الحاجة إلي المزيد من اهتمام النساء الناشطات في مجال كتابة المذكرات في حقل الثورة الإسلامية
التاريخ الشفوي للثورة في مركز توثيق الثورة الإسلامية -2حاورته وأعدته: فائزة ساساني خواه
ترجمة: حسن حيدري
2021-03-23
يمتلك مركز توثيق الثورة الإسلامية أحد أهمّ أرشيفات تاريخ الثورة الإسلامية. للتعرف على كيفية إنشاء هذا المركز وأنشطته، أجرينا حوارا مع الدكتور مرتضى ميردار، نائب مدير التاريخ الشفوي للمركز. وقد كان لنا حوارا سابقا، ونقرأ الآن الجزء الثاني:
ما مدى نشاط واهتمام مركز توثيق الثورة الإسلامية في مجال المرأة؟
دور المرأة في انتصار الثورة له وظيفتان: قسم تربوي وقسم ميداني وعملي، ويتعامل مع المقاتلات اللواتي دخلن السجن، وقمنا بتحديد عدد منهن وجمعنا مذكراتهن. بالطبع يجب أن أقول إنّ بعض النساء كان لهن ما يسمى بوجهة نظر تاريخية مختلفة ويقلن بذهابهن إلى كل مكان خلال النضال الثوري، وبعد الثورة تناقضوا مع وجهة نظر الشريعة والدين تجاه المرأة، حيث يقولن: في إطار مجموعة طلابية، كنا نذهب مع إثنين أو ثلاثة من الرجال؟ في الواقع، إنهم يتساءلون عن سلوك تلك الفترة. أقول هذا من خلال عدة محادثات أجريتها مع النساء! على سبيل المثال، تقول امرأة إنني سجنت واستجوبني في السجن ضابط السافاك الذي نزع حجابي ذات مرة و .. هل هذا الجهاد واجب على المرأة إذا اعتبرنا ذلك مقدمة للجهاد؟ اليوم، وبعد مضيي 40 عاماً من الثورة، يقلبون الصفحات ينتابهم التردد والظنون. الخلل الموجود الآن في تأريخ الثورة الإسلامية هو أنّ هذا المجال أصبح ذكورياً والذكورية في هذا المجال تحرمنا من التعامل مع العديد من الموضوعات. يجب على الدارسات المهتمات بتاريخ الثورة سد هذه الفجوة وعدم السماح بكتابة تاريخ الثورة ذكورياً. أنا لست بصدد مناقشة التاريخ إن كان ذكورياً أو نسائياً، ولكن في الواقع، في بعض أجزاء من روايات النساء، من الأفضل أن تكون زمام المقابلة بيد إمرأة، لأنّ الراوية لا تشعر بالراحة مع الرجل. في محادثاتي مع النساء، غالباً ما شعرت أنهن لم يشعرن بالراحة، ولكن عندما تجلس باحثة أمامهن، يمكنها بسهولة طرح الأسئلة حول العديد من حوادث السجن وعملاء السافاك والحصول على إجابات أفضل . على سبيل المثال، قابلت مرة امرأة وقالت: "ولدت في السجن". حسنًا، لقد مررت علي هذا الموضوع مرور الكرام، لكن إذا كانت إمرأة تقوم بإجراء المقابلة، كان من الأسهل عليها طرح أسئلة حول هذه المسألة، ومن ناحية أخرى، كانت الراوية قد عبرت عن القسوة والأفعال غير الأخلاقية وغير القانونية التي قام بها الضباط معها آنذاك. أود أن أقول إنّ الباحثة يمكن أن تفحص الموضوعات بالتفصيل بسهولة أكبر.
في بداية الثورة، كانت مذكرات جميلة بوباشا مشهورة جداً، لكننا لم نشهد نظيراً أو ما شابه ذلك في إيران، هل مقاتلاتنا لم يتعرضن للتعذيب في سجون السافاك؟
وهو مذكور إلى حد ما في مذكرات السيدة دباغ. من ناحية أخرى، في بعض المقاطع، لا يستطيع راوي الثورة، إذا تكون من فئة النساء، أن تعبر عن كل الإهانات التي تعرضت لها، ولا يشعر المحققون بالراحة في كتابتها. ومع ذلك، يصعب على المتدينات التعبير عن ذلك. لم يكن لدى جميل بوباشا هذه القيود ويمكنها قول أشياء كثيرة. من واقع خبرتي، فإنّ النساء اللواتي دخلن السجن أثناء الثورة أقل استعداداً للتحدث علناً ورواية أجزاء فقط من تلك الذكريات. من ناحية أخرى، هن يشعرن بالقلق من انتقاد الآخرين، فلماذا عرّضتي نفسك لذلك؟ لهذا السبب، حاولنا أن ندرس هذه الظاهرة منذ عام 1977م، عندما كانت هناك حركة عامة وكان بإمكان النساء تنظيم النساء وحتى الرجال أو كن ناشطات في كتابة الإعلانات والرسائل والبيانات، لا تزال هناك أوجه قصور في هذه الفترة. على سبيل المثال، في حادثة 7 سبتمبر، العديد من الذين استشهدوا هن من النساء ويجب احترام حقوقهن.
ما مدى نجاحك في تحقيق أهدافك في رأيك؟
ليس لدينا ميزانية حكومية ولا تساعدنا أي جهة ما، ونعمل وفق التسهيلات المتوفرة لدينا. أعمل في مركز توثيق الثورة الإسلامية منذ عقدين وأعطي نفسي 90 نقطة من أصل 100 حسب ظروفنا ومرافقنا الموجودة. يعمل فريق الباحثين لدينا بقليل من البحث، وفي الواقع بشغفهم ودوافعهم، ومع كمية الأبحاث التي نقدمها للباحثين، لا أحد على استعداد للتعاون. لذلك، بالمقارنة مع المعاهد البحثية الأخرى في الدولة، فإننا ندفع القليل جداً للباحثين، ولكن على العكس، نرى أنّ هناك بركة في عملنا حيث قمنا بنشر حوالي 1400 كتاب. ومع ذلك، نحن نعلم أنّ كتبنا بها نقاط قوة ونقاط ضعف وتحتاج إلى نقد لتقويتها. عن الثورة الإسلامية في المدن عندما يكون المبلغ الذي نقدمه هو 15 مليون تومان وفي بعض المدن مثل قم وطهران وإصفهان يجب تشكيل فريق للعمل لمدة 5 سنوات أو 10 سنوات، ما الذي يمكن أن نتوقعه من الباحث بمبلغ 15 مليون تومان؟ بالإضافة إلى جمع الوثائق لنا، يقوم الفريق بإعداد التاريخ الشفوي ومصادر المكتبة وكتابة نفس الفريق، على سبيل المثال، الثورة الإسلامية في إصفهان. في الواقع، بسبب المرافق المحدودة والمشاكل الأخرى التي نواجهها، أعطي هذه الدرجة لمركز توثيق الثورة الإسلامية.
هل لديكم أي برامج تدريبية في مركز تدريب الطاقات؟
نحن تقريباً نستعين بمصادر خارج دائرتنا لمزيد من العمل ولدينا دور إشرافي أكبر. حوالي 800 كاتب عملوا معنا. لقد شاركت هذه المجموعة في الجامعات والمراكز الثقافية. تيار يشعر بالدين والواجب تجاه مركز التوثيق الثوري ويقول إنّ هذه الفجوة يجب سدها وتقويتها. لهذا السبب، حتى لو كان كاتباً جديداً، فنحن نعمل معه ونحترمه ونقدره، وندعمه في كل مدينة من المدن التي يعمل فيها، ونضعه على هذا الطريق.
كيف يرتبط مركز التوثيق بالبيئة الأكاديمية؟ إلى أيّ مدى حاول مشاركة نتائجه مع أجواء الجامعة؟
يجب العثور على إجابة هذا السؤال في مراجعة أطروحات الطلاب. لأنك إذا ألقيت نظرة على قائمة مصادر الرسائل والأبحاث التي تتم في الجامعات، سواء قبلنا الطالب أم لا، فسترى من 10 إلى 15 مصدراً مستخدمة فيها كتبنا. حتى أنّ عملنا قد استخدم في كتابة الكتب التعليمية والتربوية. نظرت إلى قائمة ورأيت أنه من بين 150 كتاباً لقد استشهدوا بها كمصدر، كان 35 كتاباً من ضمن أعمالنا، مما يدل على أننا تابعنا شخصياً العمل أو أردنا استخدام مصادرنا دون متابعة أو تنظيم. من ناحية أخرى، في فروع الدكتوراه، نرى أنّ الأطروحات الجيدة مكتوبة ولديها أطر جيدة. إذا حضر الطلاب إلى مركز التوثيق، سندعم هذه الأطروحات، وسندعمهم من حيث الوثائق والشؤون المالية، وسننشرها بعد أن يكونوا قد دافعوا عن أطروحتهم.
هل صنع الأفلام الوثائقية يقع في خطط مركز توثيق الثورة الإسلامية؟
نعم. في فترة تاريخية، كان النصّ أكثر أهمية، ولكن الآن، منذ حوالي عقد من الزمان، كان الناس أكثر اهتماماً بالوثائق التاريخية. نحن مستشارون للعديد من الوثائق التاريخية المتعلقة بالثورة الإسلامية وقد أنتجنا بأنفسنا بعض الوثائق التاريخية. حتى أننا نحاول الإجابة على شكوك وأسئلة جيل الشباب في الفضاء السيبراني في شكل أسئلة تاريخية على الإنستغرام أو الواتساب أو مجموعات تلغرام أو موقع المركز.
شكراً جزيلاً لك علي إتاحة هذه الفرصة لموقع تاريخ إيران الشفوي لإجراء هذه المقابلة.
أنا أشكركم أيضا
عدد الزوار: 3097
http://oral-history.ir/?page=post&id=9813