التاريخ سرد الممكن

علي رضا كمري
ترجمة: حسن حيدري

2018-8-23

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ليس من السهل التحدث بحضور أهل العلم و المعرفة، ومع ذلك ، بمناسبة موضوع هذه الإحتفالية، وإزاحة الستار عن كتاب «الف لام الخميني» ، سأدلي ببضع النقاط التالية.

«الف لام» لربما تلميح عن اسم هذا الكتاب بالحروف المقطّعة، و التي تعد من ضمن المتشابهات القرآنية. قد تكون هذه الحروف باسم هذا الكتاب دليل علي سريّة أمر أو موضوع لا يطيق الوضوح والشفّافية، ربما لأن الموضوع الذي تم تناوله، أكبر من أن  تطيقه الكلمات و الكلام أيضاً.  إن الألف واللام تقوم بكيفية تعريف الإسم التطبيقي بشكل آخر، حيث تظهره و تسمو به أكثر فأكثر. و هكذا لربما الألف واللام في بداية تسمية الإمام تدل علي سريّة و وضوح صاحب هذا الإسم، بالطبع تزامن هذه السرية والوضوح، تعتبر من ميزات حياة و سموّ وعظمة الرجال الكبار و سرد الروايات حولهم.

يشير مؤلف هذا العمل القيّم في مكانين، بطريقة جميلة ومختصرة ، إلى الجوانب الروحية والنفسانية للإمام في مجال الحكمة والعرفان من خلال الكلمات الواردة في الكتاب ،«الإنقطاع من الظواهر والمخلوقات» و «تجربة عالم واحد»  وبقاء الإمام في هذا العالم أيضاً. ترتبط القصة بالسنوات من 1926م إلى 1944م، المشار إليها في الصفحتين 93 و 118 ، ثم الحاجة إلى الاهتمام بتعددية العالم والاقتباس من عالم الوحدة و  قبول إبتلاء الإمام (رحمة الله عليه). يبدو أن المصدر الرئيسي لمحتويات الكتاب مرتبط بهذه الإبتلاءات وعالم الموضوعية وحياة الإمام.

وبهذه الطريقة ، يكون الكتاب في فئة السير الذاتية التاريخية .كما يجب علي المؤلف و في كل سيرة ذاتية أن يهتم بتاريخ و خلفية صاحب الكتاب التاريخية. بالطبع ، يرتبط التقليد القديم بكتابة السيرة الذاتية حيث أنها نوع من أنواع كتابة المذكرات التي تعد نمط أدبي و ترتبط أدبياً أيضاً. السيرة الذاتية هي نوع من العمل السهل وغير المركّز في عالم الكتابة. خاصة حول الشخص الذي  لم ولن يكن مثل الآخر، فلا شخص يشبه الآخرين ، أولئك الذين يشبهونه من خلال أسلوب العمل والآراء والأفكار. وبالتالي فإن السيرة الذاتية مهمة صعبة، ووفقا لما عبّر عنه البيهقي، فإن الرجل يجب أن يجتهد  حتي يعرف ما هو حجم العمل. تتم كتابة السير الذاتية عادة في الانسيابية بين عالم الأدب والتاريخ، ويبقى أن نفهم في معنى التاريخ، إن فهم وتعريف التاريخ الذي كان موجوداً في الماضي أصبح الآن مختلفاً تماماً. ومع ذلك ، في هذا الكتاب، لا يمتلك الأدب فيه معني كما يجب، كما أن موقف النص وكتابته تاريخيان ومستندان إلى الوثائق. جدير بالإشارة أن الوصول إلي الوثائق كانت محدودة بل يصعب الحصول عليها من قبل المؤلف. علي أيّ حال كانت كتابة هذا العمل من خلال الأعمال والأبحاث التاريخية. هناك بعض النقاط و النوادرتوجد في هذا الكتاب التي لم يتم تناولها من قبل الآخرين في الكتب الأخرى. هناك أيضاً قضايا مهمة إتخذت لحل جوانب الغموض هنا، خاصة التحليلات التاريخية للمؤلف في سياق الأحداث. من الضروري أن تناقش بشكل مستقل الأهمية التاريخية للكتاب. ومع ذلك ، فإن التاريخ، في معنى الاقتراح والنص، هو إمكانية تحقيق الرواية، وتظهر الرواية في الأعمال المكتوبة للغة في إطار «اللسان» حيث أنه الموقف السردي في الموضوع. من هذا المنطلق، أشير إلي الف ولام الخميني بنظرة مخلصة و ذات مصداقية حول الإمام و الثورة الإسلامية. هنا تلعب طريقة الكتابة واللغة في النص والنثر دوراً هاماً وتدرس أهمية موضوع التاريخ التاريخي. الميزة أو الجانب الآخر المهم في هذا الكتاب هو بنية تجميع الأقسام والعناوين ، والتوازن بين الموضوع وكمية النص ، وبوجه عام أهمية المكونات وتنظيم العمل.

تمت كتابة الكتاب في لمحة من خلال وصف موجز، حيث أن طول الرواية وعمقها في وصف الأحداث تجاوزت حجم العمل الموجود الآن، وحتى لو تم وصفه، في الطبعة، تضاف الملاحق والتذييلات التالية إلى الكتاب . سيكون من الضروري، وأعتقد أنه من الضروري إضافة الملحقات اللازمة للنص وتقديم لمحة عن المواضيع في نهاية الكتاب و أيضاً ـ كما قال الأستاذ [رسول] جعفريان ـ يجب إدراج المصادر في نهاية الكتاب.

في ضوء تذبذب الجماهير و والطاقات الشابة، أقترح أن يكتب الكتاب بشكل مختصر و بإيجاز حيث يتم هذا العمل بقلم السيد [هدايت الله] بهبودي. يبدأ الكتاب، كما يعرفه أصدقاء قرّاء الكتاب، بتنشئة و أقارب الإمام الراحل وينتهي بانتصار الثورة الإسلامية في فبراير لعام 1979م .كما يجب بذل جهود حثيثة من إجل إعداد المجلد الثاني لكتاب السيد بهبودي حول إنتصار الثورة الإسلامية حتي رحيل الإمام (رحمة الله تعالي عليه).

إنّ هذا الكتاب سيرة ذاتية في سياق الثورة الإسلامية هو عمل قيم وجدير بالاهتمام، لكن وللأسف هناك أسباب مزمنة تتعلق بالماضي و تعتبر أبدية حيث أن أحداث الأيام تسببت بأن يكون كتاب (الف لام) الإمام الخميني و منذ طبعه ونشره لم يأخذ مجراه كما يجب بين كافة شرائح المجتمع.

أشكر السيد بهبودي مؤلف هذا العمل العظيم علي هذا النجاح العظيم كما أهنئ السيد [حجة الإسلام أحمد] الخزاعي على جهودهم الفعالة والمثمرة التي تمكنت من القيام بهذا العمل العظيم. والسلام عليكم و رحمة الله وبركاته [1]

----------------------------------

[1] تم تقديم هذا العمل لموقع تاريخ إيران الشفهي بجهود صاحب الكلمة السيد عليرضا كمري ، الباحث في مجال التاريخ و الأدب . ويستند رسم خط النص أيضا على رغبته في نشر أعماله. عبّر السيد علي رضا كمري، عن هذا  الخطاب في إزاحة الستار عن نشر كتاب (الف لام خميني»  كتب هذا الكتاب السيد هدايت الله رضائي ونشره معهد دراسات الأبحاث السياسية وكُشف النقاب عنه يوم الإثنين المصادف 13 آغوست لعام 2018م في قاعة مؤتمرات معهد الفن والهندسة المعمارية.

النصّ الفارسي