الجدران أغلفة كتب
كرمان في عين ميرزا مصطفى خان مستوفي كرماني
إلهام صالح
ترجمة: أحمد حيدري مجد
2016-2-27
لافتة قديمة، سقط طلاؤها و تصدئت، ثبتت على جدار. هذه اللافتة اسم لزقاق صغير: " المستوفي زقاق مغلق". على قسم آخر من الزقاق كتب نفس الاسم بالطباشير. تحول هذا الجدار الى غلاف كتاب.
لو لم يأت شرح تحت العنوان، لظننا أنه غلاف رواية. " المستوفي زقاق مغلق" هي مذكرات ميرزا مصطفى خان مستوفي كرماني. مدون الكتاب يقول في مقدمته، أن هذا الكتاب من المصادر المهمة لتاريخ صراعات و مقاومة كرمان في فترة الثورة الدستورية و القاجارية.
و يتحدث ميرزا مصطفى مستوفي كرماني في مذكراته، عن نسبه و بعد تقديم نفسه يقول عن مذكراته: " هذه الأوراق تشمل مختصر لوقائع شخصيات و حكومات جاءت الى كرمان، و لكل حكومة أهمية، ذكرت مختصرا لمتعة القارئ. يقع ( هذا الكتاب) في فصلين. الفصل الأول في ترتيب الحكام بعد موت محمد اسماعيل خان وكيل الملك حتى العام ألف و ثلاثمئة و ثلاث و ثلاثين..."
تبدأ المذكرات من " حكومة الحاج حسين خان نظام الدولة و مرتضى قلي خان وكيل الملك" و آخر المذكرات عن " لقاء ناظم الملك و القائد ظفر".
و يقدم مصطفى خان مستوفي كرماني في نصه، معلومات جديدة عن ثورات أهل المدينة و ولايات كرمان في العصر القاجاري، حيث له أهميته من الناحية السياسية و الإجتماعية و الإقتصادية.
كتب النص بخط النستعليق على يد الكاتب نفسه و يعود تاريخه الى العام 1334 هجري المصادف لحكومة نصرة السلطنة، عم أحمد شاه القاجاري.
و من أحداث الكتاب " حكومة فيروز ميرزا"، " حكومة عبد الحسين سالار لشكر"، " حكومة القائد معتضد"، " حكومة أمير نظام كروسي"، " ثورة أبناء كرمان- ثورة ناظم التجار و نائب إبراهيم- هجوم الناس على أرك"، " حكومة صاحب الاختيار"، " حكومة أمير أعظم"، " ثورة الدستوريين". و كتب عن ثورة مدينة كرمان في زمن حكومة ظفر السلطنة: " من الوقائع التي وقعت في زمن القائد سردار، إرتفاع أسعار السلع و الخبز إذ حرك الناس و تحركوا للشوارع. تجمع ( الناس) لأيام متوالية متجهين الى بيت المرحوم الحاج محمد خان و مدرسة إبراهيم خان و أماكن أخرى حيث يظن أن السلع تتجه إليها."
و في زمن حكومة نصرة الدولة ثار الناس أيضا و يشرحها على النحو التالي: " بعد عدة أيام من تحرك بعض أهالي المدينة أغلقت الدكاكين، و عطلت مصانع السجاد، كانت الأصوات تشكو من ارتفاع سعر الخبز و الظلم و الاستبداد. ضجت المدينة و كانوا يقولون: الحكومة لا تجاري الثورة الدستورية حتى أجبر نصرة الدولة أن يخطب في مسجد جامع، و كانت خطبته ودية مظهرا مجاراتهم الى حد لا يتصور."
جاء الكتاب في اطار التاريخ الشفهي، و هو يشرح جزء من تاريخ إيران من رؤية ميرزا مصطفى خان مستوفي كرماني. و حمل الكتاب صور شخصيات كان لها أثرها في أحداث الكتاب. و جاءت الهوامش شارحة تاريخ بعض الأحداث.
و يقول مدون الكتاب عن المشاكل التي صادفته: " عدم وجود نسخة أخرى و عدم وضوح النص سبب الكثير من المشاكل، و لكن مقترح المرحوم علي نقي مستوفي و تبحر السيد محمد نقي فردوسي في قراءة النص ساعد في حل الكثير من المشاكل، و لكن مع الأسف تبقى الكثير من المفردات غير مقروئة. و كمثال في حكومة ركن الدولة، لم نخرج بنص مفيد بسبب عدم وضوح الكلمات، نأمل أن نجد في يوم النص المخطوط الكامل و الواضح لكي نصحح النص."
عاش الراوي في زمن حكومات حكام كرمان، و قد صدر عن دار سورة مهر في 280 صفحة، صححه و كتب هوامشه: علي جميل كرماني.
عدد الزوار: 5108








جديد الموقع
ضرورة تلقي رد الفعل في التاريخ الشفوي
عندما نمارس نشاطًا ما، نتوقع أن نُقيّم بطريقة ما. وبهذا، نزيل عيوبه ونُضيف إليه إيجابياته. ولن يحدث هذا إلا بمساعدة التغذية الراجعة التي يُرسلها لنا الآخرون. في سياق أنشطة التاريخ الشفوي، نحتاج أيضًا إلى تلقي تغذية راجعة دقيقة ومبدئية لتعزيز نجاحنا في العمل.التاريخ الشفوي بأي منهجٍ؟
من وجهة نظر عامة، يبدو أن التاريخ الشفوي يمكن النظر إليه من ثلاثة مناهج. النهج الأول هو اعتبار التاريخ الشفوي أسلوبًا أو أسلوبًا لجمع المعلومات. في هذا النهج، يُفترض أن يكون التاريخ الشفوي مثلثًا، أحد أضلاعه هو المُقابل، والجانب الثاني هو المُقابل أو المؤرخ الشفوي، والجانب الثالث هو وسيلة النقل أو التسجيل الصوتي أو البصري التي تُنشئ وتُحقق التفكير بين المُقابل والمُقابل.كان يضحك عوضا عن البكاء
روته: مهين خميس آباديعندما أعلن الجهاد أننا سنذهب لجمع الثمار، لم نستطع ترك أطفالنا في المنزل وحدهم؛ فقد كانوا صغارًا جدًا. في مثل هذه الأوقات، كان خادم الله أكبر آغا يستأجر سيارة أكبر ليسع الأطفال. كنا، نحن النساء، من عشر إلى عشرين امرأة، نجتمع ونعمل بجد لجمع الثمار من الأشجار ووضعها في الصناديق.



