فرمانده رئوف (القائد الرؤوف)

رواه: عبدالمحمد رئوفي‌نجاد

محيا حافظي
المترجم: السيد محسن الموسوي

2025-11-22


يروي كتاب "القائد رؤوف" سيرة حياة وكفاح الجنرال عبد المحمد رؤوفي نجاد. خلال الدفاع المقدس، تولّى مسؤولياتٍ عديدة، منها قيادة فيلق أنديمشك، وفيلق دزفول، واللواء، ثم الفرقة السابعة من فرقة ولي عصر (آج). بعد الحرب، واصل خدمته في مناصب مثل قائد فرقتي عاشوراء 31 وثار الله 41 (ع)، ومفتشية القوة البرية للحرس الثوري، ومحافظة كرمان وزنجان، وقائد مقر الجهاد الزراعي، ومديرية الإشراف والتقييم للقوة البرية للحرس الثوري في مقر خاتم الأنبياء (ع). يعكس هذا العمل التاريخ الشفوي لحياته وتجاربه في شكل تسعة عشر محادثة، من الطفولة إلى نهاية الحرب المفروضة، مع الإشارة إلى المسؤوليات التي تلت ذلك.

أجرى المقابلات والتحرير الأولي سردار عبد المحمد كوجك كوتياني، أحد رفاق الراوي، بينما تولى التحرير النهائي للكتاب الدكتور حسين أحمدي. يُعد هذا الكتاب من الأعمال التي نشرها مركز وثائق وأبحاث الدفاع المقدس، وقد جُمعت ضمن مشروع وثائق قادة الحرب، وهو مشروع بدأ عام ٢٠٠٩ بهدف استكمال وثائق الحرب وتوثيق الروايات المباشرة.

في المذكرة التحليلية للشهيد الجنرال غلام علي رشيد (الشهيد)، الواردة في بداية الكتاب وبعد مقدمة الناشر ومقدمته، يُشدد على ضرورة تقديم سرد صادق ونقدي للحرب. ويرى أن الجنرال رؤوفي نجاد من القادة الذين ينبغي تعريف الجيل الجديد بشخصيتهم ولباقتهم وصبرهم وإخلاصهم وسجلهم اللامع. ويشير إلى أن تسجيل هذه الروايات أمر ضروري ليس فقط لفهم الماضي، بل أيضاً لتخطيط المستقبل.

يتكون هيكل الكتاب من تسعة عشر محادثة يروي فيها الراوي المراحل المختلفة من حياته.

في المقابلة الأولى، يُعرَّف القارئ على طفولة الراوي ومراهقته في دزفول، المدينة التي كانت بوابة الجنوب وخط المواجهة في الحرب. تُوفِّر ذكرياته عن العيش في أسرة متدينة والأجواء الاجتماعية والثقافية التي سادت قبل الثورة سياقًا مناسبًا لفهم معنوياته ودوافعه.

تُخصَّص المحادثة الثانية للتطورات السياسية في السنوات التي سبقت الثورة الإسلامية ومشاركة الراوي في الأنشطة الثورية. تُمهد تجاربه المبكرة في التعبئة الشعبية وأجواء الثورة الحماسية لانضمامه إلى حرس الثورة.

في المقابلتين الثالثة والرابعة، يبدأ السرد بتدريبه الأولي ومهامه الأولى كعضو في الحرس الثوري الإسلامي. مشاركته في الصراعات المضادة للثورة في كردستان وخبرته في مواجهة حرب العصابات تجعل الراوي شخصيةً مثقفةً ومُجرّبةً. يُسلِّط هذا القسم الضوء على دوره في تنظيم القوات في أنديمشك والتفاعل مع القوى الشعبية. ومن أبرز ما يُسلِّط الضوء عليه في هذه الأقسام أجواء عدم الاستقرار في بداية الحرب، وجهود تثبيت خطوط الدفاع غرب البلاد.

تُمثل المحادثات من الخامسة إلى السابعة نقطة تحول في المسيرة العسكرية للراوي. ارتقى إلى قيادة فيلق دزفول، ولعب دورًا في عمليات مثل الفتح المبين وبيت المقدس. لا تعكس هذه الفصول المعلومات الميدانية فحسب، بل تعكس أيضًا وجهة نظر الراوي الإدارية والبنيوية لتنظيم الحرس الثوري الإسلامي، وكيفية تقسيم القوات وتنظيمها لوجستيًا وربطها بالوحدات الأخرى. ويناقش الكتاب أيضًا التحديات داخل السلك، والنزاعات القيادية، والجهود المبذولة لتحسين كفاءة الوحدات؛ وهي القضايا التي نادرًا ما نراها في ذكريات القادة الآخرين.

في الأحاديث الثامنة إلى العاشرة، ومع تشكيل اللواء السابع المستقل لولي العصر (عج) وتحوله لاحقًا إلى فرقة، يلعب الراوي دورًا محوريًا في توحيد القوات في جنوب البلاد. وتُعدّ العمليات التمهيدية لغزوتي والفجر وخيبر، بكل ما صاحبها من صعوبات، جزءًا من هذه الفترة. في هذه الفصول، يُشير الراوي بواقعية إلى قصور الاستخبارات، وضعف التخطيط العملياتي، والضغوط البشرية في ساحة المعركة. تُقدم ذكرياته عن الليالي التي قضاها في غابات الطليعة أو صعوبات الانسحاب في خيبر صورًا حيةً وجذابةً لمصاعب الحرب.

المحادثات الثلاث، من الحادي عشر إلى الثالث عشر، مخصصة بشكل رئيسي لعملية بدر، وتحضير اللواء لعملية كربلاء الرابعة، وأخيراً المشاركة في عملية كربلاء الخامسة. تتضمن هذه الفصول تحليلات صريحة لنقاط الضعف التكتيكية وسوء الإدارة، وفي الوقت نفسه، لتضحيات قوات المتطوعين. يتناول الراوي، بنظرة دقيقة وموضوعية، قضية مهمة مثل تكرار العمليات دون تحضير كافٍ. تُعتبر هذه الفصول من أكثر فصول الكتاب تحليلًا.

في الحوارات من الرابع عشر إلى السادس عشر، يُركّز الكتاب على عام ١٩٨٧ وعمليتي نصر ٤ ونصر ٨ في منطقة سردشت وغرب البلاد. لهذه الفصول قيمة تاريخية وعسكرية بالغة في تناولها لحرب الجبهات الجبلية واختلافها عن حرب الجنوب. في هذا القسم، يُشير الراوي إلى دور اللواء السابع لولي العصر (عج) في هذه العمليات، وجهوده للتكيف مع جغرافية الحرب الجديدة، والتواصل مع القوات المحلية في المنطقة. أجواء هذه العمليات مليئة بالتحديات التكتيكية والمناخية والبشرية.

تُلخص المقابلات الثلاث الأخيرة (من السابع عشر إلى التاسع عشر) تجارب الراوي في الحرب، وتُقدم لمحة عن مسؤولياته بعد الدفاع المقدس. في هذه الفصول، يكتب عن تحديات تطوير الوحدات العسكرية، وضرورة إصلاح هيكل القيادة، ومشاكل الثقافة التنظيمية للحرس الثوري الإسلامي في السنوات الأخيرة من الحرب. ويتناول الكتاب أيضًا بإيجاز مسؤوليات ما بعد الحرب، بما في ذلك فرقة عاشوراء 31، وفرقة ثار الله 41، والمحافظات، ومقر الجهاد الزراعي؛ على الرغم من أن التركيز الرئيسي للكتاب هو على فترة الدفاع المقدس.

الرسوم التوضيحية والفهرس هما الجزء الأخير من الكتاب. كما أُدرجت بعض صور الكتاب في النص مع عناوين فرعية. نُشرت الطبعة الأولى من كتاب "القائد رؤوف" عام ١٤٠٣، في ٥٦٧ صفحة، وفي ١٠٠٠ نسخة، بطبعة وزيري ورقية، وسعرها ٢٤٠ ألف تومان.

النص الفارسي



 
عدد الزوار: 11


التعليقات

 
الاسم:
البريد الإلكتروني:
التعليق:
 

الفرق بين الذكري والتاريخ الشفوي

ومن الجدير بالذكر أن وجود فرق بين الذكري (بما في ذلك الذكري الشفوية المكتوبة وحتى الذكري المكتوبة لما سئل وسمع) والتاريخ الشفوي لا يعني بالضرورة تفضيل أحدهما على الآخر، لأن كل واحد من هذين "المتذكر" و"المسترجع" له أهميته وصلاحيته الخاصة ويوفر للباحثين موضوعا خاصا. الذكري (سواءً كانت منطوقة أم مكتوبة) مبنية أساسًا على "أنا" صاحبها.

محاسن ومساوئ المقابلة الناجحة

لفهم أفضل لمشاكل إنتاج كتاب يتناول موضوع التاريخ الشفوي أو المذكرات، أجرى موقع التاريخ الشفوي حوارات قصيرة مع بعض الخبراء والممارسين، وسيتم عرض نتائجها للقراء على شكل ملاحظات موجزة وعلى عدة أجزاء.
مقتطف من ذكريات مرتضي قرباني

المرحلة الأولى من عملية محرم

بدأت العملية في العاشر من محرم (28 أكتوبر 1982) بشعار "يا زينب (س)". نحن أعطينا الشعار عبر اللاسلكي لقادة الكتائب والوحدات كالتالي: "لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، يا زينب، يا زينب (س)". نُفذت العملية في ثلاث مراحل.

زباني تاريخ ميں سچ اور جھوٹ

 ان حكايات ميں تبديلي سے يہ سوال پيدا ہوتا ہے كہ ہم كس چيز كو بنياد قرار ديں؟ اور ہميں قضايا كي ضرورت بھي ہوتي ہي۔ يہ قضايا، نظريات بناتے ہيں اور اسي طرح كسي نظريہ كي تصديق يا ترديد كرتے ہيں