جدول الأعمال اليومية للسيد الإمام في نوفل لو شاتو

المترجم ـ عباس العذاري

2024-1-6


كان السيد الإمام متعودًا علي الجلوس في الفناء بعد الظهيرة وبين حين وآخر كان يمارس هذا العمل بعد مغيب الشمس. كانت هناك شجرة تفاح يجلس الإمام تحتها وقد عُرِفت هذه الشجرة كرمز في أوروبا بحيث تذكر دائما عند المقابلات وفي الأخبار.

كان الإمام يجري مقابلاته تحت هذه الشجرة ويتعاطي مع الصحفيين برحب وسعة، بحيث كان بإمكان كل شخص ان يسأل كل ما لديه من أسئلة.

كان يوم الأحد يوم عطلة في فرنسا وكان طلاب الجامعة الإيرانيون والمسلمون والشباب والفتيات يأتون من أرجاء أوروبا  إلي فرنسا وكان يبدأ وفودهم عند المغرب من يوم السبت و يبقون حتى المساء من يوم الأحد. وكان للسيد الإمام برنامج خاص لهاتين الليلتين حيث يمارس نشاطًا ثقافيًا مستمرًا في هذه الأيام. كان من العادة أن يخطب الامام عند الغروب من يوم السبت. و كلماته كانت تتمحور حول الثورة و قيام الشعب الإيراني. عادة كان يستغرق خطابه ساعتين تقريبًا.

وعلي الأغلب كانت خطاباته تبيينا لمواقف الثورة الإسلامية، وما هو المبتغي منها. وكان ينتهز هذه الفرص لتنوير الرأي العام، أما يوم الأحد فما كان سماحته يخطب فيه بل كان يحضر عندهم للإجابة عن الأسئلة التي كانت تطرح من قبل الحضار. وكان كل شخص يطرح أسئلةً من منطلق وجهة نظره. وكان الإمام يجيب عن الأسئلة المطروحة برحابة.

ذات مرة قررت أن أطرح سؤالًا ما. بحثت في ما يخالجني من الأفكار لأختار إحدى الأسئلة الغامضة التي كانت تشغلني آنذاك.

إحدى العوائق التي تواجهها القيادات في جميع الثوارت هي أن الشعب سيصبح مرهقًا في أثناء الطريق. ولاسيما إذا انتهى الأمر الى  إراقة الدماء. إذ يستطيع العدو إنهاك الشعب إذا صعّد في قمعه.

رفعت يدي لأبدي سؤالي هذا. فقال الأمام: تفضل.

قلت: سيدي! فيما إذا تعب الشعب من النضال أو وجدتموه مرهقًا جرّاء هذا الكم من القتل والضغط الشديد فما رأيكم يومئذ؟

حسبته سؤالًا ذا مغزي. حتى إنك إذا ألقيت نظرة الى كفاح الشعب الهندي والفلسطيني والجزائري و... لرأيته سؤالًا له شأنه.

 تأمل الإمام قليلًا للإجابة عن سؤالي وأطرق. ثم رفع رأسه وقال: لا بأس. سوف يستريحون لستة أشهر، ثم يستأنفون الكفاح.

كانت إجابته بسيطة للغاية. قلت في نفسي: ما أتفهه من سؤال طرحته.

ما لم تمض الأيام حتى يبرد الجوّ كثيرًا، كان السيد الإمام يجلس بين الحضور في الفناء.

لقد ألححنا ليفرش الإمام الفناء بالسجاد بالأموال التي كانت في متناوله. ولكنه لم يحرّك ساكنًا.

كان كل شخص يجلب معه سجادة للصلاة ويصلي في تلك الساحة العشبية. وعلى كل حال، ما استطعنا إقناع الإمام في هذا الموضوع. لكن عند برودة الجو و بسبب هطول الأمطار و الثلج وافق الإمام على شراء خيمة. لقد اشترينا خيمة بسيطة للغاية حيث كانت تستوعب ٤٠ الى ٤٥ شخصًا. كانت تقام فيها صلاة الظهر والعصر والمغرب والعشاء بإمامة السيد الإمام. لكنه كان يصلي صلاة الفجر في الجوّاني.[1]

 

النص الفارسي

 


[1] المصدر: ذكريات حجة الإسلام والمسلمين هادي غفاري، مكتب أدبيات الثورة الإسلامية، الطبعة الأولى، طهران، الحوزة الفنية، 1416هـ ، ص319



 
عدد الزوار: 539


التعليقات

 
الاسم:
البريد الإلكتروني:
التعليق:
 
نبذة من مذكرات ايران ترابي

تجهيز مستشفى سوسنگرد

وصلنا إلى سوسنگرد قُبَيل الظهر. كان اليوم الثالث عشر من تشرين الأول عام 1980. لم يكن أمرها مختلفًا عن أهواز بل كانت أمرّ حالًا منها. كان قد غمرها التراب والدمار. وقد خلت من أهلها إلا ما ندر. كما أعلنت منظمّة الهلال الأحمر في أهواز، كانت لا تزال المدينة في متناول قصف العدو، ولم يأمن جانب منها من وطء القذائف والقنابل. لقد أوصلنا أنفسنا إلى مستشفى المدينة بسرعة. ما زال بابها ولوحتها سالمَين. تتقدّم المستشفى ساحة كبيرة قد حُرِث جانب منها. كأنها قد هُيّئت قبل الحرب لزرع الفسائل والزهور.

التاريخ الشفهي للدفاع المقدس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي

الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان)
لقد صدر عن حرس الثورة الإسلامية ومركز الوثائق والدراسات للدفاع المقدّس في عام 1401 ه.ش. كتابُ التاريخ الشفهي للدفاع المقدّس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي، تحت عنوان الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان) وبجهود يحيى نيازي. تصميم الغلاف يحاكي مجموعة الروايات التاريخية الشفهية للدفاع المقدس الصادرة عن هذا المركز. إذ قد اختار هذا المركز تصميمًا موحّدًا لأغلفة جميع كتب التاريخ الشفهي للدفاع المقدس مع تغيير في اللون، ليعين القارئ على أن يجدها ويختارها.
أربعون ذكرى من ساعة أسر المجاهدين الإيرانيّين

صيفُ عامِ 1990

صدر كتاب صيف عام 1990، بقلم مرتضى سرهنگي من دار سورة للنشر في سنة 1401ش. وبـ 1250 نسخة وبسعر 94 ألف تومان في 324 صفحة. لون غلاف الكتاب يحاكي لون لباس المجاهدين، ولون عنوان الكتاب يوحي إلى صفار الصيف. لُصِقت إلى جانب عنوان الكتاب صورة قديمة مطوية من جانب ومخروقة من جانب آخر وهي صورة مقاتلَين يسيران في طريق، أحدهما مسلّح يمشي خلف الآخر، والآخر يمشي أمامه رافعًا يديه مستسلمًا.
الدكتور أبو الفضل حسن آبادي

أطروحات وبرامج التاريخ الشفوي في "آستان القدس الرضوي"

أشار رئيس مركز الوثائق والمطبوعات لآستان قدس الرضوي، إلى أطروحات "تاريخ الوقف والنذور الشفهي" و"تاريخ القراءات القديمة في الحرم الشفوية" وعلى أنها أحدث المشاريع للمركز وقال: "إنّ تسجيل تاريخ الموقوفات لآستان قدس الرضوي الشفوي في عدّة مدن، هو مشروع طويل المدة. وتأسس مؤخرا قسم الدراسات للقراءت في مركز الوثائق وهو ضمن مجموعة مركز الدراسات". وفي حواره مع موقوع التاريخ الشفوي الإيراني قال الدكتور أبو الفضل حسن آبادي، شارحا برامج المركز:
مكتبة الذكريات

"أدعو لي كي لا أنقص"،"في فخّ الكوملة" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة"

سوف تتعرفون في هذا النص، على ثلاثة كتب صدرت عن محافظتين في إيران: " أدعو لي كي لا أنقص: الشهيد عباس نجفي برواية زوجته وآخرين" من المحافظة المركزية وأيضاً كتابي "في فخّ الكوملة: ذكريات محمد أمين غفار بور الشفهية" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة" وهي ذكريات أمين علي بور الشفهية" من محافظة كيلان. إثنان من المعلّمين ألّفـت السيدة مريم طالبي كتاب "أدعو لي كي لا أنقص". يحتوي الكتاب علي 272 صفحة وثلاثة عشر فصل، حيث تم إنتاجه في مكتب الثقافة