القربي في المنفي ـ 2

أمين كياني
ترجمة: حسين حيدري

2020-11-30


في أبريل 2019م تسببت موجة من الأمطار على موجتين في الفترة من 25 إلى 29مارس وأيضاً في الفترة من 31 إلى 2 أبريل في حدوث فيضانات وأضرار في مدن محافظة لرستان في هذه الأمطار، تم الإبلاغ عن أضرار مثل الانهيارات الأرضية وغمر أجزاء من مدن دورود وخرم آباد ومعمولان وبل دختر. بعد الفيضانات في هذه المناطق، وبالإضافة إلى مؤسسة الإسكان للثورة الإسلامية وجيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية والحرس الثوري، تم إرسال أفراد في شكل مجموعات جهادية إلى لرستان لمساعدة ضحايا الحادث. ما تقرأه أدناه هو الجزء الأول من رواية إحدى الجهاديين المتواجدين في هذه المنطقة لأيام طيلة نشاطه في تلك المنطقة.

*****

3.

كان عدد الجهاديين في قاعة أمين يتزايد ساعة بساعة. تم تصميم القاعة وإدارتها بشكل منتظم أكثر من ذي قبل. كان هناك مكتب وطاولة في زاوية الفناء وعند درج المدخل، حيث تُكتب أسماء الأشخاص الجدد. على الرغم من أنّ الشخص المسؤول عن التسجيل كان ليس بذلك المستوي المطلوب وكان لدينا مشادة كلامية، إلا أنّ عملهم كان منظماً للغاية. كان هناك أيضاً عدد قليل من المنشورات المطبوعة أمام منظرنا وهو يجب ألا ندخل في الملابس الطينية. كنت من أكثر الجمهور جدية في اقتراحي. وضع عدد من سلال الفواكه كخزان للأحذية، كان له دوراً مؤثراً في ترتيب الأحذية. كان كامل رجل كبير الجثة، ولديه بطن كبيرة يتقدم إلي الأمام متجهاً نحونا. إحتراماً له قمت من علي الكرسي. سلّم أجبته. كانت هذه بداية لأتحدث معه لحوالي الساعة الرابعة فيما يتعلق بمدينة كاشان. كنت أشعر بنعاس شديد، لكن أخجل أن أقول له يجب عليّ أن أنام. انظر إليه بشكل لا ينتبه أنه سيرن هاتفي بعد دقيقة من الآن. بعد دقيقة، رن جرس الهاتف. اعتذرت وقمت بحجة الرد على الهاتف ولم أعد. ذهبت إلى القاعة. رأيت عدة أشخاص يتألقون بشكل مشرق في عتمة الليل. لقد ألقوا بأنفسهم في أحضان صلاة "الشفع والوتر". مررت بواحد منهم، والدموع تنهمر من وجهه. كان في منزلة لايمكن وصفها علي الإطلاق!

لقد ازداد عدد المتواجدين في القاعة المقارنة مع الليلتين الماضيتين. تري الشباب نائمين في كل مكان يجدونه فارغاً. أحدهم كانت بطانيته كوفية والآخر حقيبته. رويداً رويداً وصلت إلي مكان فارغ لأنام. استلقيت لأنام. سمعت صوتاً مهيباً يشبه صوت سيارة بيكان. أدعو الله أن يغفر ويعفو عني وأن لا أري هذا الشخص علي جسر صراط المستقيم ليقتص منّي. وضعت جزءاً من كوفيتي داخل أنفه، وبعد استيقظ من نومه مرعوباً وقد جعلت نفسي نائماً. استيقظت في الصباح. تذكرت قصة الليلة الماضية وحاولت الاعتذار للشاب، لكن للأسف لم أره في ذلك الصباح أو أي صباح أو مساء آخر.

*****

كثرة النوم حرمني من نجاح مرافقتنا إلى موقع مهمة مجموعتنا. حسب ما قاله الشيخ سعدي، طبعاً أذكرها بإيجاز، أنّ نوم الصباح الباكر منعني من الرحيل. التأخير بالوصول إلي طريق رحمة الله عز وجل وخدمة خلقه مؤلمة جداً.

كان البرنامج على هذا النحو بحيث في الصباح، وبعد الإفطار، تذهب المجموعة إلى موقع البعثة في سيارة نيسان مستأجرة من قبل معسكر إمام رضائيها. كان كل يوم أكثر انتظاماً من أمس. كان مكان التجمع قبل المغادرة عبارة عن أرض مستوية مغطاة بثوب حريري رقيق من العشب الأخضر الجميل. أحببت الأرض كثيراً. كان ثوبه الحريري مغطى بالسجاد تحت أقدام الشباب الجهاديين. دون منة وبسخاء وعطاء كبيرين. وقف الجهاديون ينتظرون الأوامر للقيام بواجباتهم. في إحدي المراسيم الصباحية، تسلق حسين يكتا عددا من الصخور وقال للجهاديين: "لقد اجتمعنا مع قوات الجيش والحرس الثوري. وقررنا أنّ كل مجموعة تقوم بواجب حي ومنطقة لتبدأ مهمة التنظيف في ذلك المكان".

أظهرت الأدلة في القرعة التي سُحبت، أن نصيبنا وقع في المنطقة الواقعة على طول مجرى النهر في المدينة وفي أزقة رسالة باسم إمام رضائيها. كان علي نظري مسؤولاً عن الميدان والمحور، وعلى عكس سيد عماد الذي كان تلميذاً طيب القلب ومخلصاً، كان يتعامل مع المواقف ببرود أعصاب. كان لسيد عماد وجه مضحك. كان يرتدي عمامة سوداء صغيرة فوق رأسه الأصلع، وبشعر طويل وعيون سوداء، يذكرني بأحد رفاقي في زمن العسكرية. قاموا بتقسيم منطقة رسالة بين الشباب. كما أعطيت الأولوية لتنظيف المنازل، مع التأكيد على حق الأسبقية للمنازل المفتوحة ويفضل أن يكون الأهالي في بيوتهم. وتم التأكيد على أنّ البيوت المغلقة وغير المملوكة لا يجوز تسلقها إطلاقا. أخيراً، ومن باب تقديم الخدمة، كان الشباب يقومون بتنظيف البيوت الخالية من الطين.

الذهاب من قاعة أمين حتي القيام بالمهمة فيها مزيتان. أولاً نذهب من الباب حتي المكان المحدد لعملنا عن طريق سيارة وثانية المزاح بين عشرين شخص يقلهم النيسان، يعطي نشاطاً كبيراً وحيوية مختلفة منذ الصباح الباكر. من ينام هنا لاتشمله العقوبة، لكن وجدانه لايسمح بذلك. تستيقظ وتري زملائك قد هبوّا جميعاً للقيام بالتنظيف وترتيب المنازل، كما مشاهدة تلك المشاهد والجهود يجعل الإنسان يغبطهم وأيضاً عندما تأكل الطعام مجاناً ويجب عليك أن تقوم بواجبك تجاه هذا الطعام والإمكانيات المجانية!

استيقظت في حوالي التاسعة صباحاً. كانت النظرة الأولى، وربما الأسوأ، هي صفوف الحمامات. وصل معظم الشباب الجهاديون لتوهم.  كانت قائمة الانتظار طويلة جداً لدرجة أنني تخطيت الذهاب إلى الحمام. كانت مخاطرة كبيرة بالطبع! خاصة أنه كان من المستحيل تقريباً العثور على الحمامات في موقع المهمة! المناطق التي غمرتها الفيضانات لم يكن بها ماء وكانت مراحيضها مليئة بالطين وغير صالحة للاستعمال. أخذت حبتين من التمر حيث وضعت علي طبق. كما ملأت كأس من الماء الحار كان موجوداً بالقرب منّا. ووضعت حبتين من السكر داخل القدح. لقد تناولت الشاي وأنا أمرّ بنعاس شديد. استلمت كرك من داخل مستودع المعسكر. كما قاموا بعزل زاوية من القاعة بكيس أزرق حيث أصبح مستودعاً للكرك والعربات والأحذية والملابس. من بعيد رأيت بصطالاً رقم 43. وبعدها ذهبت نحو مهمتنا.

كنت أعلم أنني يجب أن أمشي إلى ساحة الباسيج. منذ ذلك الحين، يجب أن أدرك أنّ عدد شاحنات النيسانات التي تقل المسافرين كثيرة وتعمل بالمجان أيضاً، من الأهالي والسيارات العسكرية وأيضاً معسكر إمام رضائيها. كنت أنظر للخلف وبعد كل خطوتين أو ثلاث خطوات، أنظر خلفي حتي أتربص مرور النيسانات. لقد رأيت نيساناً أزرقاً يريد العبور. كان سائق النيسان يمشي بسرعة فائقة حيث قطعت الأمل من توقفه لي. "بالطبع هذا الرجل لن يقوم بتقليل سرعته". وكان يسير بسرعة. كان في النيسان عدد من الأشخاص واقفين. بسرعة كبيرة التحقت بركبهم داخل السيارة. سمعت صوتاً مؤلوفاً لي: "السلام عليكم أمين". رفعت رأسي. نظرت إلي وجه سامان أحمدي. سألت:

ـ ما هذه الكمية؟

ـ غذاء  الفاصوليا. هل تريد أن أضع لك كمية لتتناوله؟

قلت وأنا أبتسم: "لا أخي شكراً لك. حالة أمعائي لا تسمح وعدوها هي الفاصوليا! ناهيك والآن نحن في صباح مبكر!" جاء سامان مع بعض أصدقائه الطلاب وعدد قليل من البافعين من مؤسستهم التعليمية، وهنا تم دمجهم مع هيئة أزنا.. لقد أصبح سامان طالباً حوزوياً، لكنني كنت أعرفه منذ أن كنت طالباً جامعياً.

منذ اليوم الثاني بعد الفيضانات، تمركز سامان وأصدقاؤه في مسجد بقرية ولي عصر (عج)، وتبعد خمسة كيلومترات من بل دختر، لطهي الطعام للقرى المجاورة. كما قاموا بإعداد وجبة إفطار ساخنة. من اليوم الثاني للفيضانات حتى اليوم، لم يتم تقديم وجبة الإفطار بتأخير لمنكوبي الفيضانات. كما كان يقول الشباب: "إفطار ساخن، إفطار ساخن". كما كانوا يشعرون بالحر في نهاية طهي الإفطار. كما كانوا منشغلين بتفريغ الطعام الموجود في الوعاء. سأل سامان: "إلي أين تذهب؟" أجبته: "بعد ساحة الشهداء، أزقة رسالة". بعدها قال:

ـ لدي عمل صغير. بداية نذهب لدقيقتين أو ثلاث دقائق نحو الحوزة العلمية وبعدها من المقرر أن نذهب نحو ساحة الشهداء.

ـ جيد جداً، سنذهب معاً إلي هناك.

وقف النيسان الأزرق في جانب بوابة الحوزة. كما بقيت القليل من الفاصوليا. كان هناك عدة أشخاص واقفين. قدم لهم أمين صابري واثنان من الشباب الفاصوليا. صرخ سامان من خلف النيسان قائلاً:

ـ سماحة الحاج سبزي.

لقد تلفظ سامان اسم "الحاج سبزي" سريعاً، ولقد سمع الرجل الذي أصبح كهلاً ذلك خطأ.

لقد ظن أنه قال مرق البقدونس! ونظر إلي سامان قائلاً:

ـ يا رجل! تعطي لهؤلاء مرق البقدونس ولنا طعام الفاصوليا؟!

لقد ضحكت كثيراً. كان غير منصفاً،لا لأنه سمع ذلك خطأ بل لأنّ سامان لم يكن متقصداً. ذهب وجاء بالحاج سبزي من داخل الحوزة العلمية. نزل سامان من السيارة وذهب إلي الأمام وأصبح قريباً وقال لذلك الرجل:

ـ أخي ها هو مرق البقدونس!

ضحك الرجل العجوز عندما اكتشف الأمر واعتذر أولاً. وصلت إلى ساحة الشهداء، تباطأت سرعة النيسان وقفزت إلى الأرض. أصر سامان على أن أزورهم. أدرت رأسي. رأيت الشباب. لم أتعرف عليهم، لكن علم إمام رضائيها كان عالياً. كانوا يرتدون القمصان. تأسس مخيم امام رضائيها بقيادة حسين يكتا وعمل في مناطق لتخفيف حدة الفقر والمعسكرات الجهادية، وبعد زلزال سربل ذهاب وفيضانات عام 2020م، أسس تواجداً منتظماً وقوياً في المحافظات المتضررة وبدأت أنشطة الإغاثة. تقدمت ورفعت عيني. لقد وجدت مجموعتنا. دخل شخصان أو أكثر إلى المنازل. انضممت إلى قافلة العشاق وذبت في بحر معرفتهم.

حان وقت الظهر ووصل موعد رحيل مجموعتنا المتكاسلة. جاءت سيارة تويوتا المعسكر. سلمنا عليهم وبعد سماع جواب السلام قفزنا داخل السيارة. قاموا بإنشاء موكب حول إحدي ساحات المدينة. حيث كان عدداً من كبار السن أقاموا موكباً يوزعون فيه الشاي والمياه الصالحة للشرب. قلت لأحد كبار السن النشطين: "أعطيني قارورة ماء من فضلك". بعد لحظات انطلقت السيارة ولم تسنح لي الفرصة لإستلام قارورة الماء. بعدها ابتسمت ورفعت يدي إليهم. بعد ذلك قام أحد الرجال المسنين بمسك قارورتي ماء والذي يتسم بالنحافة، وبدأ يلاحق السيارة بسرعة لكي يصل لنا. ركض حوالي ثلاثمئة أو أربعمئة متراً وراء السيارة. قبل وصولنا إلي الجسر استلمنا القارورتين منه وعاد أدراجه! إندهشت من تواضعه وشعرت بالخجل.

*****

مكثنا في القاعة أقل من نصف الساعة ظهراً وسرعان ما عدنا إلى موقع  المهمة. كان الشباب منشغلين في تنظيف الطين في الطابق السفلي. كان ارتفاع الطين عاليا وكانت  الساحة صغيرة. بإصرار من صاحب المنزل، قاموا بتنظيف الموقد وبعض الفوضى الموجودة في زاوية الطابق السفلي. كنا نبحث عن رزقنا، حيث وصلنا إلى الزقاق المجاور مع حسين سيم بر وأمين كرمانشاهي وحجة كرزاي وبهزاد بروجردي ومحمد جواد ومهدي وأمير محمد.

كانت الأبواب مفتوحة في معظم المنازل وكان هناك شباب جهاديون يعملون بشكل جماعي في كل منزل. كان معظم الناس يقفون أمام المنازل ويتحدثون مع بعضهم البعض. كان وضعهم مزدوجاً، مستاؤون من الدمار وفرحين بأنهم ليسوا وحدهم. تقدم رجل عجوز برقبة مجعدة وعيون غائرة. عندما رآنا ضحكت عيناه وارتعدت شفتيه من الحماس. رفع يديه بالدعاء لسلامتنا. سلمنا عليه، وأجابنا بإحترام كبير. كما كان يبتسم لتواجدنا في ذلك البيت. لكن هناك مأساة غريبة وعجيبة تدور في عينيه والتعب واضح في وجهه. مسك يدي وقال لي بلغة فارسية :

ـ رحم الله والديكم. في الأمس جاء أصدقاؤك وقاموا بتنظيف قاعة الاستقبال والغرف. لقد عمل عباد الله بجد، لقد حلّ الليل تقريباً ولم يكن لديهم وقت لتنظيف الفناء. الآن عليكم أن تتحملوا عناء تنظيف الفناء.

ـ وضعت يده بيدي وقلت له:

ـ سماحة الحاج لابأس أن تتكلم معنا باللهجة اللرية نحن نفهم لغتكم لأننا من أبناء خرم آباد.

ـ جميعكم؟

ـ كلا.

أشرت لنفسي وحجة وحسين وقلت له نحن من خرم آباد. كما أشرت إلي أمين وقلت له: " جاء من مدينة كرمانشاه" وأشرت إلي بهروز وقلت: "هذا من بروجرد". كما أشرت إلي محمد جواد ومهدي وأمير محمد وقلت: "هؤلاء أيضاً من مدينة طهران. إثنان منهم طلاب في الحوزة العلمية وثالثهم طالب جامعي". وضع يده علي رقاب جميع الشباب وقبّلهم. قلنا "يا الله" ودخلنا إلي فناء البيت.

دخلنا من الباب الرئيسي نحو الفناء واستغربت حينها المشهد. "يا إلهي كم هذا الفناء كبير!" كانت ساحة البيت تقدر بـ ثمانمئة أو تسعمئة متراً. كما كانت هناك غرفة للضيافة بمحاذاة الفناء. خلعت ملابسي ووضعتها علي المكيف 7500. قام الشباب بتنظيف زاوية من الساحة. كانت المسافة حتي الباب كبيرة جداً. أتى الشباب وبيدهم عربة كما كان لدي صاحب البيت عربة أخري. كلنا قمنا بملء العربات ويقوم من يقودها بإخلائها أمام باب البيت. وسط نكت الشباب وضحكهم، كانت الأمور تسير على ما يرام وبسرعة. كان الحمام في الزاوية اليسرى من الفناء معوجاً وغارقاً بالطين. كنت حريصاً على عدم الاقتراب من الحمام، لئلا يطلب مني صاحب البيت  أن أقترب منه. كان محمد جواد بالقرب من الحمام بعمامته الوردية، وكانت هذه أفضل فرصة لصاحب المنزل. اقترب من محمد جواد. نظر إلى وجه محمد جواد النحيف والأسود وأشار بيده إلى الحمام وقال:

ـ سماحة الحاج عليك أن تنظر إلي الحمام. لقد امتلء بالطين!

نادي محمد جواد السيد مهدي أثناء تحدث الرجل حيث كان الأخير يجرف بالطين. حيث قاما الإثنين بتنظيف الحمام بشكل جيد. غبطت مؤازرتهم ووئامهم لكنني لم أشعر بالضيق، لأنه إذا تكرر هذا المشهد، سأهرب من تنظيف الحمام ثانية. لقد مرت ساعتان من عملنا في ذلك المنزل. استلقيت علي سجادة مندرسة وقديمة في غرفة الضيافة. قال الرجل لزوجته: "هل قمتي بصنع الشاي؟".

ـ نعم سيجهز الآن.

حدّق بي الرجل وقال:

ـ منذ متى وأنت هنا؟ إذا أردت، يمكنني أن أحلق شعرك.

كان يظن أنّ مكوثي في بل دختر كان منذ زمن طويل لهذا أصبح شعري طويلاً؟!

ـ كلا أحبه علي هذه الشاكلة. أحب الشعر الطويل.

كان أمير محمد بقربنا واستمع لمحادثاتنا. قال:

ـ سماحة الحاج هذا الرجل هو جيفارتنا.

سأل الرجل بدهشة قائلاً:

ـ من؟!

أشرت إلي عيني أمير محمد وقلت:

ـ أحضر المملحة وبعدها وضح من هو جيفارا!

بعد لحظات جاءت زوجة الرجل معها شاي ووضعتها علي مرتفع إسمنتي إلي جانب الرجل. قام الرجل بسكب الشاي داخل الأقداح وقال لعدة مرات:

ـ تعالوا جميعا وتناولوا الشاي.[1]

صاح الرجل العجوز الذي تعرف أكثر على محمد جواد ومهدي بعد قضية  تنظيف الحمام:

ـ سماحة الحاج تعال أنت وصديقك. يا شباب تعالوا جميعاً لتناول الشاي.[2]

الرجل العجوز السعيد يضحك. ضحك، لكن ضحكته لم تستطع أن تغطي الحزن الكبير المختبئ في وجهه. استغرق الأمر ساعتين بعد شرب الشاي لتنظيف الفناء وتسليمه للرجل العجوز. رميت الكرك على العربة وحملت عبء حملها على سائق العربة. أخذت ملابسي من علي المكيف وربطتها حول رقبتي.

*******

إزداد عدد سكان الطابق السفلي من القاعة بشكل كبير. الطابق السفلي يحتوي على ثلاث نوافير مع مرحاض نظيف وثلاث دورات مياه مناسبة لقاعة الزفاف والاستقبال. كانت هذه القاعة واحدة من الأماكن القليلة في مدينة بل دختر حيث كانت المياه تتدفق بشكل جيد. كما قامت وزارة الاتصالات بنفخ البالون في هواء القاعة، الأمر الذي جعل وضع الإنترنت [3] والخطوط والهاتف المحمول مقبولاً. تم ربط البالون الأبيض بمقطورة بدون حصان. أحياناً كان يقف وأحياناً يهبط. شكرا جزيلاً لهم، كانت الخطوط بأكملها جيدة.

كان الوقت قد تجاوز منتصف الليل وكانت القاعة تعج بالنشاط. كانت الكراسي في الجزء الخلفي من الحمام مليئة بالأشخاص القلقين الذين ينتظرون دورهم. في قائمة الانتظار، انتظرت وأحصيت الواقفين. ذهبت إلى القرب من الطاولة وتناولت ثلث تمرات منقوعة بالرهش. كانت المائدة الموجودة علي الطاولة مزدحمة دائماً كصف الحمامات. قال أحد الشباب: "أمين إذهب إلي الطابق العلوي من القاعة. توجد ثلاث نافورات لكنها هادئة جداً". شكرته وأخذت حذاء لم أعرف صاحبه، صعدت السلالم من الطابق الأول إلى الطابق الثاني رأيته وكان شخص واحد في طابور الحمام، أربعة تلو الآخر ووصلت إلى قائمة الانتظار. كان رجل في منتصف العمر واقف في ساحة الحمامات. كان لديه شارب كثيف ومرتّب وأسود اللون. انحنى جسده الثقيل. كان ينظف داخل الحمام وخارجه، ويفرغ الماء المتبقي داخل الأحذية في الحمامات ويجففها. من خلال آلة التنظيف قام بمسح الفناء بشكل جيد. أعطي نظماً وترتيباً لحمامات الطابق العلوي.

في ذلك الإحتناق، أشكر الله كثيراً لأنني ألقاني في هذا المصنع الإنساني ووضع هؤلاء الغياري أمام عيني حتي أري وأتأمل. أتأمل وأتعلم طريق الرجولة ومفهومها بشكل جذري.

قبل النوم كانت فرصة جيدة للتفكير في كثير من الموضوعات! كثيراً ما سمعت في بل دختر أن المنازل التي تم هدمها بُنيت في الغالب بشكل غير قانوني وبدون تصريح من البلدية، لكن في نفس الوقت كانت تحتوي علي وثائق قانونية أيضاً. قال أحد سكان بل دختر، الذي تضرر منزله بشدة، "قبل أن نبدأ في بناء المنزل، ذهبنا إلى البلدية عدة مرات للحصول على سند ملكية وتصريح بناء. لكنهم قالوا إن الأراضي في هذه المنطقة غير مسموح ببنائها. مع ذلك، كانت أعمال البناء تتم بشكل يومي. كان يكفي أن يشتري سيارة طابوق لبناء منزله، الذي كان يقوم بتشييده ليلاً، حتى لا يتمكن المعنيون بالأمر من تهديمه." كان يدق براحة يده على جدار ساحة بيته ويقول: "ماذا تتوقع من منزل تم بنائه ليلاً؟" قال يوسف غاضباً: "بعد الانتهاء من الأعمال المنزلية، بُنيت جميع البيوت تقريباً ليلاً وبُني بعض الناس بيوتهم نهاراً لأن لديهم معارفاً، بعدها غرّمت البلدية أصحاب البيوت وأعطتهم جميعهم مستندات. مهما قلنا جيد إذا كانت مشكلتكم هي الغرامة! فغرمونا قبل البناء وأمنحونا وثيقة وترخيص البناء، لكنهم لم يقبلوا علي الإطلاق!".

 

4.

كان جواد موكويي قد ضمد كتفه الأيسر وأراد أن يخلع ملابسه. كان محمد يساعده. كان جواد مؤخراً ومخرج وثائقي، لكن في أيام الفيضانات، تحمل عبء مراسلو العاصمة  الذين كانوا يغطون الأزمة من مسافة نحو سبعمائة كيلومتر. خرجت من القاعة ووقفت في الصالة وسط حشد من الشباب الجهاديين المنتظرين. كان عدداً منهم بيدهم كرك. كانت سيارات النيسان يتحركن واحداً تلو الآخر لإيصال الشباب الجهاديين إلي الأمكان المنشودة.

ذهبنا في مهمة وفي الظهيرة عدنا إلى القاعة مع حسين وأمير وأمير حسين. اجتمع أمير وأمير حسين. كان أمير قد أنهى لتوه خدمته العسكرية. وصلوا مع أمير حسين إلى بل دختر من خرم آباد في سيارات الهلال الأحمر.

قال جواد: "أنت بطال؟".

ـ كيف ؟

ـ نريد الذهاب لقري الضواحي لتوزيع ما يحتاجونه.

ـ نعم سنذهب.

ـ يجب أن نذهب علي متن نيسان إلي قرية وليعصر. وسنملئه. يجب أن نذهب مع هذا النيسان الممتلء ومع نيسان آخر الذي سيصل بعد قليل نحو قريتي جلكه وموراني.

ـ نعم فهمت يا أخي.

ـ لكن عليك أن تذهب نحو باب النيسان لتراه خالياً أو لا؟

ذهبت أمام القاعة. كانت سيارات النيسان مليئة بسلع مختلفة. كانت اثنتان من سيارات النيسان فارغة. جاء مهرداد لك وتحدث مع السائق لكنه لم يقبل. كان مهرداد مسؤولاً عن مجتمع إمام رضائيها في قاعة أمين. كنا أصدقاء لفترة طويلة. في عامي 2012 و 2013م كنا زملاء الدراسة في مخيم سيد الشهداء آبعلي. قضينا هذين العامين في تدريب أعمال الشهيد مطهري.

ذهبنا علي متن نيسان إلى قرية وليعصر. قفزت أنا وحسين وأمير وأمير حسين وإسماعيل داخل سيارة النيسان. استغرقنا عشرين دقيقة للوصول إلى القرية والمسجد. كنا نذهب إلى هناك للحصول على السلع من رضا موكويي، الأخ الأكبر لجواد، والعودة إلى القاعة للذهاب إلى موراني معاً. وقفنا في المسجد. كنا جائعين وكان لديهم في المسجد أرز. ذهب أحد الشباب وأحضر بعض الطعام من داخل المسجد. دخلت المسجد لأستلم ملاعق. دخلت إلي ساحة المسجد فوجدت أحمدي نجاد! اندهشت من الموقف. ماذا يفعل هذا الرجل هنا! تقدمت نحوه وسلمت عليه وقلت له:

ـ أرجو أن تمنحني ملعقة.

تقدم أحمدي نجاد صوبي. منذ اللحظة الأولي عرفته لكنه لم يعرفني! ذهب هو بنفسه داخل مستودع المسجد وقال لأحد الشباب المتواجدين هناك:

ـ أعطينا علبة ملاعق.

قلت:

ـ سماحة الحاج واحدة تكفي.

نظر إليّ وابتسم قائلاً:

ـ واحدة منها لك فقط. لماذا يجب أن أعطيك العلبة كلها!

استلمت الملعقة وخرجت من المسجد برفقة أمير. سألني أمير:

ـ أمين من هذا الرجل؟

ـ ألا تعرفه؟

ـ كلا لم أعرفه.

ـ هذا هو أحمدي نجاد. لديه مكتب للزيارة والحج في خرم آباد. يجب أن يكون في كربلاء الآن، لا أدري ماذا يفعل هنا! حملنا نيسان وجلسنا على البطانيات. تناولنا الغداء في الطريق. وصلنا إلى باب القاعة. وكان جواد قد أعد أيضا النيسان الثاني والثالث. قلت حينها:

ـ نذهب؟

ـ نعم لنذهب. لكن قبل ذلك يجب أن نذهب إلى الحرس الثوري لإستلام كميات من المياه وبعدها نذهب.

لقد دخلنا إلي ساحة قسم الحرس الثوري دون أن يسألوننا الحراسة. كانت حشود كبيرة هناك. لقد التقيت سيد بهمن ألواري. سلمنا علي بعض وتفقدنا أحوال بعضنا البعض. حول قضية الذهاب إلي سورية، كان علي وشك الطرد من الدائرة. كان يقول أنه منذ خمسة أيام هنا. دون إجازة وإبلاغ مسبق! جاء النيسان إلي الأمام وحملنا المياه داخل السيارة. صاح جواد بصوت عال: "من هو مسؤول الحماية هنا؟" جاء نحونا ملازم ثاني شباب برفقة جندي. سأل الملازم الثاني:

ـ ماذا حدث لكم؟

ـ ماذا يفعل هذا الرجل هنا؟

قال ذلك الرجل النحيف :

ـ جئت لأستلم سلع لقريتنا.

كان وجه الرجلب مألوفاً لي. ضغطت علي ذاكرتي كثيراً. لقد عرفته. قبل يومين، في باحة قاعة أمين هز كتفيه جواد وقال: لا تدع هذا يدخل هنا!

قال الملازم الثاني: "أرجوا أن لا تصعب الأمر".

قال جواد وهومتعباً:

ـ سيدي، كان من واجبي الديني أن أقول لكم. والباقي متروك لكم.

إلى أي مدى يمكن للإنسان أن يبتعد عن الإنسانية ليصطاد السمك من المياه العكرة. أساساً هل فهمت ذلك، هل تأكل أسماكهم.

بعد تحميل المياه تحركنا. جلست أنا في المقعد الأمامي. كما جاء جواد وعبد الله مع رضا موكويي علي متن سيارة برايد نيلية. كان عبد الله في سن 17 إلى 18 عاماً جاء من مدينة أزناء. إجابته السريعة وجرأته  يضرب بهما المثل. كان نشيطاً وحيوياً للغاية. كما جاء العديد من شباب أزنا مع سيارة نيسان ثانية. لقد غمرت الفيضانات أجزاء من الطريق. في بعض الأماكن، كان الطريق خالياً وخطيراً للغاية. في مكان واحد، دمر حوالي خمسين متراً من الطريق. قامت الجرافة ببناء طريق كبديل من أعلى منحدر صخري. علق النيسان الثانية. كان محملاً فوق طاقته ولم تستطع السيارة الوصول أو سحبه. الحمدلله كانت الجرافة ودفعت النيسان من الخلف ومررن من ذلك الطريق الوعر. أكثر من عشر مرات، علق النيسان في الصخور والتلال. في كل مرة كان هناك دوي تحت السيارة، كان السائق يعض على أسنانه ويلعن. وصلنا إلى قرية  جلكه مع همهمات السائق. انتظرنا خمس دقائق حتى يصل جواد والأخوة الآخرون. كانت قرية جلكه على طول الطريق وغمرت المياه الجزء الساحلي منها. قسمنا بعض الأشياء على ضحايا الفيضانات واتجهنا نحو قرية موراني. كان موراني بين السهل وبل دختر. في المساء وصلنا إلى موراني. ذهب جواد وأحد السكان على طول النهر لرؤية المناطق الساحلية للقرية والمناطق التي غمرتها المياه. كما انتظرنا في المسجد. تقدم رجل عجوز وقال بحزن:

ـ أقسم بالقرآن الكريم أنّ المياه جرفت كل شيء نمتلكه ولم يبق لنا شيئاً، والآن نرجف من شدة البرد. لم تكن هناك بطانيات نضعها على أنفسنا.[4]

قال رضا موكويي:

ـ أبي هل منحوكم بطانيات وأشياء أخري؟

ـ قسماً بأبي الفضل لم نحصل علي شيء يذكر.

تألم رضا كثيراً وقال:

ـ لقد أعطينا قبل يومين نيسان محملاً بالمواد اللازمة للسيد خادم المسجد ليوزعها عليكم. هل لا قام بتوزيعها؟

لقد عاد جواد أثناء هذا الحديث. قام رضا بسرد القضية لجواد. كما جاء ابن السيد. قال جواد:

ـ أين والدك؟

ـ ليس هنا. سيأتي بعد ساعة.

ـ لماذا لم يوزع ما استلمه بين الأهالي؟

ـ قال دعنا نتفرغ ومن ثم سنقوم بتوزيعها.

لقد انفعلت من كلامه وقلت له:

ـ بعد أن تتفرغوا لها! بعد أربعة أيام ماذا ستفيدهم هذه الأشياء؟ أخي في الليلة الماضية كانوا يرتجفون من شدة البرد القارس.

قال جواد وبغضب كبير:

ـ كان يجب عليكم توزيعها. أفتحوا الباب لنقوم نحن بتوزيعها.

ـ والله ليس معي مفتاحها.

خرج سيد في منتصف العمر من المسجد بلحية سوداء وجسم نحيف وانضم إلى مجموعتنا. استقبلنا سماحة الحاج ومجموعته. تم تحويل مسجد القرية إلى مركز تجميع وتوزيع للأغراض ومطبخ. بالإضافة إلى إقامة صلاة الجماعة، قاموا بهذه الأنشطة المناسبة والإنسانية بأكثر الطرق حميمية ممكنة. كنا نجلس على رصيف من الحجر والإسمنت في بوابة المسجد وتحدثنا عن القرية مع سماحة الحاج وبعض الأهالي الذين ساعدوا الآن مجموعتهم طيلة الفيضانات. أعطينا نصف الأغراض لمطبخ المسجد وقسمنا الباقي. كان الظلام يحل. تهب الرياح بصعوبة. كان المقعد الأمامي للنيسان فارغاً لكننا جلسنا جميعاً في خلف السيارة. الهواء المظلم والجبل الأسود القاسي والطريق الوعر ووميض النجوم وعواء الريح ووجود اللافتة على تاج النيسان جعل الفضاء مخيفاً جداً.

استلقينا متعبين على أرضية القاعة. أكلت العشاء مستلقياً. كانت ليلة طويلة، كنت أضع حقيبة أمير تحت رأسي. رأيت الهاتف و قبلت رسائل التلغرام والإنستغرام. فتحت قصة أحد الشباب. كانت أليمة بالنسبة لي. التقطوا صورة لأحد الشباب في الحي الذي أسكن فيه وقدموا تعازيهم بوفاته: "دانيال مبارك عليك منزلك الجديد".. كان دانيال أصغر مني ببضع سنوات وعضو في المنتخب الوطني لكرة الطائرة. لم أسمع عنه منذ وقت طويل. في طريق العودة من المناطق التي غمرتها الفيضانات، تعرض لحادث سير وتوفي علي إثرها. رحمه الله، وجمعه بسيد الجهاديين.

كان الإنستغرام مليئاً بأخبار الفيضانات والتعليقات المختلفة. جاء صوت النفسانيات من بعيد وجاءت رائحة الإنسانية من قريب.

يُتبع ...

القربي في المنفي ـ الجزء الأول

[1].ياشباب تعالوا وتناولوا الشاي. فديتكم نفسي. تعالوا قبل أن يبرد الشاي.

[2].سماحة الحاج أشعر بألمك في رأسي.تعال أنت وصديقك.يا شباب تعالوا إلي هنا.

[3]. معادلها بالفارسية مفردة "الإنترنت".

[4]. أقسم بالقرآن الكريم أن المياه جرفت كل شيء نمتلكه ولم يبق لنا شيئاً،والآن نرجف من شدة البرد. لم تكن هناك بطانيات نضعها على أنفسنا.

النصّ الفارسي 



 
عدد الزوار: 1947


التعليقات

 
الاسم:
البريد الإلكتروني:
التعليق:
 

الأكثر قراءة

نبذة من مذكرات ايران ترابي

تجهيز مستشفى سوسنگرد

وصلنا إلى سوسنگرد قُبَيل الظهر. كان اليوم الثالث عشر من تشرين الأول عام 1980. لم يكن أمرها مختلفًا عن أهواز بل كانت أمرّ حالًا منها. كان قد غمرها التراب والدمار. وقد خلت من أهلها إلا ما ندر. كما أعلنت منظمّة الهلال الأحمر في أهواز، كانت لا تزال المدينة في متناول قصف العدو، ولم يأمن جانب منها من وطء القذائف والقنابل. لقد أوصلنا أنفسنا إلى مستشفى المدينة بسرعة. ما زال بابها ولوحتها سالمَين. تتقدّم المستشفى ساحة كبيرة قد حُرِث جانب منها. كأنها قد هُيّئت قبل الحرب لزرع الفسائل والزهور.

التاريخ الشفهي للدفاع المقدس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي

الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان)
لقد صدر عن حرس الثورة الإسلامية ومركز الوثائق والدراسات للدفاع المقدّس في عام 1401 ه.ش. كتابُ التاريخ الشفهي للدفاع المقدّس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي، تحت عنوان الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان) وبجهود يحيى نيازي. تصميم الغلاف يحاكي مجموعة الروايات التاريخية الشفهية للدفاع المقدس الصادرة عن هذا المركز. إذ قد اختار هذا المركز تصميمًا موحّدًا لأغلفة جميع كتب التاريخ الشفهي للدفاع المقدس مع تغيير في اللون، ليعين القارئ على أن يجدها ويختارها.
أربعون ذكرى من ساعة أسر المجاهدين الإيرانيّين

صيفُ عامِ 1990

صدر كتاب صيف عام 1990، بقلم مرتضى سرهنگي من دار سورة للنشر في سنة 1401ش. وبـ 1250 نسخة وبسعر 94 ألف تومان في 324 صفحة. لون غلاف الكتاب يحاكي لون لباس المجاهدين، ولون عنوان الكتاب يوحي إلى صفار الصيف. لُصِقت إلى جانب عنوان الكتاب صورة قديمة مطوية من جانب ومخروقة من جانب آخر وهي صورة مقاتلَين يسيران في طريق، أحدهما مسلّح يمشي خلف الآخر، والآخر يمشي أمامه رافعًا يديه مستسلمًا.
الدكتور أبو الفضل حسن آبادي

أطروحات وبرامج التاريخ الشفوي في "آستان القدس الرضوي"

أشار رئيس مركز الوثائق والمطبوعات لآستان قدس الرضوي، إلى أطروحات "تاريخ الوقف والنذور الشفهي" و"تاريخ القراءات القديمة في الحرم الشفوية" وعلى أنها أحدث المشاريع للمركز وقال: "إنّ تسجيل تاريخ الموقوفات لآستان قدس الرضوي الشفوي في عدّة مدن، هو مشروع طويل المدة. وتأسس مؤخرا قسم الدراسات للقراءت في مركز الوثائق وهو ضمن مجموعة مركز الدراسات". وفي حواره مع موقوع التاريخ الشفوي الإيراني قال الدكتور أبو الفضل حسن آبادي، شارحا برامج المركز:
مكتبة الذكريات

"أدعو لي كي لا أنقص"،"في فخّ الكوملة" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة"

سوف تتعرفون في هذا النص، على ثلاثة كتب صدرت عن محافظتين في إيران: " أدعو لي كي لا أنقص: الشهيد عباس نجفي برواية زوجته وآخرين" من المحافظة المركزية وأيضاً كتابي "في فخّ الكوملة: ذكريات محمد أمين غفار بور الشفهية" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة" وهي ذكريات أمين علي بور الشفهية" من محافظة كيلان. إثنان من المعلّمين ألّفـت السيدة مريم طالبي كتاب "أدعو لي كي لا أنقص". يحتوي الكتاب علي 272 صفحة وثلاثة عشر فصل، حيث تم إنتاجه في مكتب الثقافة