التاريخ المهمل ـ 3

النقد التاريخي الأجنبي لاتحاد الجمعيات الإسلامية بالخارج

حوار مع مجتبي باقر نجاد
حاوره:محمد مهدي موسي خان
ترجمة: أحمد حيدري مجد

2019-11-11


قرأنا في القسمين الأول والثاني من المقابلة، تاريخ رابطة الجمعيات الإسلامية في الخارج وأسباب أهميتها وأهمّ الأعمال التي صدرت في البلاد عبر نظرة نقدية استطاع  السيد باقر نجاد امتلاكها بعد الاطلاع على أكثر النصوص المتعلقة بالموضوع. في هذا القسم، سنقوم بمراجعة ونقد كتابين باللغة الفارسية حول موضوع اتحاد الجمعيات الإسلامية، صدرا في الخارج.

في البداية، لنتطرق إلى، ما هي نقاط القوة والضعف في تاريخ اتحاد الجمعيات الإسلامية في الخارج؟

كما ذكرت سابقا، وبصرف النظر عن المقالات العديدة التي كتبت عن الاتحاد، صدر كتابان لسيد محمد جعفري، وهو عضو سابق في اتحاد جمعيات الطلاب الإسلامية في أوروبا. نُشر كتابه الأول "باريس وتحول الثورة من الحرية إلى الإستبداد"[1] في العام 2004 في 321 صفحة. وصدر الكتاب الثاني ، "10 سنوات مع الاتحاد في ألمانيا" [2]، في صيف العام 2009 في  540 صفحة. كتب السيد جعفري هذين الكتابين في الخارج وبعد مغادرته إيران.

ليس لديّ الكثير حول المقالات المنشورة في الخارج، والتي رأيتها متعثرة بشكل وآخر، وعادة ما تكون في صِدام مع الجمهورية الإسلامية وفي صالح المعارضة، كما هناك كتب كتبها شخصيات في الطيف الوسطي، وليست عميقة بما فيه الكفاية لمناقشتها. لهذا السبب سنركز مع هذين الكتابين للسيد محمد جعفري.

بالطبع، ليس لدي أي مشاكل شخصية معهم، فقد تم الاعتراف به كشخصية مسلمة في الخارج، وفي وقت ما عمل مع الاتحاد كما هو الحال مع الأعضاء الآخرين. ذهبت أفكاره إلى نقطة تجاوزت الحقائق داخل البلاد وخارجها. صدر الكتابان في مثل هذا الموقف. لم أعر إهتماماً لمناقشة ودراسة كتب السيد جعفري من قبل، لأنه لا يهم حقاً ما كتبه السيد جعفري، ولأنّ المؤرخ يمكن أن يكتشف الحقيقة من خلال البحث والدراسة التاريخية، كما أنّ تسليط الضوء علي هؤلاء الأشخاص لم يكن دون إشكالية. لكنك قلت إنه إذا كانت الأجيال وفي العقود القادمة، وإذا أراد شبابنا دراسة بحوث الإتحاد، ستطرح كتبهم وإدعاءاتهم كوثائق فيما بعد. لذلك، يجب أن يكون هناك نقد لهذه الكتب بحيث لا تكون هذه المعلومات من جانب واحد لاحقاً. أقنعتني إستدلالاتكم بنقد الصفحات القليلة الأولى من كتابه الأول عن الاتحاد، وإتاحة دراسة ونقد بقية ادعاءاته لمن هم أكثر تخصصاً في هذه الأمور. إنّ مناقشة ومراجعة 540 صفحة "10 سنوات مع الاتحاد في ألمانيا" هو عمل شاق وعبثي بالنسبة لي، لذلك سأعلق على بعض مزاعم الكتاب حيث سيتضح ما تبقي من الكتاب فيما بعد. لأننا إذا أردنا التحدث عن 540 صفحة من كتاب ما، فنحن بحاجة إلى التوقف عند كل صفحة ومناقشة جميع نصوصها ومحتوياتها بدقة، والتي سوف تستغرق وقتاً طويلاً للغاية.

لذا يرجى التعليق على الكتاب الأول.

يمثل عنوان الكتاب نفسه الهدف النهائي للمؤلف، لذلك ليس لديّ أي جدال أو نقاش حول عنوان الكتاب. في الصفحة الثانية من المقدمة، يقسم المؤلف الأحداث إلى جزأين: جزء كان هو شاهداً عليه والجزء الثاني يقتبسه من مصادر أخرى. يكتب في هذا الجزء من الكتاب قائلاً: "لكن مسؤولية الاقتباسات والكلام تقع على عاتق الراوي، حتى تحليل الاقتباسات ليس وحي منزّل وقد لا يكون خاليًا من الخطأ والتباين، وذلك لاستخدامها من قبل الأجيال القادمة كتجربة ".

في نفس الفقرة من المقدمة، حاول تخليص نفسه من الاقتباسات التي يقوم بها حتى لا يواجه أية مشكلة في المستقبل وأن لا "يتم استجوابه"، بمعنى أنه يروي روايات غير موثوقة لأغراضه الخاصة، وإذا تمت مساءلته، يمكن أن يبررها بهذه الطريقة، يبدأ الموضوع حول الاتحاد من الصفحة 10 بعنوان "في باريس" . يدعي المؤلف: "خلال الانتخابات الرئاسية الأمريكية، بدأ المرشح الديمقراطي جيمي كارترحملته، مع شعار الدفاع عن حقوق الإنسان ومنع تراكم المعدات العسكرية في الشرق الأوسط، و ... وأعتقد الشاه أنّ الحديث يدور عن إيران".

هذا ادعاء يتطلب وثيقة. من أين أتى الشاه بهذه الفكرة؟ هل هو مذكور في كتاب الإجابة على التاريخ؟ [3] أو في مقابلة ما؟ لا ترى أي وثائق في الكتاب. يكتب في الفقرة التالية: "قبل عام واحد من الثورة في لندن (نقلاً عن بني صدر) في منزل الدكتور تقي زاده، تحدث السيد (ب ب) (يعني بهرام بهراميان) عن دعوته إلى السفارة الأمريكية. قال إنّ الأمريكيين قدموا دعوة لـ 30 من أصدقائي إلى السفارة. قيل لنا إنّ قادة النظام الإيراني الحالي غارقون في الفساد وأنّ الثورة البيضاء قد فشلت. إذا كنت مستعداً للعمل، فسوف نقدم لكم كافة المساعدات لإدارة البلاد. أولاً، السيد بهرام بهراميان، الذي أشار إليه السيد محمد جعفري و بني الصدر والذين جعلا كلماته وثيقة، هو الشخص الذي تحدث عنه أعضاء الجبهة الوطنية في الخارج وما ينقل عنه غير صحيح. وفي هذا الصدد، يمكنكم الرجوع إلى مقابلة الدكتور حسين موسويان، رئيس اللجنة التنفيذية للجبهة الوطنية الإيرانية في 3 تيرالعام 1387 هـ ش، 24 يونيو 2008. ينفي موسويان كل ادعاءات السيد بهراميان بأنه توسط في التفاوض بين الولايات المتحدة والشاه والمعارضة. الآن يمكنك أن تتخيل أنّ أعضاء الجبهة الوطنية لا يقبلون تصريحات السيد بهرامي، لكن السيد محمد الجعفري قام بتوثيق ما قاله، والذي وثقه السيد بني الصدر لإثبات ادعائه. في الفقرة التالية، يقول المؤلف: "منذ ذلك الحين، بدأت المعارضة في القدوم إلى السفارة الأمريكية وفتح باب المفاوضات. بدأ تجمع أحزاب المعارضة والجماعات ينضج رويداً رويداً، و بعد ذلك، أُعلن عن توزيع المنشورات بالإسم وأحياناً دون ذكر الإسم، ورسائل مفتوحة عديدة إلى الشاه والمسؤولين الدوليين، وبدء اجتماعات للمعارضة ".

تجدر الإشارة هنا إلى أنّ هذا التحليل هو رأي السيد آبراهاميان في كتابه "إيران بين الثورتين".[4]  السيد آبراهاميان، ومن وجهة نظره اليسارية، لا يرى أساس هذه الثورة هو رجال الدين وحركة وقيادة الإمام الخميني (رحمه الله)، وهو يعتبر أنّ مراسلات الناشطين الإيرانيين في مجال حقوق الإنسان والشخصيات مع الشاه وما شابهه هي أساس الثورة، والسيد الجعفري يطرح وجهة النظر هذه.

في الفقرة التالية، وفي إشارة إلى مقالة 7 يناير في صحيفة اطلاعات وبداية الاحتجاجات، أي في فترة عقد مراسيم الأربعين  وتوسعت الاحتجاجات وسماع شعار الموت للشاه. ولم يشر إلى هذه الاعتراضات. السؤال الذي يجب طرحه حول هذه الأحداث هو ما هي أصول الحساسية لهذه المقالة؟ هل كانت الأحداث التي كتبها في هذه السطور القليلة حول رد فعل الناس على هذا المقال يوم 7يناير، بخلاف الحساسية الدينية للناس في إشارة إلى السيد الخميني أم لا؟ لم يذكر أنّ سبب هذه الاحتجاجات كان حساسيتهم الدينية للمفاهيم الدينية، بما في ذلك أهمية المرجعية لديهم.

في الصفحة 11، يزعم قائلاً: "نظراً للأنشطة والظروف المواتية التي تم إنشاؤها في الخارج منذ العام 1976م، ومعه تغيّر اتجاه الأمور لتصبح بيد الطلاب المسلمين، ونتيجة للأنشطة والمحاضرات الثقافية والنشر المكثف، وبسبب المجموعة الواسعة من الأنشطة الثقافية والمحاضرات والنشر التي عقدت في مدن أوروبية، كان الطلاب يلجئون إلى الإسلام".

في العام 1976م، لم نر تجمعات طلابية تعتنق الإسلام في أي مكان في أوروبا. حتى العام 1979م، كانت القوي الإسلامية في الخارج أقلية خالصة، أي إذا كان في المدينة 500 طالب إيراني، ربما 5 في المائة منهم مسلمون، وأساس هذا الادعاء غير واضح. يقول في الجملة التالية: "قام اتحاد الجمعيات الإسلامية في أوروبا والولايات المتحدة وكندا بتنظيم وتوجيه هذه الأنشطة".

بطبيعة الحال إنّ ما يكتبه هنا يتعارض تماماً مع المواد الواردة في الصفحات التالية حول القضايا التنظيمية للاتحاد وساحة قتال داخل الاتحاد بين الأعضاء. كيف يمكن لمنظمة داخل نفسها، كما قال المؤلف، ومع  وجود الكثير من الصراع الفكري والاحتكاك الفكري والعقلي، أن تكون قادرة على تنظيم وتوجيه هذه الكتلة من الطلاب ذو الميول الإسلامية؟!

وتابع قائلاً: "لقد عملت في إطاراتحادات الطلاب الإسلامية منذ العام 1973، كما كنت على اتصال دائم ببني الصدر، وناقشت معه مختلف القضايا السياسية والدينية والتاريخية والتنظيمية، وما فكرت به حول مستقبل بلدي أو في المجتمعات الأوروبية. كنت أشارك وأذهب إلى مدن عديدة لمناقشة القضايا مع أصدقاء الجمعية الإسلامية في باريس و بني صدر نفسه". (ص11)

بالمناسبة، كانت مشاركة مجموعة بني صدر غير المسؤولة في الفعاليات، السبب في معاناة الاتحاد بشكل كبير.

كيف يمكن ذلك؟ أذكر لنا نموذجاً واحداً من فضلك.

في كل حالة من الإعلانات والمنشورات التي كان الإتحاد يقوم بنشرها ولا تتماشي مع إيديولوجية بني صدر وأصدقائه، كانوا يكتبون رسائل شديدة اللهجة إلي مجلس الإدارة وذلك من قبل الجمعيات التي يشاركون فيها آنذاك. بالمناسبة، لقد ذكر السيد جعفري عدد من رسائل جمعية برلين في كتابه "10 سنوات مع الإتحاد" حيث كتب معظمها. وكما قلت، كان لدينا ثلاث اتحادات لديها مشكلة مع الاتحاد، وفي كل منها، كان أمثال بني صدر فيها: باريس وبرلين وكلن، فيينا، بطبيعة الحال، لم تشارك كثيراً في مثل هذه الأمور. كانت مثل هذه العلاقات الوثيقة مع أقلية من أعضاء اتحاد مع بني صدر، والتي أثارت الكثير من النزاع داخل الإتحاد.

في نفس الصفحة، تتبع قصة عيد الفطر في العام 1978، تلاها حدث يوم الجمعة، 8 سبتمبر: "عيد الفطر في 4 سبتمبر 1978م، توجه الناس في جميع أنحاء طهران نحو القطرية، التي كانت مركز صلاة عيد الفطر. (كيفية الإقامة، دورالسيد مفتح ورجال الدين المناضلين حيث لم يتضح بشكل جلي في هذا المقال). بعد صلاة عيد الفطر، تجمعت حشود كبيرة بأعداد هائلة أيضاً، وانتهت المظاهرات الحاشدة دون أدنى حادثة دموية. في أعقاب هذه المظاهرات، نظمت مظاهرة أخرى في 8 سبتمبر 1978م  في ساحة الشهداء (جالة)".

في غضون ذلك، لم يشر المؤلف إلى مظاهرة يوم الخميس الموافق 7 سبتمبر، والتي حضر فيها حشد أوسع بكثير من مظاهرات عيد الفطر. يجب على الشخص الذي يكتب تاريخ الثورة أن يحدد بدقة البداية للوصول إلى النهاية. كيف لا يدرج الحدث المهم وهو يوم الخميس 7 سبتمبر في نصّه؟ بعد حادثة 7 من سبتمبر وقتل الناس في ساحة جالة، كتب ما يلي: "وفقاً للمعلومات التي قدمها المقاتلون في الداخل إلي خارج البلاد، كان معظم قادة المظاهرات والناس خائفين من من عدم تكافئ المعركة وكانت مستحيلة وكان من الأفضل التوصل إلى حلّ وسط مع النظام في هذه المرحلة. وذلك لتشكيل والمشاركة في الدستورية البرلمانية شبه الحكومية".

هذه هي واحدة من القصص الغريبة التي يستشهد بها. أولاً، لم يكن أيّ من الذين كانوا يقودون المظاهرة يوم الاثنين 4 سبتمبر والخميس 7 سبتمبر، حاضرين في يوم الجمعة 8 سبتمبر. في 8 سبتمبر، حدثت حركة عفوية. ثانياً، أين الدليل على أنّ القادة كانوا مرعوبين منوهين على أنهم سيكتفون الآن بحكومة برلمانية مقسمة دستورياً؟ كيف خطرت له هذه الفكرة؟ هل سمعت بهذا من قبل كشخص مر عبر الكثير من تاريخ الثورة وأحداث 8 من سبتمبر؟ هذه مزاعم السيد جعفري التي لا يمكن الإستناد عليها لأنها دون وثائق. في الجملة التالية ، يمكن رؤية نفس النرجسية التي أعربت عنها: "ذات يوم، وبعد يومين من يوم الجمعة السوداء، سافرت إلى باريس للقاء وتبادل الآراء مع الأصدقاء، وكنت في منزل بني صدر، الذي تم الاتصال به من النجف، على الجانب الآخر كان السيد  أحمد. وقال انتهى كل شيء! لقد هُزمت الحركة، ثم كانت رسالة السيد الخميني إلى بني صدر على النحو التالي: قال السيد أحمد: قال والدي (السيد الخميني): أولاً أرسل لي تحليلاً للوضع الحالي وسير الأحداث وفي الرأي الثاني أخبرنا عن الحادث الأخير وما هو أفضل موقف ستتخذه؟ لأنهم يقولون من طهران لا يمكننا الصمود بصدور عارية في وجه الرصاص، فهم يدفعون ويقولون إنه من الأفضل أن يكون هناك وقت قصير حتى يتسنى لهم الاتفاق على انتخابات حرة وتشكيل حكومة وطنية. أجاب بني صدر على الفور: "أخبر والدك أنّ رأيي هو يجب على السيد أن يتراجع وأن يدلي ببيان ويدعو المزيد من الناس إلى المثابرة والمقاومة، وهذه هي نهاية قدرة النظام". إذا وصل الرجل إلى هذه المرحلة القصيرة، فسوف ينجح النظام في الإطاحة بالحركة، ومن خلال تشتيت حكومة شبه منفصلة حرة وبعد إسكات الناس، سوف يقضي علي الجميع، والآن بعد أن يتنفس النظام أنفاسه الأخيرة، أعطاها نفساً جديدا. باختصار، إذا فشل الرجل، فإنّ الرجل والحركة سوف يهلكان وسيستقر النظام. بعد يوم واحد، أصدر السيد الخميني إعلاناً صارماً، دعى فيه الناس إلى المثابرة ومقاومة نظام الشاه. بعد هذه المكالمة الهاتفية من النجف، قدم بني صدر تحليلاً للوضع الحالي في البلاد استناداً إلى الوضع الحالي والتعليقات ووسائل الإعلام الإيرانية، وفي نهاية هذا التحليل، اقترح أن يُطلب من السيد الخميني تشكيل مجلس عام. يمكن فيه للناس من جميع المحافظات والقوات حلّ مشاكل الدولة الحالية. ثم أرسل بني صدر هذا التحليل إلى النجف مع اقتراحه للسيد الخميني. عدت أيضاً إلى برلين بعد لقائي والتحدث مع الأصدقاء".(ص 11و12)

هل يمكنك تأكيد ذلك بالروح التي تعرفها للإمام الخميني؟ هل يتناسب حقًا مع شخصية الإمام وهوالتوسل بهم؟ وهل يطلب الإمام مثل هذا الأمر من بني صدر؟ ويسألهم ماذا عليّ أن أفعل؟ كما أنه ليس من الضروري أن يشرح الجميع ويعترف أنّ الجسر بين النجف والإمام الخميني كان في الخارج مع السيد محمود دعايي.. حتى الآن، لم يتم ذكر أو سماع أي موضوع من هذا القبيل حيث السيد أحمد على اتصال مباشر مع الأشخاص في الخارج بشأن القضايا السياسية المتعلقة بالإمام الخميني. في هذا الصدد، يمكن طرح هذه الأسئلة علي السيد دعايي حول صحة هذه المواضيع.

لكن من الممكن انتقاد هذا الادعاءات بالأدلة.

بالضبط - مع إلقاء نظرة على شخصية وأفكار وبيانات الإمام في السابق - والمقابلة التي أجراها مع لوموند والمحاضرات السابقة في النجف كلها لا تناسب مع هذا الادعاء على الإطلاق.

في الأساس، يتمتع بني صدر ورفاقه بمهارة في تشويه التاريخ. على سبيل المثال، في بيان الدكتور سنجابي في باريس، راجع ما قاله السيد بني الصدر بعد مقابلة الدكتور سنجابي للإمام الخميني:« لقد كتب نصاً وقد ورأيته. قلت إنّ الإمام الخميني لن يقبل هذا النص. قال نقح النص. جلست وكتبت النص وهو النصّ الذي وقع عليه وأنا بدوري قدمته للإمام الخميني و..."

انظر الآن إلى ما يقوله الدكتور سنجابي حول هذا الموضوع في مقابلته: "... في إحدى الليالي كنا في منزل أحد الأصدقاء، وجلسنا لنتناول العشاء، أمسكت بورقة وقلم وكتبت تلك المواد الثلاثة بهدوء. قلت هذا هو رأيي ... " ... قرأت ذلك للسادة ووافق الجميع. أخذ بني صدر نسخة من هذا إلى الإمام الخميني. عدت إلى المنزل في اليوم التالي وقال إنّ كل شيء على ما يرام، وقبله (الإمام) الخميني.[5]

هنا لا أقدم أي تفسير لأنّ نصّ المقابلات نفسه يروي القصة. أردت فقط تقديم مثال.

عنوانه التالي في الصفحة 12 هو "مجيء الإمام الخميني إلى باريس" ونصه كما يلي: " يعقد اتحاد جمعيات الطلاب المسلمين في أوروبا مؤتمره السنوي الثالث عشر بمشاركة جمعيات أعضاء الإتحادات في 1 حتي 3 اكتوبرالعام 1978م في قصر الشباب بمدينة هاغن (Hagen) بألمانيا الغربية. بعد يوم أو يومين من انتهاء المؤتمر، أبلغ السيد صادق طباطبائي المؤتمر أنّ السيد الخميني قد ذهب إلى باريس وكان قائد الثورة حالياً في باريس".

أولاً، في هذا التاريخ، كان الاجتماع الرابع عشر للمؤتمر أو إجتماع الاتحاد، وليس الاجتماع الثالث عشر. ثانياً، ليس تاريخه من1 إلى 3أكتوبر، كما يزعم المؤلف. جاء الإمام الخميني إلى باريس في السادس من أكتوبر، إذا كان تاريخ انعقاد المؤتمر 1-3 أي عندما انتهى المؤتمر، فكيف جاء الإمام قبل يومين من إنتهاء المؤتمر إلي باريس؟ لماذا لا تتطابق هذه التواريخ مع بعضها البعض؟ الحقيقة أنّ الاجتماع الرابع عشر عقد في الفترة من 3 إلى 6 أكتوبر 1978م. في اليوم الأخير من المؤتمر، وصل الإمام الخميني إلى باريس قادماً من بغداد. لقد ناقشنا أحداثه اللاحقة في مقابلة سابقة.

في الصفحة 13، كتب: "عندما يطير الإمام الخميني من بغداد إلى باريس، يتم إبلاغ أبو الحسن بني صدر، وصادق قطب زاده وحسن حبيبي بأنّ الإمام الخميني سيأتي إلى باريس". من يقدم هذه الأخبار؟ هذا غير معروف. ليست هذه مذكرات. أولاً في أوروبا، لم يسمع أي شخص آخر غير السيد حبيبي بهذه الرحلة لأنه عند معرفة وقت الرحلة من بغداد، قبل ساعة أو ساعتين من اتصال السيد إبراهيم يزدي من بغداد بالسيد حبيبي وناقش الأمر مع السيد حبيبي وقال: نحن قادمون،  وقد أمر الإمام الخميني أيضاً بعدم دخول منزل أحدهم والحصول على مكان منفصل لي. كانت هذه مذكرات نقلها السيد حبيبي ونشرت في كتاب "لقاء في باريس"[6] على أية حال ، إذا كان بني صدر وآخرون علموا بذلك، فهو عن طريق السيد حبيبي، أي أنهم لم يسمعوا من شخص مجهول. ربما كان يعلم أنه كان السيد يزدي، لكنه أراد عدم تسميته. "يضيف المؤلف قائلاً: هم، وأصدقائهم، يذهبون إلى المطار لاستقبالهم. بعد وصول السيد الخميني والوفد المرافق له (لا يكتب أي مطار؟)، رحب بني صدر، وقطب زاده، وحبيبي، وآخرون بالإمام الخميني وغيرهم، كل منهم لديه الرغبة في الدخول. قام كل من السيد قطب زادة وبني صدر بتعيين مكان منفصل للإقامة المؤقتة للإمام. يخبر السيد قطب زاده الإمام الخميني في مناسبات مختلفة أنّ منزله وكل شيء جاهز لإقامة الإمام الخميني".

حتى الآن، كان هناك ادعاءات متباينة بين الروايات. لا يوجد ما يشير إلى أنّ السيد قطب زاده قد عين  مكاناً ما للإمام الخميني. أخبر السيد حبيبي بني صدر أننا نحتاج إلى مكان، وكان من المفترض أن يوفر بني صدر مكاناً، وعلى عكس رأي الإمام، رتّب منزل السيد غضنفر بور. ثم قيل  لبني صدر من قبل بعدم التوجه إلى منزل أحد. بقي الإمام ورفاقه هناك ليلة واحدة ثم ذهبوا إلى نوفلوشاتو. على أي حال، لم يوفر السيد قطب زاده أبدا منزلاً لاصطحابه معه. ربما استخدم هذا للنيل من السيد قطب زاده وآخرين. على أي حال، يضيف المؤلف قائلاً: "كان السيد بني الصدر يعيش في إحدى ضواحي باريس لسنوات، في ضاحية كشان (Cashan)، وقد استأجر مؤخراً شقة للسيد أحمد غضنفر بور وزوجته في في مجمع يبعدعنهم بقليل. كان السيد أحمد وزوجته السيدة سودابة سديفي قد استأجرا منزلاً وانتقلا إلى هناك، لكنهما لم ينقلا جميع أثاثهما. بناء على اقتراح سودابة وأحمد، تم توفير هذه الشقة للإمام الخميني ورفاقه".

حيث يدحض السيد غضنفر بور في مذكراته اقتباس السيد جعفري فيما يتعلق باقتراحه وزوجته. ارجع إلى المجلد 5، الصفحتان 40 و 41 لمذكرات السيد أحمد غضنفر بور. من خلال قراءة مقابلة السيد غضنفر بور الكاملة، ستلاحظ أنها لا تتفق مع ما قاله السيد جعفري تماماً.

ثم يمضي المؤلف قائلاً: "بعد بضعة أيام من الإقامة في منزل السيد غضنفر بور، ذهب الإمام ورفاقه إلى فيلا السيد مهدي أصغري في نوفل لوشاتو".

هذا غير دقيق أيضاً، لأنّ الإمام لم يبق في منزل السيد غضنفربور إلا لليلة واحدة ثم ذهب إلى نوفلوشاتو. ويدعي كذلك أنه تم إنشاء لجنة وكلفت بمهمة الإشراف على العمل والمتابعة، لكن قطب زاده وإبراهيم يزدي لم ينضموا إلى اللجنة وأخذوا الأمور بأيديهم (الصفحتان 13 و 14). حيث أنّ هذه الإفتراءات لا مصداقية لها من الأساس،لأنه لم تكن هناك لجنة على الإطلاق.

وقال بني صدر في مقابلة مع إذاعة (بي بي سي): "من نواح كثيرة، اختلف مع السيد يزدي والسيد قطب زاده" لذلك لم نتصرف في اتجاه واحد. بالنسبة للإمام الخميني، يعتقد البعض أننا شكلنا لجنة ثلاثية، علي عكس ذلك، كانت هناك مشكلة حادة فيما بيننا".[7]

النص التالي مهم من حيث أنه ينصّ على ما يلي: "اتحاد جمعيات الطلاب المسلمين، الذي اعتبر نفسه أكثر قدرة وجدارة على القيام بالمهمة، كان بعض من أعضائه ومعظمهم من المؤيدين أو أعضاء في حركة الحرية في الخارج، استشاروا بعضهم بعضاً وتم تكليفهم بمسؤولية الحراسة واللوجستيات الأخرى، وهكذا عندما انتقل السيد الخميني من كشان إلى نوفيل لوشاتو، قام الإتحاد في الليالي الأولي بتوفير الإمكانيات والحفاظ علي الإمام الخميني أيضاً".

قام أربعة أعضاء من الإتحاد في الليالي الأولي من إقامة الإمام في نوفيل لوشاتو بحراسة منزل الإمام حيث قام بذلك كل من السيد جعفر نيكوئي وهمايون ياقوت فام وشابور مهذب ومحمد كيارشي وأساساً لاتوجد أي إستشارة تنظيمية في الموضوع. باستثناء السيد همايون ياقوت فام الذي يقال أنه مرتبط بحركة الحرية، لم يكن لأيّ من المسؤولين عن الحماية أي علاقة بحركة الحرية.

ألم يكن السيد طباطبائي في الأيام الأولى؟

نعم كان موجوداً، لكنه يقوم ببعض الأعمال إلي جانب الإمام.

كما يوضح في الصفحة 14 حول بستان نوفيل لوشاتو الذي تعود ملكيته للسيد عسكري أو بالأحري للسيدة عسكري. يضيف قائلاً: "كانوا يأتون لزيارته، ويناقشونه في الأمر وأحياناً يطرحون أسئلة علي الإمام الخميني ويجيب عليها باختصار. بعد بضعة أيام نصبوا خيمة لإقامة صلاة الجماعة".

تم إنشاء الخيمة التي ذكرها المؤلف بعد شهر تقريباً وفي أواخر نوفمبر عندما كان الجو بارداً، لم تكن هناك خيمة من قبل. يجب على الشخص الذي يرغب في كتابة كتاب تاريخي أن يعمل بجد ويبحث في تفاصيل الموضوع. ثم يشير المؤلف بلغة نقدية: "... أخذ السيد يزدي الهواتف و قام بكل الأعمال و لم يسمح لأحد ان يتصل بالإمام. كان على كل من أراد أن يذهب إلى الإمام أن يمر عبر قناته ويذهب إلى كل جلسة خاصة ولم يسمح للإمام بالتحدث مع الآخرين. في إحدي المرات حجزت موعداً للقائه وذهبت إلى الإمام، بعدها جاء وجلس معنا حيث ذكرته أنني أريد أن أجلس معه بانفراد، نهض وذهب".(ص15)

يقتبس فكرة مشابهة أيضاً من مذكرات آية الله منتظري ولو كان صادقا، لكان قد صرح تمامًا بما قبل وبعد الجمل ودافع المرحوم. والحقيقة هي أنّ آية الله منتظري، صرح بذلك كمدح وثناء للدكتور يزدي.

ليس من الضروري هنا الإشارة إلى أنّ تفسير بعض هذه الروايات لا ينبغي أن يكون بأي حال من الأحوال مذكوراً بمعاني الميل نحو حركة الحرية. في نوفيل لوشاتو، كان السيد يزدي حاله كحال الآخرين، ولكن يجب أن يكون الشخص منصفا في المسائل التاريخية. لكن لسوء الحظ، قام السيد الجعفري بجرّ وطرح الانقسامات القديمة لحركة الحرية والجبهة الوطنية إلى سجله التاريخي. ومن خلال هذين الكتابين لكتاب السيد جعفري، يمكن رؤية صراع بني صدر مع حركة الحرية بوضوح. كان يحاول أن يستنتج أنّ أعضاء حركة التحرير كانوا خارج البلاد ومن كان متعاطفا مع الناس هم السيد بني صدر والوفد المرافق له. تنصّ هذه الصفحة على أنّ السيد يزدي لم يسمح حتى لرجال الدين مثل السيد أملايي والسيد محتشمي ومن جاء من النجف مع الإمام، أي أنه لم يسمح لهم بالدخول إلي الغرفة، وكانوا جميعاً متوترين ومضطربين من تصرفاته وقد أعربوا بصراحة عن عدم ارتياحهم من هذه التصرفات. "لقد أحضر عدداً من الأصدقاء والطلاب من الولايات المتحدة وبعض أعضاء حركة الحرية أو مؤيديها للإشراف على الشؤون، ولقد عيّن منهم مسؤلين".

على العموم، هذا خطأ جوهري ولا أساس له علي الإطلاق. لم يكن للمجموعة الأولية من أعضاء الإتحادات والأعضاء الآخرين الذين ذهبوا لاحقاً إلى باريس أي صلة بالسيد يزدي على الإطلاق. ذهب أربعة ممن ذكرتهم إلى باريس دون تنسيق مع الدكتور يزدي كعضو في الاتحاد، حيث اعتنوا بحراسة الحديقة، وحتى أنّ السيد كيارشي تطوع بطهي الطعام. 40 – 50 من أعضاء النقابة الموجودين في باريس يعيشون الآن في طهران ويمكن لقاءهم، يمكنك قراءة جملة السيد جعفري لهم وفي حال أكدوا ذلك فأنا سأعتذر للسيد جعفري.

هل كان أعضاء الجمعية الإسلامية الأمريكية حاضرون في الأيام الأولى؟

لا. لم يكن هناك أحد.

هل كانوا شخصيات من أروبا فقط؟

نعم، لقد كانوا أعضاء أوروبا متواجدين، وكان محمد الهاشمي أول شخص يأتي من الولايات المتحدة إلي نوفيل لوشاتو. يلاحظ في مذكراته أنه وصل إلى باريس في اليوم الثالث، لكن الأشخاص في امريكا جاءوا لاحقاً. يدعي المؤلف كذلك أنّ السيد يزدي قد أغضب الجميع، ووصل محمد منتظري وجمعهم في منزل آخر وقال: " لماذا سمحت للدكتور يزدي بالتدخل في الأمور؟ وتظاهر بأنه يسيطر على الوضع. وهل كنتم تماثيل؟ ثم قال سأتدارك الأمر قريباً. "و في الصباح جرّ البساط من تحت الدكتور يزدي".(ص16)

هذه أيضاً من إحدى القضايا الغريبة التي أثارها. بادئ ذي بدء، كانت شخصية السيد محمد منتظري معروفة. كان في بعض الأحيان متشدد. السيد فردوسي بور كان على الهاتف في اليوم الأول وكان يقوم بأعمال الاتصالات. ادعى السيد الجعفري أنه عند مناقشة مسائل المطبخ: "كان السيد حبيبي يحدد نوعية الطعام الذي يتناوله الإمام الخميني حتي مجيء الحاج مهدي عراقي إلي باريس".(ص16)

هذا الادعاء غير صحيح، أولاً، حتى وصول الحاج مهدي عراقي، اعتاد محمد كيراشي أحد أعضاء الجمعية الإسلامية الأوروبية علي طهي الطعام  حتى جاء الحاج مهدي عراقي ورتب المطبخ. ثانياً،قبل مجيء السيدة دباغ ولم تذهب للمنزل المجاور، فقد أكل الإمام نفس الطعام الذي تم طهيه من أجل الآخرين.

ثم يدعي المؤلف في الصفحة 17 : "كل شخص كان يفكّر بقضية إيجاد قاعدة وموضع لنفسه، يقرّب نفسه لمركز السلطة التي كانت واضحة وهي بيد الإمام الخميني وذلك لتحقيق ما يطمح إليه من أفكار وإيديولوجيات. كما كان البعض يظنّ أنّ إستئصال جذورالسلطة البهلوية التي هيمنت علي البلاد لحوالي 2500 عام لا يمكن إلا عن طريق الإمام الخميني فقط".

هنا لا يشرح السيد الجعفري من الذي رعى الفكرة. كما ترى، عدم الكشف عن الموضوع والغموض، هو إحدى الطرق التي يمكن بها تقديم ادعاءات كثيرة دون دليل. والسؤال الآن، هل كان بني صدرمن ضمن أم لا؟  لماذا لا يوضح هل كان بني صدر ضمن من اعتقدوا بأنّ السيد الخميني كان لديه هذه السمة والميزات أم لا؟ في العديد من أعداد صحيفته الإخبارية (خبرنامه جبهه ملي)، نقل السيد بني الصدر مراراً وتكراراً بأنه يدعم الإمام ونظريته للحكم الإسلامي. إذا أراد أن يتهم الآخرين، فعليه أولاً أن يتهم بني صدر نفسه.

نفس الصحيفة الإخبارية للجبهة الوطنية التي نشرها حزب الشعب الإيراني في طهران منذ نوفمبر 1977؟

لا، تعود الإصدارات الأولية من  الصحيفة الإخبارية التي نشرها بني صدر في الخارج إلى أواخر الأربعينيات.

هل كانت في فرنسا؟

نعم. بالطبع، لدى السيد الجعفري قصة مختلفة، قائلاً إنّ المجلة كان يديرها مناصروا لندن ولا يشرح من هم هؤلاء اللندنيون. لقد تحدث عدة مرات عن أشخاص في لندن كانوا يقومون بتحرير ونشر  (انتشارات مصدق) و(خبرنامه)، حتى لا أذهب بعيداً عن النقاش، أود أن أقول لماذا لا يعترف السيد جعفري،  بالنظر إلى موقف بني صدر من الإمام الخميني، عندما يكتب في الجزء العلوي من نشرة الجبهة الوطنية:  " إنّ تأسيس الحكومة الوطنية هو هدف الجبهة الوطنية الإيرانية"، كما جاء في مقال افتتاحي في الملحق  5يونيو 1978م: " نحن نؤيد بشكل لا لبس فيه موقف السيد الخميني، مرجع التقليد الشيعي".

هذه المواقف المزدوجة ليست نفاق؟ ماذا كان موقف الإمام الخميني من الحكومة؟ هل كانت حكومة وطنية؟ إذا كتبت في صحيفتك الإخبارية أنّ "إنشاء الحكومة الوطنية هو هدف الجبهة الوطنية"، ألا يتناقض هذا مع تصريحات بني صدر في تلك الافتتاحية؟ هذه مبالغة في بني الصدر ومؤيديه. إذا كنت تشير إلى أرقام الصحيفة الإخبارية للجبهة الوطنية، فستجد الكثير من هذه العبارات عن الإمام الخميني. ومن المثير للاهتمام أنه في وقت لاحق من كتابه الثاني سمّي السيد الجعفري  نشرية "رسائل المجاهد" المتعلقة بثورة الحرية بـ (خميني نامه). قارن هذا بما يجلبه السيد جعفري. السيد الجعفري يرفع مكانة السيد بني الصدر ويعتبره غير قابل للخطأ. أستبعد أنه تحدث في مكان ما عن خطأ قد ارتكبه بني صدر طيلة نشاطاته. إذا وجدت مثل هذه الانتقادات في خطاب السيد الجعفري، ستجد أيضًا الصدق في خطابه. من وجهة نظر هؤلاء الأشخاص، باستثناء أنفسهم، فإنهم جميعًا متهمون بالعبادة الشخصية.

يسلط المؤلف في الصفحة 19 من الكتاب الضوء على الانقسامات السابقة بين الجبهة الوطنية وحركة الحرية. بالنسبة لمؤسسي حركة المقاومة الوطنية، ليس من الممكن لهم حتى تسمية آية الله الحاج سيد رضا زنجاني كواحد من مؤسسي حركة المقاومة الوطنية. لماذا لا اسم لهم؟ هذا غير واضح. وكتب في الجملة الثانية: "في العام 1962م، شكّل معظم قادة حركة المقاومة الوطنية حركة الحرية"!.

تأسست حركة حرية إيران في مايو 1961، من أين أتت سنة 1961م؟ الله أعلم، يعتبر بني صدر وجعفري نفسيهما معلمين ومدرسين للأحداث في الثلاثينيات والأربعينيات. ولكن في أصغر القضايا، ترى مثل هذه المشاكل والعيوب في كتاباتهم. هذه هي القضايا الهامة التي تنتشر وتقدم كتاريخ، هو خيانة لوعي التاريخ. ثم يواصل التعليق على الجبهة الوطنية الثالثة والنزاع مع صادق قطب زادة والتي لانريد أن نتوقف عندها هنا.(ص 19و20)

في منتصف الصفحة 21 حول الاتحاد، يكتب قائلاً: "مع اقترابنا من خمسينيات القرن العشرين، تكثفت أنشطة اتحاد جمعيات الطلاب الإسلامية تدريجياً، والاتحاد [...] منذ عام 1968م في أوروبا داخل "أومزو" (UMSO) حيث تتألف من الطلاب المسلمين من جميع البلدان الإسلامية، تم تشكيلها وأصبحت فيما بعد مستقلة".

كما قلت في المقابلة الأولى، تم تشكيل الاتحاد في شتاء عام 1965م داخل أومزو، وليس في عام  1968م! كل الأدلة موجودة في المجلد الأول من تاريخ نضال الطلاب الإسلاميين في الخارج. ثم يكتب: "بعد تشكيل الاتحاد الإسلامي، عمل الدكتور بهشتي، والسيد قطب زاده والسيد حبيبي، كمستشارين ". لم يعد هؤلاء الأشخاص استشاريين إلا لفترة معينة، إذا نظرت للمجلد الأول، يتم شرح ذلك في الصفحة 195، لكنهم يؤكدون أنهم كانوا دائماً مستشارين. ويضيف: "إنّ الدكتور بهشتي، الذي كان يعرف الإتحاد  بنفسه وحتى في الاجتماع الرابع الذي حضرته للمرة الأولى، قد قال: " يا سيد جعفري عليك أن تري اتحادنا"، عاد إلى إيران العام 1971م. لكنه مارس نفوذه من خلال مهدي نواب وصادق طباطبائي، وخاصة نواب ".(ص21)

السيد محمد جعفري، الذي يقول إنه كان يرى السيد بهشتي لأول مرة، هل كان شخصاً مهماً للغاية أراد من السيد بهشتي أن يناور حول الاتحاد معهم؟ ما نوع الشخصية العلمية أو السياسية التي أصر السيد بهشتي على إظهارها له؟ بالطبع، لقد ادعى هذا في مكان آخر. ثانياً، السيد بهشتي لم يعد إلى إيران في سنة 1971م ، فقد كتب مراراً وتكراراً في مناسبات مختلفة أنّ السيد بهشتي عاد إلى إيران بعد عامين من الاجتماع السادس. ولكن الحقيقة التاريخية هي أنّ السيد بهشتي عاد إلى إيران بعد شهر من الاجتماع السادس في 5 يونيو عام 1970. لا أعرف ما إذا كان السيد جعفري قد سعى جديا مرة واحدة إلى تحديد تاريخ عودة السيد بهشتي وغيره من الشخصيات الأخري أم لا. الجملة التالية: "بسبب عدم الرضى عن تدخل الأعضاء الاستشاريين في شؤون الإتحاد، رفض السيد حبيبي حضور المؤتمرات والندوات، لكن السيد قطب زادة تواصل مع الطلاب من خلال أصدقائه وأنصار حركة الحرية وإدارة الإتحاد. وأحياناً كان يحضر ندوات لإلقاء خطاب أو مناقشة".

لا أعرف ما يعنيه بقول مثل هذه الأحداث. بسبب عدم رضا الأعضاء عن الاستشاريين، تم ذكرها ومناقشتها أولاً من داخل قوات بني صدر للمرة الأولى، كما تم تمثيل السيد الجعفري نفسه في الاجتماع السادس كممثل لجمعية كريفيلد، والتي كان عليه تقديم تقارير إلى التجمع المعني وفقاً لقواعد التأسيس. يجب على جميع المندوبين الحاضرين في الاجتماعات تقديم هذا التقرير إلى جمعياتهم المعنية أيضاً. وأشار في تقريره إلى مسألة "فرض آراء المستشارين" في الاجتماع وتذمّر الأعضاء من مثل هذه الخطوات. إذا لم نسمع عن أي من الأعضاء الذين حضروا الاجتماع باستثناءهم عن هذه القضايا. بدلاً من نشر التقرير الرسمي للإتحاد  كموقف له وكوثيقة في الكتاب، يدمج تقريره من الاجتماع السادس مع جمعية كريفيلد كوثيقة في الكتاب.

 

في الصفحة 23، يستشهد بالمجلات التي وزعها الطلاب المسلمون بين عام 1971 و 1978م، مثل نشرة الجبهة الوطنية الثالثة، منشورات مصدق، منشورات مدرس، رسالة المجاهد، ومنشورات 15 خرداد، منشورات ابوذر، ومنشورات الإتحاد حيث كان كالتالي: مدرسة القتال، قدس ومجموعة الكرامة. كما يكتب إستمراراً لجملته الماضية قائلاً: "تم توزيع كل هذه المجلات ووزعت بطريقة أو بأخرى من قبل أعضاء الاتحاد"، وهذه ليست كلها حقائق يمكن الإستناد إليها. في الأساس، لا تتعلق الصحيفة الإخبارية للجبهة الوطنية الثالثة بالإتحاد، فقد ساعد بعض أعضاء الإتحاد في توزيعها، لكن لم تكن مسؤوليتهم توزيع الصحيفة الإخبارية بأنفسهم. هذا الصراع الفكري بين حركة التحرير والجبهة الوطنية داخل الاتحاد وبين الأعضاء العاديين ليس له أي تأثير، ولكن في بعض الأحيان يحدث بين الأعضاء القدامى والسابقين في الاتحاد  لدرجة أنهم كانوا حميميين للغاية بحيث يمكنهم حل القضايا المتنازع عليها ودياً. لكن ليس صحيحاً أنه رأى الاتحاد بأكمله ساحة معركة بين حركة التحرير والجبهة الوطنية. إلّا في الجمعيات التي كان يتواجد فيها أنصار بني صدر . ويضيف قائلاً: "لم تكن هذه القضايا ملموسة، ولكن منذ عام 1973م فصاعداً، أصبحت الاختلافات ملموسة إلى حدّ كبير، بحيث تسببت هذه الاختلافات داخل الاتحاد بمشاكل". (ص23)

إعادة استخدام وتقديم الجمل غير المعروفة - ما هي المشاكل التي حدثت؟ أليست هذه نوع من الفتنة؟ هذا مذكور بشكل عام في الكتاب ومن ثّمّ يفكر القارئ بما يجري وما كان داخل المجموعة من مشاكل جمّة! على الرغم من عدم وجود مثل هذه الأخبار داخل الجمعيات، وكما قلت، لم تتم مشاهدة هذه الاختلافات على مستوى مجلس ادارة الإتحاد أيضاً.

كما أضاف قائلاً: "بعد اندلاع هذه الخلافات داخل الاتحاد وبين أعضائه استنزاف جزء من القوة على التحييد والتدخل، اقترح بعض أعضاء الاتحاد: الآن وبعد أن حدث ما حدث، مثل توزيع المنشورات والكتب وبيعها من خلال الجمعيات الأعضاء وغير الأعضاء، يعتبر من ضمن مجال العمل الرئيسي في دائرة الإتحاد. وأصبح مجال النشاط داخل دائرة الاتحاد [...] وبطبيعة الحال، فإنّ هؤلاء السادة والمجموعات سيخسرون بشكل كبير مجال نشاطهم".

ثم يكتب أنهم جاءوا بعد ذلك لتشكيل اجتماع، ولم يحضر الاجتماع الأول بني صدر و ... "تم عقد الاجتماع التالي في العام 1977م بمشاركة: بني صدر، قطب زادة، محمد منتظري، مهندس غرضي، صادق طباطبائي، همايون ياقوت فام، وكريم خدابناهي وقد تشكلت بعد الإضراب عن الطعام لاتحاد الطلاب المسلمين في الخارج في منزل السيد بني الصدر في باريس".(ص24)

لقد نسي في كتابه "10 سنوات مع الاتحاد" أنه كتب الجملة لأنه يقول بأنّ الاجتماع تم إعداده لحل النزاع بين قادة الإتحادات ورجال الدين، مما أدى إلى الإضراب عن الطعام وكسره فيما بعد. كان ذلك ممكناً، وأخذ بني صدر بيده زمام المصالحة وأصلح فيما بينهم واستمر الإضراب عن الطعام حتى اليوم الأخير. لكنه يقول هنا إنّ الاجتماع جاء في نهاية الإضراب عن الطعام ولحل النزاع بين قوات الاتحاد.

هناك أيضاً نقاش صغير حول مهمة البعثة أو مؤسسة طاهر في الصفحة 25. لا أود التعليق كثيراً على هذا الموضوع وإحالة القراء المحترمين إلى المجلد الثاني من مذكرات الدكتور إبراهيم يزدي. والنقطة الوحيدة التي يجب إنكارها هي أنه جرت محاكمة خارج المحكمة لورثة السيد توليت ضد السيد يزدي أثبتت أنّ جميع التهم لا أساس لها من الصحة وأسفرت عن تبرئة السيد يزدي.

فيما يتعلق بالادعاءات التي قدمها في هذه الصفحة حول الإمام الخميني، فإنه يأخذ وقتاً آخر لمناقشة الأمر. لكن يجب أن يعرف قراء هذا الكتاب، أنّ السيد الجعفري، الذي كان متهوراً ومنحازاً في الصفحات الـ 25 الأولى، لا أعتقد أنه اتبع المسار الصحيح في الصفحات التالية.

لكن كتاب "10 سنوات مع الاتحاد في ألمانيا" لا يمكن النظر إليه بهذه الصورة وسوف يتطلب وقتاً أطول بكثير. ومع ذلك، وفي نفس الوقت، سأحاول نشر أركان هذا الكتاب كمثال.

في المقدمة، و تحديداً في الصفحة أ، في الفقرة الثانية، يوضح الأنشطة الثورية للطلاب  خارج البلاد: "كانت هناك عدة مجلدات من الكتب حول الأنشطة الطلابية الثورية، بعد دراسة هذه الأعمال،  والنظر في الوثائق التي لا يمكن إنكارها لتلك الفترة. لقد توصلت إلى استنتاج مفاده، هناك تقارير غير دقيقة وغير كاملة وأحيانًا مشوهة عن كيفية نضال الطلاب المسلمين وغيرهم في الخارج، لاسيما في أوروبا. بعد نجاح الثورة، حاولت كل من المنظمات والأحزاب والجماعات اعتبار انتصار الثورة أنها لهم. لكن لسوء الحظ، نادراً ما يُرى أنهم ينتقدون تاريخهم".

في الصفحة "ب" ، يقول: "في الصفحات التالية، مع مراعاة جميع النقاط المذكورة أعلاه ... حاولت أن أتذكر زوايا نضال الإيرانيين في الخارج في أوروبا على أساس الأدلة المتبقية. تستند التحليلات والشروحات في هذا العمل إلى ملاحظات وتفاعلات موضوعية شاركت فيها، بشكل مباشر أو غير مباشر، وفقاً للوثائق المقدمة".

 

أولاً، من الضروري فحص المستندات والوثائق التي أتى بها المؤلف. لقد قدم 158 صفحة، أي الصفحات من 359 إلى 511، هذه هي 158 صفحة إذ تحتوي علي 12 صفحة من الصور الشخصية، و 5 صفحات من المؤهلات الدراسية، و 60 صفحة من المراسلات الشخصية مع السيد قطب زادة وبني صدر، وبعضها كان في عضوية مجلس الإدارة في دورتها الثامنة. ومن المثير للاهتمام، أنّ معظم المراسلات هذه تخالف المراسلات التي تدعو للتفرقة حيث من خلال قرائتها يتضح ابهام الموضوع.كما  أن 37 صفحة من إجمالي 158 صفحة هي عبارة عن رسائل شخصية لبني صدر إلى المؤلف والعكس، و 7 صفحات صورة لمجلة المجاهد والصحيفة الإخبارية للجبهة الوطنية الإيرانية، وصفحتان من رسائل الجمعية الأمريكية، وما تبقي منها، بما في ذلك 35 صفحة من وثائق الاتحاد، أضافة إلي عنوان الكتاب حيث تبلغ صفحات الكتاب حوالي 540 صفحة. ويدعي، مع 35 صفحة من وثائق الاتحاد، وبناءً على أفكاره، أنه قال الحديث الفصل، عليكم  بقراءة حديث مفصل عما ورد في إدعاءاته. ومع ذلك، فإننا لا ندعي الوثائق التاريخية الكاملة للاتحاد من خلال تقديم مئات الصفحات من وثائق الاتحاد، والتي يتم تضمينها في خمسة مجلدات من كتب التاريخ علي الإطلاق.

 سأختتم باختيار موضوع من منتصف الكتاب وآخر من النهاية. لكن الحجة التي أريد طرحها تتعلق بمرفق العدد الثاني من مجلة "قدس" التي نشرتها اللجنة الفلسطينية. أسفرت الحرب الأهلية التي دامت عامين في لبنان عن سلسلة من المقابلات مع قادة فتح في جريدة النهار الأسبوعية وغيرها من المطبوعات. ذهب السيد صادق طباطبائي إلى لبنان كممثل للإتحاد وأجرى مقابلات مع العديد من فتح بما في ذلك هاني الحسن (مستشار ياسر عرفات وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح)، منير شفيق (رئيس مركز التخطيط لفتح)، الرائد كايد (القائد الأعلى لجيش الفتح في جنوب لبنان) والمهندس جهاد (أحد القادة السياسيين والعسكريين لكتيبة  الفتح الطلابية).

 في أي عام حدث هذا؟

حدث ذلك في العام 1977م. مرفق نص المقابلات، بما في ذلك ترجمة خالد حسن (رئيس لجنة العلاقات الخارجية في الجمعية الوطنية الفلسطينية) بشأن الحرب التي استمرت عامين في لبنان، والتي نُشرت في جريدة النهار الأسبوعية (6 يوليو 1977)، على النحو التالي: نشرت عدة مقابلات حول الأحداث اللبنانية ونشرها الاتحاد في سبتمبر 1977. بعد نشر ملحق القدس، تلقى مجلس إدارة الاتحاد انتقادات، معظمها من أنصار بني صدر.

 

لماذا؟

بكل وضوح، كل المحاولات لمعارضة الإمام موسى الصدر تم تبريرها من خلال تعاون الإمام موسى الصدر الاستراتيجي مع حافظ الأسد لحماية الشيعة اللبنانيين. الإمام موسى الصدر ليس له موقف ضد حافظ الأسد. وكما ذكرت، كانت إحدى المقابلات مع السيد صادق طباطبائي في لبنان هي مقابلة السيد هاني الحسن، مستشار ياسر عرفات. بعد نشر الملحق 2، في نهاية شهر نوفمبر أو أوائل ديسمبر من ذلك العام، جاء الأشخاص الذين يزعم السيد جعفري أنه جلال الدين فارسي وأصدقائه إلى مكتب الخطة والبرمجة (السيد منير شفيق) وقالوا إنّ صحيفة القدس ومن قول هاني الحسن أنّ السوفييت و كمال جنبلاط مسؤولين عن الحروب اللبنانية. لا يذكرون اسم ممثل اتحاد الجمعيات الإسلامية (صادق طباطبائي). بعد اتصال منير شفيق مع هاني الحسن لتوضيح الأمر، يقول: "أنا لا أعرف مجلة القدس على الإطلاق ولم أقابلها، وكتبنا نصاً عن نفس الموضوع. كما أرسلوا هذا التعليق إلى بني صدر والمقربين منه كجزء من بيان اللجنة الإيرانية لدعم حركة التحرير الوطني. حيث نشر أصدقاؤه في صحيفة (پيك مبارز) مجلة (رابطة الطلاب الإيرانيين في برلين الغربية) في 19 يناير 1978، والتي قوبلت باحتجاجات أعضاء الإتحاد آنذاك. بالطبع، نشر منشور آخر، في نشرية تسمي (درفش)، رسالة مع مقدمة في الملحق 12. قام السيد صادق طباطبائي بالاتصال ببني صدر وحذره من احتجاج الإتحاد، والذي كالمعتاد لم يقدم مبرراً. إلى أن كتب الإتحاد رسالة تطلب فيها إجابة مقنعة مع ستة أسئلة. أرسل بني صدر حتماً رداً من ست صفحات إلى الاتحاد كان واضحاً ومقروءاً من وجهة نظر تبرير أدائي غير مناسب، وإذا أمكن، سأقرأ النص الكامل لتلك الرسالة. بعد البلبلة التي أقامها بني الصدر وأتباعه في أوروبا ودافعوا عن أدائهم، سافر صادق طباطبائي مرة أخرى إلى لبنان لنفس السبب وذهب إلى لقاء ياسر عرفات  بمعيّة الإمام موسى الصدر والدكتور تشمران وتحدثوا معه حول ما جري. بعد استدعاء ياسر الحسن من قبل ياسر عرفات، تم نقل الأمر إليه. جاء إليّ السيد جلال الدين فارسي، إلى جانب ثلاثة إيرانيين آخرين، وذكر أنّ صحيفة القدس قد نشرت مواد عن الخيانة السوفيتية للثورة الفلسطينية، وغياب الإسلام في الجماعات الفلسطينية، وخاصة فتح، وأيضاً قضية كمال جنبلاط والإمام موسى الصدر، وطلبوا مني إبداء رأيي بشكل مكتوب. كتبت أنني ليس لديّ رأي. بعد ذلك، أعطاه ممثل الاتحاد الرقم الثاني المطبوع في ملحق القدس وأصبح من الواضح أنه في البداية، لأنّ اسم جريدة القدس لم تكن معروفة لديه، كما امتنع الزوار عن قول اسم جريدة القدس وأشاروا فقط إلى نشرية القدس. لم يتم نقل مثل هذه العبارات في ملحق "القدس". لهذا السبب كتب هاني الحسن في نفس اليوم نصاً رداً على سؤال من أحد ممثلي النقابات من أجل معرفة إجابة هاني الحسن، ينبغي الرجوع إلى المجلد الرابع من كتاب "التاريخ" وبيان الاتحاد المعنون "رسالة مفتوحة" المنشور في 29 فبراير 1978 وشرح أكثر تفاصيل القصة. انظر البيانات (مجلد التاريخ  3، الملحق 17.)

ماذا كتب السيد جعفري الآن؟ بادئ ذي بدء، لم يشر إلى خطاب بني صدر، موضحاً القصة بطريقة لاذعة: "لقد كان مضحكًا للغاية و مبهماً إلي حد كبير. بعد نشر نص هاني الحسن، ذهب الاتحاد الذي وقع في الفخ مرة أخرى إلى هاني الحسن وياسر عرفات، مدعيا أنّ المقابلات التي أجرتها القدس معه كانت أولاً وقبل كل شيء صحيحة، وثانياً، نحن اتحدنا مع سورية وانخرطنا مع حركة المحرومين. ونحن مساعدون لبعضنا البعض. ثم نشروها كرسالة مفتوحة في القدس في تاريخ 28 فبراير عام 1978م". (ص 213)

لاحظ الكلمات المنسوبة إلى الاتحاد. نظراً لأنّ هذا أمر يخص صحيفة بني صدر، فهو يصف بالتالي الأجواء الإتحادية، وهذا غير صحيح.

في مقطع آخر مثير للاهتمام يقتبس: "بعد الاجتماع التاسع، أعطاني الاتحاد مهمة كتابة تاريخ الاتحاد." (ص 24)  عندما تقرأه، فلن تدرك أن هذا النص هو تاريخ الاتحاد! منذ بداية المقال، أثار النزاعات بينه وبين الآخرين كتاريخ الاتحاد! هل كانت كتاباتهم أداءً نقابياً؟ أنا لا أعرف ما يفكر به حقاً. لا أريد أن أذكر بقية المواضيع. القضية الأخري الموضوع الذي ذكرته في الصفحة 306 إلي الصفحة 310.

حول أي موضوع قام بنقدك؟

 فيما يتعلق بجدول المجموعات السياسية، في الجزء الأول من المجلد الأول من كتاب تاريخ الطلاب الإسلاميين في الخارج، نقدني علي أنني ذكرت بعض المواضيع غير الصحيحة. في مقدمة المجلد الأول، تم توضيح التحليل للأحداث الثلاثية في بداية الكتاب ليس كتابتي على الإطلاق، بل هو تحليل للإتحاد علي المقدمة كواحدة من وثائق الاتحاد في القسم الأول من الكتاب. المسألة الثانية تتعلق بالسيد قطب زاده وحبيبي وبني صدر، الذي يقول السيد جعفري (رغم موقفي العدائي تجاه السيد قطب زاده وحبيبي) أنني لم أعطهم حقهم في الكتاب كما ينبغي. كتاب التاريخ متاح. أينما كان الموضوع والمستند يتعلقان بهم، تذكرأسمائهم وأنشطتهم في الكتاب. نظرته إلى كتاب التاريخ هي: "كما عزا الدكتور يزدي الاتحاد بأكمله في كتاب "التاريخ السياسي طيلة خمسة وعشرين عاماً"، فقد تم تحليله أيضاً كما لو أن الدكتور بهشتي ومؤيديه أسسوا الاتحاد. هل تفهم حقاً من كتاب التاريخ، وخاصة المجلد الأول، أن الدكتور بهشتي كان مؤسس الاتحاد؟

لا. إنما يعطي إستشارات للإتحاد.

نعم، كانوا يقدمون المشورة والمساعدة. أين يذكر الكتاب أنّ السيد بهشتي كان مؤسس الاتحاد كما يزعم؟ هل قام الدكتور بهشتي وأتباعه بالفعل بتأسيس الاتحاد كما هو في الكتاب الذي كتبه الدكتور بهشتي؟ النقطة التالية هي أننا لم نحذف عمدا اسم السيد جعفري في جدول أعده مسؤولو النقابات. أحيلهه إلى المجلد الثاني، القسم الثامن، وإلى الأعضاء المنتخبين في مجلس الإدارة، كما أنّ اسم السيد جعفري، منتخب من قبل المجلس، وكتب وسيرته الذاتية بكل إحترام.

كسؤال أخير، ما هي القضايا، في رأيك، التي لم يتم تناولها حتى الآن في تأريخ اتحاد الطلاب الإسلاميين في الخارج والتي يجب التحقيق فيها؟

ما يهمني دائماً هو نوع المنظمة النقابية التي يمكن أن تكون مثالاً للعديد من المنظمات وحتى المجموعات الأخرى التي لم تتم معالجتها. من المهم للغاية دراسة القوانين والموافقات الخاصة بالاتحاد. موضوع المؤتمرات الثقافية للاتحاد والمناقشات التي أثيرت هي تلك التي لم يتم تناولها. تعد قضية الاستقلال السياسي والمالي للاتحاد واحدة من القضايا التي يمكن دراستها بأهمية كبيرة. إنّ تحليل ودراسة القضايا النظرية والأيديولوجية المنشورة في مجلة مدرسة القتال، يمكن أن تكشف عن الأجواء النظرية والعلمية لأعضاء الاتحاد قبل الثورة.

شكراً جزيلاً على لطفك وعلى منحنا ثلاث جلسات حوارية والإجابة على الأسئلة بسعة صدر كبيرة.

التاريخ المهمل ـ 2

التاريخ المهمل ـ 1

الهوامش:

-------------------------------------

[1].جعفري،محمد،باريس وتحول الثورة من الحرية إلى الاستبداد، فرانكفورت: منشورات برزاوند، 2004.

[2].همو. عشر سنوات مع الاتحاد في ألمانيا، فرانكفورت: منشورات برزاوند، صيف 2009.

[3].بهلوي،محد رضا،رداً علي التاريخ،ترجمة شهريار ماكان،طهران،دار مهر للنشر،1996.

[4].آبراهاميان،يرواند،إيران بين الثورتين،ترجمة محمد إبراهيم فتاحي وأحمد كل محمدي،طهران،دار ني للنشر،1998م.

[5].ثورة إيران برواية إذاعة بي بي سي،بجهد عبدالرضا هوشنك مهدوي،طهران،طرح نو،1993م،ص255و256.

[6].لقاء في باريس،مذكرات حسين حبيبي والسيدة شفيقة رهيدة،بجهد بدرام ألوندي،طهران،2016م،ص 20 ـ 57.

[7]. ثورة إيران برواية إذاعة بي بي سي،ص 252.

النصّ الفارسي



 
عدد الزوار: 2972


التعليقات

 
الاسم:
البريد الإلكتروني:
التعليق:
 

الأكثر قراءة

نبذة من مذكرات ايران ترابي

تجهيز مستشفى سوسنگرد

وصلنا إلى سوسنگرد قُبَيل الظهر. كان اليوم الثالث عشر من تشرين الأول عام 1980. لم يكن أمرها مختلفًا عن أهواز بل كانت أمرّ حالًا منها. كان قد غمرها التراب والدمار. وقد خلت من أهلها إلا ما ندر. كما أعلنت منظمّة الهلال الأحمر في أهواز، كانت لا تزال المدينة في متناول قصف العدو، ولم يأمن جانب منها من وطء القذائف والقنابل. لقد أوصلنا أنفسنا إلى مستشفى المدينة بسرعة. ما زال بابها ولوحتها سالمَين. تتقدّم المستشفى ساحة كبيرة قد حُرِث جانب منها. كأنها قد هُيّئت قبل الحرب لزرع الفسائل والزهور.

التاريخ الشفهي للدفاع المقدس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي

الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان)
لقد صدر عن حرس الثورة الإسلامية ومركز الوثائق والدراسات للدفاع المقدّس في عام 1401 ه.ش. كتابُ التاريخ الشفهي للدفاع المقدّس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي، تحت عنوان الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان) وبجهود يحيى نيازي. تصميم الغلاف يحاكي مجموعة الروايات التاريخية الشفهية للدفاع المقدس الصادرة عن هذا المركز. إذ قد اختار هذا المركز تصميمًا موحّدًا لأغلفة جميع كتب التاريخ الشفهي للدفاع المقدس مع تغيير في اللون، ليعين القارئ على أن يجدها ويختارها.
أربعون ذكرى من ساعة أسر المجاهدين الإيرانيّين

صيفُ عامِ 1990

صدر كتاب صيف عام 1990، بقلم مرتضى سرهنگي من دار سورة للنشر في سنة 1401ش. وبـ 1250 نسخة وبسعر 94 ألف تومان في 324 صفحة. لون غلاف الكتاب يحاكي لون لباس المجاهدين، ولون عنوان الكتاب يوحي إلى صفار الصيف. لُصِقت إلى جانب عنوان الكتاب صورة قديمة مطوية من جانب ومخروقة من جانب آخر وهي صورة مقاتلَين يسيران في طريق، أحدهما مسلّح يمشي خلف الآخر، والآخر يمشي أمامه رافعًا يديه مستسلمًا.
الدكتور أبو الفضل حسن آبادي

أطروحات وبرامج التاريخ الشفوي في "آستان القدس الرضوي"

أشار رئيس مركز الوثائق والمطبوعات لآستان قدس الرضوي، إلى أطروحات "تاريخ الوقف والنذور الشفهي" و"تاريخ القراءات القديمة في الحرم الشفوية" وعلى أنها أحدث المشاريع للمركز وقال: "إنّ تسجيل تاريخ الموقوفات لآستان قدس الرضوي الشفوي في عدّة مدن، هو مشروع طويل المدة. وتأسس مؤخرا قسم الدراسات للقراءت في مركز الوثائق وهو ضمن مجموعة مركز الدراسات". وفي حواره مع موقوع التاريخ الشفوي الإيراني قال الدكتور أبو الفضل حسن آبادي، شارحا برامج المركز:
مكتبة الذكريات

"أدعو لي كي لا أنقص"،"في فخّ الكوملة" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة"

سوف تتعرفون في هذا النص، على ثلاثة كتب صدرت عن محافظتين في إيران: " أدعو لي كي لا أنقص: الشهيد عباس نجفي برواية زوجته وآخرين" من المحافظة المركزية وأيضاً كتابي "في فخّ الكوملة: ذكريات محمد أمين غفار بور الشفهية" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة" وهي ذكريات أمين علي بور الشفهية" من محافظة كيلان. إثنان من المعلّمين ألّفـت السيدة مريم طالبي كتاب "أدعو لي كي لا أنقص". يحتوي الكتاب علي 272 صفحة وثلاثة عشر فصل، حيث تم إنتاجه في مكتب الثقافة