كتاب دور سعيد

الدكتور سعيد كشن فلاح يروي عنه الآخرون

ذكريات النصوص وذكريات الأحاديث

جعفر كلشن روغني
ترجمة: أحمد حيدري مجد

2020-10-29


حين تشييع جثمان الأستاذ الشهيد كامران نجات اللهي في العام 1978، قرب ميدان انقلاب الحالي، أطلقت الشرطة النار على المشييعن، وسقط عدة شهداء. ومنهم حسين قشقائي الذي تخرج من كلية الفنون طهران فرع المسرح العام 1973 وقدّم عدة مسرحيات.

من المسرحيات التي قدّمها "نهضة الحروفية" وبعد فترة أي في العام 1978 كانت كاول مسرحية ثورية تعرض في صالة جاروي من قبل أصدقائه. وكان من ضمن الممثلين يد الله وفاداري،وقد وصف ما كانوا فيه قائلا:"كان الشهيد قشقائي من أفضل الأصدقاء وهو متدين... شارك في مراسم تشييع الدكتور كامران نجات اللهي في ميدان انقلاب. قام الحرس الملكي بالهجوم وسقط الناس بارصاص؛ والأصدقاء الذين شاهدوا الحدث، يذهب حسين قشقائي لحملهم ولكنّ الحرس الملكي يطلق عليه النار أيضا ويُصاب في صدره ورأسه. يقول أخوه بحثنا عنه أياما حتى وجدناه في ثلاجة مقبرة جنة الزهراء. قرر اعضاء المركز(الاسلامي في كلية الفنّ) أن يعرضوا مسرحيته حروفية. وكان قد تعاون مع آية فيلم. وقد شارك في التمثيل كلّ من الدكتور كشن فلاح وأنا وتاجبخش وفناييان وكاظم بلوشي وجليل فرجاد والسيد مهدي شجاع ومجيد مجيدي وعبد الرضا فريدزادة وآخرون. وكان المخرج داود دانشور. ومهندس الديكور المهندس فريدون علياري... ما يقارب الشهر قدّمنا المسرحية وأتى الجامعيون والناس لرؤيتها. كان عملا جيدا. من ناحية الإخراج والتمثيل. مثّل الأستاذ كشن فلاح دور جنرال. وأنا مثلت دور شاهرخ شاه. وكان محمد كاسبي أيضا ومثل دور الوزير. ومثّل فناييان وكاظم بلوشي وآخرون دور الحروفية إذ يغتالون شاهروخ شاه. ومثل مجيد مجيدي وآخرون دور الجنود". (ص 612 و613)

وهكذا بدأ أول مسرح ثوري في بداية الأشهر الاولى من انتصار الثورة الإسلامية. دخل العام 1975 كلية الفنون ليدرس المسرح، في نهاية العام 1977 أو بداية 78 كان من مؤسسي الجمعية الإسلامية في الكلية؛ الجمعية التي قامت بأعمال مهمة. الحقيقة تأسيس مثل هذه الجمعية في تلك الفترة، كان عملا كبيرا. وكان من مؤسسي الجمعية داود دانشور والسيد مسعود شجاعي ويدالله وفاداري وشكري. من جانب آخر كان كشن فلاح ينشط في الجمعية الإسلامية لحارة مهر آباد الجنوبي ويتاون معه أشخاص مثل مجيد مجيدي.

وهذا الكتاب جاء بجهود مهدي مظفري ساوجي وصدر عن سورة مهر في 1000 صفحة. ويقدّم الكتاب تاريخا شفويا عن حياة كشن فلاح وهو من أهمّ مسرحي إيران في العقود الأربع.

في الفصل التاسع تحت عنوان "حوارات" يتحدث في هذا القسم 17 صديقا. وغن كان هناك ضعف في الحوارات، لكن لها أهميتها. مع الأسف لا نعرف من طرح الأسئلة ولا تاريخ الحوارات. وكان من الممكن أن يكتب الكاتب إيضاحات عن هذه الموضوعات.

ومن الشخصيات التي تحدثت فنانون درسوا معه مثل تاجبخش وفناييان ويدالله وفاداري وسهراب سليمي وكريم أكبري ومباركة ومسلم قاسمي . ويمكن عبر الحوارات معرفة كشن فلاح قبل الثورة. وكان معه أيضا محمد علي خبري وإسماعيل بني أردلان ومجيد سرسنكي ومحمد باقر قهرماني ومهرداد راياني مخصوص وأعم بروجردي وحسين فرجي وكوروس زارعي وأحمد مرتضائي فر وتوحيد معصومي وسيروس همتي.

وقد ولد في العام 1956 في عائلة متدينة في كرمنشاه، منذ الخامسة كان في حارة مهر آباد الجنوبي في طهران. منذ مرحلة الثانوية أحبّ المسرح  ومثّل في عدة مسرحيات. وقبل سنة من دخوله الكلية، عمل كمدرس لمسرح الطفل في مركز الأطفال واليافعين الفكري؛ وكما قال مسلم قاسمي: "دائما يدخل بغريم عجيب وغريب. يتعجب الجميع ويضحك  ويقول كنت في مشهد فيلم ولم يكن لديّ وقت. كان هذا الامر جميل بالنسبة لي  وكذلك للاطفال". (ص 742) وكان في فترة دراسته الجامعية مع كريم أكبري مباركة وتاجبخش فناييان وآخرون من مدربي مركز الطفل الفكري. وحسب مذكرات أكبر مباركة "يأتي الاطفال والفنانون إلى المركز، ويتحدثون عن ذكرياتهم  وبمشاركة الجميع نحوّل المذكرات إلى مسرحية لنمثلها وتحوّلت الآن إلى عرض مبدع يتشارك فيه الأطفال" (718). واستمر تعاون كشن فلاح وأكبري مباركة مع المركز حتى بعد الثورة وكان مدير المركز حينها (بهروز غريب بور).

وحين نجح في العام 1975 في فروع الهندسة وطب الأسنان والمسرح، اختار فرع المسرح.

ومنذ دخوله الكلية مثّل في مسرحية مسرحية كتبها الدكتور مصطفى رحيمي واخرجها محمد رضا كلاهدوزان على نفس خشبة الكلية (681). أنهى في العام 1978 دراسته ولكن وعلى حدّ تعبيره: "بسبب نشاطه السياسي والديني أخر دراسته إلى العام 1980" (45). ثم دخل الحرب ضدّ البعثيين.

ويتحدث تاجبخش فناييان عن مسرحية "الزورق الضائع" في العام 1980 ويقول: "بعد الثورة ذهبت مع كاسبي إلى الإذاعة وتولينا قسم المسرح فيه. وقد دعوت سعيد ليلتحق بنا. وقد قدّمنا الزوق الضائع كاول مسرحية إذاعية". (605) وبناء على طلب مجيد حداد عادل، رئيس الإذاعة حينها، طلب أن يعملوا بدوام كامل.

ويجب اعتبار كشن فلاح من مؤسسي الحوزة الفنية. وهو نفس رأيه: "كان من العام 1978 وحتى 1979 من مؤسسيها ومسؤل المسرح" (33) وبعد وقفة عاد مرة أخرى في العام 1982. ويقول فناييان كيف كان انضمامه: "ودعنا السيد (فرج الله) سلحشور إلى الحوزة الفنية، لأنه كان من مؤسسيها. وعرف أننا درسنا المسرح بينما أكثر العاملين لم يدرسوه، لذلك طلب منا مساعدتهم. ذهب مجيد حداد عادل إلى التجنيد ولم يطل الامر به حتى استشهد وفقدنا مديرا شابا نشطا ولم تعد الإذاعة مثل السابق بالنسبة لنا، لذلك قبلنا طلب الحوزة الفنية أي أنا وسعيد وكاسبي". (606)

بقى كشن فلاح حتى العام 1990 في الحوزة الفنية واستمر في نشاطه المسرحي. ومن جملة ما تقدمه مسرحية من اخراج فناييان. وعلى حدّ تعبير فناييان: "كنا نقدّم عملا تلو الآخر ونشط مسرح الحوزة الفنية عن طريق دخولي وسعيد، وعن طريق سعيد دخل فريدون كش فلا ومجيد مجيدي وجعفر دهقان وأكبر منصوري فلاح. وتصلنا الكثير من المسرحيات من المدن نحررها ونطبعها... في مسررحية "سهم الغيب" لمحسن مخملباف عملنا مع أكبر منصور فلاح وسعيد وجعفر دهقان وياري ومهرداد خوشبت. ومثّل سعيد بسسب قامته الطويلة دور قائد عراقي". (606)

وحصل على دكتوراة في البحث الفني. وبعد خروجه من الحوزة الفنية وظف في كلية الفنّ وسعى إلى احياء مجموعة المسرح ثمّ ترأس القسم المسرحي وأسس بعد سنوات فرع الأدب المسرحي وترأسه. وحسب ما قاله فناييان: "كنت في جهاد الجامعة مسؤل المسرح وسعيد مساعدي وقدّمنا 14 مسرحية على مستوى البلاد... وكان مهرجان مؤثرا وكبيرا وخرج الكثير من الفنانين من قلب هذا المهرجان... كان مهرجان المسرح ينافس مهرجان فجر". (607) وبعد طوال نشاط ترأس كلية الفنون العام 2014. وترأس أيضا كلية السينما والمسرح.

وقد ترأس منذ العام 1984 وحتى 2004 مسرح مولوي في جامعة طهران. وقد عاد مرة اخرى إلى الحوزة الفنبة العام 2004 وكان مديرا مركز الفنون المسرحية حتى العام 2011. أقام عدة مهرجانات. ولأنه عانى سنوات من مرض السكري وحتى أنهم قطعوا رجله لكي لا يسري المرض، لكنه ترأس الكثير من المهرجانات المسرحية. منها مهرجان فجر الدولية ومسرح الدفاع المقدس ومسرح الجامعيين ومسرح التلامذة.

ويقول فناييان عن تمثيل كش فلاف: "سعيد ممثل قدير إذ مثّل دور الملك لير. كان قرائا محترفا ومطلع على المعلومات الجديدة". (608 و 609)

لا يتقبل كشن فلاح أية مسرحية، ويريد للمسحرية أن تتمحور حول الله. وقد أخرج الكثير من المسرحيات حول هذا المحور. وقد أدى أدوارا في عدّة أفلام.

ويتحدث صديقه مسلم قاسمي الذي تعرف عليه منذ العام 1974، عن خُلقه قائلا: "يمكننا أن نقول عنه أنه طيب جدا. كان حميما... ومهما طلبت منه يقوم به. ولا يقبل أن يكون حكما أو يفتتح عملا. وفسرت عمله على أنه غير صحيح حتى قلت له سعيد قل لا ولو لمرة واحدة". ( ص743)

النصّ الفارسي



 
عدد الزوار: 1978


التعليقات

 
الاسم:
البريد الإلكتروني:
التعليق:
 

الأكثر قراءة

نبذة من مذكرات ايران ترابي

تجهيز مستشفى سوسنگرد

وصلنا إلى سوسنگرد قُبَيل الظهر. كان اليوم الثالث عشر من تشرين الأول عام 1980. لم يكن أمرها مختلفًا عن أهواز بل كانت أمرّ حالًا منها. كان قد غمرها التراب والدمار. وقد خلت من أهلها إلا ما ندر. كما أعلنت منظمّة الهلال الأحمر في أهواز، كانت لا تزال المدينة في متناول قصف العدو، ولم يأمن جانب منها من وطء القذائف والقنابل. لقد أوصلنا أنفسنا إلى مستشفى المدينة بسرعة. ما زال بابها ولوحتها سالمَين. تتقدّم المستشفى ساحة كبيرة قد حُرِث جانب منها. كأنها قد هُيّئت قبل الحرب لزرع الفسائل والزهور.

التاريخ الشفهي للدفاع المقدس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي

الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان)
لقد صدر عن حرس الثورة الإسلامية ومركز الوثائق والدراسات للدفاع المقدّس في عام 1401 ه.ش. كتابُ التاريخ الشفهي للدفاع المقدّس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي، تحت عنوان الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان) وبجهود يحيى نيازي. تصميم الغلاف يحاكي مجموعة الروايات التاريخية الشفهية للدفاع المقدس الصادرة عن هذا المركز. إذ قد اختار هذا المركز تصميمًا موحّدًا لأغلفة جميع كتب التاريخ الشفهي للدفاع المقدس مع تغيير في اللون، ليعين القارئ على أن يجدها ويختارها.
أربعون ذكرى من ساعة أسر المجاهدين الإيرانيّين

صيفُ عامِ 1990

صدر كتاب صيف عام 1990، بقلم مرتضى سرهنگي من دار سورة للنشر في سنة 1401ش. وبـ 1250 نسخة وبسعر 94 ألف تومان في 324 صفحة. لون غلاف الكتاب يحاكي لون لباس المجاهدين، ولون عنوان الكتاب يوحي إلى صفار الصيف. لُصِقت إلى جانب عنوان الكتاب صورة قديمة مطوية من جانب ومخروقة من جانب آخر وهي صورة مقاتلَين يسيران في طريق، أحدهما مسلّح يمشي خلف الآخر، والآخر يمشي أمامه رافعًا يديه مستسلمًا.
الدكتور أبو الفضل حسن آبادي

أطروحات وبرامج التاريخ الشفوي في "آستان القدس الرضوي"

أشار رئيس مركز الوثائق والمطبوعات لآستان قدس الرضوي، إلى أطروحات "تاريخ الوقف والنذور الشفهي" و"تاريخ القراءات القديمة في الحرم الشفوية" وعلى أنها أحدث المشاريع للمركز وقال: "إنّ تسجيل تاريخ الموقوفات لآستان قدس الرضوي الشفوي في عدّة مدن، هو مشروع طويل المدة. وتأسس مؤخرا قسم الدراسات للقراءت في مركز الوثائق وهو ضمن مجموعة مركز الدراسات". وفي حواره مع موقوع التاريخ الشفوي الإيراني قال الدكتور أبو الفضل حسن آبادي، شارحا برامج المركز:
مكتبة الذكريات

"أدعو لي كي لا أنقص"،"في فخّ الكوملة" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة"

سوف تتعرفون في هذا النص، على ثلاثة كتب صدرت عن محافظتين في إيران: " أدعو لي كي لا أنقص: الشهيد عباس نجفي برواية زوجته وآخرين" من المحافظة المركزية وأيضاً كتابي "في فخّ الكوملة: ذكريات محمد أمين غفار بور الشفهية" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة" وهي ذكريات أمين علي بور الشفهية" من محافظة كيلان. إثنان من المعلّمين ألّفـت السيدة مريم طالبي كتاب "أدعو لي كي لا أنقص". يحتوي الكتاب علي 272 صفحة وثلاثة عشر فصل، حيث تم إنتاجه في مكتب الثقافة