أمسية "تاريخ الكتاب الشفوي" مع جلال وفريد ومحمد باقر كتابجي

"الكتابيون" وقصتهم مع الكتاب

مريم رجبي
ترجمة: أحمد حيدري مجد

2017-6-1


خاص موقع التاريخ الشفوي الإيراني،أقيمت الأمسية الخامسة للدورة الثانية لأمسيات "تاريخ الكتاب الشفوي " عصر يوم الثلاثاء 23 مايو 2017، وشارك فيها كل من نصر الله حدادي كمديرا للأمسية، مدير دار إسلامية سيد جلال كتابجي، السيد فريد كتابجي والسيد محمد باقر كتابجي، مدير دار علمية الإسلامية، وذلك في صالة أهل القلم مؤسسة بيت الكتاب.

وقد بدأ السيد جلال حديثه عن نفسه قائلاً: "أنا السيد أحمد كتابجي ولدت في 30 يونيو 1938 في طهران.سكن جدي مير محمد كتابجي بداية شيراز، لكنه جاء إلى طهران. ولدَ أبي في طهران ولم يذهب ولو لمرة واحدة لشيراز. في تلك الفترة كانت ترد الكتب من الهند وتُرسل إلى شيراز حيث المركز الثقافي والحوزة العلمية.دخلتُ الصف الأول الإبتدائي في مدرسة توفيق. ومن الصفّ الثاني وحتى السادس الإبتدائي كنتُ في مدرسة محمدي ومديرها المرحوم جار اللهي، وهي في الحقيقة مدرسة إسلامية. من السنة السابعة وحى الحادية عشر أنهيتها في ثانوية مروي. وكنتُ لسنة واحدة في ثانية تمدن، الواقعة في شارع اسطنبول. في أحد الأعوام ذهبتُ إلى المركز الديني واستفدتُ من حضور أساتذة مثل الدكتور سحابي والمهندس بازركان."

وقال السيد فريد: "ولدتُ في 17 ابريل 1961. عمي هو السيد جلال كتابجي وأعتبر من الجيل الثالث من العائلة. درستُ الهندسة، ولكن نظرا لكهولة أبي وعمي زاولتُ هذا العمل."

وقال السيد محمد باقر: "أنا ابن السيد مرتضى كتابجي ولدتُ في 28 يونيو 1962. وأعتبر من الجيل الخامس لهذه العائلة."

وأضاف السيد جلال كتابجي: "في زمن الشاه رضا وبسبب تخريب قسم من شارع ناصرخسرو وبناء دائرة فيه، انتقلنا دون أخذ أي تعويض إلى شارع 15 خرداد الحالي. إشترى أبي في ذلك الشارع بيت وبناه على ثلاث طوابق كمخزن ومحل للبيع وكتب. دخلتُ عمل الطباعة منذ 1965. تقع مطبعتنا قرب المحل في شارع 15 خرداد. كانت لدينا مطبعة حجرية على حياة والدي. الطبعة بذلك الجاهز بطئ جدا. جهاز مع 10 عمّال مع 10 ساعات عمل يومي، ثلاث منهم يعدون الحجر، وكل حجر يعمل 500 مرة وحصيلة عمل كل مناوبة 1500 مرة. ولأنّ عائد هذا العمل ماليا قليل، أوقفنا الأجهزة اشترينا وبمساعدة أخي السيد إسماعيل المتصدي للمكتبة بعد المرحوم والدي، أجهزة جديدة من مؤسسة نورياني. يقوم هذا الجهاز برصف الحروف. وبعد أعوام دخلت أجهزة الأفست للأسواق واشتريناها من نفس المؤسسة. في البداية كان لدينا خمس أجهزة، ولكن نظرا لقلة العمل خفضنا العمل لجهاز واحد. وقبل عام أوقفنا عمل هذا الجهاز. إلى جانب المطبعة لدينا بناية خصصنا الطابق العلوي للأغلفة. يعمل في هذا القسم 20 شخصا ويمتد عمل تجليد كل كتاب 6 أشهر."

ماركة "إسلامية" والتعاون مع الشخصيات البارزة

 وأشار السيد فريد كتابجي إلى نقطة: "سُجلت في العام 2001 ماركة إسلامية. وقبل هذا العام كان آباؤنا يعملون تحت اسم كتابجي."

وأشار السيد جلال كتابجي إلى شخصيات مشهورة في مجال الثقافة وكان يتعاون معهم في دار إسلامية مثل: "المرحوم شعراني والحاج باقر كمره اي ومحمد باقر بهبودي و محمد جواد نجفي وصفى الله محلاتي والسيد هاشم رسولي وعبد الرحيم شيرازي. وكان العقد بيننا وبينهم شفوياً وهناك مثل الشيخ عباس القمي لا يأخذ مكافئة التأليف، لأنه يهتم بالجانب المعنوي فقط. ومثل المرحوم شعراني لا يلقي نظرة داخل الظرف ليرى المبلغ."

النظر إلى الوضع المالي واحتياجات المراجعين

وأشار: "كانت أكثر كتبنا دينية، لأنّ اتجاهاتنا وتربيتنا تتجه لتلك الجهة. من جانب آخر وبسبب وجود مثل هذه الكتب، كان مراجعونا من صنف العلماء أو الطلاب أو طلاب الجامعة ولا يملكون الكثير من المال وأردنا أن تكون بضاعتنا على مستوى أهل العلم. فيما بعد نشرنا كتب في مجالات قصص القرآن والإجتماع والطب الإسلامي والقانون وبناء على طلب المراجعين أصدرنا الحقوق المدنية للسيد حسن إمامي ومنذ 1951 وحتى اليوم طبع 36 مرة. طنا نبيع كتبنا عبر وصل. كمثال نأخذ عشر تومانات ليكون له سهم في الكتاب ونسلمه الجزء الاول مجانا حتى يلتزم ويشتري بقية الأجزاء."

وتحدث السيد فريد كتابجي عن سعر الكتب المناسب قائلاً: "كنا نأخذ بعين الإعتبار البعد المعنوي للعمل. يأخذ أبي حين تحديد سعر الكتاب، السعر في السوق ويحدده حسب السعر الذي تعلنه وزارة الإرشاد والثقافة. ولبيع الكتاب عادة نبيع الكتب ذات الأسعار المرتفعة ثم الكتب ذات الأسعار المنخفضة، لكي لا نواجه مشكلة مع تضخم الأسواق. ليس لدينا مراحل طباعة ومن قبلي كان تعب كبير ولا نقوم إلا باعادة الطباعة. من جانب آخر في السابق يدقق الناس في نصّ الكتاب، ولكن طباعة اليوم، يهتم القارئ بتجليد الكتاب ولونه وأسلوب الطباعة ويأثر كثيرا في عملية بيع الكتاب."

جهد لإكمال طريق نشر دائرة معارف الشيعة

وقال السيد جلال كتابجي: "كانت مجموعة بحار الأنوار للمرحوم الآخوندي تُطبع بصورة بطيئة، بصورة أنّ كل ثلاث مجلد تصدر في ثلاثين عاما. وحين يعترض القراء على البطئ، يقوم المرحوم أخي مع محمد باقر بهبودي وعلي أكبر غفاري ونظرا للطباعة الحجرية، بطباعة بقية النسخ الخطية في المكتبة. طبعنا ما بعد الجزء 43 بالطبع تمّ ذلك بموافقة المرحوم الآخوندي وفي الحقيقة لم يكن هذا العمل منافسةـ بل صداقة، لأنّ الموضوع هو إكمال دائرة المعارف الشيعية العظيمة، بل كان هناك شخص في النجف باسم آية الله خرسان صحح عدة اجزاء من بحار الأنوار. كان لدينا عدة مخازن لبحار الأنوار وكذلك هناك مخزن في بيت المرحوم مدرس. وغم أنّ عمل رصف الحروف صعب جدا، فقد طبعنا 110 جزء من بحار الأنوار و12 جزء من تفسير أبو الفتوح الرازي وستة أجزاء من تفسير الصافي وتفسير منهج الصادقين وناسخ التواريخ ووسائل الشيعة."

وأوضح دور بيت المرحوم آية الله حسن المدرس قائلاً: "حين اشترى والدي المكان كان عمري عشر سنوات. كان يعيش أبي وأمي مع أربع إخوة لي. كل أخي لي تزوج، يسلمان غرفتين من البيت. كان هندسة البيت إلى جانب الحياة المشتركة في بيت واحد، يمكنهم الحياة بصورة مستقلة أيضا. للبيت ثمان أبواب، لذلك في حين التردد لا يتأذى احد. يقع البيت في نهاية زقاق ضيق وفي الشتاء ومع تساقط الثلوج يبات العبور من الزقاق صعب جدا، لذلك ننقل في الخريف بعض الكتب إلى مخزن الشارع 15 خرداد."

وأجاب السيد جلال كتابجي على السؤال الذي وجهه مقدم الأمسية حول انشقاق نشر العلمية الإسلامية عن الإسلامية وأجاب: "كان اسم مكتبتنا في زمن والدي وعمي "العلمية الإسلامية" وفيما بعد وبسبب تدمير قسم من شارع ناصر خسرو ولبناء وزارة المالية، نقلنا مكتبتنا إلى شارع 15 خرداد الحالي. أسس عمي فرعاً أخرى في صحن حرم السيدة معصومة (س) ووضع اسم العلمية الإسلامية وأصبحنا إسلامية. وأسس أخي السيد محمد فرعا آخر وانفصل عنا ووضع اسم دار كتابجي لفرعه."

الحركات التي لا تُنسى

وتحدث السيد محمد باقر كتابجي عن استغلال الآخرين لاصداراتهم: "كان هناك شخص قرب شارع سعدي لديه دكان مضخة ماء، كان يعترض على أسعار الكتب المرتفعة ولأنه ليس لديه ميزانية لاكمال فكرته، كان يجمع التبرعات من المتبرعين واختار كتاب أصول الكافي ترجمة المرحوم مصطفوي الذي أصدرناه وقام بطباعته بأعداد كبيرة. كانت تزيد مثل هذه الامور المعاصب علينا. ومع الأسف وزارة الإرشاد والنقابة ليس لديها قوة ردع مثل هذا الاستغلال."

وقال السيد فريد كتابجي: "من أسباب التراجع هي ليس هناك وضع آمن في عملنا والاعمال التي تصدر بعد أربع مراجعات ورصف للحروف والغعراب والخط، تسرق بكل سهولة."

وقال عن النسخ القرآنية التي تصدر عنهم: "لدينا ثمان نسخة من القرآن بخط وترجمات وأحجام متعددة. كان المرحوم طاهر خوشنويس رجلا فاضل يقوم بخط القرآن ويصححها المرحوم شعراني. حين ترى وزارة الإرشاد القرآن الذي عملنا عليه وتطبقه لا تجد سوى 3 أو 5 أخطاء إعرابية. أحد هذه المصاحف الذي وجد استقبالا كبيرا، كتاب السيدة رنجبر. هي معلمة جيدة تعلم الأطفال والنساء. هذا القرآن النسخة الباكستانية وأعرب حسب اسلوبه. بعد عدة طبعات، أرادوا نفس الأسلوب ولكن بخط إيراني. ونسخة المرحوم معزي كانت ترجمة حرفية وقراءها جامعيون."

وأضاف السيد فريد كتابجي: "اليوم ومع مجيئ الكتب ( القرآن بخط* عثمان طه، أبعد الخط الإيراني. في تلك الفترة كنا نعمل لسلاسة خط طاهر خوشنويس ويصحح أبي إعرابه."

وعدد السيد جلال كتابجي مكتبات رصيف الشارع 15 خرداد ب: "خرز، حعفري، بيروت، مصطفوي، جهان، علم. وفي بازار سلطاني كان آخوندي ولطفي وبرادران علمي وأمير كبير وشمس فراهاني."

وقال عن المعاجم: "لدينا الكثير من المعاجم منها الانجليزي والفارسي والعربي. في معجم العربي إلى الفارسي استخدمنا النسخة البروتية من العربي للعربي وبدل شرحها العربي وضعنا ترجمتها الفارسية. وكنا نراعي الجانب الشرعي في العمل ولا نأخذ نسخة من الكتب الأخرى."

وأكمل السيد جلال كتابجي: "في فترة احتدام السوق قبل الثورة كان لدينا ما يقارب 300 موزع في المدن، منها دانش وفردوسي في مشهد، دار الكتاب ودار العلم في قم، خاشمي ومعرفت في شيراز، ثقفي وترشيزي في اصفهان. وإذا كان عدد الطلب قليل، نرسلها بالبريد وإذا كانت كبيرة، كنا نرسلها في صناديق البيض. ثم جاءت الصناديق الورقية وكنا نضعها فيها ونرسلها. وحين تكتمل أعمالنا الجديدة، ننشر إعلانات في الصحف ثم نرسلها للمحافظات."

وأضاف: "منذ البداية كنا في نقابة الناشرين ولم يكن الأمر دون تأثير، ولكن لم نستطع الوقوف أمام السرقات الأدبية."

وأشار السيد جلال كتابجي في تنبيه الساواك لهم حول نشر 18 جزء من بحار الانوار.

وأشار في النهاية محمد باقر كتابجي إلى مشاكل النشر ومنها الكتب المزورة حيث تسلب اعتماد الناس. إذ تخرج الكتب عن اصالتها.

وتأتي هذه الأمسيات ضمن فعالية "تاريخ الكتاب الشفوي" في موسهما الثاني. وتتمحور حول أهم الناشرين في إيران والمؤسسين لدور النشر. وتأتي هذه الأمسيات بجهود نصرالله حدادي. وقد صدر كتاب في 560 صفحة عن مؤسسة بيت الكتاب يحمل عنوان "تريخ الكتاب الشفوي". 

النصّ الفارسي



 
عدد الزوار: 4051


التعليقات

 
الاسم:
البريد الإلكتروني:
التعليق:
 
نبذة من مذكرات ايران ترابي

تجهيز مستشفى سوسنگرد

وصلنا إلى سوسنگرد قُبَيل الظهر. كان اليوم الثالث عشر من تشرين الأول عام 1980. لم يكن أمرها مختلفًا عن أهواز بل كانت أمرّ حالًا منها. كان قد غمرها التراب والدمار. وقد خلت من أهلها إلا ما ندر. كما أعلنت منظمّة الهلال الأحمر في أهواز، كانت لا تزال المدينة في متناول قصف العدو، ولم يأمن جانب منها من وطء القذائف والقنابل. لقد أوصلنا أنفسنا إلى مستشفى المدينة بسرعة. ما زال بابها ولوحتها سالمَين. تتقدّم المستشفى ساحة كبيرة قد حُرِث جانب منها. كأنها قد هُيّئت قبل الحرب لزرع الفسائل والزهور.

التاريخ الشفهي للدفاع المقدس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي

الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان)
لقد صدر عن حرس الثورة الإسلامية ومركز الوثائق والدراسات للدفاع المقدّس في عام 1401 ه.ش. كتابُ التاريخ الشفهي للدفاع المقدّس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي، تحت عنوان الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان) وبجهود يحيى نيازي. تصميم الغلاف يحاكي مجموعة الروايات التاريخية الشفهية للدفاع المقدس الصادرة عن هذا المركز. إذ قد اختار هذا المركز تصميمًا موحّدًا لأغلفة جميع كتب التاريخ الشفهي للدفاع المقدس مع تغيير في اللون، ليعين القارئ على أن يجدها ويختارها.
أربعون ذكرى من ساعة أسر المجاهدين الإيرانيّين

صيفُ عامِ 1990

صدر كتاب صيف عام 1990، بقلم مرتضى سرهنگي من دار سورة للنشر في سنة 1401ش. وبـ 1250 نسخة وبسعر 94 ألف تومان في 324 صفحة. لون غلاف الكتاب يحاكي لون لباس المجاهدين، ولون عنوان الكتاب يوحي إلى صفار الصيف. لُصِقت إلى جانب عنوان الكتاب صورة قديمة مطوية من جانب ومخروقة من جانب آخر وهي صورة مقاتلَين يسيران في طريق، أحدهما مسلّح يمشي خلف الآخر، والآخر يمشي أمامه رافعًا يديه مستسلمًا.
الدكتور أبو الفضل حسن آبادي

أطروحات وبرامج التاريخ الشفوي في "آستان القدس الرضوي"

أشار رئيس مركز الوثائق والمطبوعات لآستان قدس الرضوي، إلى أطروحات "تاريخ الوقف والنذور الشفهي" و"تاريخ القراءات القديمة في الحرم الشفوية" وعلى أنها أحدث المشاريع للمركز وقال: "إنّ تسجيل تاريخ الموقوفات لآستان قدس الرضوي الشفوي في عدّة مدن، هو مشروع طويل المدة. وتأسس مؤخرا قسم الدراسات للقراءت في مركز الوثائق وهو ضمن مجموعة مركز الدراسات". وفي حواره مع موقوع التاريخ الشفوي الإيراني قال الدكتور أبو الفضل حسن آبادي، شارحا برامج المركز:
مكتبة الذكريات

"أدعو لي كي لا أنقص"،"في فخّ الكوملة" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة"

سوف تتعرفون في هذا النص، على ثلاثة كتب صدرت عن محافظتين في إيران: " أدعو لي كي لا أنقص: الشهيد عباس نجفي برواية زوجته وآخرين" من المحافظة المركزية وأيضاً كتابي "في فخّ الكوملة: ذكريات محمد أمين غفار بور الشفهية" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة" وهي ذكريات أمين علي بور الشفهية" من محافظة كيلان. إثنان من المعلّمين ألّفـت السيدة مريم طالبي كتاب "أدعو لي كي لا أنقص". يحتوي الكتاب علي 272 صفحة وثلاثة عشر فصل، حيث تم إنتاجه في مكتب الثقافة