مقتطفات من مذكرات آية الله موسوي أردبيلي

القرار 598

إعداد : فائزة ساساني خواه
ترجمة: أحمد حيدري مجد

2021-7-14


إنّ وجود آية الله موسوي أردبيلي على رأس مجلس القضاء الأعلى والمحكمة العليا يتطلب منه أن يكون على دراية بالقرارات الداخلية والخارجية الحاسمة للبلاد، بما في ذلك موضوع الحرب والقرار 598:

"كان القرار مناقشة تفصيلية  سأتطرق إلى جزء منها. ربما قبل ليلتين أو ثلاث ليالٍ من اعتماد القرار، وفي إحدي الليالي، على ما يبدو، كنا خمسة. السيد خامنئي، السيد هاشمي، السيد موسوي - رئيس الوزراء - وأنا. كان السيد أحمد الخميني أيضاً. كان من المفترض أن نذهب إلى الإمام الخميني الراحل لنرى ما يفكر فيه. بالطبع، بعد سقوط الفاو أصبح وضعنا فوضوياً إلى حد ما. لقد كنت مريضاً حيث قال السادة لا بأس أن تأتي وأنت بهذا الحال. ذهبنا لخدمة الإمام الخميني الراحل، حيث تم تقديم تقرير حول ما يدور في الجبهات. أكثر من ذهب إلى الجبهة كان السيد هاشمي. لذلك، كان يوافيه بتقارير أكثر. الوحيد الذي لم يتكلم هو أنا لأنني كنت مريضاً. كان رأينا هل يجب أن نقبل بالقرار أم لا. قال الإمام "لا" بكل صراحة وحزم. من جهة أخرى، كان هناك إطلاق صواريخ على طهران. تم بناء ملجأ بالقرب من منزل الإمام الخميني. قلنا للإمام الخميني: الآن المدينة كلها تحت قصف صاروخي، لماذا لا تذهب إلى الملجأ؟ قال: ليس لدي الجميع ملجأ لن أذهب من هنا". قلنا: لن نذهب أيضا. قال: اذهبوا واتركوني وشأني". لقد انتهت تلك الليلة بهذه القرارات. كما تحسنت حالتي. عندما التقينا مرة أخرى، تحدثنا عن الذهاب إلى الإمام، ربما يكون قد غير رأيه. كنت أيضاً من مؤيدي الذهاب إلى الإمام. اعترض أحد أصدقائي قائلاً: "لم تقل كلمة واحدة في تلك الليلة. ها نحن الآن هنا وأنت تصر على أن نذهب إلى الإمام، لكنك لم تقل كلمة واحدة  قلت" "كنت مريضاً".

أخيرًا كان من المفترض أن نذهب إلى الإمام وذهبنا.  كان الإمام يصلي في بيته، وعندما دخلنا عليه انتهى الإمام من صلاته قبل دخولنا ودخل. عرف الإمام لماذا أتينا. دخلنا عليه. بدأت المحادثة مرة أخرى. فقال الإمام: لن أفعل ذلك. عندما رأى الرفاق موافقتهم، قال، "دعهم جميعاً يقتلون 5-6 منا، لن يحدث شيء؟" "كل يوم، كل هؤلاء الشباب يقتلون في الجبهة، وكذلك نحن دعونا نقتل".

قلت: أنت تقول أفضل طريقة، لأنهم إذا أطلقوا صاروخاً الآن وقد قُتلنا، فالنتيجة النهائية هي أننا متنا قبل 5 أو 6 أو 10 سنوات، لكنهم سيقولون عنا إنهم ثاروا مثل سيدنا أبي  عبدالله الحسين (عليه السلام)، ولم تكن لديهم القوة، ولقد قُتلوا. لذلك يصبح كل منا مزاراً ومنارة بعد موته، والله يحفظ الناس. هذا هو أفضل حل. لكن الأسوأ من ذلك، إذا أتى هؤلاء للإستيلاء علي محافظة خوزستان وكرمانشاه ولم يتقدموا، سيستولون علي النفط، ويقطعون أيدينا من تزويد الناس بالخبز، ولا يأتوا  لقتلنا، ثم لا نستطيع الرد على الناس، إذا قالوا: "هذا ما أردتم أن تفعلوه، فماذا نفعل إذا ثار الناس علينا؟" " سيكون الأمر أسوأ".

قال الإمام الراحل: والآن ما هو اقتراحكم؟ قال السيد الهاشمي، الذي كان أيضاً القائد في ذلك الوقت: "أوافق على القرار، حتى لو هاجمني الناس، حتى يتمكن الآخرون من مساعدتي". أولاً، تقرر أنه سيقبل القرار وأن نوافق عليه جميعاً، إذا تم حل الأزمة ولم يحدث شيء آخر، وإلا سيأتي الإمام لمساعدتنا. وصلت المناقشة إلى هنا وانتهت في تلك الليلة، ذهبنا بهذه الفكرة واعتقدنا أنها كانت الفكرة الأخيرة ومهما كانت، سنتوكل علي الله عز وجل.

عندما وصلنا وقبل أن نبادر، اتصل السيد أحمد وقال إنّ الإمام قال: "توقفوا حتى أطلعكم على ما يجب عليكم فعله". صباح الغد كنا ننتظر الإمام ليخبرنا عن فكرته الأخيرة. كان الأمر كما لو أنّ الإمام كان يعتقد بأنّ هذا ليس من عمل شخص أو شخصين أو خمسة.  ال الإمام (رحمه الله): "إني أقبل وسأعطي الإعلان وأنتم اجمعوا الأفراد  وأئمة الجمعة، سأخبرهم أولاً، ثم سأقدم الإعلان".

أرسل الإمام الإعلان إلى السلطات الثلاث، ولا أعرف ما إذا كان قد أجرى أي تغييرات أم لا. هكذا تم اعتماد القرار ". [1]

 

-------------------------------

[1] درازي، علي، مذكرات آية الله العظمي السيد عبدالكريم موسوي اردبيلي(1925ـ 2016م) دار سورة مهر للنشر، الطبعة الأولي، 2016م، ص331.

النصّ الفارسي



 
عدد الزوار: 2447


التعليقات

 
الاسم:
البريد الإلكتروني:
التعليق:
 

الأكثر قراءة

نبذة من مذكرات ايران ترابي

تجهيز مستشفى سوسنگرد

وصلنا إلى سوسنگرد قُبَيل الظهر. كان اليوم الثالث عشر من تشرين الأول عام 1980. لم يكن أمرها مختلفًا عن أهواز بل كانت أمرّ حالًا منها. كان قد غمرها التراب والدمار. وقد خلت من أهلها إلا ما ندر. كما أعلنت منظمّة الهلال الأحمر في أهواز، كانت لا تزال المدينة في متناول قصف العدو، ولم يأمن جانب منها من وطء القذائف والقنابل. لقد أوصلنا أنفسنا إلى مستشفى المدينة بسرعة. ما زال بابها ولوحتها سالمَين. تتقدّم المستشفى ساحة كبيرة قد حُرِث جانب منها. كأنها قد هُيّئت قبل الحرب لزرع الفسائل والزهور.

التاريخ الشفهي للدفاع المقدس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي

الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان)
لقد صدر عن حرس الثورة الإسلامية ومركز الوثائق والدراسات للدفاع المقدّس في عام 1401 ه.ش. كتابُ التاريخ الشفهي للدفاع المقدّس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي، تحت عنوان الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان) وبجهود يحيى نيازي. تصميم الغلاف يحاكي مجموعة الروايات التاريخية الشفهية للدفاع المقدس الصادرة عن هذا المركز. إذ قد اختار هذا المركز تصميمًا موحّدًا لأغلفة جميع كتب التاريخ الشفهي للدفاع المقدس مع تغيير في اللون، ليعين القارئ على أن يجدها ويختارها.
أربعون ذكرى من ساعة أسر المجاهدين الإيرانيّين

صيفُ عامِ 1990

صدر كتاب صيف عام 1990، بقلم مرتضى سرهنگي من دار سورة للنشر في سنة 1401ش. وبـ 1250 نسخة وبسعر 94 ألف تومان في 324 صفحة. لون غلاف الكتاب يحاكي لون لباس المجاهدين، ولون عنوان الكتاب يوحي إلى صفار الصيف. لُصِقت إلى جانب عنوان الكتاب صورة قديمة مطوية من جانب ومخروقة من جانب آخر وهي صورة مقاتلَين يسيران في طريق، أحدهما مسلّح يمشي خلف الآخر، والآخر يمشي أمامه رافعًا يديه مستسلمًا.
الدكتور أبو الفضل حسن آبادي

أطروحات وبرامج التاريخ الشفوي في "آستان القدس الرضوي"

أشار رئيس مركز الوثائق والمطبوعات لآستان قدس الرضوي، إلى أطروحات "تاريخ الوقف والنذور الشفهي" و"تاريخ القراءات القديمة في الحرم الشفوية" وعلى أنها أحدث المشاريع للمركز وقال: "إنّ تسجيل تاريخ الموقوفات لآستان قدس الرضوي الشفوي في عدّة مدن، هو مشروع طويل المدة. وتأسس مؤخرا قسم الدراسات للقراءت في مركز الوثائق وهو ضمن مجموعة مركز الدراسات". وفي حواره مع موقوع التاريخ الشفوي الإيراني قال الدكتور أبو الفضل حسن آبادي، شارحا برامج المركز:
مكتبة الذكريات

"أدعو لي كي لا أنقص"،"في فخّ الكوملة" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة"

سوف تتعرفون في هذا النص، على ثلاثة كتب صدرت عن محافظتين في إيران: " أدعو لي كي لا أنقص: الشهيد عباس نجفي برواية زوجته وآخرين" من المحافظة المركزية وأيضاً كتابي "في فخّ الكوملة: ذكريات محمد أمين غفار بور الشفهية" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة" وهي ذكريات أمين علي بور الشفهية" من محافظة كيلان. إثنان من المعلّمين ألّفـت السيدة مريم طالبي كتاب "أدعو لي كي لا أنقص". يحتوي الكتاب علي 272 صفحة وثلاثة عشر فصل، حيث تم إنتاجه في مكتب الثقافة