فوق سماء ميمك ـ 6

مذكرات الملازم أول طيار أحمد كروندي

إعداد: حجة شاه محمدة
ترجمة: هادي سالمي

2021-3-13


2ـ شياكوه

كان شياكوه في أيدي العراقيين وبتواجدهم بسطوا سيطرتهم علي المنطقة برمتها. كانت عملية إعادة تحريرها أيضاً غير ناجحة. كنت أنا والشهيد يحيى شمشاديان متمركزين في منطقة سربل ذهاب لتنفيذ عملية. مرت حوالي تسعة أيام ونحن في الخنادق الترابية دون أي عمليات. كما تتحول إستراحتنا بين الحين والآخر إلى خوف وقلق من القصف العنيف للطائرات العراقية.

كانت ليلة 11 سبتمبر عام 1981م عندما اتصل بي يحيى للذهاب إلى غرفة التوجيه مع الملازم صفر بايخان للعملية القادمة. كنت سعيداً لأنّ العملية كانت على وشك أن تتم أخيراً بعد وقت طويل. داخل غرفة التوجيه كان هناك أحد عناصر لواء القوات الخاصة "ذو الفقار" جالساً على كرسي له هيبة خاصة، وعندما وصلنا قام وصافحنا واستقبلنا.

تم وضع خطة العملية على الحائط. وقال ضابط من لواء ذو ​​الفقار كان متواجداً في الغرفة أثناء تقديم معلومات عن العملية: "هناك هجوم جار لتحرير شياكوه، ولواءنا مسؤول عن هذه العملية". بحسب المعلومات المقدمة، فإنّ وجود هذه النقطة الإستراتيجية للعراق في منطقة كيلان غرب قد خلق مشاكل للقوات المتمركزة في المنطقة، والتي يجب علينا التحرك لتحريرها في أسرع وقت ممكن".

كان من المفترض أن تبدأ قوات لواء ذو ​​الفقار العملية بالتقدم من المنحدرات الشرقية إلى القمة، وعندما تكون في الوضع الصحيح تقوم طائرات الهليكوبتر التابعة لسلاح الجو بالتحرك. في 13 ديسمبر بدأنا العملية بعد إبلاغنا بانسحاب القوات المذكورة أعلاه من تلك المرتفعات.

يحيى كالعادة سار باتجاه المروحية قوياً وصامداً وتبعته. على الكرسي الذي جلست عليه، أدرت رأسي وقلت: "أخيراً، بعد أيام قليلة من البطالة، حصلنا على وظيفة اليوم".

شدّ يحيى أحزمة مقاعده ولبس خوذته وقال: "لا بأس أن يعطوننا مهمة، نحن لا نخلق لأنفسنا مشكلة، وهي مأساة".

انطلق المحرك بصوت عالٍ. بدت المهمة بسيطة. يمكن للقوات البرية بسهولة التغلب على شياكوه بعد هجومنا الأول. على ما يبدو، لم يكن لدى العراق الكثير من القوات في قمة شياكوه. لذلك، كنت سعيداً بنجاح العملية - في الساعات الأولى من ـ إطلاقها.

ـ انهض يا أحمد حتى أتمكن من ضبط الترددات عبر الراديو.

عندما سمعت صوت يحيى، حلقت بالمروحية من الأرض وتوجهت إلى شياكوه. رسالة سمعتها في الراديو أعلنت وجود طائرتين.

كان الجزء الغربي من شياكوه في أيدي العراقيين بشكل كامل، الذين تمكنوا بسهولة من الاستعداد لأيّ نوع من الهجمات من حدود "سارتنان" في شمال المنطقة، وكذلك من الجزء الجنوبي، بالاعتماد على مرتفعات شياكوه. قدمنا ​​إمكانية الهجوم في الأيام القليلة المقبلة. لهذا السبب كان علينا أن نسيطر علي هذه النقطة الحيوية قبل أي عملية يقوم بها العراقيون. خلاف ذلك، سيتم توسيع نطاق الصراع إلى حدود كيلان غرب.

بدأنا الجولة الأولى من الرحلة من الجزء الشرقي لشياكوه، وخلال هذه الفترة قمنا باستطلاع وجيز، وبالتنسيق مع الطائرتين الأخريين، أخذنا الاستعداد للهجوم. وقال يحيى للطائرة الأخرى عبر الراديو بينما كان يشرف علي الرحلة: "يا سيد صفر، انطلقوا وأشعلوا النار، دعونا نرى ما سيحدث. لا أرى أحدا".

 عليكم أن تراقبونا.

حلق صفر بطائرته بالسرعة التي يريدها وأطلق عدة صواريخ اعتقدنا أنها استهدفت مناطق حساسة، لكن لم يحدث شيء. كان الأمر كما لو لم يكن هناك أحد. فوجئت بعدم وجود رد فعل من العراقيين. استدار صفر إلى اليمين وابتعد عن تلك النقاط. لكنه لم يكن بعيداً عن قمة الجبل عندما اندلعت نيران هائلة. ضغطت بسرعة على مفتاح الراديو واتصلت بصفر، وقلت: "أسرع يا صفر، أطلق النار من خلفك."

سقطت عدة قذائف هاون ومدافع على الأرض حوالي صفر. في هذه الحالة، تضيع طائرته المروحية في بعض الأحيان وسط دخان وغبار الانفجارات المتتالية، لكنه تمكن أخيراً من العودة بأمان إلى الجزء الخلفي من الخط. لم نكن نعرف من أي منطقة تم استهدافنا. ولكن مهما كان، أظهر أنه على الرغم مما اعتقدنا، كانت قوات كثيفة تحمي شياكوه.

يحيى وصفر، على اتصال، تبادلا خطة العملية القادمة بشكلرمزي،  وتقرر أن نهاجم نفس النقاط من اتجاه آخر - بينما نطلق النار بدقة. حتى ذلك الحين، كنت أركز في الغالب على الدبابات العراقية وناقلات الأفراد والخنادق - بكاميرا - وتتبعت منطقة شياكوه بأكملها. لكنني لم أجد أي شيء يمكن أن يكون هدفاً لصواريخي. في عدة مناسبات، شعرنا بنيران كثيفة خلفنا فقط عندما حاولنا مغادرة المنطقة.

النصّ الفارسي



 
عدد الزوار: 2168


التعليقات

 
الاسم:
البريد الإلكتروني:
التعليق:
 
نبذة من مذكرات ايران ترابي

تجهيز مستشفى سوسنگرد

وصلنا إلى سوسنگرد قُبَيل الظهر. كان اليوم الثالث عشر من تشرين الأول عام 1980. لم يكن أمرها مختلفًا عن أهواز بل كانت أمرّ حالًا منها. كان قد غمرها التراب والدمار. وقد خلت من أهلها إلا ما ندر. كما أعلنت منظمّة الهلال الأحمر في أهواز، كانت لا تزال المدينة في متناول قصف العدو، ولم يأمن جانب منها من وطء القذائف والقنابل. لقد أوصلنا أنفسنا إلى مستشفى المدينة بسرعة. ما زال بابها ولوحتها سالمَين. تتقدّم المستشفى ساحة كبيرة قد حُرِث جانب منها. كأنها قد هُيّئت قبل الحرب لزرع الفسائل والزهور.

التاريخ الشفهي للدفاع المقدس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي

الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان)
لقد صدر عن حرس الثورة الإسلامية ومركز الوثائق والدراسات للدفاع المقدّس في عام 1401 ه.ش. كتابُ التاريخ الشفهي للدفاع المقدّس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي، تحت عنوان الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان) وبجهود يحيى نيازي. تصميم الغلاف يحاكي مجموعة الروايات التاريخية الشفهية للدفاع المقدس الصادرة عن هذا المركز. إذ قد اختار هذا المركز تصميمًا موحّدًا لأغلفة جميع كتب التاريخ الشفهي للدفاع المقدس مع تغيير في اللون، ليعين القارئ على أن يجدها ويختارها.
أربعون ذكرى من ساعة أسر المجاهدين الإيرانيّين

صيفُ عامِ 1990

صدر كتاب صيف عام 1990، بقلم مرتضى سرهنگي من دار سورة للنشر في سنة 1401ش. وبـ 1250 نسخة وبسعر 94 ألف تومان في 324 صفحة. لون غلاف الكتاب يحاكي لون لباس المجاهدين، ولون عنوان الكتاب يوحي إلى صفار الصيف. لُصِقت إلى جانب عنوان الكتاب صورة قديمة مطوية من جانب ومخروقة من جانب آخر وهي صورة مقاتلَين يسيران في طريق، أحدهما مسلّح يمشي خلف الآخر، والآخر يمشي أمامه رافعًا يديه مستسلمًا.
الدكتور أبو الفضل حسن آبادي

أطروحات وبرامج التاريخ الشفوي في "آستان القدس الرضوي"

أشار رئيس مركز الوثائق والمطبوعات لآستان قدس الرضوي، إلى أطروحات "تاريخ الوقف والنذور الشفهي" و"تاريخ القراءات القديمة في الحرم الشفوية" وعلى أنها أحدث المشاريع للمركز وقال: "إنّ تسجيل تاريخ الموقوفات لآستان قدس الرضوي الشفوي في عدّة مدن، هو مشروع طويل المدة. وتأسس مؤخرا قسم الدراسات للقراءت في مركز الوثائق وهو ضمن مجموعة مركز الدراسات". وفي حواره مع موقوع التاريخ الشفوي الإيراني قال الدكتور أبو الفضل حسن آبادي، شارحا برامج المركز:
مكتبة الذكريات

"أدعو لي كي لا أنقص"،"في فخّ الكوملة" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة"

سوف تتعرفون في هذا النص، على ثلاثة كتب صدرت عن محافظتين في إيران: " أدعو لي كي لا أنقص: الشهيد عباس نجفي برواية زوجته وآخرين" من المحافظة المركزية وأيضاً كتابي "في فخّ الكوملة: ذكريات محمد أمين غفار بور الشفهية" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة" وهي ذكريات أمين علي بور الشفهية" من محافظة كيلان. إثنان من المعلّمين ألّفـت السيدة مريم طالبي كتاب "أدعو لي كي لا أنقص". يحتوي الكتاب علي 272 صفحة وثلاثة عشر فصل، حيث تم إنتاجه في مكتب الثقافة