مذكرات أسر

الأيام الشائكة

إلهام صالح
ترجمة: أحمد حيدري مجد

2016-6-8


تأخذ الأسلاك الشائكة الذهن سريعا الى مفهوم الأسر. و على ذلك فإنّ "أيام شائكة" تأخذ المتلقي إلى مفهوم أعوام الأسر. وهو يتحدث عن أعوام أسر (محمد جواد ميانداري).

حين كان رواي الكتاب في التاسعة راح يروي مواجهات الناس للحكومة الشانشاهية، ثم ينتقل إلى انتصار الثورة، وأول انطلاقة للذهاب الى الجبهة كانت مع وفاة ابن عمته. ثم الانتقالات السريعة من التدريبات والمشاركة في الهجمات و الدفاع الى أن يصل الى معسكر 11 تكريت.

صوت الأقفال و السلاسل

يشكل التعذيب الجسمي جزءاً مهما من الأسر: "قلل الباص من سرعته و ركض الجنود "العراقيون" هنا وهناك. ركض الينا الكثير من الضباط والحرس، أطلقوا خلفي طلقة، ما زال جسدي متورما. لم يكن علي جسدي ثياب تحميني من الضربات، يعبر السوط من جسدي مخلفا الدماء على أجسادنا النحيفة."

و يجب إضافة التعذيب النفسي الى التعذيب الجسدي: "يبدأ كل يوم بصوت الأقفال و احتكاك السلاسل. كانت حصتنا من التعذيب و الألم في اليوم مرتين. في كل صباح نسمع ضربات السياط و العصي، التي تتمزّق الروح منها."

ويتطرق الكتاب الى الوضع الصحي المأساوي في السجون والتي لا يمكن وصفها لكنه ذكر تفاصيلها التي تترك عند القارئ حالة غثيان: "المراحيض هناك تختلف عما هي عليه في إيران. ما هي إلا حفرة في أبعاد مترين في مترين. عمق الحفرة قليل و بعد مرور اسبوعين تمليء أغلب أرضية المرافق بالنجاسة. ولأمثالنا الذين لا يمتلكون أحذية أو نعل، يتحول الذهاب الى المرافق الى عملية تعذيب. لأننا نخرج جميعنا سويا ولا يمكن تبادل الأحذية."

وتضاف الى سوء معاملة السجنانين أن بعض الإيرانيين يعملون مخبرين: "أصيب أحد المخبرين الإيرانيين الذي أرسل الكثير الى السياط والتعذيب بالعمى. فظننت أن الأسرى سوف يعاملوه بسوء، ولكن كان العكس، ساعدوه في محنته."

مصطلحات جديدة

يذكر الكتاب مصطلحات جديدة مثل "الكويتيون" : " هم من أسر في طريق الكويت. نظرا للأوضاع الاقتصادية المتدهورة و قلة بعض السلع. إستغل الكثيرون هذه الحالة و دخلوا في عمليات التهريب من الكويت وإليها. ووقعوا في يد الاعداء وعليهم الآن تحمل الأوضاع الصعبة."

ليس الكتاب حكاية عن الدكتور محمد جواد ميانداري، بل نرى فيه تغير الوجه على الأسرى بعد عودتهم الى الوطن. بات الكبار عجزة والصغار شبابا. " حين دخلت السيارة قدّم كل واحد من عائلتي نفسه لي. كبرت ليلى، وجبار بات طويلا وصوته رجولي، ونرجس التي كانت فراشة البيت عمرها الآن ثمان سنوات غارقة في السكوت تنظر لي بحيرة. و سارة التي تركتها رضيعة عمرها الآن أربع سنوات."

وقفة مع الكاتبة

كيف يصمم الكتاب على كتابة المذكرات الشفوية؟ تتحدث فاطمة شكوري عن تجربتها مع الكتاب: "قبل هذا الكتاب، كتبت قصة عن ذوي الاحتياجات الخاصة، فأحببت التجربة، و دخلت في كتاب"أيام شائكة" و هو عبارة عن حوار يمتد الى 25 ساعة، بالطبع الكتاب له راويان فقد أخذت من كلام ميكائيل عليجاني أيضا."

*الأيام الشائكة: رواية الدكتور محمد جواد ميانداري عن أعوام الحرب و الأسر، تدوين فاطمة شكوري، 214 صفحة، دار زنجان، غواص، الطبعة الأولى 1394.

 

النص الفارسي



 
عدد الزوار: 3857


التعليقات

 
الاسم:
البريد الإلكتروني:
التعليق:
 
نبذة من مذكرات ايران ترابي

تجهيز مستشفى سوسنگرد

وصلنا إلى سوسنگرد قُبَيل الظهر. كان اليوم الثالث عشر من تشرين الأول عام 1980. لم يكن أمرها مختلفًا عن أهواز بل كانت أمرّ حالًا منها. كان قد غمرها التراب والدمار. وقد خلت من أهلها إلا ما ندر. كما أعلنت منظمّة الهلال الأحمر في أهواز، كانت لا تزال المدينة في متناول قصف العدو، ولم يأمن جانب منها من وطء القذائف والقنابل. لقد أوصلنا أنفسنا إلى مستشفى المدينة بسرعة. ما زال بابها ولوحتها سالمَين. تتقدّم المستشفى ساحة كبيرة قد حُرِث جانب منها. كأنها قد هُيّئت قبل الحرب لزرع الفسائل والزهور.

التاريخ الشفهي للدفاع المقدس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي

الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان)
لقد صدر عن حرس الثورة الإسلامية ومركز الوثائق والدراسات للدفاع المقدّس في عام 1401 ه.ش. كتابُ التاريخ الشفهي للدفاع المقدّس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي، تحت عنوان الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان) وبجهود يحيى نيازي. تصميم الغلاف يحاكي مجموعة الروايات التاريخية الشفهية للدفاع المقدس الصادرة عن هذا المركز. إذ قد اختار هذا المركز تصميمًا موحّدًا لأغلفة جميع كتب التاريخ الشفهي للدفاع المقدس مع تغيير في اللون، ليعين القارئ على أن يجدها ويختارها.
أربعون ذكرى من ساعة أسر المجاهدين الإيرانيّين

صيفُ عامِ 1990

صدر كتاب صيف عام 1990، بقلم مرتضى سرهنگي من دار سورة للنشر في سنة 1401ش. وبـ 1250 نسخة وبسعر 94 ألف تومان في 324 صفحة. لون غلاف الكتاب يحاكي لون لباس المجاهدين، ولون عنوان الكتاب يوحي إلى صفار الصيف. لُصِقت إلى جانب عنوان الكتاب صورة قديمة مطوية من جانب ومخروقة من جانب آخر وهي صورة مقاتلَين يسيران في طريق، أحدهما مسلّح يمشي خلف الآخر، والآخر يمشي أمامه رافعًا يديه مستسلمًا.
الدكتور أبو الفضل حسن آبادي

أطروحات وبرامج التاريخ الشفوي في "آستان القدس الرضوي"

أشار رئيس مركز الوثائق والمطبوعات لآستان قدس الرضوي، إلى أطروحات "تاريخ الوقف والنذور الشفهي" و"تاريخ القراءات القديمة في الحرم الشفوية" وعلى أنها أحدث المشاريع للمركز وقال: "إنّ تسجيل تاريخ الموقوفات لآستان قدس الرضوي الشفوي في عدّة مدن، هو مشروع طويل المدة. وتأسس مؤخرا قسم الدراسات للقراءت في مركز الوثائق وهو ضمن مجموعة مركز الدراسات". وفي حواره مع موقوع التاريخ الشفوي الإيراني قال الدكتور أبو الفضل حسن آبادي، شارحا برامج المركز:
مكتبة الذكريات

"أدعو لي كي لا أنقص"،"في فخّ الكوملة" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة"

سوف تتعرفون في هذا النص، على ثلاثة كتب صدرت عن محافظتين في إيران: " أدعو لي كي لا أنقص: الشهيد عباس نجفي برواية زوجته وآخرين" من المحافظة المركزية وأيضاً كتابي "في فخّ الكوملة: ذكريات محمد أمين غفار بور الشفهية" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة" وهي ذكريات أمين علي بور الشفهية" من محافظة كيلان. إثنان من المعلّمين ألّفـت السيدة مريم طالبي كتاب "أدعو لي كي لا أنقص". يحتوي الكتاب علي 272 صفحة وثلاثة عشر فصل، حيث تم إنتاجه في مكتب الثقافة