متطلبات ومنهجية جمع التاريخ الشفوي

حسن بهشتي بور
المترجم: السيد محسن الموسوي

2025-12-8


المقدمة

في عالم المعرفة والفكر، يفصل خيط دقيق "الخيال" من"الواقع". فالخيال، عند وضعه في إطار الأدب والفن، يُصبح القوة الدافعة للإبداع، ويخلق عالمًا أجمل. ولكن إذا تعدّت هذه القوة نفسها حدود السرد التاريخي، يصبح هذا وباءً مُدمرًا يُضعف أسس الذاكرة الجماعية. هذا الانتقال من الواقع إلى الخيال خطرٌ مُستمرٌّ ومُميت، لا سيما في "التاريخ الشفوي"، الذي يعتبر رواية الرواة المباشرين للأحداث حجرَ أساسه.

في الأدب والأسطورية، يُعتبر خيال الكاتب قيمةً مضافة، وحتى وهم الراوي قد يُضفي عمقًا على العمل. أما التاريخ، كعلم قائم على الأدلة والحقائق، فيستند إلى قاعدة معاكسة. عندما يعتمد التأريخ على ذكريات الراوي، وعقلياته الفردية، والروايات الشفهية للأبطال في سياق حدث ما، يُطرح سؤال جوهري: أين الحد الفاصل بين "الواقع الموضوعي" لما حدث و"الصورة الذهنية" للراوي؟ أي: كيف يُمكننا فصل الوقائع كما حدثت عن خطأ الراوي السهويّ أو المتعمد؟

تزداد هذه المشكلة تعقيدًا وخطورةً عندما يصبح الراوي المباشر للحدث نفسه المؤلف النهائي للكتاب. في هذه الحالة، تندمج الأدوار الثلاثة: "شاهد العيان"، و"ذاكرة الراوي"، و"مؤلف العمل" في شخص واحد. ولا يعود هناك مراقب ثالث يفصل الحقيقة عن الباطل بالتساؤل والتصحيح والتحليل النقدي.

يتدخل "الخيال" اللاواعي لملء فراغات الذاكرة، وفي بعض الحالات، يحل "النسيان" الناتج عن مرور الزمن محل الواقع الراهن، دون أن يلاحظ الراوي/المؤلف هذا المقطع. لم يعد العمل المُنتج وثيقة تاريخية موثقة، بل نوعًا من " كتابة المذكرات" الملفّف بالتاريخ.

السؤال الرئيسي هو كيف يحدث هذا الوباء العظيم - والذي يلوث في بعض الحالات تاريخنا الحقيقي بسرديات شخصية مشوهة-؟ والأهم من ذلك، ما هي الآليات والأساليب التي يمكن استخدامها لمكافحته حتى لا تقع أصالة التاريخ الشفوي ومصداقيته فريسة لجماليات الخيال والوهم الزائفة؟ تسعى هذه المقالة إلى تقديم نموذج عملي لتحويل "السرد الفردي" إلى "وثيقة جماعية"، وتحديد المتطلبات والأساليب التي ينبغي اتباعها لتجميع تاريخ شفوي ملتزم ومنهجي وموثوق.

 

١. جذور التحريف في التاريخ الشفوي

قبل تقديم حل، من الضروري تحديد المرض بدقة. يحدث التحريف في التاريخ الشفوي بشكل رئيسي من خلال أربعة مراحل:

١-١. التشويه اللاواعي (خطأ الذاكرة): التحريف غير المقصود (الناجم عن مرور الوقت والنسيان) هو خطأ إدراكي طبيعي. الذاكرة ليست مسجلاً أميناً، بل "مُعيد بناء" فعّال. مع مرور الوقت، تتلاشى التفاصيل، ويملأ الدماغ الفراغات لا شعوريًا بمعلومات عامة، أو منطق شخصي، أو حتى روايات الآخرين. وتترسخ هذه الذاكرة "المعاد بناؤها" تدريجيًا في ذهن الراوي كـ"واقع".

1-2. التحريف المتعمد (التحيز الشخصي): تشمل هذه الآفة الكبرى ما يلي:

التحريف المتعمد (بدافع الكبرياء، أو الرقابة الذاتية، أو الحقد): يغيّر الراوي الحقائق عمدًا. قد يكون دافع الراوي لهذا الفعل أحد الأسباب التالية:

- تمجيد الذات: تضخيم دور المرء، والتقليل من شأن إخفاقاته.

- حفظ ماءالوجه: إخفاء الأخطاء أو التصرفات المثيرة للجدل.

- تصفية الحسابات الشخصية أو الأيديولوجية: تشويه سمعة الخصوم أو تشويه سمعة المنافسين.

- الولاء الجماعي: تحريف الرواية للحفاظ على "شرف" مجموعة أو حزب أو مؤسسة.

١-٣. تحريف مبدأ السرد (مراعاة الجمهور): يُشكل الراوي سرده لا بناءً على ما شاهده، بل بناءً على ما يعتقد أن الجمهور (سواءً الحكومة، أو الناشر، أو المجتمع الدولي، أو الجيل الشاب) يرغب في سماعه. هذا نوع من "التسويق بالذاكرة" يُمارس لكسب الشعبية، أو اكتساب الشرعية، أو تجنب المشاكل.

١-٤. التحريف التحليلي (الناتج عن الحكم على الماضي من منظور الحاضر): يُعدّ هذا النوع من التحريف، على الأرجح، الأكثر تعقيدًا وخطورة. إذ يُفسّر الراوي الحدث الماضي ويرويه، لا في سياقه التاريخي وإمكانياته المحدودة آنذاك، بل بمعرفته وقيمه وبصيرته الحالية. يؤدي هذا "التحديث للماضي" إلى حكمٍ جائر على السرد التاريخي ونقصٍ في فهم الظروف. كما أن معرفة النتيجة النهائية لحدثٍ ما "المعرفة بعد وقوعه" تدفع الراوي إلى توجيه سرده كما لو أن كل شيءٍ قد انتهى إلى تلك النتيجة.

 

٢. التمييز بين الواقع والخيال، المتطلبات المنهجية:

لمواجهة التحديات المذكورة، يجب تنفيذ الوقاية من خلال العلاج على ثلاثة مستويات: "قبل المقابلة"، "أثناء المقابلة"، و"بعد المقابلة".

 

٢-١. المستوى الأول: تدريب المُحاور-الباحث والراوي (الوقاية)

يجب أن نعلم أن المُحاور الناجح ليس مُسجلًا صوتيًا فحسب، بل باحثًا يمتلك مزيجًا من عدة مهارات. ينبغي ألا يكون المُحاور مُستمعًا سلبيًا؛ بل عليه أن يُكوّن صورة واقعية للحدث من خلال دراسة سابقة، وأن يُجبر الراوي على سرده بدقة أكبر من خلال أسئلة دقيقة ومُفصّلة وتحديات. ينبغي عليه عرض الصور والوثائق والخرائط المُتاحة خلال المقابلة لإحياء ذكريات الراوي.

 

أ: المهارات الإنسانية: القدرة على بناء الثقة والتعاطف وتوفير مساحة آمنة للراوي.

ب: المهارات التقنية: إتقان تصميم أسئلة مفتوحة، مفصلة، ​​متسلسلة، وصعبة. يُفضّل طرح أسئلة "من، أين، متى، كيف" على أسئلة "لماذا" و"كيف" التفسيرية.

ت: ينبغي أن تؤخذ مهارات البحث في الاعتبار؛ يجب أن يكون المحاور على دراية بالفترة التاريخية والشخصيات والأحداث الرئيسية من خلال الدراسة السابقة حتى يتمكن من الحصول على "إطار الواقع" في الاعتبار للتحقق الأولي في الذهن.

ث: إنشاء "قائمة تحقق لتقييم عملك": يمكن للمحاور/الكاتب أن يحدد قائمة تحقق لنفسه، على سبيل المثال:

-هل تحققتُ من هذا الجزء من الرواية بثلاثة مصادر مستقلة أخرى على الأقل (وثائق أرشيفية، صحافة، وقت الحدث، ذكريات الآخرين)؟

-هل أوضحتُ أين تتعارض رواية الراوي مع وثائق أخرى، أو أين تستند إلى ذاكرة هشة، من خلال حاشية أو جملة مثل "أتذكر أن..." أو "أفترض..."؟

-هل ركزت أسئلتي على "ماذا، أين، متى، كيف" أم أنني اخترت "لماذا"؟ (أسئلة "لماذا" عادةً ما تكون تحليلية، بينما أسئلة الأسئلة الأربعة مُفصّلة، مبنية على الحقائق، وأكثر وصفية.)

- إن طرح سؤال "لماذا" بعد كل ادعاء يُجبر الراوي على التفكير في أعماق دوافعه وأفعاله، وتجاوز التعميمات.

 

2-2 تدريب الراوي

-ينبغي توضيح للرواة المحتملين (وهم غالبًا من كبار السن) أن القيمة الأساسية لعملهم تكمن في "الصدق"، لا في "البطولة". يجب أن يكونوا على دراية بأخطاء الذاكرة الشائعة (مثل التداخل وإعادة البناء).

- التأكيد على المسؤولية الاجتماعية للراوي: يجب أن يعلم الراوي أنه لا يُعطي "الكلمة الأخيرة" للتاريخ، بل يُقدم "جزءًا من اللغز". صدقه يضمن الشرف التاريخي لجيله.

-قبل إجراء مقابلة مع الراوي، تجدر الإشارة إلى أن التاريخ الشفوي مصدرٌ استثنائي، ولكنه بالغ الأهمية، لإعادة بناء التاريخ المعاصر بصورته الحقيقية. لذلك، ينبغي بذل كل جهد ممكن لسرد الحدث بدقة ووضوح.

 

٢-٣. المستوى ٢: إجراء مقابلات جماعية تكيفية (العلاج اللحظي)

بدلاً من الاعتماد على راوٍ واحد، تتمثل الاستراتيجية الأكثر فعالية في جمع روايات متعددة لحدث واحد. في هذه الطريقة، تُجرى مقابلات جماعية مع عدة رواة حضروا حدثًا مشتركًا.

أ: المزايا: إن جمع العديد من الرواة الذين كانوا حاضرين في حدث ما له العديد من المزايا الرئيسية:

  1. تآزر الذاكرة: ذاكرة شخص ما تثير ذاكرة شخص آخر، وتعود التفاصيل المنسية إلى الحياة.
  2. تصحيح الأخطاء جماعيًا: إذا أخطأ أحد الراويين في التاريخ أو المكان أو تسلسل الأحداث أو دور الشخصيات، يُمكن للآخرين تصحيحه. وهذا يُنشئ نظامًا آنيًا لمراقبة الجودة.
  3.  خلق سرد متعدد الأصوات: فبدلاً من تقديم "حقيقة واحدة"، تسجل هذه الطريقة مجموعة من وجهات النظر والتجارب حول حدث مشترك، مما يزيد من ثرائه التاريخي.
  4. التحقق من صحة السرد أصبح أسهل وأفضل.
  5.  بناء ثقة أكبر لدى الجمهور

ب: التنفيذ والاعتبارات النفسية: تواجه هذه الطريقة أيضًا تحديات يجب إدارتها:

  • من المهم جدًا الاتفاق على "سرد أساسي" في النهاية؛ ولهذا الغرض، يمكن للمُحاور تلخيص النقاط الرئيسية التي يتفق عليها الجميع، وتدوين نقاط الخلاف بدقة. يمكن أن تكون "نقاط الخلاف" موضوعًا لبحث تاريخي شيق.
  •  قد يحتكر الراوي المسيطر أو ذو الإرادة القوية السرد، تاركًا الرواة الأكثر خجلًا صامتين. دور المُحاور بالغ الأهمية هنا؛ إذ يجب عليه ضمان إتاحة الفرصة للجميع لمشاركة ذكرياتهم من خلال إدارة الجلسة. وبإدارة احترافية، يمكنه منع سيطرة صوت واحد على المقابلة، وخلق بيئة عادلة لجميع الرواة.
  •  قد لا يُتاح التعبير عن بعض الذكريات الشخصية أو المؤلمة علنًا. يُمكن الجمع بين المقابلات الجماعية (للمناسبات العامة) والمقابلات الفردية (للجوانب الشخصية).
  •  حتى لو كان المُحاور/الكاتب ينوي تأليف كتاب سردي من محتوى المقابلة، فعليه الاحتفاظ بملف المقابلة الصوتي/المرئي كاملاً وسليماً في أرشيف موثوق (مثل مكتبة وطنية أو جامعة). هذا يضمن الشفافية ويسمح للباحثين المستقبليين بمراجعته.

2-4. المستوى الثالث: إنشاء نظام تحقق قبل الإصدار (المعالجة النهائية)

بعد إعداد نص المقابلة، يجب على النص الذي تم إعداده لغرض التحقق من العمل أن يجتاز ثلاثة اختبارات صارمة ويحصل على درجة النجاح.

الاختبار الأول: مطابقة الوثائق والتحقق (Fact-Checking): في هذه المرحلة تتم مقارنة جميع البيانات الموضوعية (التواريخ، الأماكن، أسماء الأشخاص، الأحداث الرئيسية) مع الوثائق الأصلية مثل الأرشيفات الرسمية، والصحافة في الفترة المعنية، وذكريات الآخرين. تتمثل نتيجة هذه المرحلة في إضافة حواشٍ واضحة تُبرز نقاط الخلاف أو التأكيد أو التعارض مع الوثائق التاريخية الموجودة. وأخيرًا، كتابة مقدمة تُوضّح مكانة الكتاب بين "كتابة المذكرات" أو "التاريخ الشفوي".

إن إضافة الهوامش والشروحات من قبل المؤرخ قد تُبرز الحالات التي يتناقض فيها النص مع وثائق أخرى، أو حيث يستند تحليل الراوي إلى "مناظير معاصرة". وهذا يُحوّل الكتاب من سرد أحادي الجانب إلى "نص قائم على الحوار".

الاختبار الثاني: دراسة الاتساق الداخلي والجدوى(Internal Consistency): هنا يتم تحليل المنطق الداخلي للسرد. هل يُناقض الراوي نفسه في مواضع مُختلفة من العمل؟ هل تسلسل الأحداث مُمكن زمنيًا؟ هل الأوصاف مُقنعة ماديًا واجتماعيًا في هذا السياق التاريخي؟ من الضروري في هذه المرحلة توضيح أين حلّت التحليلات "بعد الحدث" محل السرد "اللحظي".

الاختبار الثالث: مراجعة الأقران(Peer Review): يُعد هذا الاختبار الأهم للتحقق العلمي. قبل النشر، يُقدّم النص النهائي إلى مجموعة صغيرة تتألف من "مؤرخ متخصص في الفترة المعنية"، و"مؤرخ مشارك موضوعي" (إن أمكن)، و"خبير في منهج التاريخ الشفوي". ستكون تعليقات هؤلاء المراجعين المكتوبة أساسًا للمراجعة النهائية للعمل. ويزيد ذكر أسمائهم في المقدمة (بعد إذنهم) من مصداقية الكتاب.

الخلاصة

إن التاريخ الشفهي على الرغم من قيمته التاريخية، إلا أنه كيان هشّ، إذ قد ينحرف بسهولة عن مسار "الوثيقة" إلى "الأسطورة"، ومن "الواقع البنّاء" إلى "الخيال الهدّام". إن التصدي لهذا الانحراف ليس مسألة ذوق، بل يتطلب تطوير وتطبيق "منهجية دقيقة". وبالتالي، لا يمكننا القضاء على أخطاء الذاكرة، ولكن بمنهجية علمية متعددة الألحان وشفافة، يمكننا الحد من آثارها ومنع هذا الكنز من أن يصبح "خيالاً". مهمتنا ليست إقصاء الراوي/الكاتب، بل تزويده والجمهور بأدوات النقد والتحليل. الإطار المقترح، القائم على الركائز الثلاث: "الباحث المُحاور"، و"المقابلة الجماعية"، و"التحقق النهائي"، هو حل عملي لترسيخ النزاهة والمصداقية في عملية التحرير. بتطبيق هذه الطريقة، سيستعيد التاريخ الشفوي مكانته الحقيقية كحلقة وصل أساسية في سلسلة التأريخ المعاصر، وسيترك إرثًا موثوقًا للأجيال القادمة. في نهاية المطاف، لا ينبغي قبول أي رواية على أنها "حقيقة مطلقة". يُعتد بالتاريخ الشفوي عند جمع روايات مختلفة (بل ومتضاربة) لحدث واحد، ومقارنتها، وتحليلها. هذا "التعدد الصوتي" بحد ذاته منهج لكتابة التاريخ الشفوي.

  1. المصادر :

بهشتي‌بور، حسن، از ناكجا آباد تا آرمان‌شهر: مرز خيال و توهّم در خاطره نويسي و داستان‌سرايي، ۱۴۰۳. (تحت النشر)

 

Thompson, P. (2000). The Voice of the Past: Oral History. Oxford University Press. https://academic.oup.com/book/48009

https://is.muni.cz/el/1421/podzim2017/HIB0463/um/Thompson-voice0001.pdf

Ritchie, D. A. (2015). Doing Oral History. Oxford University Press.

https://docdrop.org/static/drop-pdf/richie-Introduction-doing-oral-history-fIiLd.pdf

 

النص الفارسي



 
عدد الزوار: 27


التعليقات

 
الاسم:
البريد الإلكتروني:
التعليق:
 

الفرق بين الذكري والتاريخ الشفوي

ومن الجدير بالذكر أن وجود فرق بين الذكري (بما في ذلك الذكري الشفوية المكتوبة وحتى الذكري المكتوبة لما سئل وسمع) والتاريخ الشفوي لا يعني بالضرورة تفضيل أحدهما على الآخر، لأن كل واحد من هذين "المتذكر" و"المسترجع" له أهميته وصلاحيته الخاصة ويوفر للباحثين موضوعا خاصا. الذكري (سواءً كانت منطوقة أم مكتوبة) مبنية أساسًا على "أنا" صاحبها.

محاسن ومساوئ المقابلة الناجحة

لفهم أفضل لمشاكل إنتاج كتاب يتناول موضوع التاريخ الشفوي أو المذكرات، أجرى موقع التاريخ الشفوي حوارات قصيرة مع بعض الخبراء والممارسين، وسيتم عرض نتائجها للقراء على شكل ملاحظات موجزة وعلى عدة أجزاء.
مختارات من مذكرات رضا أمير سرداري

المنافقون وكيد جديد

يوليو 1989
في أعقاب قضية السجناء العراقيين الذين طلبوا اللجوء في إيران خلال محادثات السلام، بدأ العراقيون، حرصًا على عدم تخلفهم عن الركب، جهودهم لاستقبال اللاجئين. في البداية، حاولوا خداع البعض بوعود كالحرية، والإفراج عنهم من المخيم، والعيش في مدن عراقية تتوفر فيها جميع مقومات الحياة، بما في ذلك السكن، وغيرها.

زباني تاريخ ميں سچ اور جھوٹ

 ان حكايات ميں تبديلي سے يہ سوال پيدا ہوتا ہے كہ ہم كس چيز كو بنياد قرار ديں؟ اور ہميں قضايا كي ضرورت بھي ہوتي ہي۔ يہ قضايا، نظريات بناتے ہيں اور اسي طرح كسي نظريہ كي تصديق يا ترديد كرتے ہيں