع الثاني الذي أريد طرحه، اختيار الضيوف. يصل الباحث من خلال التدوين وحسب كيفية البحث، إلى أفراد ليحاورهم. ولكن بالتأكيد أنهم يتغيرون طوال الحوار. بصورة عامة هناك ثلاث أساليب لاستخراج الضيوف. الأسلوب البسيط، أسلوب كرة الثلج، وأسلوب نظري. في الأسلوب البسيط، نستخدم من نحصل عليه أو يتطوع. وقد لا نجد أشخاصا لهم معلومات لذلك نحصل على معلومات بسيطة. في أسلوب كرة الثلج ويطلق عليه الأسلوب الشبكي، من شارك في الأسلوب البسيط، هناك أشخاص ليدهم معلومات قيمة.  ويبتني الأسلوب النظري على هدف. أي يبدأ الحوار بأسلوب بسيط ويتوسع عبر أسلوب كرة الثلج ليصل إلى الأسلوب النظري. ولجمع المعلومات هناك أسلوب المكتبة والوثائقي والميداني. أسلوب المكتبة تشمل البحث في المكتبة ومصاردها. والأسلوب التوثيقي مثل سابقه، مع الاستناد على الوثائق. والأسلوب الميداني يشمل الحوار والأسئلة والمشاهدة.

أسئلة حول الموضوع المطروح

بعد انتهاء المحاضرة قدّم الحور أسئلتهم. سألت ربابة معتقدي: "قرات عدّة مقالات في التاريخ الشفوي منشورة على شبكة الانترنت لها أبعاد علمية-بحثية. لم أفهم الاختلاف بين التاريخ الشفوي والحوار؟ متى يمكننا أن نطلق على الحوار أنه تاريخ شفوي؟ ومتى نقول أنه مصدر ترايخ شفوي؟ لو أنجزنا بحث في تاريخنا، هل نقول عنه حوار أو قسم من الترايخ الشفوي؟

وأجابت هسيلا صفري: "يجب أن يكون التاريخ الشفوي حسب بحث. الحوار جزء منه. ما لدينا من بحث ونظرة تاريخية على مووع ما، يغيّر حوارنا إلى مصدر تاريخي. إذا لم يكن هكذا فهو حوار حاله حال أغلب الحوارات الصحفية. الأهداف والاعمال المتخذة في صياغة الحوار تجعلها حوار تاريخ شفوي وتفصلها عن بقية الحوارات".

وطرح سؤال آخر: "يدخل التاريخ الشفوي ضمن الحوار فقط. المصدر الذي ينجز يطلق عليه تاريخ شفوي. ويجب أن يتم الحوار بدراية وبرة الطرف الثاني". وأضافت صفري في نهاية حديثها: "في تعريف التاريخ الشفوي، تخرج أساليب جمع الأحداث التارخية عبر الحوار. لانجاز مصدر تاريخ شفوي ننجز بحث مقدماتي. ينجز باحث الحوار ويأتي آخر يستخدمه كمصدر".

النصّ الفارسي



 
عدد الزوار: 3119



http://oral-history.ir/?page=post&id=9111